تحتضن الجزائر اعتبارا من الاثنين القادم
أشغال المنتدى الدولي الأول للجودة، وهو موعد يهتم خلال يومين ببحث سبل
ترقية الجودة لدى النسيج المؤسساتي الوطني، ومراهنة السلطات على ترقية
نوعية المنتجات الوطنية وتنافسية الشركات، من خلال البرنامج الثاني الموسّع
الساري المفعول الذي باشرته أجهزة الدعم العمومية.
وفي لقاء صحفي هذا الأربعاء بمقر الوكالة الوطنية لتطوير المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة، أفادت “سعاد العرباوي” رئيسة لجنة تنظيم هذا المنتدى، أنّ
الأخير سينعقد بالشراكة مع المعهد الوطني للتقييس والوكالة الوطنية لتنمية
الشركات الصغيرة والمتوسطة.
ويشهد الحدث مشاركة كوكبة من الخبراء الوطنيين والدوليين، إضافة إلى ممثلي
جمعيات حماية المستهلك.
ويقول “بلقاسمي جاب الله” مدير الجودة والأمن الصناعي على مستوى وزارة
الصناعة وترقية الاستثمارات في تصريح لـ”موقع الإذاعة الجزائرية”:
وبعدما عرفت الفترة ما بين 2001 و2008
تمكين ما يربو عن الألف شركة من نيل شهادات الجودة “إيزو”، شدّد “محمد شعيب
عيساوي”، المدير العام للمعهد الوطني للتقييس، على عزم الجزائر لجعل
النوعية محورا استراتيجيا يسمح بالارتقاء بعموم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
وتمكينها من البروز دوليا.
ويُرتقب أن يُعنى منتدى الجودة الذي سيُقام بنزل الماركير، بمحاور تتعلق
بتسيير النوعية في إطار برنامج ميدا 2، وكذا الأثر الاقتصادي للتقييس، فضلا
عن خصائص النوعية الشاملة، وما يتصل بها من رهانات ومخاطر، كما سيتطرق
المنتدى إلى المسائل المتعلقة بمفهوم النوعية على غرار برامج التصديق في
العالم وتقييم المطابقة والعلامة والصادرات.
وأكّد “محمد شعيب عيساوي” المدير العام للمعهد الوطني للتقييس، على أهمية
تحسيس المتعاملين الوطنيين بأهمية النوعية، كونها الطريق الأصلح بالنسبة
للشركات الوطنية على أهبة انضمام الجزائر للمنظمة العالمية للتجارة.
وكشف “بلقاسمي جاب الله” أنّ كثير من المؤسسات الوطنية بما فيها المستشفيات
والإدارات تفتقد إلى شهادات “إيزو”، علما أنّ الأخيرة يتم تتوزع على أربعة
أصناف: الجودة (9001)، البيئة والحفاظ على المحيط (14000)، الصحة والأمن
في أماكن العمل (18000)، الإطعام والتغذية (22000)، وهو ما يفرض حسب جاب
الله بذل جهود إضافية، خصوصا وأنّ شهادات الجودة أصبحت مقياسا أساسيا في
مواكبة النمط الدولي بالمعايير المتفق عليها، ومن ثمّ فرض المنتجات
الجزائرية في الخارج ودخول المنافسة بقوة.
منح شهادات “الجودة” عما قريب
لبلديات نموذجية
أعلن “محمد شعيب عيساوي” المدير العام للمعهد الوطني للتقييس، أنّ مصالحه
ستشرع اعتبارا من الثلاثي الثاني للعام الحالي، في منح شهادات “الجودة”
لبلديات ودوائر نموذجية، في نسج على منوال الشقيقة تونس التي أطلقت قبل
فترة تجربتها الفريدة “مواصفة مرحبا”.
وأوضح عيساوي أنّه سيتم إعطاء شهادات في جودة التسيير ستحمل مسمى “مواصفات
حسن الاستقبال” إلى اثنتين أو ثلاث بلديات على مستوى العاصمة، على أن يجري
تعميم الإجراء ليشمل بلديات ودوائر وولايات على مستوى الوطن.
وذكر عيساوي أنّ الغرض من وراء العملية يكمن في تحسين أداء المنظومة
الإدارية وتشجيع مستخدمي مختلف الإدارات على تقديم أفضل الخدمات الإدارية
للمواطنين، واعتبر عيساوي أنّ التسيير الإداري لن تكون مقاييسه في مستوى
عال، ما لم يقترن ذلك بحسن استقبال المواطنين.