دخل المنتخب الوطني مرحلة حاسمة
للتحضير للمشاركة في نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا بعد
شهر من الآن. ورغم أن المدرب
رابح سعدان ومساعديه عانوا كثيرا لأجل إعداد قائمة الـ5+25 التي ستخوض تربص
سويسرا بداية من يوم الخميس المقبل، إلا أن ثمة عوامل
أضحت تشكل هاجسا لديهم ولدى الرأي العام، بالنظر لمعاناة بعض اللاعبين من
نقص المنافسة، والإصابات، فضلا على سقوط بعضهم مع أنديتهم
إلى الدرجة الثانية، فيما يبقى ذات الشبح يهدد آخرين.
تباينت آراء ومواقف التقنيين والفنيين، حول قائمة اللاعبين التي أعلنها
سعدان يوم الثلاثاء الماضي، والتي ستمثل الجزائر في المونديال الإفريقي،
فبين مؤيد ومعارض لاختيارات ''الشيخ''، تبقى الإشارة إلى أن الهواجس
المذكورة سابقا أمر لا مفر منه، خاصة وأن الأمر يتعلق بمنافسة عالمية من
المستوى العالي. ورغم تفاؤل سعدان وطاقمه الفني بتدارك الوضع خلال تربصي
سويسرا وألمانيا والمباراتين الوديتين اللتين سيخوضهما ''الخضر'' أمام
إيرلندا والإمارات قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، إلا أن المنافسة العالمية
الشهيرة تتطلب حضور عوامل ومتطلبات كثيرة، لا تتوفر حاليا في التشكيلة
المختارة للمونديال.
تربص سويسرا ينطلق على وقع الإصابات
وأكبر الهواجس التي يعاني منها ''الخضر'' حاليا، هي الإصابات التي ضربت
صفوف التشكيلة مؤخرا؛ حيث سيدخل المنتخب الوطني تربص ''كرانس مونتانا''
بسبعة لاعبين مصابين على الأقل. وجاءت هذه الإصابات امتدادا للتي تلقاها
الكثير من اللاعبين منذ مباراة أم درمان الشهيرة يوم 18 نوفمبر الماضي،
وظلت آثارها تلاحق كلا من مراد مغني الذي أنهى الموسم دون أن يلعب ثانية
واحدة منذ كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وقد خضع للعلاج في مستشفى
''أسبيتار'' بقطر لمدة قاربت الشهرين، وتبقى حالته الأكثر تعقيدا مقارنة
بزملائه، بعد أن لمّح سعدان لإبعاده من المنتخب في تربص سويسرا إذا لم لم
تتحسن حالته الصحية. وأنهى مجيد بوفرة أيضا الموسم مصابا، وهو ما جعله
يغيب أيضا عن آخر مباريات فريقه في البطولة الأسكتلندية. فيما يعاني حسان
يبدة أيضا من الإصابة ولم يلعب آخر مباريات فريقه بورتسموث الذي يأمل في
استعادته تحسبا للمباراة النهائية لكأس إنجلترا يوم السبت المقبل أمام
تشيلسي. شأنه شأن زميله نذير بلحاج، الذي أنهى هو الآخر علاجه بمستشفى
''أسبيتار'' في قطر. ويبقى الغموض سائدا حول جاهزيته لنهائي كأس إنجلترا.
ورغم عودته مؤخرا إلى الميادين في آخر مباراتين في البطولة الإسبانية، عانى
مهدي لحسن لاعب راسينغ سانتاندير الإسباني من أثر الإصابة التي تعرّض لها
خلال تربص ''الخضر'' بالجزائر قبل مواجهة صربيا. ولنفس السبب غاب جمال
عبدون أيضا عن المنافسة مع فريقه نانت في المباريات الثلاث الأخيرة، ويرتقب
أن ينهي الموسم مصابا هو الآخر. وغاب كريم مطمور عن آخر مباراتين لفريقه
مونشنغلادباخ في البطولة الألمانية بعد معاناته من آلام على مستوى الفخذ،
لينهي الموسم مصابا. ولم تستثن الإصابة أيضا أحد الوجوه الجديدة
لـ''الخضر''، حيث يعاني حبيب بلعيد، مدافع نادي بولون سيرمار الفرنسي، من
آلام على مستوى الفخذ. وهو ما جعله يغيب أيضا عن المباريات الأخيرة لفريقه.
وسيلتحق هو الآخر مصابا بتربص المنتخب في سويسرا. ويفرض هذا الوضع على
الطاقم الفني والطبي بذل مجهودات جبارة لتجهيز اللاعبين. وهو ما تم الشروع
فيه فعلا، بانتداب الاتحادية الجزائرية لكرة القدم العديد من الأطباء
والمختصين، لتدعيم الطاقم الطبي لـ''الخضر'' وعلى رأسهم الدكتور حكيم شلبي،
الذي أشرف على علاج كل من بوفرة مغني وبلحاج وبوعزة في مستشفى ''أسبيتار''
في قطر.
9 لاعبين يعانون من نقص المنافسة وتراجع المستوى
ثاني الهواجس، التي أضحت تشكل كابوسا بالنسبة للطاقم الفني للمنتخب الوطني،
هو نقص المنافسة لدى العديد من اللاعبين. وطال هذا الأمر ركائز التشكيلة
الوطنية، التي صنعت نجاح المنتخب في التصفيات الأخيرة، إلا أنها اصطدمت
بواقع مر في أنديتها،خاصة وأن اللاعبين ''وقعوا في المحظور'' بمشاركتهم في
كأس أمم إفريقيا بأنغولا، وخالفوا رغبات فرقهم ليدفعوا ثمن تضحيتهم من أجل
''الخضر'' غاليا.
ولعل أبرز لاعب يعاني من نقص المنافسة، هو صانع ألعاب نادي لازيو الإيطالي
مراد مغني، الذي يغيب عن الميادين منذ شهر جانفي الماضي، بسبب الإصابة
''المعقدة'' التي يعاني منها. ويأتي في المرتبة الثانية لاعب وسط نادي
فولزبورغ الألماني، كريم زياني، الذي لم يلعب سوى 27 دقيقة منذ شهر جانفي
الماضي، خلال كاس أمم إفريقيا التي جرت في أنغولا، وتعرّض زياني للتهميش
من طرف مدرب النادي الألماني الجديد، لورانز غنوتر كوستنر، الذي أبعده عن
التشكيلة، وقلّما استدعاه ضمن قائمة الـ18 لاعبا خلال مباريات البوندسليغا،
رغم أن المدرب السابق أرمين فيه كان وراء استقدام زياني من أولمبيك
مرسيليا الموسم الماضي قبل أن يقال من منصبه، لتتحول حياة كريم إلى جحيم.
وتبرز حالة الحارس لوناس فاواوي، في هذا الصدد، كونه غاب عن كأس أمم
إفريقيا الأخيرة في أنغولا بعد إجرائه عملية جراحية، وتذبذب أدائه مؤخرا في
البطولة مع أولمبي الشلف، فضلا على تلقيه إصابة أخرى قبل 3 أسابيع حرمته
من إتمام الموسم. ورغم أنه ظل أحد أعمدة فريق ناسيونال ماديرا البرتغالي،
إلا أن رفيق حليش عانى في المباريات الأخيرة من تهميش مدربه مانويل ماتشادو
الذي أبعده عن التشكيلة الأساسية في مباراتين، قبل أن يضعه على كرسي
الاحتياط في المباريات الأخيرة. وبدرجة أكبر، يعاني كل من نذير بلحاج وحسان
يبدة من نقص المنافسة أيضا، بالنظر لغيابهما عن المباريات الأخيرة لفريقهم
بورتسموث بداعي الإصابة، فغاب بلحاج عن ثماني مباريات. ولم يلعب يبدة سوى
مباراة نصف نهائي الكأس أمام توتنهام قبل أن تعاوده الآلام من جديد. ولنفس
السبب أيضا غاب لحسن العائد مؤخرا إلى المنافسة، عن سانتاندير، رغم أنه كان
أحد اللاعبين القلائل في ''الليغا'' الإسبانية الذين شاركوا في كل مباريات
الموسم الجاري. وتبقى حالة القائد يزيد منصوري مشابهة لحالة لحسن، فبعد
الإصابة التي تعرّض لها الشهر الماضي والتي أبعدته لعشرة أيام عن الملاعب،
استرجع منصوري مكانته الأساسية في فريقه لوريون الفرنسي، إلا أنه يظل بعيدا
عن اللياقة المطلوبة، بالنظر لجلوسه مطولا في كرسي الاحتياط منذ مرحلة
الإياب من البطولة، شأنه شأن الوجه الجديد عدلان قديورة، لاعب وسط نادي
وولفرهامبتون الإنجليزي، الذي بدأ مرحلة الإياب من البطولة الإنجليزية
أساسيا وهو ما لفت إليه الأنظار، قبل أن يخفت نجمه شيئا فشيئا، بعد أن وضعه
مدربه ماكارتي على كرسي الاحتياط، حيث قلّما شارك في المباريات الأخيرة من
البطولة. وبدرجة أقل، يعاني جمال عبدون من نقص المنافسة بالنظر لغيابه عن
نانت بسبب الإصابة، إلا أنه كثيرا ما شارك هذا الموسم مع فريقه في بطولة
الدرجة الثانية الفرنسية.
4 لاعبين سقطوا في انتظار آخرين
وتلقى بعض اللاعبين صدمة كبرى بسقوطهم مع فرقهم إلى الدرجة الثانية.
ولعل أكبر المتضررين من هذا الأمر، هو مدافع نادي بوخوم الألماني عنتر
يحيى، الذي ودّع أول أمس ''البوندسليغا'' بعد أن عجز فريقه عن تحقيق الفوز
بميدانه، والذي كان سيكفل له البقاء في الدرجة الأولى. ليدخل يحيى تربص
''الخضر'' بمعنويات منحطة، لن يرفعها سوى التألق خلال التربص وفي مونديال
جنوب إفريقيا، حيث سيضطر اللاعب إلى إيجاد فريق آخر يلعب له بعد المشاكل
التي حدثت له هذا الموسم في بوخوم. وجاء وقع صدمة هبوط نادي بورتسموث إلى
الدرجة الأولى الإنجليزية، أقل قوة على نذير بلحاج وحسان يبدة، فالأول
تهاطلت عليه العروض من العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة، والثاني سيعود
بصفة آلية إلى ناديه الأصلي بنفيكا البرتغالي، بعد مغامرة لم تكلل بالنجاح
في إنجلترا، رغم التألق اللافت للاعب الجزائري هذا الموسم. وذات الأمر
ينطبق على الوجه الجديد في صفوف ''الخضر'' حبيب بلعيد، الذي سقط مع فريقه
بولون سيرمار الفرنسي إلى الدرجة الثانية، إلا أنه سيعود أوتوماتيكيا إلى
نادي اينتراخت فرانكفورت الألماني الذي يملك عقده. ويبقى شبح السقوط إلى
الدرجات الدنيا، يهدد كلا من مهدي لحسن لاعب سانتاندير، الذي يحتاج إلى
خدمة من نادي برشلونة في الجولة القادمة لهزم نادي بلد الوليد منافس
سانتاندير على البقاء في الدرجة الأولى، فيما يحتاج نادي لازيو الإيطالي
الذي يلعب له مراد مغني إلى تحقيق الفوز في الجولة المقبلة من البطولة
الإيطالية لتحقيق بقائه رسميا ضمن أندية النخبة. ونفس الأمر ينطبق على رفيق
صايفي الذي يحتاج فريقه إيستر إلى ضمان 3 نقاط قصد ترسيم بقائه في الدرجة
الثانية الفرنسية. هذا وقد لعب كل من مطمور وقديورة على تفادي السقوط إلى
الدرجة الثانية، حيث عانى فريقاهما غلادباخ ووولفرهامبتون كثيرا لضمان
البقاء مع أندية النخبة.
لاعبون جمعوا بين كل ''الهواجس''
ومن المفارقات الغربية، أن ثمة لاعبين جمعوا بين كل العوامل السلبية
المذكورة سابقا، على غرار: يبدة، بلحاج، مغني، بلعيد وعبدون، حيث كانت
الإصابة، ونقص المنافسة وشبح السقوط إلى الدرجة الدنيا، القاسم المشترك
فيما بينهم، في موسم كروي كان بمثابة الكابوس الذي أفسد عليهم فرحة التأهل
إلى مونديال جنوب إفريقيا، وفرحة المشاركة في العرس العالمي.
ويحتاج هذا الأمر عملا بسيكولوجيا كبيرا من الطاقم الفني لرفع معنويات
اللاعبين قبل التنقل إلى بلد ''نيلسون مانديلا''.
''ماجيك'' بوقرة.. الشجرة التي غطت الغابة
يشكل صخرة دفاع نادي غلاسكو رانجرز الأسكتلندي، مجيد بوفرة، الاستثناء في
التشكيلة الوطنية المشاركة في المونديال، بالنظر للموسم الرائع الذي أداه
سواء مع فريقه أو مع ''الخضر''؛ فصنع ''ماجيك'' الحدث في أوروبا وفي
الجزائر، بفضل تألقه مع فريقه؛ حيث أصبح أحد أساطيره وأعمدته الأساسية.
ورغم الضربات المتلاحقة التي تعرض لها بوفرة هذا الموسم، بتلقيه العديد من
الإصابات، إلا أنه توّج موسمه بتأهل تاريخي إلى المونديال مع المنتخب
الوطني، وأنهى الموسم أيضا بلقبين للبطولة وكأس أسكتلندا مع رانجرز. وإن لم
يشارك زملاءه في الإنجازين فإن مجيد يظل أحد أبرز لاعبي الفريق منذ
انضمامه إليه قبل موسمين. وبدرجة أقل، يبقى المهاجم رفيق زهير جبور أيضا
أحد اللاعبين القلائل في صفوف ''الخضر'' الذي برز بقوة خلال مرحلة الإياب
من البطولة اليونانية، ورغم أنه تعرّض للتهميش من طرف مدربه الصربي
باجيفيتش، والذي نتج عنه حرمانه من لعب كاس أمم إفريقيا بأنغولا، إلا أنه
استعاد سريعا لياقته وحسه التهديفي بعد أن قاد أيك أثينا إلى المشاركة في
دورة اللقب، وستكون الآمال كلها معلقة على جبور لقيادة خط هجوم ''الخضر''
في المونديال في ظل العقم الذي عانى منه في أنغولا. ويبرز الوجه الجديد في
''الخضر'' جمال مصباح كاستثناء أيضا، كونه أدى أيضا موسما ناجحا مع فريقه
ليتشي، وكلل ذلك بالصعود إلى الدرجة الأولى الإيطالية، في موسم لعبه مصباح
أساسيا.
للتحضير للمشاركة في نهائيات كأس العالم التي ستحتضنها جنوب إفريقيا بعد
شهر من الآن. ورغم أن المدرب
رابح سعدان ومساعديه عانوا كثيرا لأجل إعداد قائمة الـ5+25 التي ستخوض تربص
سويسرا بداية من يوم الخميس المقبل، إلا أن ثمة عوامل
أضحت تشكل هاجسا لديهم ولدى الرأي العام، بالنظر لمعاناة بعض اللاعبين من
نقص المنافسة، والإصابات، فضلا على سقوط بعضهم مع أنديتهم
إلى الدرجة الثانية، فيما يبقى ذات الشبح يهدد آخرين.
تباينت آراء ومواقف التقنيين والفنيين، حول قائمة اللاعبين التي أعلنها
سعدان يوم الثلاثاء الماضي، والتي ستمثل الجزائر في المونديال الإفريقي،
فبين مؤيد ومعارض لاختيارات ''الشيخ''، تبقى الإشارة إلى أن الهواجس
المذكورة سابقا أمر لا مفر منه، خاصة وأن الأمر يتعلق بمنافسة عالمية من
المستوى العالي. ورغم تفاؤل سعدان وطاقمه الفني بتدارك الوضع خلال تربصي
سويسرا وألمانيا والمباراتين الوديتين اللتين سيخوضهما ''الخضر'' أمام
إيرلندا والإمارات قبل السفر إلى جنوب إفريقيا، إلا أن المنافسة العالمية
الشهيرة تتطلب حضور عوامل ومتطلبات كثيرة، لا تتوفر حاليا في التشكيلة
المختارة للمونديال.
تربص سويسرا ينطلق على وقع الإصابات
وأكبر الهواجس التي يعاني منها ''الخضر'' حاليا، هي الإصابات التي ضربت
صفوف التشكيلة مؤخرا؛ حيث سيدخل المنتخب الوطني تربص ''كرانس مونتانا''
بسبعة لاعبين مصابين على الأقل. وجاءت هذه الإصابات امتدادا للتي تلقاها
الكثير من اللاعبين منذ مباراة أم درمان الشهيرة يوم 18 نوفمبر الماضي،
وظلت آثارها تلاحق كلا من مراد مغني الذي أنهى الموسم دون أن يلعب ثانية
واحدة منذ كأس أمم إفريقيا الأخيرة بأنغولا، وقد خضع للعلاج في مستشفى
''أسبيتار'' بقطر لمدة قاربت الشهرين، وتبقى حالته الأكثر تعقيدا مقارنة
بزملائه، بعد أن لمّح سعدان لإبعاده من المنتخب في تربص سويسرا إذا لم لم
تتحسن حالته الصحية. وأنهى مجيد بوفرة أيضا الموسم مصابا، وهو ما جعله
يغيب أيضا عن آخر مباريات فريقه في البطولة الأسكتلندية. فيما يعاني حسان
يبدة أيضا من الإصابة ولم يلعب آخر مباريات فريقه بورتسموث الذي يأمل في
استعادته تحسبا للمباراة النهائية لكأس إنجلترا يوم السبت المقبل أمام
تشيلسي. شأنه شأن زميله نذير بلحاج، الذي أنهى هو الآخر علاجه بمستشفى
''أسبيتار'' في قطر. ويبقى الغموض سائدا حول جاهزيته لنهائي كأس إنجلترا.
ورغم عودته مؤخرا إلى الميادين في آخر مباراتين في البطولة الإسبانية، عانى
مهدي لحسن لاعب راسينغ سانتاندير الإسباني من أثر الإصابة التي تعرّض لها
خلال تربص ''الخضر'' بالجزائر قبل مواجهة صربيا. ولنفس السبب غاب جمال
عبدون أيضا عن المنافسة مع فريقه نانت في المباريات الثلاث الأخيرة، ويرتقب
أن ينهي الموسم مصابا هو الآخر. وغاب كريم مطمور عن آخر مباراتين لفريقه
مونشنغلادباخ في البطولة الألمانية بعد معاناته من آلام على مستوى الفخذ،
لينهي الموسم مصابا. ولم تستثن الإصابة أيضا أحد الوجوه الجديدة
لـ''الخضر''، حيث يعاني حبيب بلعيد، مدافع نادي بولون سيرمار الفرنسي، من
آلام على مستوى الفخذ. وهو ما جعله يغيب أيضا عن المباريات الأخيرة لفريقه.
وسيلتحق هو الآخر مصابا بتربص المنتخب في سويسرا. ويفرض هذا الوضع على
الطاقم الفني والطبي بذل مجهودات جبارة لتجهيز اللاعبين. وهو ما تم الشروع
فيه فعلا، بانتداب الاتحادية الجزائرية لكرة القدم العديد من الأطباء
والمختصين، لتدعيم الطاقم الطبي لـ''الخضر'' وعلى رأسهم الدكتور حكيم شلبي،
الذي أشرف على علاج كل من بوفرة مغني وبلحاج وبوعزة في مستشفى ''أسبيتار''
في قطر.
9 لاعبين يعانون من نقص المنافسة وتراجع المستوى
ثاني الهواجس، التي أضحت تشكل كابوسا بالنسبة للطاقم الفني للمنتخب الوطني،
هو نقص المنافسة لدى العديد من اللاعبين. وطال هذا الأمر ركائز التشكيلة
الوطنية، التي صنعت نجاح المنتخب في التصفيات الأخيرة، إلا أنها اصطدمت
بواقع مر في أنديتها،خاصة وأن اللاعبين ''وقعوا في المحظور'' بمشاركتهم في
كأس أمم إفريقيا بأنغولا، وخالفوا رغبات فرقهم ليدفعوا ثمن تضحيتهم من أجل
''الخضر'' غاليا.
ولعل أبرز لاعب يعاني من نقص المنافسة، هو صانع ألعاب نادي لازيو الإيطالي
مراد مغني، الذي يغيب عن الميادين منذ شهر جانفي الماضي، بسبب الإصابة
''المعقدة'' التي يعاني منها. ويأتي في المرتبة الثانية لاعب وسط نادي
فولزبورغ الألماني، كريم زياني، الذي لم يلعب سوى 27 دقيقة منذ شهر جانفي
الماضي، خلال كاس أمم إفريقيا التي جرت في أنغولا، وتعرّض زياني للتهميش
من طرف مدرب النادي الألماني الجديد، لورانز غنوتر كوستنر، الذي أبعده عن
التشكيلة، وقلّما استدعاه ضمن قائمة الـ18 لاعبا خلال مباريات البوندسليغا،
رغم أن المدرب السابق أرمين فيه كان وراء استقدام زياني من أولمبيك
مرسيليا الموسم الماضي قبل أن يقال من منصبه، لتتحول حياة كريم إلى جحيم.
