بحث حول التاريخ الاسلامي والكتب والرواة الذين حاولوا تشويهه
الحمد لله والصلاة والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد
فانه لا يخفى على القارئ اللبيب والمهتم بتاريخ الامة الاسلامية والعربية ما دخل في هذا التاريخ من تزوير وتشويه وكذب وقصص
مختلقة مخترعة واخبار لا تثبت ولا تصح .هذه القصص المختلقة المكذوبة والتي للاسف امتلات بها اكثر كتب التاريخ
والقارئ البسيط من عوام الناس يظن عند قراءته لمثل هذه الاكاذيب انها حق لار يب فيه لا نها ذكرت في هذه الكتب
فتجده لا يفرق بين ما هو صحيح وضعيف و ما هو مقبول ا ومردود
ويجهل انه لابد ان يطبق على تلك القصص منهج اهل الحديث في قبول الاخبار او ردها
وذلك بالبحث عن رواتها وعدالتهم وصدقهم وضبطهم والبحث كذلك في المتن وسلامته من العلل القادحة
فلا بد من عرض تلك القصص على ميزان النقد وخاصة اذا كان في القصة ما يشعر بوجوب البحث عن صحتها
فما توفرت فيه شروط القبول قبل وما لم تتوفر فيه شروط القبول لا يقبل
بان كان في السند راو ضعيف او متهم او سيئ الحفظ او كان في المتن علة قادحة لم يقبل .
ومثل هذه القصص المكدوبة هي التي شوهت
التاريخ الاسلامي وشوهت صورة كثير من عظماء الاسلام
فان كثيرا من كتب التاريخ مليئة بمثل هذه القصص والاخبار الملفقة المكذوبة للتنقص من عظماء الاسلام وتاريخ هذه الامة
بدءا من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
التي لا تكاد تطالع حولها كتابا الا ووجدت من القصص الضعيفة
والاخبار المكذوبة ما يندى له الجبين
ثم فتنة استشهاد الخليفة الراشد عثمان بن عفان
وما قيل حوله وما نشر عنه من قصص مكذوبة مختلقة القصد منها الطعن فيه والنيل منه رضي الله عنه وارضاه
ثم الفتنة التي وقعت بين الصحابة بين علي
بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما وما اكثر القصص المكذوبة في كتب التاريخ في هذه الحقبة الزمنية
ومن اشهرها مثلا قصة التحكيم
التي انتشرت واشتهرت وهي لا تصح ولا تثبت .
وقصد هؤلاء الافاكين الكذابين هو الطعن والتنقص من اصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ..
وبعده تاريخ الدولة لاموية وما اكثر ما كذب حول هذا التاريخ وحول بني امية
ونحن لسنا هنا في صدد الدفاع عنه بني امية لكننا نقول ليس كل ما كتب عنهم وقيل حولهم صحيحا
بل لا بد من التثبت في نقل الاخبار
وبعده تاريخ الخلافة العباسية
الى تاريخ الخلافة العثمانية حتى التاريخ المعاصر الذي لم يسلم م التزوير والتحريف
ولعل القراءة المجردة في "تاريخ الأمم والملوك" لابن جرير الطبري ، وفي "الإمامة والسياسة" المنسوب خطأ لابن قتيبة ، وفي "مروج الذهب" لعلي بن الحسين المسعودي ، وفي "تاريخ اليعقوبي" ، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ، وفي "العقد الفريد" لابن عبد ربه ، وفي "تاريخ التمدن الإسلامي" لجرجي زيدان – لعل القراءة المجردة فيها توقف القارئ على الصورة الحقيقية لقدر التشويه الذي لحق بمصنفات التاريخ ومدوناته .
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/9-10) :
" وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا ، ولم يعرضوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها ، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات ، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار ، فضلوا عن الحق ، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط ، ولا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات ، إذ هي مَظِنَّةُ الكذب ، ومَطِيَّةُ الهَذَر ، ولا بد من ردها إلى الأصول ، وعرضها على القواعد " انتهى .
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/28) :
" فإذا يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال ، والإحاطة بالحاضر من ذلك ، ومماثلة ما بينه وبين الغائب من الوفاق أو بون ما بينهما من الخلاف ، وتعليل المتفق منها والمختلف ، والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي كونها وأحوال القائمين بها وأخبارهم ، حتى يكون مستوعبا لأسباب كل خبره ، وحينئذ يعرض خبر المنقول على ما عنده من القواعد والأصول ، فإن وافقها وجرى على مقتضاها كان صحيحا ، وإلا زيفه واستغنى عنه .
وما استكبر القدماء علم التاريخ إلا لذلك ، حتى انتحله الطبري والبخاري وابن إسحاق من قبلهما ، وأمثالهم من علماء الأمة ، وقد ذهل الكثير عن هذا السر فيه حتى صار انتحاله مجهلة ، واستخف العوام ومن لا رسوخ له في المعارف مطالعته وحمله والخوض فيه والتطفل عليه ، فاختلط المرعي بالهمل ، واللباب بالقشر ، والصادق بالكاذب ، وإلى الله عاقبة الأمور " انتهى
وخذ على سبيل المثال اسماء بعض الرواة الكذابين الذين عرفوا بالكذب ومع ذلك امتلات بعض كتب التاريخ برواية اخبارهم وما ينقلونه
-أبو مخنف لوط بن يحي :
يعتبره الشيعة من كبار مؤرخيهم ( رجال النجاشي 245 _ رجال الحلي 136 ) وأما درجته عند أهل السنة فقد أجمع نقاد الحديث على تضعيفه بل وعلى تركه . قال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال ابن حبان رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات وقال السليماني : كان يضع للروافض . وقال ابن عدي : حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ولا يبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم . وقال ابن حجر : إخباري تالف لايوثق به .
- هشام بن محمد بن السائب الكلبي :
قال الدراقطني : متروك .
وقال ابن عساكر : رافضي ليس بثقة .
وقال ابن معين : ليس بشيء كذاب ساقط
وقد ورث هذا الكذب من ابيه محمد بن السائب الكلبي الكوفي، قال عنه ابن حِبان: كان بالكوفة كذابان، أحدهما محمد بن السائب الكلبي، وهذا الكذاب هو الذي افترى الخبر الذي فيه: إن جبريل كان يُملي الوحي على الرسول-صلى الله عليه و سلم - فلما دخل الرسول الخلاء، واصل جبريل الوحي فأملاه على علي بن أبي طالب، فهذا خبر باطل راويه كافر زنديق.
-جابر بن يزيد الجعفي :
قال ابن معين : كان كذابا . وقال في موضع آخر : لا يكتب حديثه ولا كرامة .
وقال زائدة : أما الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة .
وقال ابن حبان : كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ كان يقول : إن عليا يرجع للدنيا .
ومحمد بن عمر الواقدي
قال عنه يحيى بن معين في تاريخه :685 ـ والواقدي : ليس بشىء.
وقال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي : كتب الواقدي كذب.
قال النسائي: المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة ابن أبى يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام .
.وقال الدكتور الدكتور خالد كبير علال
في كتابه الماتع النافع مدرسة الكذابين في رواية التاريخ
الإسلامي و تدوينه
ثانيا : مظاهر الكذب في الأخبار التاريخية :
روي الكذابون كثيرا من الأخبار المكذوبة على الصحابة الكرام و التابعين و من جاء بعدهم ، و معظم الذين رووا عن هؤلاء هم من الأخباريين ، على اختلاف طوائفهم و مذاهبهم ،و معظمهم قد جمع بين الكذب على الرسول -عليه الصلاة و السلام - و على غيره من الناس . و قد أحصيتُ منهم نحو ثلاثين أخباريا كذابا ، أذكر بعضهم فيما يأتي
فبخصوص الكذابين على الصحابة ، فمنهم طائفة معروفة تخصصت في الكذب عليهم و الطعن فيهم ، منهم : الشاعر السيد الحميري الشيعي ،و مينا بن أبي مينا ،و أبو الجارود زياد بن المنذر الكوفي ، و أبو محمد بن خراش ، و احمد الجويباري ،و ابن تميم السعدي .
و الذين كذبوا على علي و أهل البيت -رضي الله عنهم - كان عددهم كبيرا ، معظمهم من الشيعة ، منهم : عباد بن عبد الله الأسدي ، و الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني، و محمد بن السائب الكلبي الكوفي ،و عمرو بن عبد الغفار التميمي ، و بنان بن سمعان ، و المغيرة بن سعيد الكوفي المدعي للنبوة .و قد روي أن جعفر الصادق كان يقول : برأ الله و رسوله من المغيرة ،و بنان بن سمعان ، فإنهما كذبا علينا أهل البيت . و قال سليمان الأعمش (ت148ه) عن المغيرة بن سعيد : (( لم يكن بالكوفة ألعن منه فيما يَروى عنه من التزوير على علي بن أبي طالب ، و على أهل البيت ،و هو دائما يكذب عليهم ، و لا أعرف له من الحديث مَسندا )) .
و من أكاذيب المغيرة بن سعيد و ضلالاته أنه أقسم للأعمش أن عليا يحي الموتى ،و أنه لو شاء لأحي عادا و ثمودا ! ! ، فقال له الأعمش : من أين علمت ذلك ؟ قال له أنه ذهب إلى رجل من أهل البيت - لم يسميه - فتفل في فمه ، فأصبح يعلم كل شيء ، و بذلك العلم علم أن عليا يحي الموتى !! . فأنظر إلى هذا الدجال الزنديق الوقح ، كيف يكذب على أهل البيت دون حياء ، و يزعم أنه أصبح يعلم كل شيء ، و هذه صفة لا يتصف بها إلا الله تعالى الواحد الأحد .
