أيها المؤمنون اتقوا الله حق تقاته ، واعلموا أن تقوى الله جل وعلا لن تستقيم لكم إلا بإصلاح قلوبكم وتطهيرها من الأمراض والآفات بالبر والطاعات ، ولهذا فإن الله جل ذكره بعث الرسل وأنزل الكتب لإصلاح القلوب وتطهيرها ، وتزكيتها وتطييبها ، كيف لا ؟ وبالقلب يعرف العبد ربه فيتعرف على أسمائه وصفاته وبالقلب يعلم العبد أمر الله ونهيه وبالقلب يحب العبد ربه ويخافه ويرجوه ، وبالقلب يفلح العبد وينجو يوم القيامة قال الله تعالى : { يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَإِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء : 88-89 ، أي أتى الله بقلب سليم من كل شهوة تخالف أمر الله ونهيه ومن كل شبهة تعارض خبره ونبأه. وبالقلب يا عباد الله يقطع سفر الآخرة فإن السير إلى الله تعالى سيرُ القلوب لا سيرُ الأبدان. قال ابن رجب رحمه الله : فأفضل الناس من سلك طريق النبي صلى الله عليه وسلم وخواص أصحابه في الاجتهاد في الأحوال القلبية فإن سفر الآخرة يقطع بسير القلوب لا بسير الأبدان. والقلب يا عباد الله هو موضع نظر الله سبحانه وتعالى من عبده ففي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأبشاركم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " 1 .
فمن أسباب صلاح القلوب واستقامتها الأخذ بالقرآن العظيم تلاوة وحفظاً وتدبراً وتعلماً فإن الله سبحانه وتعالى أنزله شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ
فمن أسباب صلاح القلوب واستقامتها الأخذ بالقرآن العظيم تلاوة وحفظاً وتدبراً وتعلماً فإن الله سبحانه وتعالى أنزله شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ
جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } . يونس : 57 . فالقرآن أبلغ موعظة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ، وهو أنفع الأدوية لما في الصدور من أمراض الشبهات والشهوات قال ابن القيم رحمه الله : " جماع أمراض القلوب هي أمراض الشبهات والشهوات والقرآن شفاء للنوعين " . فأقبلوا على كتاب الله يا عباد الله فإنه لا صلاح لكم ولا سعادة إلا بالتمسك به فاعتصموا به ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.
ومن أسباب صلاح القلوب واستقامتها إعمارها بمحبة الله تعالى فلا فلاح ولا صلاح ولا استقامة ولا لذة ولا طيب إلا بمحبة الله تعالى قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبَ إليه مما سواهما" 2 متفق عليه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : فالمحبة أعظم واجبات الدين وأكثر أصوله وأجل قواعده بل هي أصل كل
ومن أسباب صلاح القلوب واستقامتها إعمارها بمحبة الله تعالى فلا فلاح ولا صلاح ولا استقامة ولا لذة ولا طيب إلا بمحبة الله تعالى قال النبي صلى الله عليه و سلم : " ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبَ إليه مما سواهما" 2 متفق عليه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : فالمحبة أعظم واجبات الدين وأكثر أصوله وأجل قواعده بل هي أصل كل
عمل من أعمال الإيمان والدين . فاجتهدوا يا عباد الله في تحصيل محبة الله تعالى واعلموا أن طريقها الأكبر أداء الفرائض والواجبات والاجتهاد في النوافل والمستحبات قال الله تعالى في الحديث الإلهي : " وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه " 3 .
ومن أسباب صلاح القلوب وتطييبها ذكر الله تعالى : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد : 28وقال النبي عليه الصلاة و السلام : " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت " 4 . فذكر الله تعالى أيها المؤمنون جلاء القلوب فإن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وجلاؤه ذكر الله تعالى فأكثروا أيها المؤمنون من ذكر الله تعالى في جميع الأوقات لا سيما في أدبار الصلوات وفي الصباح والمساء وغير ذلك من المناسبات فإنها من أعظم ما يصلح القلوب.
إن من أسباب صلاح القلوب تطهيرها من الآفات والأمراض التي تفسدها وتعطبها كالحسد والغل والعجب والرياء والشح فإن هذه الأمراض تفسد القلب وتصرفه عن صحته واستقامته فاحرصوا بارك الله فيكم على تطهير قلوبكم من هذه الآفات فإنه لا نجاة للقلب إلا بالنجاة منها. و إن من أهم أسباب صلاح القلوب دعاء الله سبحانه وتعالى وسؤاله إصلاح القلب و تطييبه فإن سؤال ذلك من أنفع الدعاء ومن دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك " 5 ، ومن دعائه أيضاً : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " 6 فأكثروا من سؤال الله التثبيت وإصلاح القلوب.
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن أسباب صلاح القلوب وتطييبها ذكر الله تعالى : { أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } الرعد : 28وقال النبي عليه الصلاة و السلام : " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت " 4 . فذكر الله تعالى أيها المؤمنون جلاء القلوب فإن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وجلاؤه ذكر الله تعالى فأكثروا أيها المؤمنون من ذكر الله تعالى في جميع الأوقات لا سيما في أدبار الصلوات وفي الصباح والمساء وغير ذلك من المناسبات فإنها من أعظم ما يصلح القلوب.
إن من أسباب صلاح القلوب تطهيرها من الآفات والأمراض التي تفسدها وتعطبها كالحسد والغل والعجب والرياء والشح فإن هذه الأمراض تفسد القلب وتصرفه عن صحته واستقامته فاحرصوا بارك الله فيكم على تطهير قلوبكم من هذه الآفات فإنه لا نجاة للقلب إلا بالنجاة منها. و إن من أهم أسباب صلاح القلوب دعاء الله سبحانه وتعالى وسؤاله إصلاح القلب و تطييبه فإن سؤال ذلك من أنفع الدعاء ومن دعاء النبي صلى الله عليه و سلم : " اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك " 5 ، ومن دعائه أيضاً : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " 6 فأكثروا من سؤال الله التثبيت وإصلاح القلوب.
منقــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1- أخرجه مسلم في البر والصلة برقم 2564.
2- أخرجه البخاري في الإيمان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه برقم 16 وأخرجه مسلم في الإيمان برقم 43.
3- أخرجه البخاري في الرقاق من حديث أبي هريرة رضي الله عنه برقم 6502.
4- أخرجه البخاري في الدعوات من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه برقم 6407 .
5- أخرجه مسلم في القدر من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه برقم 2654 .
6- ( ) أخرجه الترمذي في القدر من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه برقم 2140 .
2- أخرجه البخاري في الإيمان من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه برقم 16 وأخرجه مسلم في الإيمان برقم 43.
3- أخرجه البخاري في الرقاق من حديث أبي هريرة رضي الله عنه برقم 6502.
4- أخرجه البخاري في الدعوات من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه برقم 6407 .
5- أخرجه مسلم في القدر من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه برقم 2654 .
6- ( ) أخرجه الترمذي في القدر من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه برقم 2140 .