وتبرز حالة الحارس لوناس فاواوي، في هذا الصدد، كونه غاب عن كأس أمم
إفريقيا الأخيرة في أنغولا بعد إجرائه عملية جراحية، وتذبذب أدائه مؤخرا في
البطولة مع أولمبي الشلف، فضلا على تلقيه إصابة أخرى قبل 3 أسابيع حرمته
من إتمام الموسم. ورغم أنه ظل أحد أعمدة فريق ناسيونال ماديرا البرتغالي،
إلا أن رفيق حليش عانى في المباريات الأخيرة من تهميش مدربه مانويل ماتشادو
الذي أبعده عن التشكيلة الأساسية في مباراتين، قبل أن يضعه على كرسي
الاحتياط في المباريات الأخيرة. وبدرجة أكبر، يعاني كل من نذير بلحاج وحسان
يبدة من نقص المنافسة أيضا، بالنظر لغيابهما عن المباريات الأخيرة لفريقهم
بورتسموث بداعي الإصابة، فغاب بلحاج عن ثماني مباريات. ولم يلعب يبدة سوى
مباراة نصف نهائي الكأس أمام توتنهام قبل أن تعاوده الآلام من جديد. ولنفس
السبب أيضا غاب لحسن العائد مؤخرا إلى المنافسة، عن سانتاندير، رغم أنه كان
أحد اللاعبين القلائل في ''الليغا'' الإسبانية الذين شاركوا في كل مباريات
الموسم الجاري. وتبقى حالة القائد يزيد منصوري مشابهة لحالة لحسن، فبعد
الإصابة التي تعرّض لها الشهر الماضي والتي أبعدته لعشرة أيام عن الملاعب،
استرجع منصوري مكانته الأساسية في فريقه لوريون الفرنسي، إلا أنه يظل بعيدا
عن اللياقة المطلوبة، بالنظر لجلوسه مطولا في كرسي الاحتياط منذ مرحلة
الإياب من البطولة، شأنه شأن الوجه الجديد عدلان قديورة، لاعب وسط نادي
وولفرهامبتون الإنجليزي، الذي بدأ مرحلة الإياب من البطولة الإنجليزية
أساسيا وهو ما لفت إليه الأنظار، قبل أن يخفت نجمه شيئا فشيئا، بعد أن وضعه
مدربه ماكارتي على كرسي الاحتياط، حيث قلّما شارك في المباريات الأخيرة من
البطولة. وبدرجة أقل، يعاني جمال عبدون من نقص المنافسة بالنظر لغيابه عن
نانت بسبب الإصابة، إلا أنه كثيرا ما شارك هذا الموسم مع فريقه في بطولة
الدرجة الثانية الفرنسية.
4 لاعبين سقطوا في انتظار آخرين
وتلقى بعض اللاعبين صدمة كبرى بسقوطهم مع فرقهم إلى الدرجة الثانية.
