توّج،
أمس، منتخب مصر بلقب الطبعة السابعة والعشرين لكأس أمم إفريقيا، بعد فوزه
على منتخب غانا بهدف دون رد، من تسجيل محمّد ناجي جدّو في الدقيقة 85، فوق
أرضية ملعب 11 نوفمبر بلواندا عاصمة أنغولا.
يمكن القول إن المنتخب المصري سرق التاج القاري من شبّان غانا الذين
كانوا الأفضل على الإطلاق طيلة التسعين دقيقة من المباراة، وقدّموا درسا
في كرة القدم لمنتخب تعوّد على تحقيق الانتصارات العريضة بدعم واضح من
الحكّام، ما مكّن ''الفراعنة'' من تخطّي عقبة منافسيهم دون أي مشكل.
وبدا واضحا، خلال المباراة النهائية أمس، بأن فضيحة نصف النهائي بين
الجزائر ومصر التي تألّق خلالها الحكم البينيني كوفي كوجيا في نصف
النهائي، زادت من حدّة الضغط على الحكم المالي كومان كوليبالي، الذي لم
يكن قادرا على ارتكاب أخطاء، ما جعل منتخب مصر يظهر بوجهه الحقيقي الضعيف،
حين يلعب تحت إدارة حكم عادل، ولولا الفرصة الوحيدة التي أثمرت هدفا بعد
خطأ في المراقبة، لما تمكّن ''الفراعنة'' من تحقيق هدفهم ونيل التاج
الثالث لهم على التوالي الذي يضاف إلى تتويجات سابقة ببصمات حكّام
منحازين. وكان منتخب مصر، أمام الخطر الغاني الدائم، يسعى جاهدا لـ
''قتل'' الوقت، حتى يجبر ''النجوم السوداء'' على الاحتكام للوقت الإضافي
وربما لضربات الترجيح. وادّعى لاعبوه الإصابات في كل مناسبة بعدما تعدّدت
الأخطاء الدفاعية التي كادت أن تثمر أهدافا لمنتخب غانا، لولا نقص خبرة
لاعبيه الشبّان.
مصر احتفظت بتاجها ''المسروق'' من منتخبات إفريقية أكثر منها قوة على غرار
الكاميرون والجزائر وغانا، مثلما سرقته بأرضها عام 2006، وحققت مكاسب
رياضية بعيدا عن أرضية الميدان. وهي الآن تفرح قاريا لأنها تتحكّم في
دواليب تسيير الكرة القارية، غير أنها لن تعرف طريق الفرحة على المستوى
العالمي، لأن ''الفيفا'' ليست ''الكاف''، ومنافسة كأس العالم تمنح
الأفضلية للمنتخبات الأكثر قوة فوق أرضية الميدان ولا شيء غير ذلك. وهو ما
يجعل من وجود منتخبات: الجزائر وغانا والكاميرون وكوت ديفوار ونيجيريا في
المونديال هو المنطق والمعيار الحقيقي لقياس قوة ومستوى وقيمة المنتخبات
الإفريقية قاريا ودوليا، وليس المنافسة الإفريقية التي يكون فيها الحكم هو
المعيار الأول والأخير لتحديد من يتوّج باللّقب، لكن ليس بالضرورة أن يكون
الأحسن والأفضل فنيا ورياضيا.