تعلموا من اليابان!
الخميس, 03 يونيو 2010
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحمد محمد أحمد مليجي - الرياض
لا
شك أن الخطوة الأساسية لبناء المجتمعات النامية، الاهتمام بمراحل التربية
والتعليم كافة وتطويرها، خصوصاً التعليم الجامعي، لتخريج دفعات تواكب
التقدم التكنولوجي في العالم. وإذا نظرنا إلى المجتمعات المتقدمة في
التنمية كافة، لابد أن نشير إلى المجتمع الياباني، الذي يعتبر نموذجاً
فريداً ورائعاً في ما حققه في مجال التربية والتعليم، خصوصاً في التعليم
العالي، الذي كان له دور عظيم وأساسي في التقدم التكنولوجي والصناعي
لليابان على مستوى العالم، وكان أيضاً من أسباب تفوقها في التقنية
والمحافظة على ثقافة وحضارة شعوبها، لذلك يجب على الدول النامية دراسة
التجربة اليابانية في التقدم الحضاري والتقني، مع أخذ العبر والدروس
المستفادة منها، خصوصاً بعد ما دُمِر اقتصادها في الحرب العالمية الثانية
التي قضت على بنيتها التحتية، وكيف صمدت اليابان في وجه الدمار الشامل
الذي لحق بها، وكيف نهضت وأصبحت دولة عظمى في التكنولوجيا والتقنية
الحديثة.
إن تجربة اليابان في تخطيها الصعوبات والعقبات
كافة التي واجهتها، ونجاحها في التقدم العلمي والتكنولوجي، لم تعد محل
اهتمام الدول النامية فقط، بل شغلت الدول المتقدمة أيضاً، الذين جعلوا من
تقدم اليابان وتطورها نموذجاً مهماً يُقتدى به ودافعاً قوياً في خريطة
تنمية بلادهم، لأن اليابان بهذه التجربة برهنت عملياً للعالم أسس المبادئ
الإنسانية للتقدم والرقي بالشعوب والأمم، فضلاً عن أسلوب التعليم والتعلم
الذي امتاز به المجتمع والإنسان الياباني، في كيفية تعامله مع الحرب
المدمرة، التي قضت على الأخضر واليابس، وكيف تخلص من الصعوبات التي
واجهته، وكيف تعامل مع التحديات والأزمات الصعبة، التي كانت من الممكن أن
تكون كفيلة بطمس شخصيته والحضارة اليابانية برمتها، فالإنجازات التي
حققتها اليابان في ظل ظروفها الصعبة، يدعونا كدول نامية إلى التعرف على
خبايا الشخصية اليابانية، ويجعلنا نحاول فك رموزها، ويكون ذلك محل دراسة
وبحث في العالم النامي، حتى يستفيدوا من إيجابيات هذه التجربة، ويتخلصوا
من أمية الصناعة والتقنية التي هي سبب تأخرهم.
إذا نظرنا إلى أسباب
تقدم اليابان والدروس الأساسية التي يمكن أن يستفيد منها عالمنا الثالث،
نجد أن الخطوة الأولى التي اعتمدت عليها اليابانيون في الصناعة، هي كيفية
نقل والاستفادة من الأفكار التكنولوجية والعلمية الحديثة كافة إلى بلادهم
مع مراعاة البقاء على خصائصها الاجتماعية والمناخ الذي يناسب تربتها
الأساسية، حتى تنمو هذه الأفكار وتنفذ بشكل صحيح، وبالتالي تعود بالنفع
على شعوبها، والخطوة الثانية قامت اليابان بالتخلص من الأفكار الاجتماعية
والثقافية المستوردة مع التقنية، خصوصاً تلك التي لا تتناسب مع عاداتها
وتقاليدها، واستبدالها بما يتناسب مع عادات وخصائص المجتمع الياباني، بدأت
اليابان في إرسال أبنائها المبتعثين إلى الدول المتقدمة حتى يتعلموا
ويتدربوا على أيد خبرائها، خصوصاً الدول التي كانت لها توسعات وإنجازات
علمية في العلوم التقنية والصناعية، فوجدت اليابان أنها لا تملك بديلاً
آخر عن الوصول إلى منابع خبراء الصناعة والتقنية في الدول المتقدمة، وذلك
للمزيد من تفاعل أبنائها مع التقدم الحضاري لهذه الدول واستيعاب كل
مستجدات وتطورات التقنية الحديثة ومعرفة أساسياتها، فحينما أرسلت اليابان
أبناءها للابتعاث في هذه الدول كان هدفها الأول ومحورها الأساسي الذي
انطلقوا منه هو محاولة الحصول على إجابة شافية لسؤالهم وهو لماذا تقدمت
هذه البلدان عليهم؟ وفي أذهانهم أن الإجابة عن هذا التساؤل لابد أن تكون
علمية ومن مصادرها الأساسية الموثقة حتى لا يكون هناك شكوك أو جدال في
صحتها، فهل يمكننا الاستفادة من التجربة اليابانية في التعليم الجامعي
والعالي؟ وهل من الممكن أن نتقدم مثل اليابان في الصناعة التجارة وعلوم
التقنية؟ لم لا ونحن نملك منهجاً تربوياً وتعليمياً حكيماً قائماً من كتاب
الله وسنة نبيه محمد «صلى الله عليه وسلم»، نتمنى من الله ذلك.
