سناء أبو هلال - أيام الرحمات على الأبواب، تنادي وتقول : أيا مسلم أقبل على الله ............. أيام أغلى من الماس، تنتظر منك أن تفتح لها الباب، وتنهل من خيرها ما يكفيك للعام القادم.
يا الله !!!.....
أومسلم في الدنيا ! يستغني عن الخير الوفير، في هذه الأيام الغاليات، ليلهث وراء دنيا زائلة، لن يأخذ منها ذرة من مادة أو جاه أو حتى حفنة تراب !!......
أيام تقول لك : يا من تريد أن يستجيب الله لك..... هلم الآن ...... هلم الآن .....
ارفع يديك لله، نادي عليه بصوت الملتجأ، قل له: يا الله: أتيتك تائبا ومن يغفر الذنوب إلا أنت، فان قصرت في رمضان، فها هي رحماتك تنشر في أرجاء الأرض، قل له يا رب اجعل لي من صفقة الماس هذه نصيبا ..... فأنت الذي ترزق بغير حساب .....
كم من عزيز علينا شهد رمضان معنا، وهو الآن في عالم البرزخ، لا يعلم حاله إلا الله، ولم يكتب له أن يحيا هذه الأيام، وأنت تحيى الآن معنا ، والموت تخطاك إلى غيرك ، لترزق بركة هذه الأيام العظام ، وتستظل في ظل الرحمات .....
يا أيها المقبل على الله.....
أيام العشر من ذي الحجة أيام جليلة، خصها الرحمن بالفضل الواسع وأقسم بها في كتابه العزيز فقال جل في علاه: " والفجر، وليال عشر"
وهي الأيام التي أكمل الله بها الدين لحبيبه محمد " صلى الله عليه وسلم، وذلك في قوله تعالى " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا "
وأثنى عليها الحبيب محمد " صلى الله عليه وسلم " فقال " ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام " يعني أيام العشر " قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال : ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء "
فلا تجعل هذه الأيام تمر هكذا كسائر الأيام......
تذكر: أن جبال الحسنات التي ستضاعف لك بإذن الله في هذه الأيام، هي أغلى من الماس.........
فالحسنة تضاعف إلى عشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف .......
أدرك ركب الذاكرين الذين تربعت أسماؤهم وأرواحهم في الجنان، في هذه الأيام، وخذ لنفسك إجازة طويلة عن إشغال اللسان بسفا سف الدنيا ،واحرص على الاستغفار ، والتفنن بالعبادات ، وانهل من زاد الحسنات ، فانه وفير في هذه الأيام ......
وقم مع أولئك القائمين في الليالي، وتذكر بأنك نمت في دنياك كثيرا ، وستنام في بيتك الثاني أكثر ، فاجعل نومك فيه مريحا ، وتجهز له ، وأكثر من مئونتك ، فالحياة فيه طويلة إلى ما شاء الله ......
واجعل لك ختمة في هذه الأيام ، تتدبر بها كتاب الله ، وترتل الآيات وترتقي في الدرجات ........
وابسط يدك بالنهار وأكرم اليتيم والمحتاج والمسكين ، ولا تنهر سائلا ، وأغث الملهوف ، واقض حوائج الناس ، واعمل بجد وإخلاص ، حتى يستجيب الله لك دعاء ك في الليل ، ويتوب عليك من ذنوبك ، فتخرج من هذه الأيام تماما كالحاج الذي غفر الله له ذنبه فرجع كيوم ولدته أمه ........
عندها تكون صفقة الماس في جعبتك، والعيد , وفرحة العيد من نصيبك ، وجمال الروح، واشراقة المحيا ، ومحبة الناس ، من نصيبك أنت، .... فهلم وأقبل على الله، وادع الله بلسان الشاكر لله، أن جعلك تعيش هذه الأيام.......
وأقول لمن بلغه الله الحج هذا العام: هنيئا لك ولا تنسانا من الدعاء...