أجمع المشاركون في ملتقى “كرة
القدم الوطنية: واقع الحال وآفاق” الذي بادرت إلى تنظيمه يومية “بلانيت
سبور” بتيزي وزو، على ضرورة المضي قدما نحو الاحترافية، واعتبر خبراء أنّ
الوقت حان للتخلي عن سياسة التطوع في كرة القدم واعتماد الاحتراف كطريقة
وحيدة لتسيير الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر.
وحول هذا الموضوع، اعتبر اللاعب الدولي
السابق والمدرب الحالي لفريق شبيبة بجاية “جمال مناد” أنّ التطوع في كرة
القدم “مغالطة” الغرض منه التستر على ممارسات تتنافى ومتطلبات الاحترافية.
وذكر المتحدث في تحليله لحال كرة القدم
الوطنية، أنّ نوادي النخبة دخلت اليوم عالم الخوصصة وتجني المليارات تأتي
غالبيتها من الإعانات العمومي، إلاّ أنّ تسييرها لا يخضع للرقابة، مضيفا
أنّ هذا الوضع أدى إلى بروز وضع شاذ يتمثل أساسا في تخصيص مبالغ مالية ضخمة
لشراء اللاعبين ودفع العلاوات المتعلقة بتوقيع العقود، في وقت تخصص فيه
مبالغ ضئيلة للتكوين، هذا الأخير يبقى في خانة المهملات، على حد قوله.
وأضاف مناد قائلا:”الاحترافية باعتبارها
مفهوما مرادفا للشفافية والصرامة في التسيير والتمويل الذاتي، تعرقل كثيرا
مصالح معتادي الهواية ولكننا مجبرون على المضي نحوها”، ويضيف الهدّاف
السابق لشبيبة القبائل والخضر في سنوات الثمانينيات:”لا بدّ أن يتم ذلك في
أقرب وقت ممكن لصالح مستقبل كرة القدم الوطنية”.
وبخصوص مشاركة المنتخب الوطني في
المونديال الجنوب إفريقي الصيف القادم، اعتبر مناد أنّ تأهل الخضر سمح
للكرة الجزائرية باسترجاع الأمل بعد غياب طويل والبروز مجددا على الساحة
الدولية، بيد أنّه حذر من أن يكون هذا الإنجاز بمثابة الشجرة التي تخفي
الغابة.
وأضاف مناد الذي سبق له المشاركة في كأس
العالم بالمكسيك سنة 1986، أنه لا ينبغي تناسي أنّ التأهل إلى مونديال 2010
تم أساسا بفضل لاعبين جزائريين مكوّنين ويلعبون في الخارج، وهو ما يؤكد
حسب مناد” ضعف مستوى التنافس لدى نوادي النخبة الوطنية بسبب نقص التكوين
بالرغم من وجود عجينة تنتظر من يحسن عجنها”، على حد تعبيره.
ويركّز مناد على أهمية التكوين من خلال
إنشاء مراكز لا تتطلب بالضرورة وسائل هامة، مستدلا بالنجاح المحقق من لدن
مدرسة الأسطورة المالية السابق ” ساليف كايتا ” بمدينة باماكو المالية، كما
دعا مناد إلى البحث والتكفل بالفئات الشابة التي كان إهمالها سببا، حسبه
في إجبار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم لنوادي القسم الوطني الأول على
إقحام لاعبين أواسط في صفوف الأكابر.
من جهته، أكّد اللاعب الدولي وقلب دفاع
شبيبة القبائل السابق ميلود عيبود” ضرورة التخلي عن النزعة التطوعية
والهواية”، حيث اعتبر أنّ “تسيير نادي كرة القدم مُشابه لتسيير مؤسسة ذات
أسهم، ويُعتبر المشاركون فيها أعضاء في مجلس الإدارة ولهم الحق في تعيين أو
إقالة الطاقم التقني اعتمادا على النتائج المحققة”.
وأضاف عيبود:”إننا لا نؤمن في كرة القدم
بوجود أناس يتخلون عن واجباتهم العائلية عن طواعية وبدون مقابل لغرض خدمة
النوادي، معبّرا عن قناعته بأنّ “النادي المحترف الذي يحترم نفسه، هو ذلك
الذي يكون فيه المسيرون بمن فيهم الرئيس والأمين العام موظفون يتقاضون
رواتب ويتعرضون للإجراءات نفسها التي يتعرض لها المدربون، حيث يمكن إقالتهم
أيضا بسبب ضعف النتائج.
ونظرا لأهمية التكوين في ترقية كرة القدم
النخبة الوطنية، اعتبر عيبود أنّ الاستثمار في هذا المجال يجب أن يُنظر
إليه كوسيلة لإعادة بريق كرة القدم في بلادنا، وتأسف عيبود في هذا السياق
إزاء تعطيل مشروع اللاعب الدولي السابق مصطفى دحلب النجم السابق لنادي
باريس سان جرمان الفرنسي، حيث كان يطمح “موموس” كما يحلو لعشاقه مناداته،
بإنجاز مركز للتكوين في كرة القدم بمدينة تادمايت (تيزي وزو)، لكنّ مشروع
دحلب لم يرى النور بسبب عدم توفير أرضية.