و من أكاذيبهم على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - روايتان ، أولهما ما رواه الكذاب عباد بن عبد الله الأسدي ، أن عليا قال : (( أنا عبد الله و أخو رسول الله ،و أنا الصديق الأكبر ،و ما قالها أحد قبلي ، و لا يقولها إلا كاذب مفتر ، و لقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين )). هذه الرواية هي عند الذهبي كذب على علي بن أبي طالب ، لأنها من أظهر الكذب المكشوف ، فكيف يَسلم علي قبل نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بسبع سنين ؟ ، و الله تعالى يقول له : (( ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان )) . كما أنه من الثابت أن كثيرا من الصحابة السابقين الأولين قد أسلموا في العام الأول من الدعوة الإسلامية ، و بعضهم أسلم مباشرة بعد نزول الوحي ، كخديجة ،و أبي بكر ،و زيد ،و عثمان - رضي الله عنهم- فهل يصح بعد هذا أن يَزعم أن عليا آمن قبل الناس بسبع سنيين ؟ ! . و مما ينقض هذا الزعم تماما أن عليا -رضي الله عنه - عند نزول الوحي كان صبيا ، له من العمر 5 أو 7 سنوات - ولد سنة18 أو 20ق ه - فكيف يؤمن قبل الناس بسبع سنين و هو إما أنه لم يَولد بعد ، أو له سنة واحدة ؟ !! .
و الرواية الثانية افتراها الكذاب محمد بن السائب الكلبي ، فقد روى أن جبريل كان يملي الوحي على رسول الله - عليه الصلاة و السلام - فلما دخل إلى الخلاء ، واصل جبريل إملاء الوحي ، فأملاه على علي بن أبي طالب . فأنظر إلى هذا الدجال الوقح ، كيف يفتري الكذب دون حياء ،و يقول على الله و رسوله بلا علم ، و يسيء إلى النبي - عليه الصلاة و السلام - ،و يجعل عليا شريكا في النبوة ؟ ! . و لا شك أن الذي يحدث بذلك فهو كافر زنديق .
و لا شك أن عليا و أهل البيت -رضي الله عنهم - بريئون من تلك الأكاذيب ، و ذلك أن خصومهم من الشيعة و النواصب و الخوارج و غيرهم من الناس ، قد كذبوا عليهم كثيرا ، حتى قال شعبة بن الحجاج ،و حصين بن عامر : (( ما كَذب على أحد من هذه الأمة ما كَذب على علي - رضي الله عنه - )) ، و قال محمد بن سيرين : عامة ما يَروى عن علي بن أبي طالب باطل . و ذكر ابن القيم الجوزية أن الرافضة -الشيعة - وضعت من فضائل علي و أهل البيت نحو ثلاثمائة ألف حديث ، ثم قال أن هذا غير مستبعد ، فلو تَتبع ما عند الرافضة من تلك الروايات لوجد الأمر كذلك .
ذلك ما افتراه الشيعة على أهل البيت ، فلماذا كذبوا عليهم ،و هم يزعمون أنهم من أتباعهم ؟ يبدو لي أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية دفعتهم إلى الكذب عليهم ، أولها أن الشيعة الرافضة الأوائل لما كانوا على منهاج باطل و فكر ضال ، مخالفين لأهل البيت ، و هم يزعمون أنهم على منهاجهم و فكرهم ، دفعهم ذلك إلى الكذب عليهم ،و تأسيس مذهب جديد يوافق أفكارهم الضالة ، ثم نسبوه لأهل البيت .
و السبب الثاني هو أنه لما كان مذهب الراقضة -على اختلاف تياراته - يتناقض تماما مع القرآن الكريم ، دفعهم ذلك إلى الكذب على أهل البيت ، و اتخاذ أقولهم المكذوبة عليهم أدلة شرعية مقدسة لرد ما جاء في القرآن الكريم ، و تأسيس مذهبهم الباطل . و السبب الثالث هو أنهم لما كانت السنة النبوية الصحيحة ، و الحوادث التاريخية المتواترة تناقض مذهبهم ، لجؤوا إلى الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و أهل بيته و صحابته ، لرد المتواترات من السنة النبوية ، و الحوادث التاريخية ، تأسيسا لمذهبهم و نصرا لباطلهم .
و من الكذابين من تخصص في الطعن في الصحابة و القدح فيهم ، باختلاق المكذوبات و ترويجها ، فقد كان الكذاب أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الكوفي يضع الأحاديث و الأخبار ،و يروي المثالب في عثمان بن عفان -رضي الله عنه - ، و يَحدُث عنه ببلايا . مما حدا بالحافظ ابن حبان إلى القول : لا يجوز الاحتجاج بأبي مريم .
و الثاني هو الكذاب أبو علي الحسين بن عبد العجلي ، كان يطعن في عثمان بن عفان ،و روى في مقتله خبرا طويلا مكذوبا هو المتهم بوضعه . ثالثهم عبد الرحمن بن يوسف بن خراش الشيعي(ت283ه) ، كذاب متهم بالزندقة ، كذب على الشيخين أبي بكر و عمر - رضي الله عنهما - و صنف في مثالبهما رسالتين .و رابعهم أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي(ت ب: 260ه) زعم أنه شهد معركة صفيّن سبعون صحابيا بدريا ، و قد كذّبه - في زعمه هذا - شعبة بن الحجاج .و قد تبين لي من دراسة هذه القضية أن ما زعمه أبو شيبة من مشاركة سبعين بدريا في معركة صفيّن ، هو زعم لم يثبت ، و أنه مجرد ادعاء لا دليل عليه ، و أن الصحابة البدريين الذين شاركوا في صفيّن كان عددهم قليلا لا يتعدى عشرين رجلا على أكبر تقدير .
و من أكاذيبهم أيضا أن بعضهم اختلق شخصيات خيالية لصحابة لا وجود لهم ، فذكروا منهم : عبد النور الجني ، و معمر ،و مكلبة بن ملكان الخوارزمي ،و موسى الأنصاري ،و يسر بن عبد الله ،و نسطور الرومي ، و هذان الأخيران كذابان كل منهما زعم أنه صحابي عاش ثلاثمائة سنة ، بعد رسول الله - صلى الله عليه و سلم .
و أما أكاذيبهم -أي الأخباريون - على التابعين و من جاء بعدهم ، فسأذكر منها -إن شاء الله تعالى- طائفة متنوعة ، أولها أن المتكلم عمرو بن عبيد البصري المعتزلي (ق: 2ه) كان يكذب على الحسن البصري (ت110ه) ،و يروى عنه الأباطيل ، منها أنه زعم أن الحسن حدّثه بحديث : (( إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه ))،و هذا حديث مكذوب . و الثانية هي أن المحدث نعيم بن حماد (ت228ه) كان يختلق الحكايات الباطلة في ثلب أبي حنيفة النعمان ، و يرويها على لسان العلماء .
و ثالثها هي أن الكذاب أبا سعيد أبان بن جعفر البصري ، كان متخصصا في الكذب على الإمام أبي حنيفة ، و قد وضع عليه أحاديث كثيرة تزيد عن 300 حديث ، ما حدّث بها أبو حنيفة قط ، و عندما ذهب إليه الحافظ ابن حبان ليَحدّثه و أخرج له تلك الأحاديث غضب منه ،و نهاه و قال له اتق الله ، ثم خرج من عنده .
و الرابعة هي الأخرى لها علاقة بأبي حنيفة ، فقد روى الكذاب احمد بن محمد بن الصلت الحماني (ت302ه) أن الإمام أبي حنيفة قال : (( حججتُ مع أبي و لي ثمانية عشر عاما ، فمررنا بحلقة فإذا رجل ، فقلت من هذا ؟ فقالوا : عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي )) ، و هذا خبر مكذوب ، لأن ابن جزء مات بمصر ولأبي حنيفة ست سنين . و خامسها خبر مفاده أن الأخباري محمد بن إسحاق أظهر التحديث عن فاطمة بنت المنذر ، فكذّبه زوجها هشام بن عروة ، و قال أنها دخلت عليه و هي ابنة تسع سنين ، و ما رآها ابن إسحاق حتى لقيت الله تعالى .و هذا الخبر هو خرافة من وضع سليمان بن داود الشاذكوني ، و ليس ابن إسحاق ، لأن الشاذكوني متهم بالكذب ،و هو أحد رجاله -أي الخبر - و مما يَثبت ذلك أن متنه يحمل دليل بطلانه ، و ذلك أن فاطمة بنت المنذر لما كان لها تسع سنين لم يكن زوجها هشام بن عروة قد وَلد أصلا ، لأنها تكبره بأكثر من عشر سنوات . فهل يعقل أن يتزوجها و لها من العمر تسع سنين ،و هو لم يولد بعد ؟ !! .
