قال
القس كلود باتي، رئيس الفدرالية الفرنسية للكنيسة البروتستانتية، ''طبيعي
جدا أن يتم تأطير الممارسات الدينية في الجزائر''. فيما اغتنم حسن خاطر،
الأمين العام للجبهة الإسلامية والمسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات،
اليوم الأخير للملتقى الدولي حول الممارسة الدينية، للقول بأن الحريات
الدينية تبدأ من حماية القدس.
تواصلت، أمس الخميس، بدار الإمام بالمحمدية، فعاليات الملتقى الدولي حول
''ممارسة الشعائر الدينية حق يكفله الدين والقانون''. وفي يومه الأخير،
قدم المتدخلون وجهات نظر مختلفة ومتباعدة حول الطرق المثلى لمزاولة
الشعائر الدينية لكل مواطن سواء أكان مسلما أو مسيحيا.
وأكدت غابريلا غليل، ممثلة عن وزارة الخارجية الألمانية، أنه رغم مساعي
بلادها إلى تطبيق المساواة بين المسيحيين الكاثوليكيين والبروتستنات الذين
يمثلون 25 مليون لكل فريق، مقابل العدد نفسه بالنسبة للذين لا يدينون بأي
ديانة، إلا أنهم يشكلون اليوم ورقة ضغط هامة في الخريطة السياسية
والاجتماعية الألمانية. أما بالنسبة للمسلمين فقالت غابريلا: ''لحد الآن
الإسلام غير منظم بألمانيا كما هو الشأن بالنسبة للمسيحيين أو غيرهم، حتى
أن الأرقام غير مضبوطة بخصوص المسلمين الذين قد يصلون إلى 4 ملايين،
معظمهم أتراك أو عرب من جنسية مغربية تحديدا، فيما لا يشكل التواجد
الجزائري سوى 20 ألف فرد فقط''.
وكشفت المتحدثة ذاتها، بأن نشاط الجمعيات المسلمة ببلادها يوجد بيد
الأتراك الذين يسيرون شؤون أئمتهم ومساجدهم المنتشرة هنا وهناك، لتؤكد في
هذا الباب: ''ثمة تفكير جاد من الآن فصاعدا في تنظيم المشهد الإسلامي
عندنا''.
ومن جهته ذهب الأستاذ طاهر الدين عماري، من جامعة تيزي وزو إلى الحديث عن
نفس المفارقات، ولكن في أمريكا التي تدعي الديمقراطية والتفتح، حيث يجبر
التلاميذ على تطبيق بعض الشعائر البروتستانتية كالصلاة الصباحية، وتدريس
الإنجيل، ووضع بعض الرموز الدينية وغيرها من أشكال التعبير التي لا تأخذ
في الحسبان تواجد مسلمين بينهم.
ولم يلب عمر ارزقي، مدير الشؤون القانونية بوزارة الشؤون الدينية، من
جهته، رغبة الحضور في التعرف على حيثيات قانون 2006، حين اكتفى بقراءة بعض
مواده العودة إلى أخرى سبقتها عبر التطور التاريخي للدستور الجزائري،
مكتفيا بتعليق وحيد مفاده: ''إن قانون 2006 لم يأت لتضييق الحريات كما
يزعم البعض ممن يطالب بإلغائه، بقدر ما جاء لكي ينظم المشهد الديني في
الجزائر''.
وكان القس كلود باتي، رئيس الفيدرالية الفرنسية للكنيسة البروتستانتية،
واضحا في أقواله حين قال: ''لن يتطور حوار الديانات إلا بوجود الشعور
بالإعجاب والصداقة المتبادلة، ولست أمانع أن يتم تأطير هذا الحوار
والممارسة بقوانين وضعية، لكن لابد أن يتم الحوار وفق شروط واضحة تبدأ من
عدم إجبار الآخر على اعتناق دين الآخر''.
ولدى تناوله الكلمة، كذب حسن خاطر، الأمين العام للجبهة الإسلامية
والمسيحية للدفاع عن القدس والمقدسات، ما ذهب إليه فرانشيسكو باندرين،
مدير المركز العالمي للتراث، حين أعلن من الجزائر، منذ أسابيع قليلة، أن
القدس لا تواجه أي خطر، وذلك بعد زيارة ميدانية قادت باندرين إلى فلسطين،
وهو ما دفع خاطر إلى الرد قائلا: ''إما أنه لا يعرف عن ماذا يتحدث أو أنه
يريد حجب الحقيقة''، في إشارة منه إلى: ''مجموع المساجد المهمة من قبل
الاحتلال الإسرائيلي تجاوزت 1000 مسجد آخرها مساجد غزة، هناك سطو على
المسجد الأقصى واقتطاع جزء كبير منه وتحويله إلى كنيس، كما هو حال المسجد
الإبراهيمي الذي أخذت منه 75بالمئة، ناهيك عن إجبار التفتيش على المصلين
وتحديد فئاتهم العمرية''.