توصل علماء للمرة الأولى إلى اكتشاف وفك
الشفرة الجينية لطائر مغرد، وتعرفوا على أكثر من ثمانمائة جين لها صلة
بتعلم الغناء، وهو ما يعطي حسب متخصصين الأمل في دراسة الاضطرابات في النطق
والتحدث لدى الإنسان.
وقال “كريس بونتينغ” الأستاذ بوحدة علم الجينوم الوظيفي في مجلس البحوث
الطبية بجامعة أكسفورد الذي اشترك في البحث تعلم الغناء كنموذج ممتاز لجميع
أنواع التعلم ، مضيفا أن هناك تجارب يمكن أن تجرى، وتقدم معلومات على
الفور بشأن التغيرات التي تحدث في خلايا المخ أثناء تعلم أغنية، ويقدم
جينوم عصفور الزيبرا أداة تتيح هذا الاستكشاف، ويزن عصفور الزيبرا
الاسترالي أقل من 14 غراما وهو ثاني طائر فقط يتم وضع الخريطة الجينية له
بعد الدجاجة.
وتبدأ صغار العصافير مثل الأطفال، بإصدار أصوات غير مفهومة قبل أن يتعلم
صغار الذكور تقليد غناء آبائهم، هؤلاء ينقلونه بدورهم إلى الجيل التالي
لأنها تتعلم بمثل هذه الطريقة التي يمكن توقعها، والكثير من جيناتها توجد
أيضا في البشر، لذا يمكن للعصافير أن تقدم نافذة على أسباب اضطرابات التحدث
مثل أمراض التوحد والشلل والرعاش.
ويعدّ عصفور الزيبرا مثلا فريدا لعلم الخلايا العصبية البشرية، وتتعلم
عصافير “الزيبرا” الصغيرة الغناء عمليا بالطريقة نفسها التي يتعلم بها
الأطفال من بني البشر التحدث عن طريق تقليد أقرانهم الأكبر سنا، وهو ما
يعني أنّ الطائر الصغير هو مثال جيد لفهم كيفية تعلم البشر وذاكرتهم.