نظمت الكشافة الجزائرية، هذا السبت، حملة
تشجير واسعة بالتنسيق مع سفارة أمريكا بالجزائر وكذا مديرية الغابات، وشهدت
القرية الإفريقية بسيدي فرج حركة غير عادية استهدفت غرس خمسمائة شجرة من
نوع الصنوبر الثمري، بغرض توأمة هذا النوع النباتي مع الطبيعة المناخية
البحرية لمنطقة سيدي فرج.
وشارك في حملة التشجير ما يربو عن المائتي كشاف، أغلبهم إناث، إضافة إلى
حوالي ثلاثين متطوعا من السفارة الأمريكية بالجزائر، ومجموعة من عمال مصالح
الغابات على مستوى ولاية العاصمة، وعلى رأسهم “سعدون شايببي” رئيس مديرية
الغابات والحزام الأخضر.
وخلال هذه الحملة، صرح القائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية نور الدين
بن براهم لـ” موقع الإذاعة الجزائرية” إنّ إطلاق هذه الحملة جاء ليبلغ
رسالة جوهرية مفادها إشراك كل أفراد المجتمع، مع جعل قضية البيئة “رهانا
محوريا” داخل هذا الإشراك، كما شدّد بن براهم في المقام ذاته على أهمية
أدوار العنصر النسوي باعتبار المرأة النواة الأساسية في المجتمع، والأشد
اهتماما بالبيئة، ما يؤهلها لأن تكون أداة رئيسة في تكريس منظومة القيم
البيئية بوجه عام:
وأضاف بن براهم أنّ إطلاق هذه الحملة جاء
بهدف التأكيد على أن مسألة الاهتمام بالبيئة لا تؤمن بالحدود، بل بإمكانها
أن تكون عاملا مهما في التقريب بين الشعوب وبين الثقافات، وأن تكون جسرا
قويا أيضا في تجاوز الاختلافات السابقة، وهو ما شجّع على إشراك الكشافة
للسفارة الأمريكية وللمجتمع المدني في هذه المبادرة، بالارتكاز على غاية
نبيلة تقوم على نشر ثقافة التقارب بين الشعوب، (فلما لا يكون لدينا هنا
حديقة أمريكا في الجزائر، وحديقة للجزائر في أمريكا..)، يقول القائد العام
للكشافة:
من جهته، صرح “سعدون شايببي” رئيس مديرية
الغابات والحزام الأخضر لـ”موقع الإذاعة الجزائرية” إنّ هذه المبادرة تأتي
للتأكيد على قيمة البيئة في توطيد العلاقة بين الشعوب وبين الدول،
معلّقا:”كيف لا، ونحن نقتسم البيئة التي هي ملك لكل الشعوب وكل الأفراد
والحضارات”.
وأضاف شايببي أنّ هذه المبادرة تأتي بعد
عدد من المبادرات مع مؤسسات اقتصادية وعمومية، مبديا اعتزام هيئته على
إنضاج اتفاقية تهدف إلى الحفاظ على ترقية ثقافة المناخ والبيئة والمحيط،
على منوال البرنامج الذي جرى الشروع فيه منذ موسم 2008 / 2009، بالتنسيق مع
وزارتي التربية الوطنية، والفلاحة، تحت شعار:”طفل، شجرة، مدرسة: هدية
مزدوجة للطبيعة”:
من جانبه أثنى ممثل السفارة الأمريكية
بالجزائر على المبادرة التي تكتسي حسبه أهمية بالغة داخل المجتمعات قاطبة،
وعبّر في السياق ذاته عن سعادته وفرحه، مقدّما شكره للمبادرين في الكشافة
الإسلامية ومصلحة الغابات، ولكل الأطفال الذين حضروا للتأكيد على صداقتهم
للبيئة:
وكشف نور الدين بن براهم قائد الكشافة
الجزائرية، أنّ هذه المبادرة يمكن أن تدعم بمبادرات أخرى مع السفارة
البريطانية، ومع جهات أخرى تشارك المنظمة الكشفية الهم البيئي نفسه: