[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تمر، اليوم الثالث من مارس، الذكرى الـ53 لاستشهاد
البطل الرمز “العربي بن مهيدي” أحد كبار قادة ثورة التحرير الذي
حيّر فرنسا وجنرالاتها، والذي قال للجلاد بيجار “أمرت فكري بأن لا أقول لكم
شيئا، فلكم الماضي ولنا المستقبل”، ورد عليه السفاح بيجار بعدما فشل في
استنطاقه:”لو كانت لي ثلة من أمثالك يا بن مهيدي لفتحت العالم “.
وخلّد التاريخ بن مهيدي الذي لم يكن
دوار الكواهي بناحية عين مليلة ينتظر في سنة 1923 أن تنجب إحدى الحرائر
الجزائريات ولدا سيسطع نجمه مبكرا في ساحات الجهاد ، لم يكن أحدا يدري أن
ثغره الباسم سيكون أجمل و أخلد بسمة انتصار ، لم يكن بول أوساريس وزبانيته
يدركون أن شمس الحرية ستسطع على محيا ذلك الريفي الصلب الذي قد شرب من صدر
والدته الكريمة العربية الممزوجة بالامازيغية والمتلونة باللغة الفرنسية
ظاهرا وبالولاء للدين والوطن باطنا.
وُلد الشهيد العربي بن مهيدي في عام
1923 و دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة
انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما تحصل على الشهادة
الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع
محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة في 08 ماي
1945 كان الشهيد من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها تحت
الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة.عام 1947. وعند تكوين اللجنة الثورية
للوحدة والعمل في مارس 1954أصبح الشهيد من بين عناصرها البارزين ثم عضوا
فعالا في مجموعة الـ 22 التاريخية.
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة ،وسعى إلى إقناع الجميع
بالمشاركة فيها ، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة “وهران” .
كان الشهيد من بين الذين عملوا لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت
1956، و عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية ، قاد
معركة الجزائر بداية سنة 1956ونهاية 1957. إلى أن أعتقل نهاية شهر فيفري
1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957.
لو قلنا محمد العربي بن مهيدي “أسطورة الثورة الجزائرية” لكنا قد بخسنا
الرجل الشهيد حقه لان محمد العربي بن مهيدي هو “حقيقة ثورية بل حقيقة جهادي
، بل حقيقة فكرية صنعته الأزمة الجزائرية أمة ومجتمع لتلين تلك المآسي
ويحولها وجمع كثير من الأحرار إلى ثورة أحدثت القطيعة الشبه كلية مع الماضي
الاستعماري البخس في فكره وثقافته وفلسفته الحقوقية العنصرية التي كانت
تسوقها يومها وبعدها والى يوم الدين .بطريقة كمن يبيع للناس بعرا في سوق
الدر .
ومن الدرر التي ما كانت لتباع في سوق البعر كما حاولت فرنسا التقليل من
أهمية هذه الثورة سواء في بعدها الإيديولوجي أو العملياتي أو البسيكولوجي
هي هذه المأثورة المشهورة حين نطق بالحكمة مسليا قادة الثورة تسلية مؤيدة
ماسحا من عقولهم المخاوف الاستباقية من نجاح الثورة من عدمها مطمئنا بصيغة
القائد الآمر والناهي والمدرك لعواقب الأمور ” ألقوا بالثورة إلى الشارع
يحتضنها الشعب “. تبرز هنا علاقة الثقة بين القائد وجيشه الذي يكون قد فهم
أخيرا ما يريده مجتمعه فتعامل معه أحيانا بعقلية جنرال حرب وتارة أخرى
بعقلية عالم اجتماع ، و في مقام آخر كعالم نفس حربي بلا وعالم في اقتصاد
الحروب .
