استمتع جمهور الشعر سهرة الأحد بالأمسية
الشعرية التي نظمتها سفارة دولة فلسطين في الجزائر بالتنسيق مع الديوان
الوطني للثقافة والإعلام بقاعة الموقار إحياء ليوم الثقافة الوطنية
الفلسطينية وذكرى ميلاد شاعر الثورة الفلسطينية محمود درويش، وحضر السهرة
جمهور من المثقفين والإعلاميين بالإضافة إلى أعضاء السلك الدبلوماسي
بالجزائر ،وفي كلمته التي ألقاها بالمناسبة نوه المستشار الثقافي بسفارة
فلسطين في الجزائر هيثم عمايري بدعم الجزائر للقضية الفلسطينية من أجل
استقلالها وعاصمتها القدس” مؤكدا عزم الشعب الفلسطيني وقيادته على استرجاع
كل أراضيه المغتصبة من طرف الاحتلال الصهيوني”، واعتبر العمايري هذا
اللقاء تكريما لكل المثقفين والمبدعين والشعراء الملتزمين داخل وخارج
الوطن”
وقدمت خلال السهرة قراءات شعرية لنخبة من الأصوات التي تمثل أجيالا مختلفة
من ضمنهم الشاعر عبد الرزاق بوكبة ، الشاعرة لميس سعيدي التي قرأت نصا
بعنوان هذا هو النسيان” كما قرأ الشاعر السوري المقيم بالجزائر سمير
سطوف قصيدة تغنى فيها ببطولة الشعب الفلسطيني كما شارك في السهرة الشاعر
صلاح الصافوطي وإبراهيم صديقي هذا الأخير الذي قرأ قصيدة حول الشهيد محمد
الدرة
وأتبعت
الأمسية الشعرية بحفل فني قدمت فيه “الدبكة” وهي رقصة شعبية فلسطينية
نالت إعجاب الحاضرين، وتخلل الحفل أبيات شعرية للشاعر الكبير محمود درويش،
كما قدمت مسرحية أبرزت تقاليد العرس الفلسطيني،ونظمت على هامش السهرة
التكريمية معرضا للصور التي أبرزت المسيرة الشعرية الحافلة لمحمود درويش
أبو
جهاد: درويش فضح الاحتلال وشعره كان ثورة أخرى
قال مسؤول العلاقات الخارجية بسفارة
فلسطين أبو جهاد في تصريح لموقع الإذاعة الجزائرية على هامش الحفل إن
المحتفى به الشاعر محمود درويش كان ومنذ قيام الاحتلال الصهيوني باحتلال
الأراضي وقف ندا للاحتلال وفضح نواياه فكان ثورة أخرى ضد الاحتلال وظلت
كلماته متوهجة فأنشد للأرض وللخبز وهو من أعظم الشعراء الذين أنجبتهم
فلسطين في هذا الشهر سنحتفل بيوم الأرض حيث كانت أول انتفاضة للشعب
الفلسطيني في 30 مارس 1976 وعلى إثرها سقط 13 شهيد ومعركة الكرامة التي
كانت في 21 مارس 1968
وأكد الشاعر السوري المقيم بالجزائر سمير
سطوف اهتمامه الكبير بالقضية الفلسطينية التي كتب عنها الكثير من القصائد
والملاحم و أضاف سطوف مؤكدا :” في كل مناسبة أتواجد لابد أن أقرأ لفلسطين
على غرار قصيدة غزة التي يطالب بها الجمهور كلما صعدت المنصة
ويعتبر الشاعر سمير سطوف من أبرز الشعراء الذين كتبوا عن القضية الفلسطينية
والثورة الجزائرية فهو مؤلف قصائد ملحمة مصطفى بن بولعيد وأوبر يت
عميروش وقصائد العقيد لطفي والعديد من القصائد التي غناها فنانون كبار
أمثال وديع الصافي وهيام يونس .
ويعتبر الشاعر محمود درويش الذي وافته
المنية في الولايات المتحدة الأمريكية في أوت 2008 بعد خضوعه لعملية جراحية
على قلبه من أهم شعراء القرن العشرين بالنظر إلى تجربته الشعرية المتفردة
،وقد ولد هذا الشاعر الفذ محمود درويش سنة 1941 في قرية البرون وهي الآن
قرية فلسطينية مدمرة وكان قد أسس مجلة “الكرمل” الثقافية وشغل منصب رئيس
رابطة الكتاب والصحافيين الفلسطينيين،كما تحصل على العديد من الجوائز منها
جائزة “لويس” سنة 1969 وجائزة البحر الأبيض المتوسط 1980 ودرع الثورة
الفلسطينية 1981 و”لوحة أوروبا للشعر” سنة 1981وجائزة في الاتحاد
السوفياتي 1982 ووسام الاستحقاق الثقافي تونس 1993 وجائزة الأمير كلاوس
الهولندية عام 2004