منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionnewذكرأديان العرب في الجاهلية

more_horiz
كانت النصرانية في ربيعة وغسان وبعض قضاعة . وكانت اليهودية في نمير وبني كنانة ، وبني الحرث بن كعب ، وكندة . وكانت المجوسية في بني تميم منهم زرارة ابن عدي ، وابنه علي ، وكان تزوج ابنته ثم ندم ، ومنهم الأقرع بن حابس كان مجوسيًّا . وكانت الزندقة في قريش أخذوها من الجزيرة . وكانت بنو حنيفة اتخذوا في الجاهلية صنمًا من حيْسٍ (1) فعبدوه دهرًا طويلاً ثم أدركتهم مجاعة فأكلوه . وقد قيل : إن أول مَنْ غير الحنيفية عمرو بن لحي أبو خزاعة ، وهو أنه رحل إلى الشام فرأى العماليق يعبدون الأصنام فأعجبه ذلك . فقال : ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدونها ؟ قالوا : هذه أصنام نستمطرها فتمطرنا ، ونستنصرها فتنصرنا . فقال : أعطوني منها صنمًا أسير به إلى أرض العرب فيعبدونه . فأعطوه صنمًا يقال له هبل فقدم به مكة فنصبه ، وأمر الناس بعبادته وتعظيمه .

وقيل : إن أول ما كانت عبادة الأحجار في بني إسماعيل ، وسبب ذلك أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن منهم ، حتى ضاقت عليهم ، وتفرقوا في البلاد ؛ وما من أحد إلا حمل معه حجرًا من حجارة الحرم تعظيمًا للحرم فحيثما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة ، وأفضى ذلك بهم إلى أن عبدوا ما استحسنوه من الحجارة ، ثم خلفت الخلوف ، ونسوا ما كانوا عليه من دين إسماعيل فعبدوا الأوثان وصاروا إلى ما كانت عليه الأمم قبلهم من الضلال .

وكانت قريش قد اتخذت صنمًا على بئر في جوف الكعبة ، يقال له : هبل . وأيضًا اتخذوا إسافًا ونائلة على موضع زمزم فينحرون عندها ويطعمون . وكان إساف ونائلة رجلاً وامرأة فوقع إساف على نائلة في الكعبة فمسخهما الله حجرين .

واتخذ أهل كل دار في دارهم صنمًا يعبدونه ، فإذا أراد الرجل سفرًا تمسح به حين يركب ، وكان ذلك آخر ما يصنع إذا توجه إلى سفره . وإذا قدم من سفره بدأ به قبل أن يدخل إلى أهله ، واتخذت العرب الأصنام وانهمكوا على عبادتها ، وكانت لقريش وبني كنانة : العزّى وكان حجابها بني شيبة وكانت اللات لثقيف بالطائف ، وكان حجابها بني مغيث من ثقيف ، وكانت مناة للأوس والخزرج و من دان بدينهم . وأما يغوث ويعوق ونسر فقيل : إنهم كانوا أسماء أولاد آدم عليه السلام ، وكانوا أتقياء عبادًا ، فمات أحدهم فحزنوا عليه حزنًا شديدًا ، فجاءهم الشيطان وحسّن لهم أن يصوّروا صورته في قبلة مسجدهم ليذكروه إذا نظروا فكرهوا ذلك . فقال : اجعلوه في مؤخر المسجد ، ففعلوا وصوّروه من صفر(2) ورصاص ، ثم مات آخر ففعلوا ذلك إلى أن ماتوا كلهم فصوّروهم هناك وأقام من بعدهم على ذلك إلى أن تركوا الدين ، وحسّن لهم الشيطان عبادة شيء غير الله ، فقالوا له : مَنْ نعبد ؟ قال : آلهتكم المصوّرة في مصلاكم ، فعبدوها ، إلى أن بعث الله نوحًا عليه السلام فنهاهم عن عبادتهم ، فقالوا كما أخبر الله عنهم : } وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا{(3) الآية . ولما عمَّ الطوفانُ الأرضَ طمَّها وعلا عليها التراب زمانًا طويلاً فأخرجها الشيطان لمشركي العرب فعبدوها .

وذكر الواحدي في « الوسيط » أن هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح عليهما السلام فسوّل الشيطان لقومهم بعد موتهم أن يصوّروا صورهم ليكون أنشط لهم وأشوق للعبادة كلما رأوهم ففعلوا ، ثم نشأ بعدهم قوم جهال بالأحوال فحسَّن لهم عبادتها ، وأن من سبقهم من قومهم عبدوها فسموها بأسمائهم .

وقال الواقدي : كان ود على صورة رجل ، و سواع على صورة امرأة ، و يغوث على صورة أسد ، ويعوق على صورة فرس ، ونسر على صورة نسر ، والله تعالى اعلم أيّ ذلك كان .

من كتاب " المستطرف في كل فن مستظرف " للكاتب شهاب الدين محمد الأبشيهى . تحقيق الدكتور مصطفى محمد الذهبي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) - الحيْس : خليط من تمر و دقيق و غيره .

(2) - صفر : نحاس .

(3) - سورة نوح : 23 .

descriptionnewرد: ذكرأديان العرب في الجاهلية

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

descriptionnewرد: ذكرأديان العرب في الجاهلية

more_horiz


بارك الله فيك ليلى على الموضوع
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد