الأسطورة، تقول، أن أحد الحكماء وهو سائر، رأى فخذاً من اللحم معلقاً في أحد الحوانيت، فأوحى إليه الشك
العريض من الأسفل والدقيق من الأعلى بصورة آلة عزف قرر صنعها بشكل مشابه، وبعد أن حصل ذلك، حاول الحكيم العزف على الآلة دون جدوى بخروج أي صوت منها فرماها، وبعد فترة زمنية شاهد الحكيم في نومه أنه يعزف على الآلة المصنوعة فتصدر أصواتاً جميلة، في صباح ذاك اليوم طلب الحكيم إحضار الآلة، فوجد أن الفئران أكلت أجزاء من جوفها فحزن لذلك وضرب على الأوتار، وفوجئ عند انبعاث أصوات جميلة من داخلها.
و
صناعة العود تحتاج اذنا موسيقية
من الثابت تاريخياً، أن آلة العود، هي من الآلات الوترية التي عرفتها الممالك القديمة، وقد استعملها قدماء المصريون منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عام (وكان عازفو العود، يحتلون مكانة مرموقة ومنزلة خاصة عند الحكام)، ومن ثم انتقلت آلة العود الى أوروبا بعد الفتح الإسلامي للأندلس وجزيرة صقلية وأيضاً من خلال الحروب الصليبية فيما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر.
وقد أدخل على آلة العود الكثير من التعديلات حتى تناسب الموسيقى الأوروبية المتعددة الأصوات، وعلى هذه الآلة، قامت نهضة موسيقية عالمية وكان لها دور أساسي في التدوين الموسيقي، فالفارابي والكندي وابن النفيس بنوا نظرياتهم الموسيقية استناداً الى آلة العود.
مر العود بمراحل كثيرة من حيث الشكل والحجم، الى أن استقر على شكله الحالي المعروف في وقتنا الراهن، أي العود ذو الخمسة أو الستة أوتار، وهناك ثلاث أحجام أساسية لآلة العود، وهي العود الكبير 4/4، والعود المتوسط 3/4، والعود الصغير 2/4، وعرف من أشكال العود ما هو على شكل كمثري، وآخر على شكل بصلة، وغيره بشكل مدور أو أكثر استطالة،...الخ.
اقسام العود
يتألف العود من عشرة أقسام أولها "الطاسة" وهي تشكل جسم العود بشكل نصف إجاصة ونهايتاها من اليمين واليسار متساويتين إذا كان العود على صدر العازف، ثم الصدر "أو وجه العود" ويصنع عادة من خشب الشوح، ثم "الزند" ثم "الفرس" مربط الأوتار في أسفل وجه العود، و"المخدة" التي تثبت في رأس الزند وتستند إليها الأوتار لإبعادها عن الزند 1/2 أو 3/4 مم تقريباً عند مرورها من فوق المخدة الى المفاتيح، و"بيت الملاوي" وهو اسم المفتاح قديماً و"المفاتيح" ثم "الرقمة" وهي قطعة توضع على الوجه تحت فتحة القمرة لتحمي الصدر من ضربات الريشة، ثم "الأوتار" و"فتحات القمرات" الموجودة في الصدر ووظيفتها إخراج الصوت، والبعض يصنع ثلاث فتحات إلا أن فتحة واحدة كبيرة تكفي لأداء المهمة، والقمرات قديماً كانت تصنع من عظم الجمل، حيث يتم تقطيع ساعد الجمل ويستخرج النخاع منه، ثم ينقع بالماء والكلس حتى يذهب الزفر منه، وينشر كرقائق بسماكة واحدة، ومن ثم يلصق مع بعضه البعض لتعديل القياس الدائري للفتحات، ويثقب، إلا أن العملية صعبة وتحتاج الى زمن طويل، فاستبدلت بالخشب من نوع معين والجوز أصلحها، خاصة من حيث اللون وخاصة إذا كان مقطوعاً في أوانه في شهري كانون أول وكانون ثاني، ففي هذين الشهرين يلحق بالخشب التسوس. تخمر الأخشاب بعد تقطيعها في أنابيب يمر عليها بخار الماء مدة خمسة عشرة يوماً ثم يدبغ لتغميق اللون.
وصناع العود المهرة يرون في خشب الجوز الأفضل والأكثر جودة من باقي أنواع الخشب الأخرى، حيث يمكن صناعة العود، من خشب الورد أو الأبنوس وخشب شجر المشمش أيضاً، إلا أن الاستخدام الشائع في صناعة الأعواد الدمشقية هو خشب الجوز، والعارفون يفضلون عدم استخدام خشب المشمش في صناعة الطاسة لأنه قليل الوزن.
إلا أن الوافدون على كار صناعة العود، يستخدمون خشب شجر التوت وأنواع أخرى منه الخشب القليل الجودة ويبيعونها لأهداف تجارية أكثر منها فنية وحرفية وتكون أسعارها رخيصة جداً.. ويؤكد أصحاب المهنة أن الخبرة والجودة والحرفية يؤثران كثيراً على صوت العود، فمقاييس الطاسة يحددها ويعرفها معلم المهنة فقط
الأوتار
أوتار العود، مصدر النغمات الموسيقية أساس الطرب، وفي القديم كانت تصنع من أمعاء الخاروف، حيث كان يوجد في الدباغات مراكز اسمها الوتارة "أي صانعي الأوتار"، حيث كانوا يغسلون المصران وينظفونه جيداً حتى يصبح كشلة الخيطان، بعدها يضعونها في براميل ملح بهدف تصديرها إلى أوروبا التي صنعت الأوتار فيما بعد من النايلون، لكن الموسيقيون وصناع العود المهرة يرون أن صوت وتر المصران أكثر حناناً ودفء من صوت وتر النايلون. والتجاريون يفضلون النايلون لأن أوتار المصران لا تعمر طويلاً، فالأوتار اليوم تصنع من النايلون ما عدا الوتر الرابع والخامس (القرار) فيصنعان من خيط حرير بلدي يلف عليه خيط فضي أحدهما رفيع والآخر ثخين.
وبالرغم من أن الأسماء الشائعة لأوتار العود مستمدة من علامات السلم الموسيقي إلا أن لها أسماء عربية أصيلة وهي من الوتر الأسفل الى الوتر الأعلى: الكردان – نوى – دوغا – عشيران – يغا، وهي خمس مجموعات مزدوجة (كل مجموعة عبارة عن وترين)، وبعض العازفين الذين يعزفون لفترات طويلة يقومون بتركيب وتر سادس لتسهيل العزف بضم يده في المركز، فيعطيه صوتاً أعلى بدلاً من نقل أصابعه من أعلى زند العود الى أسفله
الفرق بين أصوات العود
ليس مهماً أن يكون صانع العود عازفاً ماهراً، ولكن يجب أن يكون صاحب أذن موسيقية جيدة ليستطيع تمييز صوت الوتر دون نشاز، وأصحاب المهنة يرون أن صوت العود الكبير أجمل من العود الصغير نتيجة عدم وجود متسع في طاسة العود الصغير، وفي غالب الأحيان تستخدم الأعواد الصغيرة في تعليم الصغار على العزف.
أيضاًَ من المهم أن يكون عمر الخشب الذي يصنع منه العود أكثر من خمس سنوات، حتى يكون هناك ضمانة بعد تشققه. وعدد ريش العود تسمى بالطقم، ويتراوح عددها بين خمسة عشرة وتسعة عشرة ريشة (الأرقام المفردة فقط)، حيث يتم وضع ريشة في الوسط ثم توضع ريشة من اليمين وأخرى من اليسار، ليختم من الطرفين بشكل متساو. ويتم حصرها مثل الحربة حتى تشكل عند تكوينها مع بعضها البعض الميلان الذي يشكل نصف الاجاصة وبعد صنع الطاسة يتم جلخها وتلميعها من الخارج، ثم يتم تجهيز الصدر من خشب الشوح، والروماني منه هو الأفضل والأصلح، لأن عروقه طولية ناعمة ومتلاصقة ومتوازية، إضافة الى أنه أبيض وخفيف الوزن وتصنع فيه فتحة كبيرة وتوضع عليه لتثبيت الصدر عندما يتقرص لقوة شد الأوتار، ثم يتم تطبيق الصدر على الطاسة ويركب الزند وبيت الملاوي، إذ يطبق بيت الملاوي على الزند ثم تثقب الطاسة ويطبق اتلزند على الطاسة بإصبع خشب بطريقة التدكيك، وتصنع المفاتيح من خشب المشمش، ثم يبردخ العود ويدهن بطبقة خفيفة من اللكر لتمنع تعرق العود وهو في حضن العازف، ثم تركب الأوتار. أما ريشة العزف، فقد كانت تصنع قديماً من ريش النشر فتشق من المنتصف وتستخدم للعزف، إلا أن قرن الجاموس أفضل منها، حيث يتم تشريحه الى رقائق، وأكثر من يعزف بها هم عازفو حلب، والبعض المبتدئ يفضل الريش البلاستيكية الطرية لتسهيل عملية الضرب السريع على العود، إلا أن العازف الجيد يده التي تفعل ذلك وليس الريشة
.