و السادسة هي ما رواه الأخباري الحسين بن القاسم الكوكبي المتهم بالكذب ، من أن هارون الرشيد حج و معه إبراهيم الجرجاني ، فلما دخلا المدينة وجد الجرجاني داخل المسجد النبوي رجلين أحدهما يغني ، فأنكر عليه فعله ، فرد عليه أحدهما بقوله : نحن في روضة من رياض الجنة ، و في الجنة ما تشتهي الأنفس . فقال له الجرجاني : (( سوءة لك من شيخ )) ، فقال الرجل : (( أنا أعلم بالله و رسوله منك )) ، فتركهما الجرجاني و دخل على الرشيد و أخبره بما رأى في المسجد ، فأستدعى الرشيد الرجلين ، فكان أحدهما فقيه مكة أبو الوليد بن جريج ، فكلّمه الرشيد و حاوره ، فحدّثه بقصة عجيبة لم يرويها ابن حجر في لسان الميزان ، و اكتفى بالاشارة إليها ، لكنه نبهنا إلى أن هذه الرواية التي رواها الحسين الكواكبي ، بعيدة عن الصحة و يشهد على بطلانها أن ابن جريج المذكور في القصة ، كان قد مات قبل أن يلي المهدي- والد الرشيد -الخلافة . و ذلك أن ابن جريج تَوفي سنة 150ه ،و الرشيد تولى الخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة 170 ه ، فبين ابن جريج و الرشيد عشرون سنة ، و هذا دليل دامغ على أن الرواية مكذوبة افتراها الحسين الكوكبي .
و آخرها حكاية وضعها الصوفي علي بن الحسين الطرسوسي ، على الإمام احمد بن حنبل(ت242ه) ، و مفادها أنه قيل لأحمد : إن هؤلاء الصوفية جلوس في المساجد بغير عمل ، فقال : هل أجلسهم العلم ؟ قيل له : همتهم كسرة و ِخرقة - لباس الصوفية - ، فقال احمد : لا أعلم عزا ممن هذا صفتهم ، فقيل له : إنهم إذا سمعوا السّماع - الغناء - يقومون فيرقصون ، قال : دعهم ساعة يفرحون بربهم . هذه الحكاية وضعها علي الطرسوسي ، ليَظهر أن احمد بن حنبل كان راضيا على الصوفية ، و أنه حسّن أحوالهم .
و هناك طائفة أخرى من الأخباريين الكذابين أذكر منهم خمسة ، أولهم عيسى بن دأب المديني(ق:2ه) ، كان يختلق الأشعار و أحاديث السمر و ينسبها للعرب ، فسقطت بذلك مكانته بين العلماء . و ثانيهم عوانة بن الحكم الكوفي(ت158ه) ، كان عثماني النزعة ، يضع الأخبار لبني أمية .و ثالثهم الكذاب هشام بن محمد الكلبي (ت 204ه) ، يروي الأخبار المكذوبة في مختلف المجالات ،و اتهمه أبو الفرج الأصفهاني بالكذب ،و قال عنه أحمد بن حنبل : إنما كان صاحب سمر و نسب ، ما ظننت أن أحدا يَحدّث عنه .و رابعهم بكير بن المعتمر البغدادي (ق:3ه) كان يختلق الأخبار للخليفة الأمين في حروبه مع خصومه . و أخرهم هو كذاب مجهول ، اختلق شخصية أسطورة خيالية ، سماها : رتن الهندي ، و نسب إليه أخبارا مكذوبة .
و ختاما لهذا المبحث يتبين لنا منه أن الكذابين الأخباريين معظمهم قد جمعوا بين الكذب على رسول الله -عليه الصلاة و السلام- و على غيره من الناس ،و أنهم قد غطوا بمفترياتهم مختلف مجالات الحياة .و قد أحصيتُ منهم نحو ثلاثين أخباريا كذابا ، من مجموع ما أحصيته من الكذابين الذين زاد عددهم عن 350 كذابا .
و تبيّن أيضا أنه من خلال عرض كثير من الروايات المكذوبة ، التي انتقدها المحدثون المحققون و بينوا زيفها ، أنهم أظهروا براعة في النقد و التحقيق جمعا بين الإسناد و المتن . مما يَثبت أن ما يزعمه بعض الباحثين المعاصرين من أن أهل الحديث اهتموا بنقد الإسناد و أهملوا المتن ، هو زعم غير صحيح .
انتهى كلامه .
ويلاحظ معي القارئ الكريم ان اكثر الكذابين هم من الشيعة
يقول شيخ الإسلام : (( وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب ( الكذب ) يرويها الكذابون المعروفون بالكذب مثل : أبي مخنف لوط بن يحيى ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأمثالهما من الكذابين ولهذا استشهد هذا الرافضي بما صنفه هشام الكلبي في ذلك وهو من أكذب الناس وهو شيعي يروي عن أبيه وعن أبي مخنف وكلاهما متروك كذاب)) ( منهاج السنة ( 5 / 81 )
وقال بن القيم الجوزية: الرافضة أكذب خلق الله، وأكذب الطوائف، وقال الذهبي: أكثر ما ترويه الرافضة كذب، وإن دأبهم رواية الأباطيل، وردّ ما في الصحاح والأسانيد، وتكفير الصحابة، والتدثر بالتقية والنفاق، فمن كان ذلك حالهم لا تقبل روايتهم ولا يحتج بقولهم، وقال ابن حجر: الشيعة لا يوثق بنقلهم، ومما يؤكد ما قاله هؤلاء عن الرافضة، أن ما كذبه الشيعة على علي وأهل البيت رضي الله عنهم قَدر بنحو ثلاثمائة ألف حديث.
هذه بعض الامثلة على بعض الكذابين المشهورين في التاريخ ومن ارد زيادة الاحاطة
ومعرفتهم فعليه بكتاب الدكتور خالد علال الانف الذكر .
ومن امثلة بعض القصص المكذوبة والتي لا تصح
قصة رد الشمس لـعلي رضي الله عنه، عندما نام عن صلاة العصر، فاستيقظ، وقد أوشكت على الغروب، فسأل الله أن يردها عليه فردها حتى صلى علي ، ثم تابعت سيرها.
هذه القصة ذكرها البغوي ، والطحاوي ، والقاضي عياض ، ولكن قال ابن تيمية : المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع وهي قصة منتشرة عند طوائف من الناس، وهي مكذوبة.
قصة علقمة وأمه: وهي قصة يرويها بعض الخطباء في المساجد.وهي لاتصح
قصة ثعلبة بن حاطب .لا تصح ولا تثبت
قصة نسج العنكبوت بيته على الغار في حادثة الهجرة ووقوف الحمامتين على باب الغارلا تصح
افتراء العقاد في كتابه (معاوية في الميزان ) بأنه صلى بأهل الشام الجمعة في يوم الأربعاء، لأنهم أغبياء، أو بله، وهذا افتراء، وكذب وتقليل من شأن الصحابة، ومن شأن الناس.
والعقاد ليس بثقة في قصصه؛ لأنه ينقل من غيره خاصة من كتاب (الأغاني ) للشيعي أبي الفرج ، ثم يصوغ ذلك بأسلوبه
قصة استدراك المرأة على عمر رضي الله عنه، وهو يخطب، عندما طلب من النساء عدم المغالاة في المهر، فقالت: [إن الله يقول: (( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا)) والقنطار كثير. فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر].
هذه القصة لا تثبت عن عمر رضي الله عنه.
قصة التحكيم بين علي ومعواية رضي الله عنهما لا تصح
قصة استباحة المدينة في حادثة الحرة
وغيرها من القصص كثير وكثير
وان شاء الله نتطرق في مواضيع اخرى لنقد مثل هذه القصص بالتفصيل والدليل .
التحذير من بعض الكتب التي شوهت تاريخ الصحابة
على سبيل المثال
- الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة: من الكتب التي شوهت تاريخ صدر الإسلام كتاب الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة, ولقد ساق الدكتور عبد الله عسيلان في كتابه «الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي» مجموعة من الأدلة تبرهن على أن الكتاب المذكور منسوب إلى الإمام ابن قتيبة كذبًا وزورًا وسنفرده ان شاء الله بموضوع مستقل
نهج البلاغة: ومن الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل كتاب نهج البلاغة؛ فهذا الكتاب مطعون في سنده ومتنه, فقد جمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف قرن بلا سند وه_ناك ادلة كثيرة على عدم صحته نتركها لمووضع مستقل ايضا
كتاب الأغاني للأصفهاني: يعتبر كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني كتاب أدب وسمر وغناء, وليس كتاب علم وتاريخ وفقه, وله طنين ورنين في آذان أهل الأدب والتاريخ, فليس معنى ذلك أن يسكت عما ورد فيه من الشعوبية والدس, والكذب الفاضح والطعن والمعايب, وقد قام الشاعر العراقي والأستاذ الكريم وليد الأعظمي بتأليف كتابه القيم الذي سماه السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني, فقد شمر –جزاه الله خيرًا- عن ساعد الجد, ليميز الهزل من الجد, والسم من الشهد, ويكشف ما احتواه الكتاب من الأكاذيب ونيران الشعوبية والحقد, وهو احسن رد على هذا الكتاب .
تاريخ اليعقوبي, ت 290هـ: هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح العباسي من أهل بغداد, مؤرخ شيعي إمامي كان يعمل في كتابة الدواوين في الدولة العباسية حتى لقب بالكاتب العباسي, وقد عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة نظر الشيعة, الإمامية, فهو لا يعترف بالخلافة إلى لعلي بن أبي طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة, ويسمي عليًا بالوصي, وعندما أرَّخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يضف عليهم لقب الخلافة وإنما قال تولى الأمر فلان, ثم لم يترك واحدًا منهم دون أن يطعن فيه, وكذلك كبار الصحابة رضي الله عنهم
- المسعودي (ت: 345هـ) كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر: هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي والمسعودي رجل شيعي, فقد قال فيه ابن حجر: كتبه طافحة بأنه كان شيعيًا معتزليًا.
هذه بعض الكتب التي اشتهرت بكثرة الاكاذيب فيها وتشويه صورة السلف رضي الله عنهم .