ليس هذا ضرب من ضروب الافتخار الإعلامي بالبعد الماضوي لتاريخ هذا العقل
الثوري ، لأنه ليس السهل أيضا أن تنتزع شهادات من ألد أعدائك كالجنرال
الفرنسي بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية
برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل
اغتياله ابتسم البطل لجلاديه ساخرا منهم…..هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد
كما لو أنه قائد له ثم قال ” لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت
العالم “.
إن العودة الى تحليل الخطاب الاستعماري بخصوص شخصية العربي بن مهيدي
ستعطينا حتما موسوعات في الفكر العسكري وتلك مهمة بعض علماء الاجتماع
والنفس والحرب وكل الأكادميين والسياسيين الغيورين على ذاكرتنا الوطنية
وحتى الإعلاميين .
وما يدفعنا الى تبني مثل هذه المشاريع الوطنية الحقة خاصة بعد انفجار فضيحة
التعذيب الاستعماري في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية، عقب نشر
الجنرال بول أوساريس مذكراته ”أجهزة خاصة: الجزائر 1955 ”1957، التي جادت
قواريرها النفسية بدرجات الكره والبغض العرقي والاديولوجي المطبوع
ببراغماتية غابية لا تمت بصلة حتى بما ترفعه إلينا قوانين الحياة الطبيعية
التي يحكمها قانون القوة والحاجة .
هكذا حاولت فرنسا إجهاض الثورة
انكشف بعض الشيئ لما انفجر النقاش المحتدم في فرنسا حول ظاهرة التعذيب في
الجزائر إبان ثورة التحرير في نوفمبر 2000 حينما صرح الجنرال أوساريس في
حوار لجريدة ”لوموند” أنه قام بتعذيب واغتيال وطنيين جزائريين بدون محاكمة
خلال معركة الجزائر.
ومن بين الأعمال القذرة التي قام بها أوساريس، ضلوعه في تصفية مجموعة
فدائية كانت تسمى ”جماعة السيدة الإفريقية”. ويستمر أوساريس في سرد تفاصيل
فظيعة عن عملية التعذيب التي كان يمارسها رفقة رجاله، فكتب ”قليلا ما كان
يبقى على قيد الحياة هؤلاء المساجين الذين يتم استنطاقهم، سواء تكلموا أم
رفضوا الكلام”.
واعترف أوساريس أن فرانسوا متيران وزير العدل آنذاك، كان على علم كامل بما
كان يجري في الجزائر. فأرسل قاض مقرب منه يدعى جان بيرار، كلّفه بمهمة قذرة
تمثلت في إيجاد التغطية اللازمة لتجاوزات الجنرال ماسو والعقيد غودار،
الذي أنشأ لاحقا منظمة الجيش السري الإرهابية ”أو.آ. آس”. وكان بيرار يرسل
تقارير مفصلة ودقيقة لمتيران، ولم يكن يخفى عنه أي شيء.
أوساريس : قتلت العربي بن مهيدي شنقا
ومن بين الاعترافات التي وردت في مذكرات أوساريس، وهزت الرأي العام
الجزائري، تلك المتعلقة بعملية اغتيال العربي بن مهيدي، الذي ألقي عليه
القبض في ليلة 15 إلى 16 فيفري .1957 كان بن مهيدي يشغل منصب عضو لجنة
التنسيق والتنفيذ. وكان يعتبر من قبل الفرنسيين بمثابة رجل الثورة الأول
بعد سجن أحمد بن بلة. ويذكر أوساريس أن العقيد بيجار، الذي ألقى القبض على
بن مهيدي عامله معاملة جيدة، وهو ما لم يرق لأوساريس الذي اعترف أن القاضي
بيرار لمح له بالتخلص من بن مهيدي عبر اغتياله وإبلاغ الرأي العام بأنه
انتحر. وبعد ثلاثة أسابيع، دار حديث بين أوساريس ماسو وترانكييه. اتفق
الثلاثة على أن محاكمة بن مهيدي عبارة عن مسألة غير مرغوب فيها، لأن ذلك
سيؤدي حتما إلى انعكاسات دولية. فاقترح أوساريس التخلص من بن مهيدي قائلا:
”لقد قمنا بتصفية كثير من الفدائيين الذين كانوا ينفّذون أوامر بن مهيدي،
وها نحن الآن محل تردد مدة ثلاثة أسابيع بخصوص مصير هذا الرجل”. فقال
الجنرال ماسو ”لكن بن مهيدي لا يمر هكذا”. فأضاف موجها كلامه لأوساريس
”افعل به ما تشاء”. واعترف أوساريس ”أدركت حينها أنه أصبح بحوزتي الضوء
الأخضر من الحكومة”.
