أشارت صحيفة ''ليكيب'' الفرنسية الشهيرة في تحقيق لها عن منتخب الجزائر أن غالبية لاعبي المنتخب لا يلعبون مع أنديتهم، وهو أمر يثير القلق قبل أقل من شهرين على انطلاق بطولة كأس العالم بجنوب إفريقيا في الحادي عشر من جوان القادم، وجاء في الصحيفة أن رجال رابح سعدان خرجوا من حملة مرهقة وطويلة للتصفيات المؤهلة للمونديال وكانوا مثقلين بمباراة فاصلة وصعبة ضد منتخب مصر بأم درمان السودانية.
ثم خاضوا بعدها مشوارا جيدا في كأس الأمم الإفريقية بأنغولا حيث وصلوا إلى الدور نصف النهائي لهذه البطولة، فكان من الطبيعي أن تتأثر لياقتهم البدنية بشدة، ومن هذه الفترة لم يلعب نجوم المنتخب الجزائري مع أنديتهم بشكل منتظم وبعضهم لم يلعب على الإطلاق، ومضت الصحيفة قائلة بأن كل من زيانى ومنصوري ومغنى وبلحاج ويبدة وبوڤرة وحليش عاشوا شبه ''بطالة فنية'' وهو ما كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر المدير الفني رابح سعدان الذي أكد في وقت سابق بأنه لن ينسى ما فعله هؤلاء النجوم من أجل المنتخب ومن الطبيعي أن يكونوا في القائمة التي ستشارك في المونديال، وتساءل سعدان بنبرة استغراب عما يمكن فعله في مثل هذه الحالات.. وأضافت ''ليكيب'' أنه في ظل هذه الظروف الاستثنائية سارعت السلطات الرياضية الجزائرية بصفة عاجلة لسد هذا النقص الشديد في اللياقة البدنية للاعبين، فقامت بإرسال كل من مغنى، بوڤرة، بوعزة وبلحاج إلى قطر للاستشفاء واستعادة العافية وتحسين اللياقة البدنية ونيل أكبر قدر من الراحة بعد الإجهاد والإرهاق الكبيرين اللذيين عانوا منهما، فعلى سبيل المثال أمضى مراد مغنى أكثر من ثلاثة أسابيع في قطر قبل أن يغادرها مؤخرا إلى ناديه لازيو الايطالي وصرح مغنى لوسائل الإعلام قائلا ''يمكننا أن نعتقد أننا سنعانى من نقص المنافسة في كأس العالم لكننا على الأقل سنكون أكثر انتعاشا وحيوية ومازالت أمامنا مدة من الوقت لتحقيق المزيد من التحسن وهذا يكفينا''، وفي نفس السياق يرى ''فابريس بريان'' المستشار الطبي لصحيفة ''ليكيب'' عكس ما يراه لاعب لازيو حيث أكد بان لاعبي الجزائر سيعانون من نقص عملية تكثيف التدريبات التي تتيح الفرصة لقدرة أكبر على المنافسة والأداء الأفضل، فأي لاعب يتوقف عن اللعب لمدة خمسة عشر يوما يحتاج لما يتراوح بين 8 و10 أسابيع لكي يعود إلى كامل اللياقة والفورمة، على حد قول هذا المستشار، وفيما يتعلق بحالة اللاعبين الجزائريين من الممكن أن يتحقق لهم ذلك خلال الفترة المتبقية ولكن هذا رهان يحمل في طياته مجازفة كبيرة، وعلى أية حال سيمتلك لاعبو الجزائر ميزة الانتعاش والحيوية خلال المباريات الأولى للمونديال، ولكن في حالة تأهلهم للأدوار التالية فأنهم سيعانون من التعب وسيتأثر أداؤهم، إلى ذلك ولتبيان حالة التراجع البدني للاعبي الفريق الوطني نتيجة الجهد الكبير الذي بذلوه في تصفيات كأس العالم وفى كأس أمم إفريقيا والناجم أيضا عن عدم اللعب مع أنديتهم، نشرت الصحيفة الفرنسية إحصائيات لزمن لعب كل لاعب من 11 لاعبا أساسيين في صفوف المنتخب الجزائري مع أنديتهم في البطولات التي يلعبون فيها، وجاء أن شاوشى حارس المرمى وفاق سطيف لعب 1440 دقيقة بينما لعب بوڤرة لاعب غلاسكو رينجرز 1180 دقيقة وحليش مع ناسيونال ماديرا 916 دقيقة، وعنتر يحيى بوخوم 1260 دقيقة ونذير بلحاج بورتسموث 1467 دقيقة، ومنصوري مع لوريان لعب 711 دقيقة وحسان يبدة رفقة بورتسموث 1260 دقيقة ومطمور بروسيا مونشنغلادباخ 1489 دقيقة ومقنى لازيو روما 274 دقيقة، وزيانى فولفسبورغ 481 دقيقة.
وأضافت ''ليكيب'': ''لعل ذلك هو الذي دفع الجهاز الفني بقيادة رابح سعدان إلى تغيير مكان معسكره من مدينة فلورنسا الايطالية حيث يوجد مقر تدريب المنتخب الايطالي والانتقال إلى سويسرا حيث الارتفاع عن سطح البحر الذي يسمح بتدريبات أفضل لتنظيم النفس ودخول وخروج الأوكسجين مع تخصيص الجزء الأول من المعسكر للكشف الطبي الشامل على اللاعبين وتحديد الموقف الطبي لكل لاعب في ظل وجود أخصائيين على أعلى مستوى في كيفية إزالة الإرهاق والتعب فضلا عن أخصائيين في التغذية أيضا''، واختتمت الجريدة الفرنسية تحقيقها بالقول أن اتحاد الكرة الجزائري يخشى التعرض لضربات أخرى إذا لم يصل اللاعبون إلى قمة لياقتهم البدنية والذهنية والفنية، ويتمنون الا يعيد التاريخ نفسه ويحدث ما حدث في مونديال 1982 باسبانيا أي منذ 28 سنة، فالجزائريون الذين سقطوا وقتها أمام ألمانيا 1/ 2 ثم الشيلى 2/ 3 كانوا قد لعبوا عددا من المباريات الودية قبل التوجه إلى اسبانيا، ولكن رابح سعدان اليوم لم يضع في برنامجه الرسمي قبل الصفر إلى جنوب أفريقيا سوى مباراتين وديتين فقط الأولى أمام ايرلندا يوم 28 ماي القادم والثانية أما منتخب الإمارات العربية المتحدة يوم 5 جوان المقبل.