وانظر للتوسع عن كتب التاريخ المشوهة كتاب كتب حذر منها العلماء للشيخ مشهور حسن سلمان الجزء الثاني
شبهة وجوابها
قد يقول قائل لماذا روى بعض ائمة اهل السنة
مثل ابن جرير الطبري الذي هو امام المؤرخين في كتبهم كثيرا من الروايات عن الذين عرفوا بالكذب
الجواب
طريقة اهل العلم القدامى هي نقل كل ما في الباب باسانيده سواءا صح او لم يصح ثم يترك للقارئ البحث عن الصحة لانه اعطاك الاسناد ومن اسند فقد برئت ذمته كما قيل
قال الطبري رحمه الله : ( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه , أو يستشنعه سامعه , من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولا معنى في الحقيقة ؛ فليعلم أنه لم يُؤْت في ذلك من قبلنا , وإنما أُتِي من قِبَل بعض ناقليه إلينا , وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا ) تاريخ الطبري المقدمة ( 1 / 8 )
وكان هذا مقبولاً في زمنه حيث يستطيع العلماء أن يعرفوا رجال السند ، ويحكموا لهم أو عليهم .
اما وقد صار اكثر الناس يجهلون اصول الحديث وشروط قبول الاخبار او ردها فالوجب بيان درجة كل حديث او خبر من صحة او ضعف ولا يكتفى بنقل الاسناد .
وبهذا حمل اي الطبري رواته التبعة ، وحمل بالتالي دارس كتابه أن يفتش عنهم في كتب الرجال ، ومصادر الجرح والتعديل ، وسيجد حينئذ عدداً منهم ساقطاً بالمرة ، وعدداً مختلفاً في توثيقه وتضعيفه ، وعدداً آخر من الثقات المقبولين.
فمن رجال الطبري: محمد إسحاق صاحب السيرة ، قال فيه الإمام مالك وغيره ما قالوا ، ومن وثقه لا يقبل كل ما يرويه ، وكثيراً ما كان الرواة عنه أضعف منه وأوهن.
والواقدي كذبه جماعة من أئمة الحديث ، وهشام بن محمد الكلبي وأبوه ، وهما متهمان بالكذب.
وسيف بنعمر التميمي كان يضع الحديث ، ويروي الموضوعات عن الأثبات - اتهم بالزندقة ، وضعفه غير واحد.
وأبو مخنف لوط بن يحي الأزدي ، قال فيه الحافظ الذهبي : أخباري تالف لا يوثق به ، تركه أبو حاتم وغيره وقال ابن معين: ليس بثقة ، وقال مرة: ليس بشئ وقال ابن عدي: شيعي محترق ، صاحب اخبارهم!
وغير هؤلاء كثيرون من المجروحين المتروكين عند أئمة الجرح والتعديل من علماء الحديث ، وإن كان رجال التاريخ والأخبار يروون عنهم ، ويستندون إليهم.
ان الإمام الطبري لا يحدث بشيء في تاريخه إلا بالأسانيد
يقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله
وهذا المنهج سار عليه غير واحد من الائمة في الحديث في مصنفاته مثل الإمام أحمد في مسنده والإمام الدرامي في سننه وغيرهم , فهم ذكروا لك الإسناد ولم يتعهدوا لك بإخراج الصحيح فقط . وانما تعهد الإمامان البخاري ومسلم بإخراج الصحيح في صححيهما ,والإمام الطبري لم يتعهد أن ينقل الصحيح , ولكنه تعهد أن يحدثك عمن نقل عنه ,فأنت انظر إلى الإسناد .
ثم يكمل قائلا
ونجد الإمام الطبري قد أكثر عن رجل اسمه يحي بن لوط ويكنى بابي مخنف , إذ أخرج الطبري له في تاريخه 587 رواية , وهذه الروايات تبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خلافة يزيد بن معاوية
أي الفترة الحرجة من التاريخ
وفي كل فترة من هذه الفترات نجد لأبي مخنف رواية فيها , وهذه الروايات يعتمدها أهل البدع والزيغ ويحرصون عليها .
وابا محنف هذا رافضي خبيث جمع بين البدعة والكذب وكثرة الرواية
قال عنه ابن حبان ( يروي الموضوعات عن الثقات )
وقال عنه الإمام الذهبي ( إخباري تا لا يوثق به )
وكذلك نجد في تاريخه روايات عن الواقدي ,ان كان الواقدي مؤرخ كبير ولكنه غير ثقة .
ونجد روايات اخرى عن سيف بن عمر التميمي وهذا مؤرخ معروف ولكنه مشهور بالكذب
أذن العهدة على القارئ في تاريخ الطبري , لابد ان ينظر إلى الإسناد فان كان ضعيفا ترك الرواية جملة وتفصيلا
((( مفرغ من كاسيت حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس
مع تصرف يسر بما لا يغير المعنى )))
انتهى كلام الشيخ عثمان حفظه الله .
ومن الكتب الموثوقة في التاريخ والتي عالجت كثيرا من القضية المهمة خصوصا ما شجر بين الصحابة وعرف اصحابها بالتحقيق العلمي والتجرد للحق .
كتاب "العواصم من القواصم" لأبي بكر ابن العربي المالكي تحقيق الشيخ الفاضل محب الدين الخطيب رحمه الله وهذا كتاب عظيم انصح كل طالب حق بدرسته .
وحقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس حفظه الله وهو كتاب ماتع نافع وهو متوفر اشرطو ومطبوع كتاب .
( تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين ) تأليف د . محمد أمخزون / دار طيبة - مكتبة الكوثر
أثر التشيع على الروايات التاريخية ، عبدالعزيز محمد نور ولي . دار الخضيري للنشر والتوزيع ، المدينة النبوية
عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام ، ناصر بن علي عائض حسن الشيخ . مكتبة الرشد ، الرياض
مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري ، يحيى بن إبراهيم اليحيى . دار العاصمة ، الرياض
دفع الكذب المبين المفترى من الرافضة على أمهات المؤمنين ، عبد الله عبد القادر بن محمد عطا صوفي ، مكتبة الغرباء الأثرية ، المدينة النبوية
عصر الخلافة الراشدة ، أكرم ضياء العمري ، مكتبة العبيكان ، الرياض .
الخلافة الراشدة والدولة الأموية من فتح الباري ، يحيى بن إبراهيم اليحيى ، دار الهجرة ، الرياض
صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية ، دارسة نقدية ، فريال بنت عبد الله بن محمود الهديب ، دار اجا ، الرياض
كتاب تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة تأليف / ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي راجعة فضيلة الشيخ الدكتور / صالح الفوزان
كتاب فصل الخطاب في مواقف الأصحاب رضي الله عنهم تأليف الشيخ / محمد صالح أحمد الغرسي
كتاب يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه ، تأليف هزاع بن عيد الشمري الطبعة الخامسة مزيدة ومنقحة الرياض
"البداية والنهاية" لابن كثير و للكتاب طبعتان متميزتان:
1_ طبعة دار ابن كثير: بتحقيق جمع من الدكاترة بإشراف الشيخ: عبدالقادر الأرنؤوط والدكتور بشار عواد معروف. وهي نفيسة.
2_ طبعة هجر ثم عالم الكتب : بتحقيق التركي ومكتب التحقيق في دار هجر. وهي جيدة
وكتب الحافظ الذهبي عموما : "تاريخ الإسلام" و "سير أعلام النبلاء" ، و"العبر" وغيرها .
و كتاب "التاريخ الإسلامي" للأستاذ محمود شاكر الحرستاني
وكتب الدكتور محمد علي الصلابي التاريخية ـ بصفة عامة ـ كـ " السيرة النبوية" ، وكتبه عن الخلفاء الراشدين ، "الدولة الأموية" ، "الدولة الفاطمية" ، "دولة السلاجقة" ، "الدولة العثمانية" وغيرها كثير وهي مهمة ومفيدة
ومازل للحديث بقية والحديث ذو شجون كما يقال
وما زالت هناك مباحث اخرى تحتاج الى بسط وشرح وبحث
وهذه مجرد اشارة ومدخل تكفي الفطن اللبيب
ولنا عودة باذن الله الى جوانب من هذا الموضوع
هذا مااردت تقييده وكتابته هنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وكتبه حامدا مصليا ابو زكريا محمد بن العربي التلمساني الجزائري
الحمد لله والصلاة والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد
فانه لا يخفى على القارئ اللبيب والمهتم بتاريخ الامة الاسلامية والعربية ما دخل في هذا التاريخ من تزوير وتشويه وكذب وقصص
مختلقة مخترعة واخبار لا تثبت ولا تصح .هذه القصص المختلقة المكذوبة والتي للاسف امتلات بها اكثر كتب التاريخ
والقارئ البسيط من عوام الناس يظن عند قراءته لمثل هذه الاكاذيب انها حق لار يب فيه لا نها ذكرت في هذه الكتب
فتجده لا يفرق بين ما هو صحيح وضعيف و ما هو مقبول ا ومردود
ويجهل انه لابد ان يطبق على تلك القصص منهج اهل الحديث في قبول الاخبار او ردها
وذلك بالبحث عن رواتها وعدالتهم وصدقهم وضبطهم والبحث كذلك في المتن وسلامته من العلل القادحة
فلا بد من عرض تلك القصص على ميزان النقد وخاصة اذا كان في القصة ما يشعر بوجوب البحث عن صحتها
فما توفرت فيه شروط القبول قبل وما لم تتوفر فيه شروط القبول لا يقبل
بان كان في السند راو ضعيف او متهم او سيئ الحفظ او كان في المتن علة قادحة لم يقبل .