ويسرد أوساريس أنه نقل بن مهيدي إلى مزرعة جنوب الجزائر العاصمة على بعد
خمسين كيلومترا، وهناك عزله في غرفة صغيرة، ثم شنقه بكيفية تحيل إلى أنه
انتحر. فأخذه إلى المستشفى.
وأنهى أوساريس تفاصيل تطرقه لاغتيال بن مهيدي كما يلي ”أصبحنا نستخدم
المزرعة التي اغتيل بها العربي بن مهيدي. وذات مرة طلبت من الكوموندو أن
يقوم بحفر خندق عميق ودفننا فيه عشرين جثة، منها جثة امرأة”.
كما أعطى أوساريس أوامر لجندي مكلف بحراسة المحامي الجزائري علي بومنجل،
تقضي باغتياله. وجّه الجندي ضربة لبومنجل على مستوى الرأس، ثم ألقى به من
الطابق السادس، فأراده ميتا، فعاد عند أوساريس فأخبره أن بومنجل سقط وهو
يحاول الفرار، فمات على الفور.
تمر، اليوم الثالث من مارس، الذكرى الـ53 لاستشهاد
البطل الرمز “العربي بن مهيدي” أحد كبار قادة ثورة التحرير الذي
حيّر فرنسا وجنرالاتها، والذي قال للجلاد بيجار “أمرت فكري بأن لا أقول لكم
شيئا، فلكم الماضي ولنا المستقبل”، ورد عليه السفاح بيجار بعدما فشل في
استنطاقه:”لو كانت لي ثلة من أمثالك يا بن مهيدي لفتحت العالم “.
وخلّد التاريخ بن مهيدي الذي لم يكن
دوار الكواهي بناحية عين مليلة ينتظر في سنة 1923 أن تنجب إحدى الحرائر
الجزائريات ولدا سيسطع نجمه مبكرا في ساحات الجهاد ، لم يكن أحدا يدري أن
ثغره الباسم سيكون أجمل و أخلد بسمة انتصار ، لم يكن بول أوساريس وزبانيته
يدركون أن شمس الحرية ستسطع على محيا ذلك الريفي الصلب الذي قد شرب من صدر
والدته الكريمة العربية الممزوجة بالامازيغية والمتلونة باللغة الفرنسية
ظاهرا وبالولاء للدين والوطن باطنا.
وُلد الشهيد العربي بن مهيدي في عام
1923 و دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية بمسقط رأسه وبعد سنة دراسية واحدة
انتقل إلى باتنة لمواصلة التعليم الابتدائي ولما تحصل على الشهادة
الابتدائية عاد لأسرته التي انتقلت هي الأخرى إلى مدينة بسكرة وفيها تابع
محمد العربي دراسته وقبل في قسم الإعداد للالتحاق بمدرسة قسنطينة في 08 ماي
1945 كان الشهيد من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها تحت
الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة.عام 1947. وعند تكوين اللجنة الثورية
للوحدة والعمل في مارس 1954أصبح الشهيد من بين عناصرها البارزين ثم عضوا
فعالا في مجموعة الـ 22 التاريخية.
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة ،وسعى إلى إقناع الجميع
بالمشاركة فيها ، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة “وهران” .
