بطلة قصة اليوم امرأة وجد النبي عليه السلام رائحتها الذكية في الجنة ليلة الإسراء، حيث ظل ريحها الطيب يفوح طيلة قرون خلت، بعد أن سطرت أعظم قصص البطولة والنبل والوفاء.
عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت عليّ رائحة طيبة فقلت: يا جبريل : ما هذه الرائحة الطيبة ؟
فقال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قال: قلت: وما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدرى المشط من يديها فقالت: باسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت لا.. ولكن ربي ورب أبيك الله، قالت: أخبره بذلك؟ قالت: نعم، فأخبرته، فدعاها فقال: يا فلانة وإن لك رباً غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق، قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع وكأنها تقاعست من أجله ، قال المرضع : يا أماه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت (رواه أحمد).
قال ابن عباس : تكلم أربعة صغار: عيسى بن مريم عليه السلام، وصاحب جريج، وشاهد يوسف، وابن ماشطة ابنة فرعون .
ثبات حتى الممات
وفي رواية: فسقط المشط من يدها، فهمّت بتناوله وقالت : باسم الله ، فقالت لها الفتاة : أتقصدين بالله أبي؟
فقالت الماشطة : بل أقصد بالله ربي وربك ورب أبيك ورب الخلق أجمعين! فأخبرت الفتاة أباها بذلك، فأتى فرعون بالماشطة إلى مجلسه، وقال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، فأتى فرعون بمِرجل وقدر رحب، وانتظر من الوقت حتى كاد القدر أن يكون قطعة من نار جهنم، فقال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، وكان لها ثلاثة أبناء، فأتى بابنها الأكبر وقال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، فألقى بابنها الأكبر في القدر.
وقال لها : يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله ، فأتى بابنها الأوسط وألقاه في القدر، ومن ثم قال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، فأتى بابنها الأصغر وكان رضيعاً وهم ليلقيه في القدر كسائر إخوته، فأنطقه الله ، وقال : يا أمي تقدمي فأنا في الجنة ! وألقي بالرضيع في مياه القدر التي فاقت النار حرارة، ثم قال فرعون للماشطة: ما وصيتك ؟ فقالت له : وصيتي لك أن تجمع عظامي وعظام أبنائي وتدفنها في المكان كذا ، وكان ذلك المكان هو المكان الذي مر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وألقيت الماشطة في القدر.
شر دواب الأرض
لو وضعنا قواميس اللغة لاختيار ما يناسب غِلظة فرعون ما وجدنا لفظاً يستوعب غلظته وفظاظته، وذلك لأن الكفر ظلمات تمحو كل خير، وتمنع كل رحمة، ولذا سمى الله تعالى الكافرين المعاندين شر دواب الأرض: “إِن شَر الدوَاب عِندَ اللّهِ الذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ” (الأنفال: 55).
إن للكفر طبيعة وجِبِلّة واحدة، تلك الطبيعة هي الطغيان الذي لا يعقل، والبطش الذي لا يرحم، لقد ضمّ فرعون تحت لوائه أعوانا يعدُهم ويمنيهم، ويغدق عليهم ليفتنهم بإغوائه، وضمّ تحت لوائه طائفة أخرى هددها بقهره وجبروته، وقد نجح ولكن مع الضعفاء، أما آسيا امرأته الطاهرة فلا، وأما مؤمن آل فرعون فلا، وأما الماشطة فلا.
لقد لقّنته الماشطة درسا لا يُنسى، مفاده أن العظمة لله وحده، وأن الوجهة له وحده، والدوام له وحده، وأن ما دون الله هباء، وقد انتهى سلطانه، وانتهت حياته بهزيمة ماحقة في الدنيا، والآخرة أشد وأبقى، وبقيت ذكراها عَبَقا يفوح في ذاكرة الزمن.
