منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionشرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان Emptyشرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان

more_horiz
الشرح للشيخ ابن جبرين رحمه الله

قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب : الإيمان - باب حلاوة الإيمان . حدثنا محمد بن المثنى قال : حدثنا عبد الوهاب الثقفي قال : حدثنا أيوب عن أبي قلابة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " ثلاث من كن فيهوجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لايحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" .

الحلاوة هي اللذة التي يجدها الإنسان في فمه إذا طعم شيئا له طعم حال. وضدها المرارة. فالمذوقات التي توضع في الفم ، منها ما هو حلو، ومنها ما هو مر ، مثل : التمر، والعسل، والعنب، وغير ذلك من الفواكه والمأكولات اللذيذة التي يحس بطعمها في فمه. وهناك مأكولات أو مطعومات مرة المذاق .

و الإيمان له حلاوة ، يعني له لذة . و اختلف العلماء هل حلاوة الإيمان حسية أو معنوية؟
أكثرهم قالوا : إنها معنوية ؛ لأن الحلاوة ما يوجد طعمه في الفم ، والأعمال هذه لا يوجد لها طعم في الفم فتكون حلاوة معنوية. وقال آخرون : إنها حسية ، وإن للأعمال الصالحة حلاوة قد تكون أشد من حلاوة الأطعمة الحالية اللذيذة . وذكروا أدلة على ذلك ، وهو أن كثيرا من السلف يستحلون العبادات ، ويستلذون بها ويجدون لها أثرا في قلوبهم ، وفي أجسادهم ، فيقول بعضهم : إنه ليمر بالقلب أوقات يرقص فيها طربا. أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب. يجد للطاعة حلاوة ولذة ؛ حتى يقول : إذا كان هذا مثل نعيم الجنة إنه لنعيم طيب ؛ مع أن هذا في الدنيا. وأن من أسباب حلاوة الإيمان حصول هذه الثلاث :

الأولى أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما يعني : أن يقدم محبة الله ومحبة رسوله على محبة نفسه وولده وإخوته وأهله وذويه وماله وأقاربه وأسرته والناس كلهم ؛ وذلك لأنه يعرف بأن الله تعالى هو ربه ، وهو مالكه ، وهو المتصرف فيه ؛ فيحبه من كل قلبه. ويعرف أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم هو رسول الله إلى الأمة ، وهو الذي أنقذهم الله به من الضلالة ومن الكفر ومن العصيان ، فيحبه أيضا من كل قلبه فيكون بذلك مقدما لمحبة الله ومحبة رسوله على محبة كل شيء. وإذا أحب الله تعالى أحب عبادته ؛ أحب الصلاة والصوم والصدقة ، وأحب الذكر والدعاء وقراءة القرآن ، وأحب جميع الطاعات ، وتلذذ بها ، وواظب عليها، وأكثر منها ، وكذلك أيضا أحب كل من يحبهم الله. هذه علامة محبة الله. ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم علامتها : أن يتبعه ، ويطيعه ، ويعمل بكل ما أمره به. فيؤمن بأنه رسول الله حقا ، وكذلك يطيعه في كل ما وجه إليه ، وكذلك يقتدي به ويتخذه أسوة ؛ لقول الله تعالى : { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} وكذلك إذا أحب النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يكره معصيته والخروج عن سنته. هذا هو حقيقة محبة الله ورسوله.

و الخصلة الثانية أن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، و محبة الإنسان للخلق تتفاوت ، هناك المحبة الطبيعية: محبة الإنسان لأولاد ، ومحبته لأبويه هذه محبة طبيعية لا يلام عليها ؛ ولأجل ذلك فإنه يسعى في طلب الرزق والمعيشة ، ويبذلها رخيصة لأولاده ولأحفاده ولأبويه ولأقاربه ولمن يحبه. فهذه محبة طبيعية. وهناك محبة لمنفعة: بأن تحب هذا ؛ لأنه نفعك نفعا دينيا ، أو نفعا دنيويا ، فتحبه ، ويميل قلبك إليه ؛ لحسن عمله ؛ ولحسن خلقه. وهذا كله لا ينافي محبة الإيمان. و هناك المحبة الدينية: وهي أن تحب الإنسان لصلاحه ولتقاه ولعبادته واستقامته ولالتزامه بأمر الله تعالى ؛ مع أنه ما نفعك في دنياك ، ولا شفع لك ، ولا أهدى إليك ، ولا أعطاك ، ولا تسبب في عمل لك ، ولا غير ذلك ؛ ولكن رأيته رجلا صالحا ، ورأيته يتعبد ، ورأيته يواظب على الصلوات ، ورأيته يتبع الحق ويبتعد عن الباطل ، ويبعد عن الآثام والمحرمات ، فأحببته من كل قلبك. فكانت هذه محبة دينية.

