مع استمرار الإضرابات التي تشل قطاع
التربية منذ النصف الثاني للشهر الماضي، تزيد المخاوف إزاء التحصيل العلمي
لملايين التلاميذ وبروز شبح السنة البيضاء الذي بات يهدد مصير أجيال
الجزائر الصاعدة.
أجرى “موقع الإذاعة الجزائرية”: هذا
الحديث المزدوج مع الخبيرين “محمد بوكراس” و”جميلة بشور” على اعتبار أنّ
التلاميذ باتوا الضحايا الفعليين للتململ الحاصل في قطاع التربية، ويلتقي
محمد بوكراس الأخصائي الاجتماعي، وجميلة بشور الخبيرة في علم التربية في
كون الإضرابات المستمرة للأساتذة، ستؤثر رأسا على للتلاميذ اعتبارا لما
تنطوي عليه الحركة الاحتجاجية حسبهما، من محاذير القلق والانقطاع واللا
استقرار.
ورأى الخبير الاجتماعي “محمد بوكراس” أنّ
أكبر متضرر مما يحدث، هم التلاميذ الذين أضاعوا مواصلة دروسهم، ولا يمكن
لنظام التعويض – بمنظار بوكراس – الذي يعتمد على اختزال العطل وتكديس
المعلومات، أن يكون كافيا أو بديلا عن السير العادي.
وبمقابل تأكيده على ضرورة تحسين الظروف
المعيشية للمربين حتى يتفرغوا لأداء واجبهم الرسالي، يقرّ بوكراس الباحث في
علم الاجتماع التربوي، أنّ الإضرابات وتبعا لما تتسبب فيه من انقطاعات
متكررة في السير العادي للدراسة، تؤثر سلبا على معنويات ونفسيات التلاميذ،
ويستدل بوكراس بتأكيد خبراء التربية على أهمية عاملي الدورية والاستقرار
كصمام أمان التحصيل الدراسي الناجح.
ويعدّد بوكراس أيضا مضاعفات القلق النفسي
الذي ينجر عن شعور التلاميذ بتأخرهم وعدم استطاعتهم مواكبة برامجهم
الدراسية والانتهاء من تلقيها، وهو ما يظهر جليا في تراجع التحصيل لدى
الكثير من هؤلاء واتجاههم نحو منزلق الرسوب والتسرب وغيرهما، ويهيب بوكراس
بجمهور الأساتذة لتغليب مصلحة التلاميذ، محذرا من عواقب المماطلة والهروب
إلى الأمام.
من جانبها، تشير “جميلة بشور” الخبيرة في
علوم التربية، إلى أنّه بمقابل ما سمتها “المطالب المشروعة للأساتذة”، فإنّ
لإضراباتهم نتائج سيئة على التلاميذ، طالما أنّهم يمثلون الجيل الصاعد
الذي لا ينبغي تضييعه، ما يجعل الحركة الاحتجاجية سلبية على أفق المنظومة
التربوية ومستقبل الأمة الذي لا ينبغي التلاعب به.
وتركّز بشور على أنّ امتداد الإضراب
وتداعياته، سينعكس سلبا على مستوى التحصيل العلمي الذي سيغدو لاغيا مع
استمرار الإضرابات، كما تلفت الأستاذة المخضرمة إلى ما سينجر من عواقب على
نفسيات التلاميذ، الذين سينظرون نظرة سلبية للأساتذة، وهو ما قد يجرّ إلى
عدم احترام الأساتذة والتطاول عليهم، بما ينتج علاقة سيئة بين الطرفين، مع
أنّ أولى أساسيات الرسالة التربوية تقتضي روابط جيدة وإيجابية ومستوى عالي
من الاحترام والمحبة وتبادل الثقة.
وتنبّه الخبيرة في علم التربية إلى أنّ
حركية الإضرابات ستجعل التلاميذ يصابون بمآزق اليأس والفشل ومحدودية
العطاء، وهو ما سيفرز ضعفا في النتائج ويؤدي بالتالي إلى تفاقم ظاهرة
التسرّب الدراسي، وتذهب بشور إلى مظاهر أكثر خطورة يتنامى فيها كره
التلاميذ للمجتمع وينحرف إلى منزلق التمرّد، من منطلق:” لماذا لم تحلوا
مشاكلكم أنتم الكبار”، وما يتولد عن ذلك من إحباط ويأس، خصوصا وأنّ
احتجاجات الأساتذة وحتى الأطباء تزرع شعورا لدى التلاميذ بهزال القيمة
العلمية.
وعلى ضوء ما تقدّم، تدعو بشور نقابات قطاع
التربية إلى ضمان الحق الأدنى في تعليم التلاميذ، خصوصا الصفوف الدراسية
المقبلة على الامتحانات مثل شهادات الابتدائي، المتوسط والبكالوريا، حتى لا
تضيع حظوظ المعنيين ويتم تمكينهم من استيعاب المقررات الدراسية، بعيدا عن
الأعطال وشبح السنة البيضاء.
كما تنادي بشور النقابات إلى التهدئة
والتعقل وعدم اتخاذ التلاميذ كـ”كباش فداء”، متصورة أنّ مطالبة الأساتذة
بحقوقهم، يمكن لها أن تتم عبر حوار جاد وفعّال، وكذا من خلال توظيف أطر
كثيرة لم تستنفذ بعد.
وينتهي كل من محمد بوكراس وجميلة بشور إلى
أنّ ما يحدث من تجاذبات في منظومة التربية، يدفع إلى فتح ملف التعليم
بكافة جوانبه، ومعالجته بكيفية ترضي جميع الأطراف، ويرى بوكراس وبشور أنّ
أي مساس بقيمة الأستاذ هو ضرب في الصميم لعمق المنظومة التربوية.