تقبلو تحيات youya
العريض من الأسفل والدقيق من الأعلى بصورة آلة عزف قرر صنعها بشكل مشابه، وبعد أن حصل ذلك، حاول الحكيم العزف على الآلة دون جدوى بخروج أي صوت منها فرماها، وبعد فترة زمنية شاهد الحكيم في نومه أنه يعزف على الآلة المصنوعة فتصدر أصواتاً جميلة، في صباح ذاك اليوم طلب الحكيم إحضار الآلة، فوجد أن الفئران أكلت أجزاء من جوفها فحزن لذلك وضرب على الأوتار، وفوجئ عند انبعاث أصوات جميلة من داخلها.
و
صناعة العود تحتاج اذنا موسيقية
من الثابت تاريخياً، أن آلة العود، هي من الآلات الوترية التي عرفتها الممالك القديمة، وقد استعملها قدماء المصريون منذ أكثر من ثلاثة آلاف وخمسمائة عام (وكان عازفو العود، يحتلون مكانة مرموقة ومنزلة خاصة عند الحكام)، ومن ثم انتقلت آلة العود الى أوروبا بعد الفتح الإسلامي للأندلس وجزيرة صقلية وأيضاً من خلال الحروب الصليبية فيما بين القرنين الحادي عشر والثالث عشر.
وقد أدخل على آلة العود الكثير من التعديلات حتى تناسب الموسيقى الأوروبية المتعددة الأصوات، وعلى هذه الآلة، قامت نهضة موسيقية عالمية وكان لها دور أساسي في التدوين الموسيقي، فالفارابي والكندي وابن النفيس بنوا نظرياتهم الموسيقية استناداً الى آلة العود.
مر العود بمراحل كثيرة من حيث الشكل والحجم، الى أن استقر على شكله الحالي المعروف في وقتنا الراهن، أي العود ذو الخمسة أو الستة أوتار، وهناك ثلاث أحجام أساسية لآلة العود، وهي العود الكبير 4/4، والعود المتوسط 3/4، والعود الصغير 2/4، وعرف من أشكال العود ما هو على شكل كمثري، وآخر على شكل بصلة، وغيره بشكل مدور أو أكثر استطالة،...الخ.
اقسام العود
يتألف العود من عشرة أقسام أولها "الطاسة" وهي تشكل جسم العود بشكل نصف إجاصة ونهايتاها من اليمين واليسار متساويتين إذا كان العود على صدر العازف، ثم الصدر "أو وجه العود" ويصنع عادة من خشب الشوح، ثم "الزند" ثم "الفرس" مربط الأوتار في أسفل وجه العود، و"المخدة" التي تثبت في رأس الزند وتستند إليها الأوتار لإبعادها عن الزند 1/2 أو 3/4 مم تقريباً عند مرورها من فوق المخدة الى المفاتيح، و"بيت الملاوي" وهو اسم المفتاح قديماً و"المفاتيح" ثم "الرقمة" وهي قطعة توضع على الوجه تحت فتحة القمرة لتحمي الصدر من ضربات الريشة، ثم "الأوتار" و"فتحات القمرات" الموجودة في الصدر ووظيفتها إخراج الصوت، والبعض يصنع ثلاث فتحات إلا أن فتحة واحدة كبيرة تكفي لأداء المهمة، والقمرات قديماً كانت تصنع من عظم الجمل، حيث يتم تقطيع ساعد الجمل ويستخرج النخاع منه، ثم ينقع بالماء والكلس حتى يذهب الزفر منه، وينشر كرقائق بسماكة واحدة، ومن ثم يلصق مع بعضه البعض لتعديل القياس الدائري للفتحات، ويثقب، إلا أن العملية صعبة وتحتاج الى زمن طويل، فاستبدلت بالخشب من نوع معين والجوز أصلحها، خاصة من حيث اللون وخاصة إذا كان مقطوعاً في أوانه في شهري كانون أول وكانون ثاني، ففي هذين الشهرين يلحق بالخشب التسوس. تخمر الأخشاب بعد تقطيعها في أنابيب يمر عليها بخار الماء مدة خمسة عشرة يوماً ثم يدبغ لتغميق اللون.
وصناع العود المهرة يرون في خشب الجوز الأفضل والأكثر جودة من باقي أنواع الخشب الأخرى، حيث يمكن صناعة العود، من خشب الورد أو الأبنوس وخشب شجر المشمش أيضاً، إلا أن الاستخدام الشائع في صناعة الأعواد الدمشقية هو خشب الجوز، والعارفون يفضلون عدم استخدام خشب المشمش في صناعة الطاسة لأنه قليل الوزن.
