سماع القرآن الكريم علاج للأمراض النفسية والعصبية
منذ بضعة أشهر وفي أحد المستشفيات الإيطالية قام سبعة من الأطباء في مختلف التخصصات بإجراء دراسة غريبة جدا، فقد احضروا شريطا مسجلا عليه آيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وأحضروا مجموعة من المرضى الإيطاليين، فأسمعوهم القرآن مرتلا بصوت القارئ العربي الشهير. فوجدوا نسبة الشفاء بين المرضى قد ارتفعت إلى 95% في حين كان سماع الموسيقا بلا اثر ملموس.
وفي تجربة مختلفة تؤكد المعنى نفسه قام علماء في ألمانيا بوضع شريط مسجل عليه آيات قرآنية بصوت قارئ عربي مسلم أسفل شجرة مثمرة، وشريط آخر مسجل عليه موسيقا فماذا كانت النتيجة؟
وجدوا أن الشجرة التي سمعت القرآن الكريم كان ثمارها أسرع نضجا وأحلى مذاقا، أما الشجرة الأخرى فكانت أبطأ نضجا وأقل حلاوة في المذاق والطعم.
وفي دراسة أخرى قامت بها مؤسسة العلوم الطبية الإسلامية في ولاية فلوريدا الأمريكية عن تأثير سماع آيات القرآن الكريم في نفوس عدد من المرضى، أثبتت الأبحاث وجود اثر مهدئ للقرآن الكريم بنسبة 97% حيث دلت على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي، وكانت المؤسسة قد قامت بتسجيل وقياس أثر تلاوة القرآن الكريم على عدد من المسلمين المتحدثين باللغة العربية وغير العربية إلى جانب عدد من غير المسلمين وغير المتحدثين باللغة العربية وقد تليت عليهم آيات قرآنية وجاءت نسبة الشفاء بنحو 97% من الذين خضعوا للاختبار.
حالات مرضية
عمليا يؤكد الدكتور محمود عبدالرحمن حمودة، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بطب الأزهر، هذه الحقيقة ويقول: من الواقع التجريبي لحالات مرضية متعددة فقد شفيت معظمها بفضل الله أولا، ولتؤكد القوة الشفائية في القرآن الكريم، وقد قرأ احد القراء عدة آيات على أفراد رجال وأطفال كانوا يعانون من أمراض مستعصية مثل الصرع والعقم وسرطان الدم (اللوكيميا) وسبحان القادر على كل شيء، فقد حدث لهم الشفاء شبه الكامل ببركة آيات القرآن الكريم.
ويقرر الدكتور حمودة أن الإنسان عموما يواجه هموما تكون أصعب في أحيان كثيرة عن مواجهتها بقدراته الذاتية، ويترتب عليها خلل في الأداء النفسي والذهني للإنسان، ثم خلل عضوي وعصبي يبدو في أمراض معروفة مثل السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين وغيرها، وهنا أقرر أن الإنسان محتاج إلى قوة تعينه على تحمل الهموم النفسية، ومحتاج إلى علاج هذه الهموم النفسية قبل العلاج العضوي البدني، ومن هنا تأتي أهمية “الإيمان” البالغة في العلاج والتي يبلغ أقصاها في الإيمان بقدرات القرآن الشفائية، كما يبدو في مظاهر التدين عموما والصلاة خصوصا، وقد ثبت مثلا أن الوضوء الذي يمارسه المؤمن خمس مرات قبل كل صلاة له قدرات علاجية، حيث إن رذاذ الماء المتناثر في الهواء عند الوضوء يولد طاقة ضوئية منها “أيونات” سالبة الشحنة لها قوة كهرومغناطيسية تسبب استرخاء نفسيا عاليا يزيل التوتر العصبي والغضب، ونحن كأطباء نفسيين محتاجون إلى مثل هذه العوامل المهمة في العلاج.
