[center]بسم الله الرحمن الرحيم
احذروا الفضائيات الشيطانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من
المصائب والمنكرات ما وقع فيها بعض جهلة المسلمين , بل بعض المثقفين, ((
التمثيل )) الذي استفحل شره بين المسلمين بسبب قلة الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر, حتى وصل الأمر بهؤلاء تمثيل كبار الصحابة , بل بعضهم مَنْ يمثل
الأنبياء والرسل , وزعموا هؤلاء أن التمثيل مباح , وهم لا يعلمون أن
التمثيل من أعظم المحرمات , وهو مناف للمروءة والرجولة والكرامة , فكيف
تسمح لهم نفوسهم الوضيعة بالتمثيل حتى يكونوا أضحوكة للضاحكين , وهزأة
للآخرين يبيعون بذلك عرضهم وشرفهم وكرامتهم وأخلاقهم , وذلك لأن التمثيل
لا يخلو أن يمثل به أشخاص من نساء ورجال كما هو الغالب , أو خاص بالرجال ,
وكل هذه الحالات محرمه باتفاق المسلمين , وهذا ابتدعه الكفار والذي يعتبر
من التشبه بهم , فإن الدين مبنى على مخالفتهم والابتعاد من التشبه بهم ,
فقال صلى الله عليه وسلم :" مَنْ تشبه بقوم فهو منهم " (رواه أبو داود والحديث صحيح )
ولهذا
قال الحسن البصري- رحمه الله- :" قلما تشبه رجل بقوم إلا لحق بهم " يعنى
في الدنيا والآخرة,فإن التشبه يحمل صاحبه على التخلّق بأخلاق المتشبه بهم
, والتعلق بهم في جميع عاداتهم وتقاليدهم , والدافع لهذا حبهم وتعظيمهم
,واستحسان جميع أحوالهم , وبذلك يتدرج في الانسلاخ من عوائد الإسلام شيئاً
فشيئاً ,حتى لا يبقى لديه من الإسلام إلا اسمه.
وهذا التمثيل يعتبر من اللهو والمزاح الباطل و اللعب بعقول الناس ليضحكهم.
وللأسف
الشديد هناك بعض القنوات الفضائية الشيطانية , تبث السموم بين الناس
لصرفهم عن دين الله ,وذلك بتمثيل لبعض الصحابة , وبعض الأنبياء والرسل ((
كيوسف عليه السلام )) ونرى وللأسف الشديد كذلك أن كثيراًَ من الشباب
وغيرهم مَنْ يعكف على مشاهدة هذه القنوات الشيطانية الساعات الطوال , إلى
منتصف الليل وزيادة من أجل مشاهدة هذه الأكاذيب والسخريات بأنبياء الله
ورسله , وقد نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن السهر بعد العشاء إلا
لحاجة دينية أو دنيوية مباحة لا محرمة ,فكان - صلى الله عليه وسلم-" يكره
النوم قبل العشاء والحديث بعدها "
( رواه البخاري)
وتمثيل
الغير يعتبر من الغيبة المحرمة ,لأن فيه ذكر لما يكره الإنسان , فكيف
بغيبة الأنبياء والرسل والصحابة , وقد قال - صلى الله عليه وسلم -:" يا
معشر مَنْ آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه لا تغتابوا المسلمين , ولا
تتبعوا عوراتهم , فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته , ومن
تتبع الله عورته يفضحه الله ولو في جوف بيته "
( رواه أبو داود و الحديث صحيح)
والتمثيل
فيه أذية ومسبة للأنبياء والرسل والصحابة , فقال -صلى الله عليه وسلم-:"
لا تسبوا أصحابي , فوالذى نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما
بلغ مد أحدهم ولا نصيفه "
( رواه مسلم)
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" لعن الله من سب أصحابي "
(رواه الطبراني والحديث حسن)
وقال -صلى الله عليه وسلم-:" لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا "
( رواه البخاري)
وقال - صلى الله عليه وسلم- :"لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء "
](رواه أحمد والحديث صحيح)
هذا في حق الصحابة والأموات عموما فكيف بمن يسب ويستهزأ بالأنبياء والرسل ؟
أليس
تمثيلهم فيه احتقار وإهانة لهم ,و أنتم تقلدونهم في كلامهم وحركاتهم , و
الحاضرون يضحكون , في حين أن اليهود والنصارى يعظّمون أحبارهم ورهبانهم ,
ولا يعلم هؤلاء أنهم سيحاسبون على أفعالهم وأقوالهم التي استهانوا بها .
قال - صلى الله عليه وسلم-:" :" إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبيّن فيها ,يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب "
( متفق عليه )
ومن
العجب أن الممثلين وقعوا في التشبه بالنساء باللباس والكلام والحركات
والتخنث حتى كأنه امرأة والعياذ بالله ,وقد حذر النبي- صلى الله عليه
وسلم- من هذا الصنيع فقال:" لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال
والمتشبهين من الرجال بالنساء"
( رواه الترمذي والحديث صحيح )
وقال - صلى الله عليه وسلم- " لعن الله المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء "
( رواه الترمذي و الحديث صحيح)
هذا
مع ما فيه من تبرج للنساء واختلاط بالرجال , و الغناء على آلات الطرب ,
الذي يترتب عليه فساد أخلاق الشباب من الذكور والإناث,وغير ذلك من الأخلاق
الفاسدة , التي انتشرت بين المسلمين من النظر إلى النساء الفاجرات
الجميلات , وطرق المغازلة و التعاشق بين الجنسين من التفاني في حبها وكيف
يجالسها ويخاطبها ويضمها ويقبلها ويكاتبها وتكاتبه , فتخرج المرأة أو
الفتاة من بيتها مع مشاهدة هذه السقطات,وهي متشوقة إلى ذلك , راغبة
فيه,باحثة عمن يعشقها وتعشقه ,ويفعل بها كما رأته من الممثل .
أيها
الرجل الغيور على أهله,يا مَنْ تجلس أنت وزوجتك وأولادك وبناتك أمام هذه
الفضائيات الشيطانية ,وأنتم تشاهدون هذه اللقطات الساقطة , أترضى هذه
السقطات لزوجتك وأولادك وبناتك ؟فإذا كنت لا تقبل هذا , فعليك بتقوى الله
عز وجل , والتوبة إلية , والابتعاد عن هذه القنوات الفضائية الشيطانية ,
والتحذير منها ,وعدم مشاهدتها حتى لا تقع أنت وأهلك فيما حرم الله ورسوله.
وقد
أفتى جمع من العلماء بحرمة التمثيل مطلقاً منهم الشيخ ابن باز والشيخ
الألباني والشيخ حمود التويجري والشيخ ابن عثيمين , والشيخ الفوزان و
الشيخ أحمد النجمي , واللجنة الدائمة للإفتاء, وذلك لما يترتب عليه من كذب
و إهانة وسخرية واستهزاء واحتقار للأنبياء والرسل والصحابة والتشبه
بالعصاة و الفسقة والفجرة والكفرة
كتبه
/ ربيع الأول / 1431 هـ