ومثل هذه القصص المكدوبة هي التي شوهت
التاريخ الاسلامي وشوهت صورة كثير من عظماء الاسلام
فان كثيرا من كتب التاريخ مليئة بمثل هذه القصص والاخبار الملفقة المكذوبة للتنقص من عظماء الاسلام وتاريخ هذه الامة
بدءا من سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم
التي لا تكاد تطالع حولها كتابا الا ووجدت من القصص الضعيفة
والاخبار المكذوبة ما يندى له الجبين
ثم فتنة استشهاد الخليفة الراشد عثمان بن عفان
وما قيل حوله وما نشر عنه من قصص مكذوبة مختلقة القصد منها الطعن فيه والنيل منه رضي الله عنه وارضاه
ثم الفتنة التي وقعت بين الصحابة بين علي
بن ابي طالب ومعاوية بن ابي سفيان رضي الله عنهما وما اكثر القصص المكذوبة في كتب التاريخ في هذه الحقبة الزمنية
ومن اشهرها مثلا قصة التحكيم
التي انتشرت واشتهرت وهي لا تصح ولا تثبت .
وقصد هؤلاء الافاكين الكذابين هو الطعن والتنقص من اصحاب رسول الله
صلى الله عليه وسلم ..
وبعده تاريخ الدولة لاموية وما اكثر ما كذب حول هذا التاريخ وحول بني امية
ونحن لسنا هنا في صدد الدفاع عنه بني امية لكننا نقول ليس كل ما كتب عنهم وقيل حولهم صحيحا
بل لا بد من التثبت في نقل الاخبار
وبعده تاريخ الخلافة العباسية
الى تاريخ الخلافة العثمانية حتى التاريخ المعاصر الذي لم يسلم م التزوير والتحريف
ولعل القراءة المجردة في "تاريخ الأمم والملوك" لابن جرير الطبري ، وفي "الإمامة والسياسة" المنسوب خطأ لابن قتيبة ، وفي "مروج الذهب" لعلي بن الحسين المسعودي ، وفي "تاريخ اليعقوبي" ، و"الأغاني" لأبي الفرج الأصفهاني ، وفي "العقد الفريد" لابن عبد ربه ، وفي "تاريخ التمدن الإسلامي" لجرجي زيدان – لعل القراءة المجردة فيها توقف القارئ على الصورة الحقيقية لقدر التشويه الذي لحق بمصنفات التاريخ ومدوناته .
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/9-10) :
" وكثيرا ما وقع للمؤرخين والمفسرين وأئمة النقل من المغالط في الحكايات والوقائع لاعتمادهم فيها على مجرد النقل غثًّا أو سمينًا ، ولم يعرضوها على أصولها ، ولا قاسوها بأشباهها ، ولا سبروها بمعيار الحكمة والوقوف على طبائع الكائنات ، وتحكيم النظر والبصيرة في الأخبار ، فضلوا عن الحق ، وتاهوا في بيداء الوهم والغلط ، ولا سيما في إحصاء الأعداد من الأموال والعساكر إذا عرضت في الحكايات ، إذ هي مَظِنَّةُ الكذب ، ومَطِيَّةُ الهَذَر ، ولا بد من ردها إلى الأصول ، وعرضها على القواعد " انتهى .
يقول ابن خلدون في "المقدمة" (ص/28) :
" فإذا يحتاج صاحب هذا الفن إلى العلم بقواعد السياسة وطبائع الموجودات واختلاف الأمم والبقاع والأعصار في السير والأخلاق والعوائد والنحل والمذاهب وسائر الأحوال ، والإحاطة بالحاضر من ذلك ، ومماثلة ما بينه وبين الغائب من الوفاق أو بون ما بينهما من الخلاف ، وتعليل المتفق منها والمختلف ، والقيام على أصول الدول والملل ومبادئ ظهورها وأسباب حدوثها ودواعي كونها وأحوال القائمين بها وأخبارهم ، حتى يكون مستوعبا لأسباب كل خبره ، وحينئذ يعرض خبر المنقول على ما عنده من القواعد والأصول ، فإن وافقها وجرى على مقتضاها كان صحيحا ، وإلا زيفه واستغنى عنه .
وما استكبر القدماء علم التاريخ إلا لذلك ، حتى انتحله الطبري والبخاري وابن إسحاق من قبلهما ، وأمثالهم من علماء الأمة ، وقد ذهل الكثير عن هذا السر فيه حتى صار انتحاله مجهلة ، واستخف العوام ومن لا رسوخ له في المعارف مطالعته وحمله والخوض فيه والتطفل عليه ، فاختلط المرعي بالهمل ، واللباب بالقشر ، والصادق بالكاذب ، وإلى الله عاقبة الأمور " انتهى
وخذ على سبيل المثال اسماء بعض الرواة الكذابين الذين عرفوا بالكذب ومع ذلك امتلات بعض كتب التاريخ برواية اخبارهم وما ينقلونه
-أبو مخنف لوط بن يحي :
يعتبره الشيعة من كبار مؤرخيهم ( رجال النجاشي 245 _ رجال الحلي 136 ) وأما درجته عند أهل السنة فقد أجمع نقاد الحديث على تضعيفه بل وعلى تركه . قال أبو حاتم : متروك الحديث . وقال ابن حبان رافضي يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات وقال السليماني : كان يضع للروافض . وقال ابن عدي : حدث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين ولا يبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم . وقال ابن حجر : إخباري تالف لايوثق به .
- هشام بن محمد بن السائب الكلبي :
قال الدراقطني : متروك .
وقال ابن عساكر : رافضي ليس بثقة .
وقال ابن معين : ليس بشيء كذاب ساقط
وقد ورث هذا الكذب من ابيه محمد بن السائب الكلبي الكوفي، قال عنه ابن حِبان: كان بالكوفة كذابان، أحدهما محمد بن السائب الكلبي، وهذا الكذاب هو الذي افترى الخبر الذي فيه: إن جبريل كان يُملي الوحي على الرسول-صلى الله عليه و سلم - فلما دخل الرسول الخلاء، واصل جبريل الوحي فأملاه على علي بن أبي طالب، فهذا خبر باطل راويه كافر زنديق.
-جابر بن يزيد الجعفي :
قال ابن معين : كان كذابا . وقال في موضع آخر : لا يكتب حديثه ولا كرامة .
وقال زائدة : أما الجعفي فكان والله كذابا يؤمن بالرجعة .
وقال ابن حبان : كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ كان يقول : إن عليا يرجع للدنيا .
ومحمد بن عمر الواقدي
قال عنه يحيى بن معين في تاريخه :685 ـ والواقدي : ليس بشىء.
وقال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي : كتب الواقدي كذب.
قال النسائي: المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة ابن أبى يحيى بالمدينة، والواقدي ببغداد، ومقاتل بن سليمان بخراسان ، ومحمد بن سعيد بالشام .
.وقال الدكتور الدكتور خالد كبير علال
في كتابه الماتع النافع مدرسة الكذابين في رواية التاريخ
الإسلامي و تدوينه
ثانيا : مظاهر الكذب في الأخبار التاريخية :
روي الكذابون كثيرا من الأخبار المكذوبة على الصحابة الكرام و التابعين و من جاء بعدهم ، و معظم الذين رووا عن هؤلاء هم من الأخباريين ، على اختلاف طوائفهم و مذاهبهم ،و معظمهم قد جمع بين الكذب على الرسول -عليه الصلاة و السلام - و على غيره من الناس . و قد أحصيتُ منهم نحو ثلاثين أخباريا كذابا ، أذكر بعضهم فيما يأتي
فبخصوص الكذابين على الصحابة ، فمنهم طائفة معروفة تخصصت في الكذب عليهم و الطعن فيهم ، منهم : الشاعر السيد الحميري الشيعي ،و مينا بن أبي مينا ،و أبو الجارود زياد بن المنذر الكوفي ، و أبو محمد بن خراش ، و احمد الجويباري ،و ابن تميم السعدي .
و الذين كذبوا على علي و أهل البيت -رضي الله عنهم - كان عددهم كبيرا ، معظمهم من الشيعة ، منهم : عباد بن عبد الله الأسدي ، و الحارث بن عبد الله الأعور الهمداني، و محمد بن السائب الكلبي الكوفي ،و عمرو بن عبد الغفار التميمي ، و بنان بن سمعان ، و المغيرة بن سعيد الكوفي المدعي للنبوة .و قد روي أن جعفر الصادق كان يقول : برأ الله و رسوله من المغيرة ،و بنان بن سمعان ، فإنهما كذبا علينا أهل البيت . و قال سليمان الأعمش (ت148ه) عن المغيرة بن سعيد : (( لم يكن بالكوفة ألعن منه فيما يَروى عنه من التزوير على علي بن أبي طالب ، و على أهل البيت ،و هو دائما يكذب عليهم ، و لا أعرف له من الحديث مَسندا )) .
و من أكاذيب المغيرة بن سعيد و ضلالاته أنه أقسم للأعمش أن عليا يحي الموتى ،و أنه لو شاء لأحي عادا و ثمودا ! ! ، فقال له الأعمش : من أين علمت ذلك ؟ قال له أنه ذهب إلى رجل من أهل البيت - لم يسميه - فتفل في فمه ، فأصبح يعلم كل شيء ، و بذلك العلم علم أن عليا يحي الموتى !! . فأنظر إلى هذا الدجال الزنديق الوقح ، كيف يكذب على أهل البيت دون حياء ، و يزعم أنه أصبح يعلم كل شيء ، و هذه صفة لا يتصف بها إلا الله تعالى الواحد الأحد .
و من أكاذيبهم على علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - روايتان ، أولهما ما رواه الكذاب عباد بن عبد الله الأسدي ، أن عليا قال : (( أنا عبد الله و أخو رسول الله ،و أنا الصديق الأكبر ،و ما قالها أحد قبلي ، و لا يقولها إلا كاذب مفتر ، و لقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين )). هذه الرواية هي عند الذهبي كذب على علي بن أبي طالب ، لأنها من أظهر الكذب المكشوف ، فكيف يَسلم علي قبل نزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه و سلم- بسبع سنين ؟ ، و الله تعالى يقول له : (( ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان )) . كما أنه من الثابت أن كثيرا من الصحابة السابقين الأولين قد أسلموا في العام الأول من الدعوة الإسلامية ، و بعضهم أسلم مباشرة بعد نزول الوحي ، كخديجة ،و أبي بكر ،و زيد ،و عثمان - رضي الله عنهم- فهل يصح بعد هذا أن يَزعم أن عليا آمن قبل الناس بسبع سنيين ؟ ! . و مما ينقض هذا الزعم تماما أن عليا -رضي الله عنه - عند نزول الوحي كان صبيا ، له من العمر 5 أو 7 سنوات - ولد سنة18 أو 20ق ه - فكيف يؤمن قبل الناس بسبع سنين و هو إما أنه لم يَولد بعد ، أو له سنة واحدة ؟ !! .
و الرواية الثانية افتراها الكذاب محمد بن السائب الكلبي ، فقد روى أن جبريل كان يملي الوحي على رسول الله - عليه الصلاة و السلام - فلما دخل إلى الخلاء ، واصل جبريل إملاء الوحي ، فأملاه على علي بن أبي طالب . فأنظر إلى هذا الدجال الوقح ، كيف يفتري الكذب دون حياء ،و يقول على الله و رسوله بلا علم ، و يسيء إلى النبي - عليه الصلاة و السلام - ،و يجعل عليا شريكا في النبوة ؟ ! . و لا شك أن الذي يحدث بذلك فهو كافر زنديق .
و لا شك أن عليا و أهل البيت -رضي الله عنهم - بريئون من تلك الأكاذيب ، و ذلك أن خصومهم من الشيعة و النواصب و الخوارج و غيرهم من الناس ، قد كذبوا عليهم كثيرا ، حتى قال شعبة بن الحجاج ،و حصين بن عامر : (( ما كَذب على أحد من هذه الأمة ما كَذب على علي - رضي الله عنه - )) ، و قال محمد بن سيرين : عامة ما يَروى عن علي بن أبي طالب باطل . و ذكر ابن القيم الجوزية أن الرافضة -الشيعة - وضعت من فضائل علي و أهل البيت نحو ثلاثمائة ألف حديث ، ثم قال أن هذا غير مستبعد ، فلو تَتبع ما عند الرافضة من تلك الروايات لوجد الأمر كذلك .
ذلك ما افتراه الشيعة على أهل البيت ، فلماذا كذبوا عليهم ،و هم يزعمون أنهم من أتباعهم ؟ يبدو لي أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية دفعتهم إلى الكذب عليهم ، أولها أن الشيعة الرافضة الأوائل لما كانوا على منهاج باطل و فكر ضال ، مخالفين لأهل البيت ، و هم يزعمون أنهم على منهاجهم و فكرهم ، دفعهم ذلك إلى الكذب عليهم ،و تأسيس مذهب جديد يوافق أفكارهم الضالة ، ثم نسبوه لأهل البيت .
و السبب الثاني هو أنه لما كان مذهب الراقضة -على اختلاف تياراته - يتناقض تماما مع القرآن الكريم ، دفعهم ذلك إلى الكذب على أهل البيت ، و اتخاذ أقولهم المكذوبة عليهم أدلة شرعية مقدسة لرد ما جاء في القرآن الكريم ، و تأسيس مذهبهم الباطل . و السبب الثالث هو أنهم لما كانت السنة النبوية الصحيحة ، و الحوادث التاريخية المتواترة تناقض مذهبهم ، لجؤوا إلى الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- و أهل بيته و صحابته ، لرد المتواترات من السنة النبوية ، و الحوادث التاريخية ، تأسيسا لمذهبهم و نصرا لباطلهم .
و من الكذابين من تخصص في الطعن في الصحابة و القدح فيهم ، باختلاق المكذوبات و ترويجها ، فقد كان الكذاب أبو مريم عبد الغفار بن القاسم الكوفي يضع الأحاديث و الأخبار ،و يروي المثالب في عثمان بن عفان -رضي الله عنه - ، و يَحدُث عنه ببلايا . مما حدا بالحافظ ابن حبان إلى القول : لا يجوز الاحتجاج بأبي مريم .
و الثاني هو الكذاب أبو علي الحسين بن عبد العجلي ، كان يطعن في عثمان بن عفان ،و روى في مقتله خبرا طويلا مكذوبا هو المتهم بوضعه . ثالثهم عبد الرحمن بن يوسف بن خراش الشيعي(ت283ه) ، كذاب متهم بالزندقة ، كذب على الشيخين أبي بكر و عمر - رضي الله عنهما - و صنف في مثالبهما رسالتين .و رابعهم أبو شيبة إبراهيم بن عثمان الكوفي(ت ب: 260ه) زعم أنه شهد معركة صفيّن سبعون صحابيا بدريا ، و قد كذّبه - في زعمه هذا - شعبة بن الحجاج .و قد تبين لي من دراسة هذه القضية أن ما زعمه أبو شيبة من مشاركة سبعين بدريا في معركة صفيّن ، هو زعم لم يثبت ، و أنه مجرد ادعاء لا دليل عليه ، و أن الصحابة البدريين الذين شاركوا في صفيّن كان عددهم قليلا لا يتعدى عشرين رجلا على أكبر تقدير .
و من أكاذيبهم أيضا أن بعضهم اختلق شخصيات خيالية لصحابة لا وجود لهم ، فذكروا منهم : عبد النور الجني ، و معمر ،و مكلبة بن ملكان الخوارزمي ،و موسى الأنصاري ،و يسر بن عبد الله ،و نسطور الرومي ، و هذان الأخيران كذابان كل منهما زعم أنه صحابي عاش ثلاثمائة سنة ، بعد رسول الله - صلى الله عليه و سلم .
و أما أكاذيبهم -أي الأخباريون - على التابعين و من جاء بعدهم ، فسأذكر منها -إن شاء الله تعالى- طائفة متنوعة ، أولها أن المتكلم عمرو بن عبيد البصري المعتزلي (ق: 2ه) كان يكذب على الحسن البصري (ت110ه) ،و يروى عنه الأباطيل ، منها أنه زعم أن الحسن حدّثه بحديث : (( إذا رأيتم معاوية على المنبر فاقتلوه ))،و هذا حديث مكذوب . و الثانية هي أن المحدث نعيم بن حماد (ت228ه) كان يختلق الحكايات الباطلة في ثلب أبي حنيفة النعمان ، و يرويها على لسان العلماء .
و ثالثها هي أن الكذاب أبا سعيد أبان بن جعفر البصري ، كان متخصصا في الكذب على الإمام أبي حنيفة ، و قد وضع عليه أحاديث كثيرة تزيد عن 300 حديث ، ما حدّث بها أبو حنيفة قط ، و عندما ذهب إليه الحافظ ابن حبان ليَحدّثه و أخرج له تلك الأحاديث غضب منه ،و نهاه و قال له اتق الله ، ثم خرج من عنده .
و الرابعة هي الأخرى لها علاقة بأبي حنيفة ، فقد روى الكذاب احمد بن محمد بن الصلت الحماني (ت302ه) أن الإمام أبي حنيفة قال : (( حججتُ مع أبي و لي ثمانية عشر عاما ، فمررنا بحلقة فإذا رجل ، فقلت من هذا ؟ فقالوا : عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي )) ، و هذا خبر مكذوب ، لأن ابن جزء مات بمصر ولأبي حنيفة ست سنين . و خامسها خبر مفاده أن الأخباري محمد بن إسحاق أظهر التحديث عن فاطمة بنت المنذر ، فكذّبه زوجها هشام بن عروة ، و قال أنها دخلت عليه و هي ابنة تسع سنين ، و ما رآها ابن إسحاق حتى لقيت الله تعالى .و هذا الخبر هو خرافة من وضع سليمان بن داود الشاذكوني ، و ليس ابن إسحاق ، لأن الشاذكوني متهم بالكذب ،و هو أحد رجاله -أي الخبر - و مما يَثبت ذلك أن متنه يحمل دليل بطلانه ، و ذلك أن فاطمة بنت المنذر لما كان لها تسع سنين لم يكن زوجها هشام بن عروة قد وَلد أصلا ، لأنها تكبره بأكثر من عشر سنوات . فهل يعقل أن يتزوجها و لها من العمر تسع سنين ،و هو لم يولد بعد ؟ !! .