هذه الماشطة المسكينة جادت بنفسها وبأولادها جميعاً في سبيل الله وذلك لأن الإيمان الذي رسخ في عقلها وقلبها، أمسى كالجبال الرواسي، وفعل الإيمان في السلوك لا يستهان به :
تزول الجبال الراسيات وقلبُه .....على العهدِ لا يلوي ولا يتغيرُ
عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبيرعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لما كانت الليلة التي أسري بي فيها أتت عليّ رائحة طيبة فقلت: يا جبريل : ما هذه الرائحة الطيبة ؟
فقال : هذه رائحة ماشطة ابنة فرعون وأولادها، قال: قلت: وما شأنها؟ قال: بينا هي تمشط ابنة فرعون ذات يوم إذ سقطت المدرى المشط من يديها فقالت: باسم الله، فقالت لها ابنة فرعون: أبي؟ قالت لا.. ولكن ربي ورب أبيك الله، قالت: أخبره بذلك؟ قالت: نعم، فأخبرته، فدعاها فقال: يا فلانة وإن لك رباً غيري؟ قالت: نعم ربي وربك الله، فأمر ببقرة من نحاس فأحميت ثم أمر بها أن تلقى هي وأولادها فيها، قالت له: إن لي إليك حاجة، قال: وما حاجتك؟ قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد وتدفننا، قال: ذلك لك علينا من الحق، قال: فأمر بأولادها فألقوا بين يديها واحداً واحداً إلى أن انتهى ذلك إلى صبي لها مرضع وكأنها تقاعست من أجله ، قال المرضع : يا أماه اقتحمي فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة فاقتحمت (رواه أحمد).
قال ابن عباس : تكلم أربعة صغار: عيسى بن مريم عليه السلام، وصاحب جريج، وشاهد يوسف، وابن ماشطة ابنة فرعون .
ثبات حتى الممات
وفي رواية: فسقط المشط من يدها، فهمّت بتناوله وقالت : باسم الله ، فقالت لها الفتاة : أتقصدين بالله أبي؟
فقالت الماشطة : بل أقصد بالله ربي وربك ورب أبيك ورب الخلق أجمعين! فأخبرت الفتاة أباها بذلك، فأتى فرعون بالماشطة إلى مجلسه، وقال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، فأتى فرعون بمِرجل وقدر رحب، وانتظر من الوقت حتى كاد القدر أن يكون قطعة من نار جهنم، فقال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، وكان لها ثلاثة أبناء، فأتى بابنها الأكبر وقال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، فألقى بابنها الأكبر في القدر.
وقال لها : يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله ، فأتى بابنها الأوسط وألقاه في القدر، ومن ثم قال لها: يا ماشطة من ربك؟ قالت: ربي وربك الله، فأتى بابنها الأصغر وكان رضيعاً وهم ليلقيه في القدر كسائر إخوته، فأنطقه الله ، وقال : يا أمي تقدمي فأنا في الجنة ! وألقي بالرضيع في مياه القدر التي فاقت النار حرارة، ثم قال فرعون للماشطة: ما وصيتك ؟ فقالت له : وصيتي لك أن تجمع عظامي وعظام أبنائي وتدفنها في المكان كذا ، وكان ذلك المكان هو المكان الذي مر به الرسول صلى الله عليه وسلم، وألقيت الماشطة في القدر.
شر دواب الأرض
لو وضعنا قواميس اللغة لاختيار ما يناسب غِلظة فرعون ما وجدنا لفظاً يستوعب غلظته وفظاظته، وذلك لأن الكفر ظلمات تمحو كل خير، وتمنع كل رحمة، ولذا سمى الله تعالى الكافرين المعاندين شر دواب الأرض: “إِن شَر الدوَاب عِندَ اللّهِ الذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ” (الأنفال: 55).
إن للكفر طبيعة وجِبِلّة واحدة، تلك الطبيعة هي الطغيان الذي لا يعقل، والبطش الذي لا يرحم، لقد ضمّ فرعون تحت لوائه أعوانا يعدُهم ويمنيهم، ويغدق عليهم ليفتنهم بإغوائه، وضمّ تحت لوائه طائفة أخرى هددها بقهره وجبروته، وقد نجح ولكن مع الضعفاء، أما آسيا امرأته الطاهرة فلا، وأما مؤمن آل فرعون فلا، وأما الماشطة فلا.
لقد لقّنته الماشطة درسا لا يُنسى، مفاده أن العظمة لله وحده، وأن الوجهة له وحده، والدوام له وحده، وأن ما دون الله هباء، وقد انتهى سلطانه، وانتهت حياته بهزيمة ماحقة في الدنيا، والآخرة أشد وأبقى، وبقيت ذكراها عَبَقا يفوح في ذاكرة الزمن.
هذه الماشطة المسكينة جادت بنفسها وبأولادها جميعاً في سبيل الله وذلك لأن الإيمان الذي رسخ في عقلها وقلبها، أمسى كالجبال الرواسي، وفعل الإيمان في السلوك لا يستهان به :
تزول الجبال الراسيات وقلبُه .....على العهدِ لا يلوي ولا يتغيرُ
منقــــــــــــــــــــــــــــــول