يُفتتح، هذا الأحد، بتيزي وزو ملتقى دولي
حول الأديب الجزائري الراحل مولود فرعون (1913 – 1962)، بمناسبة الذكرى
الـ48 لاغتيال فرعون غدرا برصاص متطرفي المنظمة السرية الفرنسية يوم 15
مارس 1962 بالجزائر العاصمة.
ويشهد المحفل الذي تحتضنه دار الثقافة لعاصمة جرجرة، وترعاه محافظة
المهرجان الثقافي السنوي للفيلم الأمازيغي، مشاركة نوعية لنخبة من الباحثين
الجامعيين الجزائريين والأجانب، في سياق استحضار سيرة كاتب عملاق كانت له
بصماته الأدبية الخالدة على غرار رائعته ” ابن الفقير” التي عكست روح الرجل
/الرمز الذي حمل كل الأصداء المؤلمة لوطنه الأمّ الجزائر.
ويقول البروفيسور “بوسعد بريشي” من جامعة كندا، إنّ الموعد سيحاول الرد على
عدة تساؤلات بينها “ماذا يمثل فرعون لقارئ اليوم”، و”هل لا تزال رسالته
تفهم بعد 48 سنة من وفاته”، و”لماذا أضحت بعض كتبه ضمن كلاسيكيات الأبحاث
الأدبية” و” كيف يمكن قراءة فرعون على ضوء الراهن الجهوي والدولي”.
وترك فرعون ورائه كما هائلا من المؤلفات أبرزها: “ابن الفقير” التي بدأ
كتابتها مع اندلاع الحرب العالمية الثانية (1939)، اليوميات (1946)، الأرض
والدم (1953)، الأيام في منطقة القبائل (1954)، الدروب الوعرة ((1957،
قصائد الشاعر سي محند (1960)، وكذلك “عيد الميلاد” (1972) التي نُشرت بعد
عشر سنوات من رحيله.بينها:”الأرض والدم”، “الدروب الوعرة” و”اليوميات”،
علما أنّ “ابن الفقير” اختارها النقاد كأفضل رواية وطنية في الجزائر لما
شكلته من نموذج رائع على المستويين البيداغوجي والكلاسيكي، كما أنّ كتابات
فرعون ركّزت على البعد الإنساني للشعب الجزائري ومعاناته تحت نير الاستعمار
الفرنسي، منوّها أنّه ليس هناك من خيار سوى التعليم كسبيل وحيد للتخلص من
ظروف حياة الضنك التي عاشها الجزائريون في الداخل والمهجر.
ويُرتقب أن يتمكن المتتبعون من مشاهدة فيلم وثائقي جديد حول حياة “مولود
فرعون”، ويدوم هذا العمل للمخرج السينمائي الجزائري “علي موزاوي”، (52
دقيقة)، واستنادا إلى موزاوي فإنّ الفيلم يرمي إلى فهم شخصية فرعون وأعماله
الروائية الشهيرة، وقضى المخرج ما يزيد عن السنتين في إعداد العمل، وتجميع
كل ما دوّن حول فرعون وأبعاده الثلاثة:”فرعون الطفل،ـ فرعون المربي وفرعون
المثقف”.