ولعل أكبر المتضررين من هذا الأمر، هو مدافع نادي بوخوم الألماني عنتر
يحيى، الذي ودّع أول أمس ''البوندسليغا'' بعد أن عجز فريقه عن تحقيق الفوز
بميدانه، والذي كان سيكفل له البقاء في الدرجة الأولى. ليدخل يحيى تربص
''الخضر'' بمعنويات منحطة، لن يرفعها سوى التألق خلال التربص وفي مونديال
جنوب إفريقيا، حيث سيضطر اللاعب إلى إيجاد فريق آخر يلعب له بعد المشاكل
التي حدثت له هذا الموسم في بوخوم. وجاء وقع صدمة هبوط نادي بورتسموث إلى
الدرجة الأولى الإنجليزية، أقل قوة على نذير بلحاج وحسان يبدة، فالأول
تهاطلت عليه العروض من العديد من الأندية الأوروبية الكبيرة، والثاني سيعود
بصفة آلية إلى ناديه الأصلي بنفيكا البرتغالي، بعد مغامرة لم تكلل بالنجاح
في إنجلترا، رغم التألق اللافت للاعب الجزائري هذا الموسم. وذات الأمر
ينطبق على الوجه الجديد في صفوف ''الخضر'' حبيب بلعيد، الذي سقط مع فريقه
بولون سيرمار الفرنسي إلى الدرجة الثانية، إلا أنه سيعود أوتوماتيكيا إلى
نادي اينتراخت فرانكفورت الألماني الذي يملك عقده. ويبقى شبح السقوط إلى
الدرجات الدنيا، يهدد كلا من مهدي لحسن لاعب سانتاندير، الذي يحتاج إلى
خدمة من نادي برشلونة في الجولة القادمة لهزم نادي بلد الوليد منافس
سانتاندير على البقاء في الدرجة الأولى، فيما يحتاج نادي لازيو الإيطالي
الذي يلعب له مراد مغني إلى تحقيق الفوز في الجولة المقبلة من البطولة
الإيطالية لتحقيق بقائه رسميا ضمن أندية النخبة. ونفس الأمر ينطبق على رفيق
صايفي الذي يحتاج فريقه إيستر إلى ضمان 3 نقاط قصد ترسيم بقائه في الدرجة
الثانية الفرنسية. هذا وقد لعب كل من مطمور وقديورة على تفادي السقوط إلى
الدرجة الثانية، حيث عانى فريقاهما غلادباخ ووولفرهامبتون كثيرا لضمان
البقاء مع أندية النخبة.
لاعبون جمعوا بين كل ''الهواجس''
ومن المفارقات الغربية، أن ثمة لاعبين جمعوا بين كل العوامل السلبية
المذكورة سابقا، على غرار: يبدة، بلحاج، مغني، بلعيد وعبدون، حيث كانت
الإصابة، ونقص المنافسة وشبح السقوط إلى الدرجة الدنيا، القاسم المشترك
فيما بينهم، في موسم كروي كان بمثابة الكابوس الذي أفسد عليهم فرحة التأهل
إلى مونديال جنوب إفريقيا، وفرحة المشاركة في العرس العالمي.
ويحتاج هذا الأمر عملا بسيكولوجيا كبيرا من الطاقم الفني لرفع معنويات
اللاعبين قبل التنقل إلى بلد ''نيلسون مانديلا''.
''ماجيك'' بوقرة.. الشجرة التي غطت الغابة
يشكل صخرة دفاع نادي غلاسكو رانجرز الأسكتلندي، مجيد بوفرة، الاستثناء في
التشكيلة الوطنية المشاركة في المونديال، بالنظر للموسم الرائع الذي أداه
سواء مع فريقه أو مع ''الخضر''؛ فصنع ''ماجيك'' الحدث في أوروبا وفي
الجزائر، بفضل تألقه مع فريقه؛ حيث أصبح أحد أساطيره وأعمدته الأساسية.
ورغم الضربات المتلاحقة التي تعرض لها بوفرة هذا الموسم، بتلقيه العديد من
الإصابات، إلا أنه توّج موسمه بتأهل تاريخي إلى المونديال مع المنتخب
الوطني، وأنهى الموسم أيضا بلقبين للبطولة وكأس أسكتلندا مع رانجرز. وإن لم
يشارك زملاءه في الإنجازين فإن مجيد يظل أحد أبرز لاعبي الفريق منذ
انضمامه إليه قبل موسمين. وبدرجة أقل، يبقى المهاجم رفيق زهير جبور أيضا
أحد اللاعبين القلائل في صفوف ''الخضر'' الذي برز بقوة خلال مرحلة الإياب
من البطولة اليونانية، ورغم أنه تعرّض للتهميش من طرف مدربه الصربي
باجيفيتش، والذي نتج عنه حرمانه من لعب كاس أمم إفريقيا بأنغولا، إلا أنه
استعاد سريعا لياقته وحسه التهديفي بعد أن قاد أيك أثينا إلى المشاركة في
دورة اللقب، وستكون الآمال كلها معلقة على جبور لقيادة خط هجوم ''الخضر''
في المونديال في ظل العقم الذي عانى منه في أنغولا. ويبرز الوجه الجديد في
''الخضر'' جمال مصباح كاستثناء أيضا، كونه أدى أيضا موسما ناجحا مع فريقه
ليتشي، وكلل ذلك بالصعود إلى الدرجة الأولى الإيطالية، في موسم لعبه مصباح
أساسيا.