إلا أن الوافدون على كار صناعة العود، يستخدمون خشب شجر التوت وأنواع أخرى منه الخشب القليل الجودة ويبيعونها لأهداف تجارية أكثر منها فنية وحرفية وتكون أسعارها رخيصة جداً.. ويؤكد أصحاب المهنة أن الخبرة والجودة والحرفية يؤثران كثيراً على صوت العود، فمقاييس الطاسة يحددها ويعرفها معلم المهنة فقط
الأوتار
أوتار العود، مصدر النغمات الموسيقية أساس الطرب، وفي القديم كانت تصنع من أمعاء الخاروف، حيث كان يوجد في الدباغات مراكز اسمها الوتارة "أي صانعي الأوتار"، حيث كانوا يغسلون المصران وينظفونه جيداً حتى يصبح كشلة الخيطان، بعدها يضعونها في براميل ملح بهدف تصديرها إلى أوروبا التي صنعت الأوتار فيما بعد من النايلون، لكن الموسيقيون وصناع العود المهرة يرون أن صوت وتر المصران أكثر حناناً ودفء من صوت وتر النايلون. والتجاريون يفضلون النايلون لأن أوتار المصران لا تعمر طويلاً، فالأوتار اليوم تصنع من النايلون ما عدا الوتر الرابع والخامس (القرار) فيصنعان من خيط حرير بلدي يلف عليه خيط فضي أحدهما رفيع والآخر ثخين.
وبالرغم من أن الأسماء الشائعة لأوتار العود مستمدة من علامات السلم الموسيقي إلا أن لها أسماء عربية أصيلة وهي من الوتر الأسفل الى الوتر الأعلى: الكردان – نوى – دوغا – عشيران – يغا، وهي خمس مجموعات مزدوجة (كل مجموعة عبارة عن وترين)، وبعض العازفين الذين يعزفون لفترات طويلة يقومون بتركيب وتر سادس لتسهيل العزف بضم يده في المركز، فيعطيه صوتاً أعلى بدلاً من نقل أصابعه من أعلى زند العود الى أسفله
الفرق بين أصوات العود
ليس مهماً أن يكون صانع العود عازفاً ماهراً، ولكن يجب أن يكون صاحب أذن موسيقية جيدة ليستطيع تمييز صوت الوتر دون نشاز، وأصحاب المهنة يرون أن صوت العود الكبير أجمل من العود الصغير نتيجة عدم وجود متسع في طاسة العود الصغير، وفي غالب الأحيان تستخدم الأعواد الصغيرة في تعليم الصغار على العزف.
أيضاًَ من المهم أن يكون عمر الخشب الذي يصنع منه العود أكثر من خمس سنوات، حتى يكون هناك ضمانة بعد تشققه. وعدد ريش العود تسمى بالطقم، ويتراوح عددها بين خمسة عشرة وتسعة عشرة ريشة (الأرقام المفردة فقط)، حيث يتم وضع ريشة في الوسط ثم توضع ريشة من اليمين وأخرى من اليسار، ليختم من الطرفين بشكل متساو. ويتم حصرها مثل الحربة حتى تشكل عند تكوينها مع بعضها البعض الميلان الذي يشكل نصف الاجاصة وبعد صنع الطاسة يتم جلخها وتلميعها من الخارج، ثم يتم تجهيز الصدر من خشب الشوح، والروماني منه هو الأفضل والأصلح، لأن عروقه طولية ناعمة ومتلاصقة ومتوازية، إضافة الى أنه أبيض وخفيف الوزن وتصنع فيه فتحة كبيرة وتوضع عليه لتثبيت الصدر عندما يتقرص لقوة شد الأوتار، ثم يتم تطبيق الصدر على الطاسة ويركب الزند وبيت الملاوي، إذ يطبق بيت الملاوي على الزند ثم تثقب الطاسة ويطبق اتلزند على الطاسة بإصبع خشب بطريقة التدكيك، وتصنع المفاتيح من خشب المشمش، ثم يبردخ العود ويدهن بطبقة خفيفة من اللكر لتمنع تعرق العود وهو في حضن العازف، ثم تركب الأوتار. أما ريشة العزف، فقد كانت تصنع قديماً من ريش النشر فتشق من المنتصف وتستخدم للعزف، إلا أن قرن الجاموس أفضل منها، حيث يتم تشريحه الى رقائق، وأكثر من يعزف بها هم عازفو حلب، والبعض المبتدئ يفضل الريش البلاستيكية الطرية لتسهيل عملية الضرب السريع على العود، إلا أن العازف الجيد يده التي تفعل ذلك وليس الريشة
.
تقبلو تحيات youya