أنصفت قرعة تصفيات الدورة الـ 28 لكأس أمم
إفريقيا 2012 بغينيا الاستوائية والغابون، الجزائر إلى حد بعيد، ويقرّ
غالبية الخبراء أنّ المنتخب الوطني لكرة القدم هو المرشح الأقوى لكسب مقعد
الصدارة شريطة التفاوض الجيد في المقابلات الست، بما يجعل حظوظ الخضر وفيرة
في بلوغ النهائيات للمرة الرابعة عشر في تاريخهم.
وضمت المجموعة الرابعة إلى جانب الجزائر،
كل من المغرب، تانزانيا، وإفريقيا الوسطى، وهم منافسون على تباين
مستوياتهم، سيكون بالإمكان تجاوز عقباتهم نظريا ، لكن نجوم الجزائر
البارزين على غرار علي فرقاني، جمال مناد والأخضر بلومي تماما مثل المدرب
الوطني المساعد “زهير جلول” يشددون على ضرورة توخي الحذر خصوصا مع الجار
المغربي، وكذا تانزانيا وإفريقيا الوسطى رغم أنّ كلاهما يفتقدان إلى تاريخ
كروي ذا بال.
داربي واعد بين الجزائر والمغرب
لعلّ كل الأنظار ستتجه بشكل مباشر إلى
المنتخب المغربي الشقيق الذي تراجع مستواه بشكل لافت خلال السنتين
الأخيريتين، رغم امتلاكه عديد الفرديات وعلى رأسهم “مروان الشمّاخ” هداف
نادي بوردو الفرنسي، ويوسف حجي وعادل تعرابت وغيرهم من أسود الأطلس.
وسيسعى المغاربة لتجاوز عثرتهم المزدوجة
وإقصاءهم المبكّر من كأسي إفريقيا والعالم 2010، ولن يتسنّ لهم ذلك إلاّ
بالتنافس بقوة على جواز المرور إلى ليبرفيل وبيساو، بيد أنّ مهمة بطل
إفريقيا سنة 1976 ووصيف البطل سنة 2004، ستكون صعبة أمام منتخب جزائري عاد
بقوة خلال العام الأخير ومرشح لأن يكون الحصان الأسود لكأس العالم بجنوب
إفريقيا بعد أربعة أشهر من الآن.
ويُتوقع أن يكون هذا الداربي التقليدي
المتجدد بين الجزائر والمغرب قمة في الإثارة والحماس، سواء اللقاء الأول –
الثالث برسم مواجهات المجموعة – الذي سيكون بالجزائر بين 25 و27 مارس
2011، وكذا مقابلة العودة بالمغرب من 3 إلى 5 جوان من العام ذاته.
وكما عودتنا لقاءات الجزائر والمغرب،
سيكون الرهان مفتوحا ومشرّعا على كل الاحتمالات، لكن الأكيد أنّ عناصر
الفرجة والاستعراض والروح الرياضية ستكون حاضرة بين منتخبين يجيدان كرة
القدم.
وبلغة الأرقام، سبق للجزائر والمغرب أن
التقيا في 27 مباراة على مدار ربع قرن، ويبدو التكافؤ واضحا بين محاربي
الصحراء وأسود الأطلس، حيث فازت الجزائر في تسع لقاءات، وخسرت في ثمانية،
في حين تعادلت في عشرة أخرى، وبعد فترة السبعينيات والثمانينيات التي شهدت
سيطرة جزائرية، كانت أبرزها الفوز الساحق لرفاق بلومي وبن ساولة في مقابلتي
الدور الأخير للألعاب الأولمبية بموسكو 1980، أين فاز الخضر ذهابا بالدار
البيضاء (5 – 1)، وبالجزائر ( 3 – 0).
لكن الغلبة منذ افتتاح القرن الحالي تصب
في مصلحة المغاربة الذين كسبوا مواجهتي الجزائر برسم تصفيات مونديال 2002،
بالنتيجة ذاتها (2 – 1) ذهابا وإيابا، كما نجح أشبال بادو زاكي في الإطاحة
بتلاميذ سعدان في ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم بتونس 2004، حيث فاز المغرب 3
– 1 بعد الوقت الإضافي، بأهداف حملت تواقيع الشماخ، الزايري وحجي، فيما
سجّل للجزائر عبد المالك شرّاد برأسية رائعة آنذاك.
تانزانيا منتخب متواضع يخفي
مهارات
خلافا لما يذهب إليه البعض من أنّ
المنتخب التانزاني هو لقمة سائغة، سيكون لهذا الفريق البرتقالي شأن كبير في
قادم الأيام، خصوصا مع اتجاه معظم اللاعبين التانزانيين إلى عالم
الاحتراف، ولعبهم في بطولات إسبانيا، إيطاليا وهولندا، فضلا عن نجوم نادي
“يونغ أفريكانز” بطل تانزانيا.
وإذا كان منتخب تانزانيا لم يتأهل بتاتا
إلى نهائيات كأس إفريقيا منذ تأسيسها سنة 1957 بالسودان، فإنّ التحدي سيكون
مضاعفا هذه المرة للتواجد ضمن الكبار، وذلك يقتضي أخذ المنافس التانزاني
بحزم وعدم التهاون معه، سواء في أولى مقابلات التصفيات بالجزائر، إضافة إلى
اللقاء ما قبل الأخير برسم المشوار التصفوي في دار السلام.
وتمكّن منتخب تانزانيا قبل شهر من هزم
منتخب الكويت على أرضه وبين جماهيره بـ(3 – 1)، كما خسر التانزانيون
بخماسية أمام المصريين قبل أربعة أشهر بمدينة أسوان، لكنهم أبانوا حينها عن
إمكانات هائلة في صورة نجمهم “ماكاسي” الذي خادع الحضري قذيفة صاروخية
آنذاك أمام دهشة الفراعنة.
إفريقيا الوسطى .. مجهول مرشح
لخلط الأوراق
يعدّ منتخب إفريقيا الوسطى على الورق أضعف
حلقة في المجموعة الرابعة، لكن كرة القدم عودّتنا دائما على المفاجآت التي
كثيرا ما تفجرها المنتخبات المجهولة، ومنتخب إفريقيا الوسطى قد لا يشذ عن
هذه القاعدة، وحتى يأخذ الجزائريون فكرة بسيطة عن الكرة في إفريقيا الوسطى،
نعود بهم إلى تاريخي 9 و22 ماي 1994، حينما التقى نادي مولودية وهران
بفريق “أ ف سي بانغي” من إفريقيا الوسطى، وانتهت مقابلة الذهاب التي
احتضنها ملعب العقيد لطفي بتلمسان بنتيجة غريبة ( 7 – 4)، حيث سجّل مهاجمو
نادي بانغي أربع إصابات خلال الشوط الثاني، بفعل الاستخفاف الذي طبع أداء
زملاء بلومي وتلمساني آنذاك، قبل أن يتداركوا الموقف في لقاء العودة ببانغي
ويعودوا بالفوز (2 – 0)، لذا يتعيّن على زياني، مطمور، بوقرة أخذ الأمور
بجدية، حتى لا يسقط منتخبنا الوطني في فخ الحسابات.