القرآن يعالج الخلل
ويعترف الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الأمراض النفسية بجامعة القاهرة، بعجز الأطباء عن فهم حالات غير قليلة من الأمراض وبعدم جدوى العلاج العضوي والدوائي.
ويضيف: عندي قناعة بأن القرآن الكريم سبب مباشر وغير مباشر لعلاج الأفراد والمجتمعات من العلل النفسية والعضوية، ولعل نقطة البداية تكمن في أنه لا يوجد مرض نفسي أو عضوي إلا بسبب خلل حدث في الإنسان أو المجتمع، والقرآن الكريم أكبر مصحح لجوانب الخلل النفسي والاجتماعي عند المريض بتصحيح أوضاعه وسلوكه، بالعمل أو بالأسرة أو بالمجتمع الذي يعيش فيه.
العبادة وعالم الدين
لقد وجدنا أن لدور العبادة، وبالذات تعلم وقراءة القرآن، أكبر فائدة للخروج بنتائج إيجابية في شفاء المرض النفسي، أيضا وجدنا تأثيرا ايجابيا كبيرا لرجال الدين، حيث إن العوامل الروحية بالقرآن الكريم، الذي يخاطب النفس والعقل والقلب معا، أدت لنا دورا مهما في الشفاء من المرض النفسي، ليس فقط كمصدر علاج نبحث عنه، بل لأنها وقاية من الأمراض ولأن غرس القيم الروحية وتأصيل مبادئ الدين وتعاليم السماء في نفوس الناس خير وقاية من الوقوع في براثن المرض والاضطراب النفسي من البداية.
إن تأثير رجل الدين كما يرى د. يسري قوي جدا في تطويع نزعات وغرائز الإنسان إلى الناحية السليمة، بدلا من أن تكون في اتجاه الشر وتدمير وأذى الذات، وان حب الفرد للدين واتباع تعاليم السماء، يعد مدخلا هاما لتعديل سلوك الإنسان، ومن هذا المنطلق القوي وجدنا أن القرآن الكريم له مدلول كبير في أحداث الشفاء في النفس البشرية.
وفي عيادتي حالات عديدة تم علاجها بالقرآن الكريم، بعضها لحالات هستيرية قد أصابت الإنسان وبعضها في صورة شلل، وقد ساعدنا القرآن في علاجها.
“الصحة العالمية” تعترف
في هذا السياق يذكرنا الدكتور محمد أحمد عويضة، أستاذ الطب بجامعة القاهرة، بما استقر عليه الطب الحديث من أن الإنسان في صحته ومرضه له شقان: عضوي ونفسي، وبالتالي فإن التعامل عند العلاج مع الإنسان باعتباره كائنا بيولوجيا فقط ليس صحيحا من الناحية العلمية والواقعية، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية منذ عشر سنوات أهمية الجوانب الروحية في العلاج.
ومن هنا نتفهم نحن الأطباء دور القرآن الكريم والتدين والعبادة في العلاج أو في شفاء الأبدان والقلوب كما عبر القرآن.
فشفاء القلوب بالقرآن في الفهم الإسلامي له وجهتان: الأولى تقول إن هناك بعض الآيات المحددة فقط هي التي تحدث الشفاء، وفريق آخر من العلماء الأولين يقول إن كل آيات القرآن الكريم تعمل أو تحدث الشفاء للأمراض التي طرأت على صحة الإنسان.
د. عويضة يذهب إلى ابعد من ذلك ويؤكد أن هناك نظرية علمية حديثة اهتمت بموضوع الشفاء عبر قراءة آيات من القرآن الكريم، وهذه تسمى بالإدراك تحت الحسي، هذه النظرية كان لها السبق في تفسير الأثر الشفائي لقراءة آيات القرآن الكريم.
