بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
هذه خواطر فيها شي من الفلسفه لكنها قد تكون واقع محسوس ، أو تحاكي بعض الانفس المتمردة والهاربة من ارض الواقع ..
..............
تحت وطأة الشعور بالندم والأسى , وتكتل الهموم على النفس ،، وسياط الحسرة على ظهور الايام الخوالي
تفجرت براكين عواطفي وجرت في عروقي بل واحرقت شرايين قلبي ،، فانتفض جسمي .. وتزلزل كياني
وذرفت عيناي .. فهرع عقلي يستنجد بأفكاري التي لطالما تلوذ بخيالي لتستعيد بعض ذكرياتي
فتمثلت أمامي كأني أراها الآن :
مواقف .. صور .. احداث .. غرام .. سفر .. مدن وقرى
سلكت الطريق وحيداً .. الطريق الذي يلوح كخط ابيض يغيب أوله في ظلام الأزل ، ويختفي آخره في ضباب الأبد
بقيت وحيداً .. فنظرت في نفسي :
انتابني شعور غريب .. ( يااااه ) أيعقل هذا ؟ لا أكاد اصدق !!
لقد مضت اكثر من ثلاثين قافلة من قوافل الزمان ..
فهل اقتربت من آمالي ؟
هل دنوت من الغاية التي اسعى إليها في سفري ؟
ثم سألت نفسي : ماهي الغاية التي تسعين إليها ؟ أتسيرين إلى غير ما نهايه ؟
كلما مرّ عام تعلقت به فسرت معه حتى يضيق بك عام من الأعوام فيقذف بك إلى وادي الموت ؟
ألا تعلمين أين المسير ؟
إن
هذه المكاشفة مع النفس وهذه المحاسبة وهذا التذكير لا تكاد تسيغه النفس
البشريه ولذلك تجد أكثر الناس لا يستطيع أن يصارح نفسه بهذه الحقيقة
الغائبه الحاضرة .. لأنها تحمل في طياتها حقائق الأمور ومعالم الطريق
للسفر البعيد .. ولكن وللأسف هذا ما لا نريده ولا نرغب في التوصل إليه ،
والـتأمل فيه ، والوقوف عند حدوده ..
نعم إنها الحقيقة الغائبه عن أذهاننا مع أنها قد غرست في قلوبنا .
نعيش
الحياة بوجوه شتى .. ويغيب عنّا الوجه الحقيقي لها .. الوجه الصادق المشرق
بالرضى والامان ودفء الايمان .. لست أدري ما هو السر الذي يجعلنا نهرب من
التفكير في المآلِ والمصير ؟
قد كنت ارى الدنيا كأنها وجه امرأة واحدة .. تحيطني بذراعيها وتجمع شتات ايامي .. فرضيت بهذه الحياة
العكرة
وطرقها الوعرة وجيفها المنتنه ،، فتأكد بأن العاشقين لا يبصرون من الدنيا
إلا وجه المرأة .. صم لا يسمعون إلاّ صوتها .. بُله لا يشتغلون إلاّ بها
.. مجرمون لا يبالون بكل رذيلة إذا أوصلتهم إليها .. أذِلاء لأنهم فقد
الرجولة والكرامة ، وغدا المثل الاعلى لهم أن يطيعوا هذه الرعناء الطائشة
.. لأن لها عيناً بلون السماء وزرقة البحر
هذا هو الحب يا أيها الشباب الصغار !
وفي النهاية جنون .. ليس بجنون العبقرية ولا جنون المارستان نوع ثالث ، ألا وهو جنون الغرام وكما قال الناظم :
وكل الناس مجنون ولكن *** على قدر الهوى اختلف الجنون
والهوى .. يا ويح الهوى ما اكثر شعابه ، وما أضل اوديته ..
ثم
تدحرجت حتى سقطت في وحل المال .. فحسبت الغنى بالمال وحده .. ولكن تفاجأت
ودهشت وأصبحت مثل الرجل الذي ضل في الصحراء وكاد يهلك جوعاً وعطشاً ، لما
رأى غدير ماء وإلى جنبه كيس من الجلد ، فشرب من الغدير ، وفتح الكيس يأمل
أن يجد فيه تمراً أو خبزاً يابساً ، فلما رأى ما فيه ، ارتد يأساً وسقط
إعياءً .. لقد رآه مملوءاً بالذهب !!
ثم اكملت المسير يغيب عن خاطري
نهاية المصير .. شعرت بالحنين إلى الغربه !! نعم لا غرابة في ذلك وتأكد
بأنني اعلم بأن الحنين إلى الوطن وليس إلى الغربه ... ولكن الانسان عندما
تتلاطمه امواج الحياة ولا يقر له قرار لا هنا ولا هناك ، ويحس بأن الوحدة
في بلده ووطنه .. تتلقفه احاسيس الغربه وتلفه وتلم شعثه .. وتنتشله من
واقع الحياة إلى الخيال الشرود في أفق ليس لها مدى .. يحلم بالغربه والعيش
في مدينه كبيره .. وشوارع وميادين .. ومصانع وعمارات .. وطرق ممتده معبده
تحيط بها الاشجار ويرى الثلج يتساقط والناس على حافتي الطريق نساء شقراوات
حسناوات ، ورجال واطفال لكن الوجوه غريبه ليست مألوفة لديه وظل يرفل مع
الاحلام حتى قطع حبل افكاره شيخ كبير يناديه بصوت عالي قائلاً :
يابني
لا يهولنّك ما ترى ، ولا تحقر حياله نفسك وبلدك كما يفعل اكثر من عرفنا من
رواد الدول الاوربيه .. واعلم أنّها إن تكن عظيمه ، وإن يكن اهلها
متمدّنين ، فما أنت من اواسط افريقيه ولا بلدك من قرى التبّت .. وإنما انت
ابن المجد والحضارة وابن الاساتذة الذي علّموا هؤلاء القوم وجعلوهم ناساً
، ابن الأمه التي لو حذف اسمها من التاريخ لآض تاريخ القرون الطويلة صحفاً
بيضاً لا شيء فيها ..
لا .. لا أفخر بالعظام الباليه ، ولا أعتزّ
بالايّام الخالية ، ولكن اذكر لك لأهزّ فيك نفسك العربية المسلمة لأستصرخ
في دمك قوى ألاجداد التي قتلت وأحيت ، وهدمت وبنت وعلمت واستاقت الدهر من
زمامه فانقاد لها طيعاً
انني تقصمت بعض الادوار الانسانية ، واقتبست
بعض الافكار الروحية من تجربتي في الحياة .. لانني اعلم بأن هناك قلوب
تعيش هذا الوضع المتأزم وتسيطر عليه الاوهام التي تجعله يرحل في دنيا
الاحلام ويسلك طرق الظلام .. ثم يصطدم بالحقيقة الغائبة التي تهدم جميع ما
بناه وترمي به من سعة الدور إلى ضيق اللحود ومن الحقائق التافهه التي عاش
من اجلها .. إلى حقيقة الموت والبعث والنشور ..
دمتم برعاية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
هذه خواطر فيها شي من الفلسفه لكنها قد تكون واقع محسوس ، أو تحاكي بعض الانفس المتمردة والهاربة من ارض الواقع ..
..............
تحت وطأة الشعور بالندم والأسى , وتكتل الهموم على النفس ،، وسياط الحسرة على ظهور الايام الخوالي
تفجرت براكين عواطفي وجرت في عروقي بل واحرقت شرايين قلبي ،، فانتفض جسمي .. وتزلزل كياني
وذرفت عيناي .. فهرع عقلي يستنجد بأفكاري التي لطالما تلوذ بخيالي لتستعيد بعض ذكرياتي
فتمثلت أمامي كأني أراها الآن :
مواقف .. صور .. احداث .. غرام .. سفر .. مدن وقرى
سلكت الطريق وحيداً .. الطريق الذي يلوح كخط ابيض يغيب أوله في ظلام الأزل ، ويختفي آخره في ضباب الأبد
بقيت وحيداً .. فنظرت في نفسي :
انتابني شعور غريب .. ( يااااه ) أيعقل هذا ؟ لا أكاد اصدق !!
لقد مضت اكثر من ثلاثين قافلة من قوافل الزمان ..
فهل اقتربت من آمالي ؟
هل دنوت من الغاية التي اسعى إليها في سفري ؟
ثم سألت نفسي : ماهي الغاية التي تسعين إليها ؟ أتسيرين إلى غير ما نهايه ؟
كلما مرّ عام تعلقت به فسرت معه حتى يضيق بك عام من الأعوام فيقذف بك إلى وادي الموت ؟
ألا تعلمين أين المسير ؟
إن
هذه المكاشفة مع النفس وهذه المحاسبة وهذا التذكير لا تكاد تسيغه النفس
البشريه ولذلك تجد أكثر الناس لا يستطيع أن يصارح نفسه بهذه الحقيقة
الغائبه الحاضرة .. لأنها تحمل في طياتها حقائق الأمور ومعالم الطريق
للسفر البعيد .. ولكن وللأسف هذا ما لا نريده ولا نرغب في التوصل إليه ،
والـتأمل فيه ، والوقوف عند حدوده ..
نعم إنها الحقيقة الغائبه عن أذهاننا مع أنها قد غرست في قلوبنا .