كان الشهيد من بين الذين عملوا لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت
1956، و عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية ، قاد
معركة الجزائر بداية سنة 1956ونهاية 1957. إلى أن أعتقل نهاية شهر فيفري
1957 واستشهد تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957.
لو قلنا محمد العربي بن مهيدي “أسطورة الثورة الجزائرية” لكنا قد بخسنا
الرجل الشهيد حقه لان محمد العربي بن مهيدي هو “حقيقة ثورية بل حقيقة جهادي
، بل حقيقة فكرية صنعته الأزمة الجزائرية أمة ومجتمع لتلين تلك المآسي
ويحولها وجمع كثير من الأحرار إلى ثورة أحدثت القطيعة الشبه كلية مع الماضي
الاستعماري البخس في فكره وثقافته وفلسفته الحقوقية العنصرية التي كانت
تسوقها يومها وبعدها والى يوم الدين .بطريقة كمن يبيع للناس بعرا في سوق
الدر .
ومن الدرر التي ما كانت لتباع في سوق البعر كما حاولت فرنسا التقليل من
أهمية هذه الثورة سواء في بعدها الإيديولوجي أو العملياتي أو البسيكولوجي
هي هذه المأثورة المشهورة حين نطق بالحكمة مسليا قادة الثورة تسلية مؤيدة
ماسحا من عقولهم المخاوف الاستباقية من نجاح الثورة من عدمها مطمئنا بصيغة
القائد الآمر والناهي والمدرك لعواقب الأمور ” ألقوا بالثورة إلى الشارع
يحتضنها الشعب “. تبرز هنا علاقة الثقة بين القائد وجيشه الذي يكون قد فهم
أخيرا ما يريده مجتمعه فتعامل معه أحيانا بعقلية جنرال حرب وتارة أخرى
بعقلية عالم اجتماع ، و في مقام آخر كعالم نفس حربي بلا وعالم في اقتصاد
الحروب .
ليس هذا ضرب من ضروب الافتخار الإعلامي بالبعد الماضوي لتاريخ هذا العقل
الثوري ، لأنه ليس السهل أيضا أن تنتزع شهادات من ألد أعدائك كالجنرال
الفرنسي بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية
برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل
اغتياله ابتسم البطل لجلاديه ساخرا منهم…..هنا رفع بيجار يده تحية للشهيد
كما لو أنه قائد له ثم قال ” لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت
العالم “.
إن العودة الى تحليل الخطاب الاستعماري بخصوص شخصية العربي بن مهيدي
ستعطينا حتما موسوعات في الفكر العسكري وتلك مهمة بعض علماء الاجتماع
والنفس والحرب وكل الأكادميين والسياسيين الغيورين على ذاكرتنا الوطنية
وحتى الإعلاميين .
وما يدفعنا الى تبني مثل هذه المشاريع الوطنية الحقة خاصة بعد انفجار فضيحة
التعذيب الاستعماري في الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية، عقب نشر
الجنرال بول أوساريس مذكراته ”أجهزة خاصة: الجزائر 1955 ”1957، التي جادت
قواريرها النفسية بدرجات الكره والبغض العرقي والاديولوجي المطبوع
ببراغماتية غابية لا تمت بصلة حتى بما ترفعه إلينا قوانين الحياة الطبيعية
التي يحكمها قانون القوة والحاجة .
هكذا حاولت فرنسا إجهاض الثورة
انكشف بعض الشيئ لما انفجر النقاش المحتدم في فرنسا حول ظاهرة التعذيب في
الجزائر إبان ثورة التحرير في نوفمبر 2000 حينما صرح الجنرال أوساريس في
حوار لجريدة ”لوموند” أنه قام بتعذيب واغتيال وطنيين جزائريين بدون محاكمة
خلال معركة الجزائر.
ومن بين الأعمال القذرة التي قام بها أوساريس، ضلوعه في تصفية مجموعة
فدائية كانت تسمى ”جماعة السيدة الإفريقية”. ويستمر أوساريس في سرد تفاصيل
فظيعة عن عملية التعذيب التي كان يمارسها رفقة رجاله، فكتب ”قليلا ما كان
يبقى على قيد الحياة هؤلاء المساجين الذين يتم استنطاقهم، سواء تكلموا أم
رفضوا الكلام”.
واعترف أوساريس أن فرانسوا متيران وزير العدل آنذاك، كان على علم كامل بما
كان يجري في الجزائر. فأرسل قاض مقرب منه يدعى جان بيرار، كلّفه بمهمة قذرة
تمثلت في إيجاد التغطية اللازمة لتجاوزات الجنرال ماسو والعقيد غودار،
الذي أنشأ لاحقا منظمة الجيش السري الإرهابية ”أو.آ. آس”. وكان بيرار يرسل
تقارير مفصلة ودقيقة لمتيران، ولم يكن يخفى عنه أي شيء.
أوساريس : قتلت العربي بن مهيدي شنقا
ومن بين الاعترافات التي وردت في مذكرات أوساريس، وهزت الرأي العام
الجزائري، تلك المتعلقة بعملية اغتيال العربي بن مهيدي، الذي ألقي عليه
القبض في ليلة 15 إلى 16 فيفري .1957 كان بن مهيدي يشغل منصب عضو لجنة
التنسيق والتنفيذ. وكان يعتبر من قبل الفرنسيين بمثابة رجل الثورة الأول
بعد سجن أحمد بن بلة. ويذكر أوساريس أن العقيد بيجار، الذي ألقى القبض على
بن مهيدي عامله معاملة جيدة، وهو ما لم يرق لأوساريس الذي اعترف أن القاضي
بيرار لمح له بالتخلص من بن مهيدي عبر اغتياله وإبلاغ الرأي العام بأنه
انتحر. وبعد ثلاثة أسابيع، دار حديث بين أوساريس ماسو وترانكييه. اتفق
الثلاثة على أن محاكمة بن مهيدي عبارة عن مسألة غير مرغوب فيها، لأن ذلك
سيؤدي حتما إلى انعكاسات دولية. فاقترح أوساريس التخلص من بن مهيدي قائلا:
”لقد قمنا بتصفية كثير من الفدائيين الذين كانوا ينفّذون أوامر بن مهيدي،
وها نحن الآن محل تردد مدة ثلاثة أسابيع بخصوص مصير هذا الرجل”. فقال
الجنرال ماسو ”لكن بن مهيدي لا يمر هكذا”. فأضاف موجها كلامه لأوساريس
”افعل به ما تشاء”. واعترف أوساريس ”أدركت حينها أنه أصبح بحوزتي الضوء
الأخضر من الحكومة”.
ويسرد أوساريس أنه نقل بن مهيدي إلى مزرعة جنوب الجزائر العاصمة على بعد
خمسين كيلومترا، وهناك عزله في غرفة صغيرة، ثم شنقه بكيفية تحيل إلى أنه
انتحر. فأخذه إلى المستشفى.
وأنهى أوساريس تفاصيل تطرقه لاغتيال بن مهيدي كما يلي ”أصبحنا نستخدم
المزرعة التي اغتيل بها العربي بن مهيدي. وذات مرة طلبت من الكوموندو أن
يقوم بحفر خندق عميق ودفننا فيه عشرين جثة، منها جثة امرأة”.
كما أعطى أوساريس أوامر لجندي مكلف بحراسة المحامي الجزائري علي بومنجل،
تقضي باغتياله. وجّه الجندي ضربة لبومنجل على مستوى الرأس، ثم ألقى به من
الطابق السادس، فأراده ميتا، فعاد عند أوساريس فأخبره أن بومنجل سقط وهو
يحاول الفرار، فمات على الفور.