ومنذ بضعة أشهر تمت مناقشة رسالة دكتوراه تناولت العلاقة بين القيم الروحية والصحة النفسية، وبالتطبيق على حالات المدمنين خرجت هذه الدراسة بإثباتات علمية جديدة تقول إن الإنسان المتمسك بدينه والمواظب على قراءة القرآن الكريم وتلاوته والمحافظ على القيم الروحية أقل عرضة للأمراض أو للنكسة المرضية أيا كانت نوعيتها، وبالذات في حالات الإدمان، بل وجد أيضا أن الإنسان المتمسك بالقيم الدينية أكثر الناس استجابة لحدوث الشفاء.
من الناحية الشرعية يؤكد الدكتور محمد المختار المهدي، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر والرئيس العام للجمعية الشرعية، على أن المسلمين، علماء وعامة، يؤمنون بالقدرات الشفائية للقرآن، وهذا الإيمان جزء من إيمانهم بأن لكتاب الله تأثيرا في الصدور وفائدة في دنياهم ومعاشهم ومعادهم، وإذا كان رب العزة يقرر في القرآن عن القرآن: “ما فرطنا في الكتاب من شيء”، فإن المؤمنين حتى لو كانوا من غير المسلمين لو بحثوا عن الشفاء في القرآن فسوف يجدونه.
وهذا المعنى وارد في أكثر من نص ديني، فالقرآن الكريم يقول عن كتاب الله: “قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور”، “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين”، “قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء”، وفي الحديث: “عليكم بالشفائين القرآن والعسل”، وقريب من هذا نفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة”، وإذا كان الرسول يقول: “داووا مرضاكم بالصدقة”، فإن قمة الصدقات تتجسد في القرآن الكريم الذي يتحصل المؤمن بقراءته على آلاف الحسنات كما أشار عليه السلام: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “الم” حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف” رواه الترمذي.
الشفاء التام
ويلاحظ الدكتور المهدي أن حديث القرآن عن “الشفاء” بالقرآن اقترن بمعنيين آخرين وهما “الرحمة” و”الهدي”، وفي هذا دلالة على أن الشفاء لا يتأتى إلا لمن اعتبر كتاب الله معجزة هادية وراحمة للبشرية في الدين والدنيا وفي الأنفس والأبدان، وهو “الشفاء التام” الذي عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال “القرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع العلل القلبية والبدنية وأمراض الدنيا والآخرة”.
وقد حدثني طبيب سعودي أثق به انه استخدم قراءة القرآن في علاج مرضاه الذين كان أغلبهم مرضى بالسرطان، فشفي بالقرآن نحو مائة وعشرين حالة.
ويخلص الدكتور المهدي في الاستماع الإيماني العلاجي بالقرآن إلى حقيقتين هامتين: الأولى: أننا كمؤمنين نؤمن بهذا الإعجاز القرآني إجمالا ودون تفصيل، ولكن التفصيل هنا يأتي من أهل الذكر من الأطباء والعلماء، فهم الذين يدرسون الحالات ويلحظون تقبل الناس لهذا العلاج كل في مجال تخصصه، وهنا أناشد كل طبيب مسلم أن يتوقف عند هذه الحقائق الإجمالية ليقرها في الواقع العملي التفصيلي، وعلى الطبيب المسلم أن يدرك انه متى قال الله عن كتابه: “فيه شفاء” فواجب عليه أن يلحظ هذا الشفاء مع كل مصادر العلل ومظاهرها.
الثانية: أن هذا العلاج بسماع القرآن مرتبط بدرجة الإيمان به والأخذ بما فيه من أوامر ونواهٍ، وليس مقبولا أن يمارس البعض صورا شتى من الحرام أو المنكرات ثم يلتمس العلاج بسماع القرآن.
أيضا أناشد كل مؤمن سواء كان مسلما أم غير مسلم أن يتقي الله في كتاب الله وألا يعرض آيات القرآن لأي نوع من أنواع الامتهان أو القيل والقال، يستوي في هذا الطبيب والمريض وكل من له قلب ذاكر وخاشع لله.
منذ بضعة أشهر وفي أحد المستشفيات الإيطالية قام سبعة من الأطباء في مختلف التخصصات بإجراء دراسة غريبة جدا، فقد احضروا شريطا مسجلا عليه آيات من القرآن الكريم بصوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، وأحضروا مجموعة من المرضى الإيطاليين، فأسمعوهم القرآن مرتلا بصوت القارئ العربي الشهير. فوجدوا نسبة الشفاء بين المرضى قد ارتفعت إلى 95% في حين كان سماع الموسيقا بلا اثر ملموس.
وفي تجربة مختلفة تؤكد المعنى نفسه قام علماء في ألمانيا بوضع شريط مسجل عليه آيات قرآنية بصوت قارئ عربي مسلم أسفل شجرة مثمرة، وشريط آخر مسجل عليه موسيقا فماذا كانت النتيجة؟
وجدوا أن الشجرة التي سمعت القرآن الكريم كان ثمارها أسرع نضجا وأحلى مذاقا، أما الشجرة الأخرى فكانت أبطأ نضجا وأقل حلاوة في المذاق والطعم.
وفي دراسة أخرى قامت بها مؤسسة العلوم الطبية الإسلامية في ولاية فلوريدا الأمريكية عن تأثير سماع آيات القرآن الكريم في نفوس عدد من المرضى، أثبتت الأبحاث وجود اثر مهدئ للقرآن الكريم بنسبة 97% حيث دلت على تخفيف درجة توتر الجهاز العصبي التلقائي، وكانت المؤسسة قد قامت بتسجيل وقياس أثر تلاوة القرآن الكريم على عدد من المسلمين المتحدثين باللغة العربية وغير العربية إلى جانب عدد من غير المسلمين وغير المتحدثين باللغة العربية وقد تليت عليهم آيات قرآنية وجاءت نسبة الشفاء بنحو 97% من الذين خضعوا للاختبار.
حالات مرضية
عمليا يؤكد الدكتور محمود عبدالرحمن حمودة، أستاذ الأمراض النفسية والعصبية بطب الأزهر، هذه الحقيقة ويقول: من الواقع التجريبي لحالات مرضية متعددة فقد شفيت معظمها بفضل الله أولا، ولتؤكد القوة الشفائية في القرآن الكريم، وقد قرأ احد القراء عدة آيات على أفراد رجال وأطفال كانوا يعانون من أمراض مستعصية مثل الصرع والعقم وسرطان الدم (اللوكيميا) وسبحان القادر على كل شيء، فقد حدث لهم الشفاء شبه الكامل ببركة آيات القرآن الكريم.
ويقرر الدكتور حمودة أن الإنسان عموما يواجه هموما تكون أصعب في أحيان كثيرة عن مواجهتها بقدراته الذاتية، ويترتب عليها خلل في الأداء النفسي والذهني للإنسان، ثم خلل عضوي وعصبي يبدو في أمراض معروفة مثل السكر أو ارتفاع ضغط الدم أو تصلب الشرايين وغيرها، وهنا أقرر أن الإنسان محتاج إلى قوة تعينه على تحمل الهموم النفسية، ومحتاج إلى علاج هذه الهموم النفسية قبل العلاج العضوي البدني، ومن هنا تأتي أهمية “الإيمان” البالغة في العلاج والتي يبلغ أقصاها في الإيمان بقدرات القرآن الشفائية، كما يبدو في مظاهر التدين عموما والصلاة خصوصا، وقد ثبت مثلا أن الوضوء الذي يمارسه المؤمن خمس مرات قبل كل صلاة له قدرات علاجية، حيث إن رذاذ الماء المتناثر في الهواء عند الوضوء يولد طاقة ضوئية منها “أيونات” سالبة الشحنة لها قوة كهرومغناطيسية تسبب استرخاء نفسيا عاليا يزيل التوتر العصبي والغضب، ونحن كأطباء نفسيين محتاجون إلى مثل هذه العوامل المهمة في العلاج.
القرآن يعالج الخلل
ويعترف الدكتور يسري عبدالمحسن، أستاذ الأمراض النفسية بجامعة القاهرة، بعجز الأطباء عن فهم حالات غير قليلة من الأمراض وبعدم جدوى العلاج العضوي والدوائي.
ويضيف: عندي قناعة بأن القرآن الكريم سبب مباشر وغير مباشر لعلاج الأفراد والمجتمعات من العلل النفسية والعضوية، ولعل نقطة البداية تكمن في أنه لا يوجد مرض نفسي أو عضوي إلا بسبب خلل حدث في الإنسان أو المجتمع، والقرآن الكريم أكبر مصحح لجوانب الخلل النفسي والاجتماعي عند المريض بتصحيح أوضاعه وسلوكه، بالعمل أو بالأسرة أو بالمجتمع الذي يعيش فيه.
العبادة وعالم الدين
لقد وجدنا أن لدور العبادة، وبالذات تعلم وقراءة القرآن، أكبر فائدة للخروج بنتائج إيجابية في شفاء المرض النفسي، أيضا وجدنا تأثيرا ايجابيا كبيرا لرجال الدين، حيث إن العوامل الروحية بالقرآن الكريم، الذي يخاطب النفس والعقل والقلب معا، أدت لنا دورا مهما في الشفاء من المرض النفسي، ليس فقط كمصدر علاج نبحث عنه، بل لأنها وقاية من الأمراض ولأن غرس القيم الروحية وتأصيل مبادئ الدين وتعاليم السماء في نفوس الناس خير وقاية من الوقوع في براثن المرض والاضطراب النفسي من البداية.
إن تأثير رجل الدين كما يرى د. يسري قوي جدا في تطويع نزعات وغرائز الإنسان إلى الناحية السليمة، بدلا من أن تكون في اتجاه الشر وتدمير وأذى الذات، وان حب الفرد للدين واتباع تعاليم السماء، يعد مدخلا هاما لتعديل سلوك الإنسان، ومن هذا المنطلق القوي وجدنا أن القرآن الكريم له مدلول كبير في أحداث الشفاء في النفس البشرية.
وفي عيادتي حالات عديدة تم علاجها بالقرآن الكريم، بعضها لحالات هستيرية قد أصابت الإنسان وبعضها في صورة شلل، وقد ساعدنا القرآن في علاجها.
“الصحة العالمية” تعترف
في هذا السياق يذكرنا الدكتور محمد أحمد عويضة، أستاذ الطب بجامعة القاهرة، بما استقر عليه الطب الحديث من أن الإنسان في صحته ومرضه له شقان: عضوي ونفسي، وبالتالي فإن التعامل عند العلاج مع الإنسان باعتباره كائنا بيولوجيا فقط ليس صحيحا من الناحية العلمية والواقعية، وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية منذ عشر سنوات أهمية الجوانب الروحية في العلاج.
ومن هنا نتفهم نحن الأطباء دور القرآن الكريم والتدين والعبادة في العلاج أو في شفاء الأبدان والقلوب كما عبر القرآن.
فشفاء القلوب بالقرآن في الفهم الإسلامي له وجهتان: الأولى تقول إن هناك بعض الآيات المحددة فقط هي التي تحدث الشفاء، وفريق آخر من العلماء الأولين يقول إن كل آيات القرآن الكريم تعمل أو تحدث الشفاء للأمراض التي طرأت على صحة الإنسان.
د. عويضة يذهب إلى ابعد من ذلك ويؤكد أن هناك نظرية علمية حديثة اهتمت بموضوع الشفاء عبر قراءة آيات من القرآن الكريم، وهذه تسمى بالإدراك تحت الحسي، هذه النظرية كان لها السبق في تفسير الأثر الشفائي لقراءة آيات القرآن الكريم.
ومنذ بضعة أشهر تمت مناقشة رسالة دكتوراه تناولت العلاقة بين القيم الروحية والصحة النفسية، وبالتطبيق على حالات المدمنين خرجت هذه الدراسة بإثباتات علمية جديدة تقول إن الإنسان المتمسك بدينه والمواظب على قراءة القرآن الكريم وتلاوته والمحافظ على القيم الروحية أقل عرضة للأمراض أو للنكسة المرضية أيا كانت نوعيتها، وبالذات في حالات الإدمان، بل وجد أيضا أن الإنسان المتمسك بالقيم الدينية أكثر الناس استجابة لحدوث الشفاء.
من الناحية الشرعية يؤكد الدكتور محمد المختار المهدي، أستاذ العقيدة بجامعة الأزهر والرئيس العام للجمعية الشرعية، على أن المسلمين، علماء وعامة، يؤمنون بالقدرات الشفائية للقرآن، وهذا الإيمان جزء من إيمانهم بأن لكتاب الله تأثيرا في الصدور وفائدة في دنياهم ومعاشهم ومعادهم، وإذا كان رب العزة يقرر في القرآن عن القرآن: “ما فرطنا في الكتاب من شيء”، فإن المؤمنين حتى لو كانوا من غير المسلمين لو بحثوا عن الشفاء في القرآن فسوف يجدونه.
وهذا المعنى وارد في أكثر من نص ديني، فالقرآن الكريم يقول عن كتاب الله: “قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور”، “وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين”، “قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء”، وفي الحديث: “عليكم بالشفائين القرآن والعسل”، وقريب من هذا نفهم حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “إن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة”، وإذا كان الرسول يقول: “داووا مرضاكم بالصدقة”، فإن قمة الصدقات تتجسد في القرآن الكريم الذي يتحصل المؤمن بقراءته على آلاف الحسنات كما أشار عليه السلام: “من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول “الم” حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف” رواه الترمذي.
الشفاء التام
ويلاحظ الدكتور المهدي أن حديث القرآن عن “الشفاء” بالقرآن اقترن بمعنيين آخرين وهما “الرحمة” و”الهدي”، وفي هذا دلالة على أن الشفاء لا يتأتى إلا لمن اعتبر كتاب الله معجزة هادية وراحمة للبشرية في الدين والدنيا وفي الأنفس والأبدان، وهو “الشفاء التام” الذي عبر عنه شيخ الإسلام ابن تيمية عندما قال “القرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع العلل القلبية والبدنية وأمراض الدنيا والآخرة”.
وقد حدثني طبيب سعودي أثق به انه استخدم قراءة القرآن في علاج مرضاه الذين كان أغلبهم مرضى بالسرطان، فشفي بالقرآن نحو مائة وعشرين حالة.
ويخلص الدكتور المهدي في الاستماع الإيماني العلاجي بالقرآن إلى حقيقتين هامتين: الأولى: أننا كمؤمنين نؤمن بهذا الإعجاز القرآني إجمالا ودون تفصيل، ولكن التفصيل هنا يأتي من أهل الذكر من الأطباء والعلماء، فهم الذين يدرسون الحالات ويلحظون تقبل الناس لهذا العلاج كل في مجال تخصصه، وهنا أناشد كل طبيب مسلم أن يتوقف عند هذه الحقائق الإجمالية ليقرها في الواقع العملي التفصيلي، وعلى الطبيب المسلم أن يدرك انه متى قال الله عن كتابه: “فيه شفاء” فواجب عليه أن يلحظ هذا الشفاء مع كل مصادر العلل ومظاهرها.
الثانية: أن هذا العلاج بسماع القرآن مرتبط بدرجة الإيمان به والأخذ بما فيه من أوامر ونواهٍ، وليس مقبولا أن يمارس البعض صورا شتى من الحرام أو المنكرات ثم يلتمس العلاج بسماع القرآن.
أيضا أناشد كل مؤمن سواء كان مسلما أم غير مسلم أن يتقي الله في كتاب الله وألا يعرض آيات القرآن لأي نوع من أنواع الامتهان أو القيل والقال، يستوي في هذا الطبيب والمريض وكل من له قلب ذاكر وخاشع لله.