و السادسة هي ما رواه الأخباري الحسين بن القاسم الكوكبي المتهم بالكذب ، من أن هارون الرشيد حج و معه إبراهيم الجرجاني ، فلما دخلا المدينة وجد الجرجاني داخل المسجد النبوي رجلين أحدهما يغني ، فأنكر عليه فعله ، فرد عليه أحدهما بقوله : نحن في روضة من رياض الجنة ، و في الجنة ما تشتهي الأنفس . فقال له الجرجاني : (( سوءة لك من شيخ )) ، فقال الرجل : (( أنا أعلم بالله و رسوله منك )) ، فتركهما الجرجاني و دخل على الرشيد و أخبره بما رأى في المسجد ، فأستدعى الرشيد الرجلين ، فكان أحدهما فقيه مكة أبو الوليد بن جريج ، فكلّمه الرشيد و حاوره ، فحدّثه بقصة عجيبة لم يرويها ابن حجر في لسان الميزان ، و اكتفى بالاشارة إليها ، لكنه نبهنا إلى أن هذه الرواية التي رواها الحسين الكواكبي ، بعيدة عن الصحة و يشهد على بطلانها أن ابن جريج المذكور في القصة ، كان قد مات قبل أن يلي المهدي- والد الرشيد -الخلافة . و ذلك أن ابن جريج تَوفي سنة 150ه ،و الرشيد تولى الخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة 170 ه ، فبين ابن جريج و الرشيد عشرون سنة ، و هذا دليل دامغ على أن الرواية مكذوبة افتراها الحسين الكوكبي .
و آخرها حكاية وضعها الصوفي علي بن الحسين الطرسوسي ، على الإمام احمد بن حنبل(ت242ه) ، و مفادها أنه قيل لأحمد : إن هؤلاء الصوفية جلوس في المساجد بغير عمل ، فقال : هل أجلسهم العلم ؟ قيل له : همتهم كسرة و ِخرقة - لباس الصوفية - ، فقال احمد : لا أعلم عزا ممن هذا صفتهم ، فقيل له : إنهم إذا سمعوا السّماع - الغناء - يقومون فيرقصون ، قال : دعهم ساعة يفرحون بربهم . هذه الحكاية وضعها علي الطرسوسي ، ليَظهر أن احمد بن حنبل كان راضيا على الصوفية ، و أنه حسّن أحوالهم .
و هناك طائفة أخرى من الأخباريين الكذابين أذكر منهم خمسة ، أولهم عيسى بن دأب المديني(ق:2ه) ، كان يختلق الأشعار و أحاديث السمر و ينسبها للعرب ، فسقطت بذلك مكانته بين العلماء . و ثانيهم عوانة بن الحكم الكوفي(ت158ه) ، كان عثماني النزعة ، يضع الأخبار لبني أمية .و ثالثهم الكذاب هشام بن محمد الكلبي (ت 204ه) ، يروي الأخبار المكذوبة في مختلف المجالات ،و اتهمه أبو الفرج الأصفهاني بالكذب ،و قال عنه أحمد بن حنبل : إنما كان صاحب سمر و نسب ، ما ظننت أن أحدا يَحدّث عنه .و رابعهم بكير بن المعتمر البغدادي (ق:3ه) كان يختلق الأخبار للخليفة الأمين في حروبه مع خصومه . و أخرهم هو كذاب مجهول ، اختلق شخصية أسطورة خيالية ، سماها : رتن الهندي ، و نسب إليه أخبارا مكذوبة .
و ختاما لهذا المبحث يتبين لنا منه أن الكذابين الأخباريين معظمهم قد جمعوا بين الكذب على رسول الله -عليه الصلاة و السلام- و على غيره من الناس ،و أنهم قد غطوا بمفترياتهم مختلف مجالات الحياة .و قد أحصيتُ منهم نحو ثلاثين أخباريا كذابا ، من مجموع ما أحصيته من الكذابين الذين زاد عددهم عن 350 كذابا .
و تبيّن أيضا أنه من خلال عرض كثير من الروايات المكذوبة ، التي انتقدها المحدثون المحققون و بينوا زيفها ، أنهم أظهروا براعة في النقد و التحقيق جمعا بين الإسناد و المتن . مما يَثبت أن ما يزعمه بعض الباحثين المعاصرين من أن أهل الحديث اهتموا بنقد الإسناد و أهملوا المتن ، هو زعم غير صحيح .
انتهى كلامه .
ويلاحظ معي القارئ الكريم ان اكثر الكذابين هم من الشيعة
يقول شيخ الإسلام : (( وأكثر المنقول من المطاعن الصريحة هو من هذا الباب ( الكذب ) يرويها الكذابون المعروفون بالكذب مثل : أبي مخنف لوط بن يحيى ومثل هشام بن محمد بن السائب الكلبي وأمثالهما من الكذابين ولهذا استشهد هذا الرافضي بما صنفه هشام الكلبي في ذلك وهو من أكذب الناس وهو شيعي يروي عن أبيه وعن أبي مخنف وكلاهما متروك كذاب)) ( منهاج السنة ( 5 / 81 )
وقال بن القيم الجوزية: الرافضة أكذب خلق الله، وأكذب الطوائف، وقال الذهبي: أكثر ما ترويه الرافضة كذب، وإن دأبهم رواية الأباطيل، وردّ ما في الصحاح والأسانيد، وتكفير الصحابة، والتدثر بالتقية والنفاق، فمن كان ذلك حالهم لا تقبل روايتهم ولا يحتج بقولهم، وقال ابن حجر: الشيعة لا يوثق بنقلهم، ومما يؤكد ما قاله هؤلاء عن الرافضة، أن ما كذبه الشيعة على علي وأهل البيت رضي الله عنهم قَدر بنحو ثلاثمائة ألف حديث.
هذه بعض الامثلة على بعض الكذابين المشهورين في التاريخ ومن ارد زيادة الاحاطة
ومعرفتهم فعليه بكتاب الدكتور خالد علال الانف الذكر .
ومن امثلة بعض القصص المكذوبة والتي لا تصح
قصة رد الشمس لـعلي رضي الله عنه، عندما نام عن صلاة العصر، فاستيقظ، وقد أوشكت على الغروب، فسأل الله أن يردها عليه فردها حتى صلى علي ، ثم تابعت سيرها.
هذه القصة ذكرها البغوي ، والطحاوي ، والقاضي عياض ، ولكن قال ابن تيمية : المحققون من أهل العلم والمعرفة بالحديث يعلمون أن هذا الحديث كذب موضوع وهي قصة منتشرة عند طوائف من الناس، وهي مكذوبة.
قصة علقمة وأمه: وهي قصة يرويها بعض الخطباء في المساجد.وهي لاتصح
قصة ثعلبة بن حاطب .لا تصح ولا تثبت
قصة نسج العنكبوت بيته على الغار في حادثة الهجرة ووقوف الحمامتين على باب الغارلا تصح
افتراء العقاد في كتابه (معاوية في الميزان ) بأنه صلى بأهل الشام الجمعة في يوم الأربعاء، لأنهم أغبياء، أو بله، وهذا افتراء، وكذب وتقليل من شأن الصحابة، ومن شأن الناس.
والعقاد ليس بثقة في قصصه؛ لأنه ينقل من غيره خاصة من كتاب (الأغاني ) للشيعي أبي الفرج ، ثم يصوغ ذلك بأسلوبه
قصة استدراك المرأة على عمر رضي الله عنه، وهو يخطب، عندما طلب من النساء عدم المغالاة في المهر، فقالت: [إن الله يقول: (( وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا)) والقنطار كثير. فقال: أصابت امرأة وأخطأ عمر].
هذه القصة لا تثبت عن عمر رضي الله عنه.
قصة التحكيم بين علي ومعواية رضي الله عنهما لا تصح
قصة استباحة المدينة في حادثة الحرة
وغيرها من القصص كثير وكثير
وان شاء الله نتطرق في مواضيع اخرى لنقد مثل هذه القصص بالتفصيل والدليل .
التحذير من بعض الكتب التي شوهت تاريخ الصحابة
على سبيل المثال
- الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة: من الكتب التي شوهت تاريخ صدر الإسلام كتاب الإمامة والسياسة المنسوب لابن قتيبة, ولقد ساق الدكتور عبد الله عسيلان في كتابه «الإمامة والسياسة في ميزان التحقيق العلمي» مجموعة من الأدلة تبرهن على أن الكتاب المذكور منسوب إلى الإمام ابن قتيبة كذبًا وزورًا وسنفرده ان شاء الله بموضوع مستقل
نهج البلاغة: ومن الكتب التي ساهمت في تشويه تاريخ الصحابة بالباطل كتاب نهج البلاغة؛ فهذا الكتاب مطعون في سنده ومتنه, فقد جمع بعد أمير المؤمنين بثلاثة قرون ونصف قرن بلا سند وه_ناك ادلة كثيرة على عدم صحته نتركها لمووضع مستقل ايضا
كتاب الأغاني للأصفهاني: يعتبر كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني كتاب أدب وسمر وغناء, وليس كتاب علم وتاريخ وفقه, وله طنين ورنين في آذان أهل الأدب والتاريخ, فليس معنى ذلك أن يسكت عما ورد فيه من الشعوبية والدس, والكذب الفاضح والطعن والمعايب, وقد قام الشاعر العراقي والأستاذ الكريم وليد الأعظمي بتأليف كتابه القيم الذي سماه السيف اليماني في نحر الأصفهاني صاحب الأغاني, فقد شمر –جزاه الله خيرًا- عن ساعد الجد, ليميز الهزل من الجد, والسم من الشهد, ويكشف ما احتواه الكتاب من الأكاذيب ونيران الشعوبية والحقد, وهو احسن رد على هذا الكتاب .