جاء في الحديث حديث السبعة سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : إمام عادل ، وشاب نشأ في طاعة الله ، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ثم قال : ورجلان تحابا في الله –أي اجتمعا على ذلك ، وتفرقا على ذلك يعني : كل منهما أحب أخاه لله تعالى لا لعرض من الدنيا. فهذه المحبة الدينية هي التي يجد بها حلاوة الإيمان ؛ وذلك لأنه إذا أحب من يحبهم الله تعالى فإنه يقتدي بهم ؛ إذا رأيته يتهجد فإنك تحبه وتقتدي به ، وإذا رأيته يرتل القرآن فإنك تحبه وتقتدي به ، وإذا رأيته يتصدق ، وإذا رأيته يصوم ، وإذا رأيته يدعو إلى الله وإذا رأيته ينصح ، وإذا رأيته يأمر أو ينهى أو يرشد ، وإذا رأيته يبر والديه ويصل رحمه ، ونحو ذلك ؛ فإنك تحبه ، ثم تقتدي به في هذه الأعمال. وأما المحبة العاجلة الدنيوية ؛ فإنها ليست مستقرة، نعرف وتعرفون اثنين كانا متصادقين ، ثم بعد ذلك تهاجرا وتقاطعا ، تسأل : يا فلان ؛ قد كنت صديقا لفلان ثم إنك أخذت تسبه فلا يذكر سببا ؛ إلا أمرا دنيويا ، فيقول –مثلا إنه خانني ، إنه ما شفع لي ، إنه ما نفعني ، إنه أخذ مني شيئا ولم يرده. فيكون هجره ومقاطعته ؛ لأجل أمر دنيوي. هل تتهمه في عقيدته؟ هل تقول : إنه يزني أو يسرق؟ هل تتهمه بأنه لا يصلي ولا يصوم؟ فيقول : لا والله ؛ بل إنه مواظب على العبادة ، وإنه متنزه عن الآثام ؛ ولكنه ما نفعني لما طلبت منه كذا وكذا ، فقاطعته. لا شك أن هذا دليل على أنها محبة عاجلة ، محبة دنيوية.

و أما الخصلة الثالثة ، قوله: وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار يكره الكفر، الله تعالى أنقذه من الكفر وهداه للإيمان ، وسدده وثبته ووفقه ، فآمن ، ودخل في الإيمان ، والتزم بالطاعة ؛ فلأجل ذلك يكره الكفر بعد الإيمان ، وكذلك يكره الضلالة بعد الهدى ، ويكره الانحراف بعد الاستقامة ، ويكره الجهل بعد العلم ويكره المعصية بعد الطاعة ، يعني : كل شيء يكرهه الله فإنه يكرهه ؛ ولو عذب ؛ ولو أحرق ؛ ولو قيل له : اكفر وإلا أحرقناك ، فإنه يصبر على الأذى ، يكره الكفر كما يكره أن يقذف في النار. وهكذا أيضا يكره المعصية ؛ ولو كانت مما تشتهيها النفس ؛ ولو كانت لذيذة ومحبوبة عند النفس، فإنه يعلم أن ربه حرمها ، وأن ربه يكرهها ؛ فلأجل ذلك يقول : أكره كل شيء نهاني عنه ربي ، ولا أقترب منه ؛ ولو كان فيه لذة دنيوية فيكره الكبر؛ ولو كانت النفس تدعو إليه ، ويكره الإعجاب ، ويكره الزنا ؛ ولو كانت النفس تندفع إليه ، ويكره النظر في الصور والأفلام الخليعة ونحوها ، ويكره النظر إلى النساء المتكشفات . يكره كل إنسان ما يغضب الله ، وما نهاه الله عنه. فهذا هو علامة محبة الإيمان ، وعلامة حلاوته.

منقـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــول

descriptionشرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان Emptyرد: شرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان

more_horiz
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

descriptionشرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان Emptyرد: شرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان

more_horiz
بارك الله فيج اختي ليلى ع الطرح الرائع

descriptionشرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان Emptyرد: شرح حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الأيمان

more_horiz
بـــــــــــارك الله فيك ليلى
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد