شكّل المؤتمر التاسع لحزب جبهة التحرير
الوطني، عنوانا كبيرا لحضور شبابي فريد من نوعه في تاريخ الحزب العتيد، حيث
تسنى للعديد من الشباب البروز في واجهة الأفالان والدخول إليه من الباب
الواسع للمرة الأولى في حياة الكثير منهم.
وعلى هذا، أجرى “موقع الإذاعة الجزائرية” الاستطلاع التالي بغرض الغوص في
أعماق هؤلاء الشباب، والكشف عن مكنونات وكوامن هذه الطفرة الجديدة في حزب
جبهة التحرير الوطني.
ويقول عبد
العزيز (25 سنة) القادم من ولاية تيارت، بحماس وثقة، إنّ حزب جبهة التحرير
صار الآن أكثر انفتاحا على مختلف الفئات الاجتماعية، ويعتقد عبد العزيز
أنّه الحزب الوحيد الذي فتح الأبواب واسعة وبهذا الكم للشباب وكل شرائح
المجتمع.
وعما إذا كان يتطلع لتولي منصب قيادي في الأفالان، يظن عبد العزيز خريج
كلية الهندسة، أنّه لا يزال صغيرا على تولي المسؤولية، لكنّ حلمه يبقى أن
يصير مسؤولا جبهويا لامعا.
من جانبه، يقول إسماعيل (27 سنة) وهو ابن
منطقة البويرة، إنّ الوجود القوي للشباب في المؤتمر التاسع للأفالان هو
بادرة خير، مثمنا التواجد المكثف للعنصر الشبابي عبر أكثر من دائرة وبلدية
في الجزائر يعني الكثير بمنظاره.
ويؤيد إسماعيل النظرة القائلة أنّ تكاثف الشباب وتوحدهم سيساعد على تشكيل
كتلة طلائعية جديدة من شأنها صنع أشياء كثيرة في المنظومة الجبهوية
مستقبلا.
ويشير محمد (24 سنة) خريج كلية العلوم
البيطرية، إلى أنّه التحق بالحزب العتيد سنة 2006، مرجعا دواعي انضمامه ضمن
الأفالان، بكون الأخير يعد حزبا رائدا، ملفتا إلى أنّه سيعمل على جلب شباب
آخرين إلى الجبهة التي بإمكانها تقديم الكثير حسبه للشباب والوطن.
وبشأن انطباعه عما يشهده الأفالان حاليا،
يعتبر أمين (29 سنة) الوافد من ولاية باتنة، أنّ جبهة التحرير في طريقها
إلى تحول جديد يكفل تبديد تلك العقلية الكلاسيكية، من خلال الجنوح إلى
تفعيل الشباب، وهو ما يعطي لهؤلاء – يضيف أمين – الفرصة لتقلّد مناصب عليا
في الحزب مستقبلا، مركّزا على أنّ حجم النضال وامتداداته هو الذي سيمسح
للشباب بقول كلمتهم مستقبلا.
ويوضح عبد العزيز (28 سنة) إنّ اللحمة
الشبابية الجديدة في الأفالان، تمثل انطلاقة حقيقية لشوط جديد في مسار
الحزب، من خلال فتح المجال للفئات الشبانية، بما يمثل حسبه نقلة نوعية في
خطة تشبيب الحزب الذي شهد مؤتمره الأخير مشاركة ثلث المندوبين من شريحة
الشباب، ويلح عبد العزيز على أنّ الأمر سيكون إيجابيا أكثر مع فتح المجال
أمام الشباب لتولي مناصب قيادية، بما سيكرّس فكرة التشبيب أكثر، على حد
تعبيره.
ويصر جبهويون مخضرمون تحدثوا إلى “موقع
الإذاعة الجزائرية” على اعتبار الخزان الشبابي الذي بات يمتلكه الأفالان،
بمثابة جرعة أوكسجين من شأنها مساعدة التشكيلة السياسية الأقدم في البلاد،
على الاستجابة لتطلعات الأجيال الجديدة، وجعل الأخيرة طلائعية على درب
تشبيب شامل ومتكامل.
[/url]