إضرابات الأساتذة: التلاميذ “ضحايا”
والانعكاسات ستغدو أخطر
يُجمع الخبيران “محمد بوكراس” و”جميلة
بشور” على اعتبار التلاميذ ضحايا التململ الحاصل في قطاع التربية.
ويلتقي محمد بوكراس الأخصائي الاجتماعي، وجميلة بشور الخبيرة في علم
التربية في كون الإضرابات المستمرة للأساتذة، ستؤثر رأسا على
التحصيل العلمي للتلاميذ اعتبارا لما تنطوي عليه الحركة
الاحتجاجية حسبهما، من محاذير القلق والانقطاع واللا استقرار، وما يترتب عن
ذلك من تهديد المستقبل الدراسي لأجيال الجزائر الصاعدة.
وفي تصريحات خاصة بـ”موقع الإذاعة
الجزائرية”، رأى الخبير الاجتماعي “محمد بوكراس” أنّ أكبر متضرر مما يحدث،
هم التلاميذ الذين أضاعوا مواصلة دروسهم، ولا يمكن لنظام التعويض –
بمنظار بوكراس – الذي يعتمد على اختزال العطل وتكديس المعلومات، أن يكون
كافيا أو بديلا عن السير العادي.
وبمقابل تأكيده على ضرورة تحسين الظروف
المعيشية للمربين حتى يتفرغوا لأداء واجبهم الرسالي، يقرّ بوكراس الباحث في
علم الاجتماع التربوي، أنّ الإضرابات وتبعا لما تتسبب فيه من انقطاعات
متكررة في السير العادي للدراسة، تؤثر سلبا على معنويات ونفسيات التلاميذ،
ويستدل بوكراس بتأكيد خبراء التربية على أهمية عاملي الدورية والاستقرار
كصمام أمان التحصيل الدراسي الناجح.
ويعدّد بوكراس أيضا مضاعفات القلق النفسي
الذي ينجر عن شعور التلاميذ بتأخرهم وعدم استطاعتهم مواكبة برامجهم
الدراسية والانتهاء من تلقيها، وهو ما يظهر جليا في تراجع التحصيل لدى
الكثير من هؤلاء واتجاههم نحو منزلق الرسوب والتسرب وغيرهما، ويهيب بوكراس
بجمهور الأساتذة لتغليب مصلحة التلاميذ، محذرا من عواقب المماطلة والهروب
إلى الأمام.
من جانبها، تشير “جميلة بشور” الخبيرة في
علوم التربية، إلى أنّه بمقابل ما سمتها “المطالب المشروعة للأساتذة”، فإنّ
لإضراباتهم نتائج سيئة على التلاميذ، طالما أنّهم يمثلون الجيل
الصاعد الذي لا ينبغي تضييعه، ما يجعل الحركة الاحتجاجية سلبية
على أفق المنظومة التربوية ومستقبل الأمة الذي لا ينبغي التلاعب به.
وتركّز بشور على أنّ امتداد الإضراب
وتداعياته، سينعكس سلبا على مستوى التحصيل العلمي الذي
سيغدو لاغيا مع استمرار الإضرابات، كما تلفت الأستاذة المخضرمة إلى ما
سينجر من عواقب على نفسيات التلاميذ، الذين سينظرون نظرة سلبية للأساتذة،
وهو ما قد يجرّ إلى عدم احترام الأساتذة والتطاول عليهم، بما ينتج علاقة
سيئة بين الطرفين، مع أنّ أولى أساسيات الرسالة التربوية تقتضي روابط جيدة
وإيجابية ومستوى عالي من الاحترام والمحبة وتبادل الثقة.
وتنبّه الخبيرة في علم التربية إلى أنّ
حركية الإضرابات ستجعل التلاميذ يصابون بمآزق اليأس والفشل ومحدودية
العطاء، وهو ما سيفرز ضعفا في النتائج ويؤدي بالتالي إلى تفاقم ظاهرة
التسرّب الدراسي، وتذهب بشور إلى مظاهر أكثر خطورة يتنامى فيها كره
التلاميذ للمجتمع وينحرف إلى منزلق التمرّد، من منطلق:” لماذا لم تحلوا
مشاكلكم أنتم الكبار”، وما يتولد عن ذلك من إحباط ويأس، خصوصا
وأنّ احتجاجات الأساتذة وحتى الأطباء تزرع شعورا لدى التلاميذ بهزال القيمة
العلمية.
وعلى ضوء ما تقدّم، تدعو بشور نقابات قطاع
التربية إلى ضمان الحق الأدنى في تعليم التلاميذ، خصوصا الصفوف
الدراسية المقبلة على الامتحانات مثل شهادات الابتدائي، المتوسط
والبكالوريا، حتى لا تضيع حظوظ المعنيين ويتم تمكينهم من استيعاب
المقررات الدراسية، بعيدا عن الأعطال وشبح السنة البيضاء.
كما تنادي بشور النقابات إلى التهدئة
والتعقل وعدم اتخاذ التلاميذ كـ”كباش فداء”، متصورة أنّ مطالبة الأساتذة
بحقوقهم، يمكن لها أن تتم عبر حوار جاد وفعّال، وكذا من خلال توظيف أطر
كثيرة لم تستنفذ بعد.
وينتهي كل من محمد بوكراس وجميلة بشور إلى
أنّ ما يحدث من تجاذبات في منظومة التربية، يدفع إلى فتح ملف التعليم
بكافة جوانبه، ومعالجته بكيفية ترضي جميع الأطراف، ويرى بوكراس وبشور أنّ
أي مساس بقيمة الأستاذ هو ضرب في الصميم لعمق المنظومة التربوية.