نعيش
الحياة بوجوه شتى .. ويغيب عنّا الوجه الحقيقي لها .. الوجه الصادق المشرق
بالرضى والامان ودفء الايمان .. لست أدري ما هو السر الذي يجعلنا نهرب من
التفكير في المآلِ والمصير ؟
قد كنت ارى الدنيا كأنها وجه امرأة واحدة .. تحيطني بذراعيها وتجمع شتات ايامي .. فرضيت بهذه الحياة
العكرة
وطرقها الوعرة وجيفها المنتنه ،، فتأكد بأن العاشقين لا يبصرون من الدنيا
إلا وجه المرأة .. صم لا يسمعون إلاّ صوتها .. بُله لا يشتغلون إلاّ بها
.. مجرمون لا يبالون بكل رذيلة إذا أوصلتهم إليها .. أذِلاء لأنهم فقد
الرجولة والكرامة ، وغدا المثل الاعلى لهم أن يطيعوا هذه الرعناء الطائشة
.. لأن لها عيناً بلون السماء وزرقة البحر
هذا هو الحب يا أيها الشباب الصغار !
وفي النهاية جنون .. ليس بجنون العبقرية ولا جنون المارستان نوع ثالث ، ألا وهو جنون الغرام وكما قال الناظم :
وكل الناس مجنون ولكن *** على قدر الهوى اختلف الجنون
والهوى .. يا ويح الهوى ما اكثر شعابه ، وما أضل اوديته ..
ثم
تدحرجت حتى سقطت في وحل المال .. فحسبت الغنى بالمال وحده .. ولكن تفاجأت
ودهشت وأصبحت مثل الرجل الذي ضل في الصحراء وكاد يهلك جوعاً وعطشاً ، لما
رأى غدير ماء وإلى جنبه كيس من الجلد ، فشرب من الغدير ، وفتح الكيس يأمل
أن يجد فيه تمراً أو خبزاً يابساً ، فلما رأى ما فيه ، ارتد يأساً وسقط
إعياءً .. لقد رآه مملوءاً بالذهب !!
ثم اكملت المسير يغيب عن خاطري
نهاية المصير .. شعرت بالحنين إلى الغربه !! نعم لا غرابة في ذلك وتأكد
بأنني اعلم بأن الحنين إلى الوطن وليس إلى الغربه ... ولكن الانسان عندما
تتلاطمه امواج الحياة ولا يقر له قرار لا هنا ولا هناك ، ويحس بأن الوحدة
في بلده ووطنه .. تتلقفه احاسيس الغربه وتلفه وتلم شعثه .. وتنتشله من
واقع الحياة إلى الخيال الشرود في أفق ليس لها مدى .. يحلم بالغربه والعيش
في مدينه كبيره .. وشوارع وميادين .. ومصانع وعمارات .. وطرق ممتده معبده
تحيط بها الاشجار ويرى الثلج يتساقط والناس على حافتي الطريق نساء شقراوات
حسناوات ، ورجال واطفال لكن الوجوه غريبه ليست مألوفة لديه وظل يرفل مع
الاحلام حتى قطع حبل افكاره شيخ كبير يناديه بصوت عالي قائلاً :
يابني
لا يهولنّك ما ترى ، ولا تحقر حياله نفسك وبلدك كما يفعل اكثر من عرفنا من
رواد الدول الاوربيه .. واعلم أنّها إن تكن عظيمه ، وإن يكن اهلها
متمدّنين ، فما أنت من اواسط افريقيه ولا بلدك من قرى التبّت .. وإنما انت
ابن المجد والحضارة وابن الاساتذة الذي علّموا هؤلاء القوم وجعلوهم ناساً
، ابن الأمه التي لو حذف اسمها من التاريخ لآض تاريخ القرون الطويلة صحفاً
بيضاً لا شيء فيها ..
لا .. لا أفخر بالعظام الباليه ، ولا أعتزّ
بالايّام الخالية ، ولكن اذكر لك لأهزّ فيك نفسك العربية المسلمة لأستصرخ
في دمك قوى ألاجداد التي قتلت وأحيت ، وهدمت وبنت وعلمت واستاقت الدهر من
زمامه فانقاد لها طيعاً
انني تقصمت بعض الادوار الانسانية ، واقتبست
بعض الافكار الروحية من تجربتي في الحياة .. لانني اعلم بأن هناك قلوب
تعيش هذا الوضع المتأزم وتسيطر عليه الاوهام التي تجعله يرحل في دنيا
الاحلام ويسلك طرق الظلام .. ثم يصطدم بالحقيقة الغائبة التي تهدم جميع ما
بناه وترمي به من سعة الدور إلى ضيق اللحود ومن الحقائق التافهه التي عاش
من اجلها .. إلى حقيقة الموت والبعث والنشور ..
دمتم برعاية