تاريخ اليعقوبي, ت 290هـ: هو أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح العباسي من أهل بغداد, مؤرخ شيعي إمامي كان يعمل في كتابة الدواوين في الدولة العباسية حتى لقب بالكاتب العباسي, وقد عرض اليعقوبي تاريخ الدولة الإسلامية من وجهة نظر الشيعة, الإمامية, فهو لا يعترف بالخلافة إلى لعلي بن أبي طالب وأبنائه حسب تسلسل الأئمة عند الشيعة, ويسمي عليًا بالوصي, وعندما أرَّخ لخلافة أبي بكر وعمر وعثمان لم يضف عليهم لقب الخلافة وإنما قال تولى الأمر فلان, ثم لم يترك واحدًا منهم دون أن يطعن فيه, وكذلك كبار الصحابة رضي الله عنهم
- المسعودي (ت: 345هـ) كتابه مروج الذهب ومعادن الجوهر: هو أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي والمسعودي رجل شيعي, فقد قال فيه ابن حجر: كتبه طافحة بأنه كان شيعيًا معتزليًا.
هذه بعض الكتب التي اشتهرت بكثرة الاكاذيب فيها وتشويه صورة السلف رضي الله عنهم .
وانظر للتوسع عن كتب التاريخ المشوهة كتاب كتب حذر منها العلماء للشيخ مشهور حسن سلمان الجزء الثاني
شبهة وجوابها
قد يقول قائل لماذا روى بعض ائمة اهل السنة
مثل ابن جرير الطبري الذي هو امام المؤرخين في كتبهم كثيرا من الروايات عن الذين عرفوا بالكذب
الجواب
طريقة اهل العلم القدامى هي نقل كل ما في الباب باسانيده سواءا صح او لم يصح ثم يترك للقارئ البحث عن الصحة لانه اعطاك الاسناد ومن اسند فقد برئت ذمته كما قيل
قال الطبري رحمه الله : ( فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه , أو يستشنعه سامعه , من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولا معنى في الحقيقة ؛ فليعلم أنه لم يُؤْت في ذلك من قبلنا , وإنما أُتِي من قِبَل بعض ناقليه إلينا , وأنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا ) تاريخ الطبري المقدمة ( 1 / 8 )
وكان هذا مقبولاً في زمنه حيث يستطيع العلماء أن يعرفوا رجال السند ، ويحكموا لهم أو عليهم .
اما وقد صار اكثر الناس يجهلون اصول الحديث وشروط قبول الاخبار او ردها فالوجب بيان درجة كل حديث او خبر من صحة او ضعف ولا يكتفى بنقل الاسناد .
وبهذا حمل اي الطبري رواته التبعة ، وحمل بالتالي دارس كتابه أن يفتش عنهم في كتب الرجال ، ومصادر الجرح والتعديل ، وسيجد حينئذ عدداً منهم ساقطاً بالمرة ، وعدداً مختلفاً في توثيقه وتضعيفه ، وعدداً آخر من الثقات المقبولين.
فمن رجال الطبري: محمد إسحاق صاحب السيرة ، قال فيه الإمام مالك وغيره ما قالوا ، ومن وثقه لا يقبل كل ما يرويه ، وكثيراً ما كان الرواة عنه أضعف منه وأوهن.
والواقدي كذبه جماعة من أئمة الحديث ، وهشام بن محمد الكلبي وأبوه ، وهما متهمان بالكذب.
وسيف بنعمر التميمي كان يضع الحديث ، ويروي الموضوعات عن الأثبات - اتهم بالزندقة ، وضعفه غير واحد.
وأبو مخنف لوط بن يحي الأزدي ، قال فيه الحافظ الذهبي : أخباري تالف لا يوثق به ، تركه أبو حاتم وغيره وقال ابن معين: ليس بثقة ، وقال مرة: ليس بشئ وقال ابن عدي: شيعي محترق ، صاحب اخبارهم!
وغير هؤلاء كثيرون من المجروحين المتروكين عند أئمة الجرح والتعديل من علماء الحديث ، وإن كان رجال التاريخ والأخبار يروون عنهم ، ويستندون إليهم.
ان الإمام الطبري لا يحدث بشيء في تاريخه إلا بالأسانيد
يقول الشيخ عثمان الخميس حفظه الله
وهذا المنهج سار عليه غير واحد من الائمة في الحديث في مصنفاته مثل الإمام أحمد في مسنده والإمام الدرامي في سننه وغيرهم , فهم ذكروا لك الإسناد ولم يتعهدوا لك بإخراج الصحيح فقط . وانما تعهد الإمامان البخاري ومسلم بإخراج الصحيح في صححيهما ,والإمام الطبري لم يتعهد أن ينقل الصحيح , ولكنه تعهد أن يحدثك عمن نقل عنه ,فأنت انظر إلى الإسناد .
ثم يكمل قائلا
ونجد الإمام الطبري قد أكثر عن رجل اسمه يحي بن لوط ويكنى بابي مخنف , إذ أخرج الطبري له في تاريخه 587 رواية , وهذه الروايات تبدأ من وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خلافة يزيد بن معاوية
أي الفترة الحرجة من التاريخ
وفي كل فترة من هذه الفترات نجد لأبي مخنف رواية فيها , وهذه الروايات يعتمدها أهل البدع والزيغ ويحرصون عليها .
وابا محنف هذا رافضي خبيث جمع بين البدعة والكذب وكثرة الرواية
قال عنه ابن حبان ( يروي الموضوعات عن الثقات )
وقال عنه الإمام الذهبي ( إخباري تا لا يوثق به )
وكذلك نجد في تاريخه روايات عن الواقدي ,ان كان الواقدي مؤرخ كبير ولكنه غير ثقة .
ونجد روايات اخرى عن سيف بن عمر التميمي وهذا مؤرخ معروف ولكنه مشهور بالكذب
أذن العهدة على القارئ في تاريخ الطبري , لابد ان ينظر إلى الإسناد فان كان ضعيفا ترك الرواية جملة وتفصيلا
((( مفرغ من كاسيت حقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس
مع تصرف يسر بما لا يغير المعنى )))
انتهى كلام الشيخ عثمان حفظه الله .
ومن الكتب الموثوقة في التاريخ والتي عالجت كثيرا من القضية المهمة خصوصا ما شجر بين الصحابة وعرف اصحابها بالتحقيق العلمي والتجرد للحق .
كتاب "العواصم من القواصم" لأبي بكر ابن العربي المالكي تحقيق الشيخ الفاضل محب الدين الخطيب رحمه الله وهذا كتاب عظيم انصح كل طالب حق بدرسته .
وحقبة من التاريخ للشيخ عثمان الخميس حفظه الله وهو كتاب ماتع نافع وهو متوفر اشرطو ومطبوع كتاب .
( تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة من روايات الإمام الطبري والمحدثين ) تأليف د . محمد أمخزون / دار طيبة - مكتبة الكوثر
أثر التشيع على الروايات التاريخية ، عبدالعزيز محمد نور ولي . دار الخضيري للنشر والتوزيع ، المدينة النبوية
عقيدة أهل السنة والجماعة في الصحابة الكرام ، ناصر بن علي عائض حسن الشيخ . مكتبة الرشد ، الرياض
مرويات أبي مخنف في تاريخ الطبري ، يحيى بن إبراهيم اليحيى . دار العاصمة ، الرياض
دفع الكذب المبين المفترى من الرافضة على أمهات المؤمنين ، عبد الله عبد القادر بن محمد عطا صوفي ، مكتبة الغرباء الأثرية ، المدينة النبوية
عصر الخلافة الراشدة ، أكرم ضياء العمري ، مكتبة العبيكان ، الرياض .
الخلافة الراشدة والدولة الأموية من فتح الباري ، يحيى بن إبراهيم اليحيى ، دار الهجرة ، الرياض
صورة يزيد بن معاوية في الروايات الأدبية ، دارسة نقدية ، فريال بنت عبد الله بن محمود الهديب ، دار اجا ، الرياض
كتاب تسديد الإصابة فيما شجر بين الصحابة تأليف / ذياب بن سعد آل حمدان الغامدي راجعة فضيلة الشيخ الدكتور / صالح الفوزان
كتاب فصل الخطاب في مواقف الأصحاب رضي الله عنهم تأليف الشيخ / محمد صالح أحمد الغرسي
كتاب يزيد بن معاوية الخليفة المفترى عليه ، تأليف هزاع بن عيد الشمري الطبعة الخامسة مزيدة ومنقحة الرياض
"البداية والنهاية" لابن كثير و للكتاب طبعتان متميزتان:
1_ طبعة دار ابن كثير: بتحقيق جمع من الدكاترة بإشراف الشيخ: عبدالقادر الأرنؤوط والدكتور بشار عواد معروف. وهي نفيسة.
2_ طبعة هجر ثم عالم الكتب : بتحقيق التركي ومكتب التحقيق في دار هجر. وهي جيدة
وكتب الحافظ الذهبي عموما : "تاريخ الإسلام" و "سير أعلام النبلاء" ، و"العبر" وغيرها .
و كتاب "التاريخ الإسلامي" للأستاذ محمود شاكر الحرستاني
وكتب الدكتور محمد علي الصلابي التاريخية ـ بصفة عامة ـ كـ " السيرة النبوية" ، وكتبه عن الخلفاء الراشدين ، "الدولة الأموية" ، "الدولة الفاطمية" ، "دولة السلاجقة" ، "الدولة العثمانية" وغيرها كثير وهي مهمة ومفيدة
ومازل للحديث بقية والحديث ذو شجون كما يقال
وما زالت هناك مباحث اخرى تحتاج الى بسط وشرح وبحث
وهذه مجرد اشارة ومدخل تكفي الفطن اللبيب
ولنا عودة باذن الله الى جوانب من هذا الموضوع
هذا مااردت تقييده وكتابته هنا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
وكتبه حامدا مصليا ابو زكريا محمد بن العربي التلمساني الجزائري