بنت
حواء في غزوة بلد فارس
جاءت
كاتبة الدولة الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى جزيرة العرب تجنّد قوم
المنطقة من أجل فرض الطوق على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وبعد
لقائها بالمسؤولين الملثّمين استبعدت الضربة العسكرية ضد بلد فارس لكنها
انتقدت النظام ''الدكتاتوري''، كما قالت، بصب جام غضبها على الموالي
واحتفظت بحق فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.
قد تبدأ العقوبات بالوقود لتمتد إلى التغذية والأدوية واللوازم الحيوية كما
فعلت أمريكا مع العراق من 1991 حتى الاحتلال في 2003 ومع ليبيا بعد قضية
لوكربي ومع سوريا الأسد الأب ومع السودان... والقائمة طويلة. لكن الحظر
المفروض على العراق كان هو الأعنف.
نذكر كيف كان نظام صدام حسين يتلاشى يوما بعد يوم من سياسة ''البترول مقابل
الغذاء''، أخذ شكل التجويع للأطفال وتوقيف المؤسسات المنتجة ونقص في
الأدوية وتعطيل شبكات المياه والكهرباء. فانتشرت الأمراض بشكل واسع في بلد
الرافدين وضعُف النظام. ثم قطفت أمريكا رأس صدام كما تقطف حبة التين بعد
نضجها. ولم نشهد لا مقاومة ولا معارك، كما توعد صدام قبل الغزو، بل وضعوا
السلاح وذابوا في الطبيعة في وقت كانت الضفادع البيضاء تفكك تمثال صدام.
وانتقم الناقمون من الرئيس المخلوع. نفس السيناريو قد يتكرّر مع نظام
الموالي في إيران، بل جل المؤشرات تؤكد ذلك... إذ جاءت الشقراء، من قوم
عيسى، بطلاسم وسحر أبهر العرب. فخاطبتهم بالكلام الذين يريدون سماعه. لم
تتجرأ على الدعوة إلى الحرب، حرب على بلد مسلم مثلهم، كما كانت تفعل
الزنجية رايس قبلها في غزوات العراق وبلد الأفغان. فسماحة الشقراء أرحم
وبهاؤها يسحر. لذا صفق لها العرب وهلّلوا لأن الجار المجنون لا يتركهم
ينامون في سباتهم العميق ولا يتركهم يفرحون ولا يمرحون. من الصبح حتى
المساء يتحدث عن الحرب والموت ويتوعد إسرائيل البعيدة كل البعد عن
انشغالاتهم اليومية. وعندما سألتها طالبة سعودية عن النووي الإسرائيلي
تحدثت عن إيران التي تقول إن'' البرنامج سلمي''. إن إيران ستواجه الأيام
العجاف لا محالة. بحكم الهيمنة الأمريكية والتحريض الإسرائيلي المتواصل
سيُفرض عليه الحظر البشع لإركاعه حتى الموت. قد يمسك بشعرة رفيعة اسمها
الصين، إذا استقبل أوباما الدلاي لاما، كما وعد. قد تمد الصين يد العون
لإيران لإزعاج أمريكا وليس حبا في إيران. وهذا ليس بقليل.
حواء في غزوة بلد فارس
جاءت
كاتبة الدولة الأمريكية، هيلاري كلينتون، إلى جزيرة العرب تجنّد قوم
المنطقة من أجل فرض الطوق على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. وبعد
لقائها بالمسؤولين الملثّمين استبعدت الضربة العسكرية ضد بلد فارس لكنها
انتقدت النظام ''الدكتاتوري''، كما قالت، بصب جام غضبها على الموالي
واحتفظت بحق فرض العقوبات الاقتصادية على إيران.
قد تبدأ العقوبات بالوقود لتمتد إلى التغذية والأدوية واللوازم الحيوية كما
فعلت أمريكا مع العراق من 1991 حتى الاحتلال في 2003 ومع ليبيا بعد قضية
لوكربي ومع سوريا الأسد الأب ومع السودان... والقائمة طويلة. لكن الحظر
المفروض على العراق كان هو الأعنف.
نذكر كيف كان نظام صدام حسين يتلاشى يوما بعد يوم من سياسة ''البترول مقابل
الغذاء''، أخذ شكل التجويع للأطفال وتوقيف المؤسسات المنتجة ونقص في
الأدوية وتعطيل شبكات المياه والكهرباء. فانتشرت الأمراض بشكل واسع في بلد
الرافدين وضعُف النظام. ثم قطفت أمريكا رأس صدام كما تقطف حبة التين بعد
نضجها. ولم نشهد لا مقاومة ولا معارك، كما توعد صدام قبل الغزو، بل وضعوا
السلاح وذابوا في الطبيعة في وقت كانت الضفادع البيضاء تفكك تمثال صدام.
وانتقم الناقمون من الرئيس المخلوع. نفس السيناريو قد يتكرّر مع نظام
الموالي في إيران، بل جل المؤشرات تؤكد ذلك... إذ جاءت الشقراء، من قوم
عيسى، بطلاسم وسحر أبهر العرب. فخاطبتهم بالكلام الذين يريدون سماعه. لم
تتجرأ على الدعوة إلى الحرب، حرب على بلد مسلم مثلهم، كما كانت تفعل
الزنجية رايس قبلها في غزوات العراق وبلد الأفغان. فسماحة الشقراء أرحم
وبهاؤها يسحر. لذا صفق لها العرب وهلّلوا لأن الجار المجنون لا يتركهم
ينامون في سباتهم العميق ولا يتركهم يفرحون ولا يمرحون. من الصبح حتى
المساء يتحدث عن الحرب والموت ويتوعد إسرائيل البعيدة كل البعد عن
انشغالاتهم اليومية. وعندما سألتها طالبة سعودية عن النووي الإسرائيلي
تحدثت عن إيران التي تقول إن'' البرنامج سلمي''. إن إيران ستواجه الأيام
العجاف لا محالة. بحكم الهيمنة الأمريكية والتحريض الإسرائيلي المتواصل
سيُفرض عليه الحظر البشع لإركاعه حتى الموت. قد يمسك بشعرة رفيعة اسمها
الصين، إذا استقبل أوباما الدلاي لاما، كما وعد. قد تمد الصين يد العون
لإيران لإزعاج أمريكا وليس حبا في إيران. وهذا ليس بقليل.