جريدة الحياة
الخميس, 03 يونيو 2010
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
أحمد محمد أحمد مليجي - الرياض
لا
شك أن الخطوة الأساسية لبناء المجتمعات النامية، الاهتمام بمراحل التربية
والتعليم كافة وتطويرها، خصوصاً التعليم الجامعي، لتخريج دفعات تواكب
التقدم التكنولوجي في العالم. وإذا نظرنا إلى المجتمعات المتقدمة في
التنمية كافة، لابد أن نشير إلى المجتمع الياباني، الذي يعتبر نموذجاً
فريداً ورائعاً في ما حققه في مجال التربية والتعليم، خصوصاً في التعليم
العالي، الذي كان له دور عظيم وأساسي في التقدم التكنولوجي والصناعي
لليابان على مستوى العالم، وكان أيضاً من أسباب تفوقها في التقنية
والمحافظة على ثقافة وحضارة شعوبها، لذلك يجب على الدول النامية دراسة
التجربة اليابانية في التقدم الحضاري والتقني، مع أخذ العبر والدروس
المستفادة منها، خصوصاً بعد ما دُمِر اقتصادها في الحرب العالمية الثانية
التي قضت على بنيتها التحتية، وكيف صمدت اليابان في وجه الدمار الشامل
الذي لحق بها، وكيف نهضت وأصبحت دولة عظمى في التكنولوجيا والتقنية
الحديثة.
إن تجربة اليابان في تخطيها الصعوبات والعقبات
كافة التي واجهتها، ونجاحها في التقدم العلمي والتكنولوجي، لم تعد محل
اهتمام الدول النامية فقط، بل شغلت الدول المتقدمة أيضاً، الذين جعلوا من
تقدم اليابان وتطورها نموذجاً مهماً يُقتدى به ودافعاً قوياً في خريطة
تنمية بلادهم، لأن اليابان بهذه التجربة برهنت عملياً للعالم أسس المبادئ
الإنسانية للتقدم والرقي بالشعوب والأمم، فضلاً عن أسلوب التعليم والتعلم
الذي امتاز به المجتمع والإنسان الياباني، في كيفية تعامله مع الحرب
المدمرة، التي قضت على الأخضر واليابس، وكيف تخلص من الصعوبات التي
واجهته، وكيف تعامل مع التحديات والأزمات الصعبة، التي كانت من الممكن أن
تكون كفيلة بطمس شخصيته والحضارة اليابانية برمتها، فالإنجازات التي
حققتها اليابان في ظل ظروفها الصعبة، يدعونا كدول نامية إلى التعرف على
خبايا الشخصية اليابانية، ويجعلنا نحاول فك رموزها، ويكون ذلك محل دراسة
وبحث في العالم النامي، حتى يستفيدوا من إيجابيات هذه التجربة، ويتخلصوا
من أمية الصناعة والتقنية التي هي سبب تأخرهم.
إذا نظرنا إلى أسباب
تقدم اليابان والدروس الأساسية التي يمكن أن يستفيد منها عالمنا الثالث،
نجد أن الخطوة الأولى التي اعتمدت عليها اليابانيون في الصناعة، هي كيفية
نقل والاستفادة من الأفكار التكنولوجية والعلمية الحديثة كافة إلى بلادهم
مع مراعاة البقاء على خصائصها الاجتماعية والمناخ الذي يناسب تربتها
الأساسية، حتى تنمو هذه الأفكار وتنفذ بشكل صحيح، وبالتالي تعود بالنفع
على شعوبها، والخطوة الثانية قامت اليابان بالتخلص من الأفكار الاجتماعية
والثقافية المستوردة مع التقنية، خصوصاً تلك التي لا تتناسب مع عاداتها
وتقاليدها، واستبدالها بما يتناسب مع عادات وخصائص المجتمع الياباني، بدأت
اليابان في إرسال أبنائها المبتعثين إلى الدول المتقدمة حتى يتعلموا
ويتدربوا على أيد خبرائها، خصوصاً الدول التي كانت لها توسعات وإنجازات
علمية في العلوم التقنية والصناعية، فوجدت اليابان أنها لا تملك بديلاً
آخر عن الوصول إلى منابع خبراء الصناعة والتقنية في الدول المتقدمة، وذلك
للمزيد من تفاعل أبنائها مع التقدم الحضاري لهذه الدول واستيعاب كل
مستجدات وتطورات التقنية الحديثة ومعرفة أساسياتها، فحينما أرسلت اليابان
أبناءها للابتعاث في هذه الدول كان هدفها الأول ومحورها الأساسي الذي
انطلقوا منه هو محاولة الحصول على إجابة شافية لسؤالهم وهو لماذا تقدمت
هذه البلدان عليهم؟ وفي أذهانهم أن الإجابة عن هذا التساؤل لابد أن تكون
علمية ومن مصادرها الأساسية الموثقة حتى لا يكون هناك شكوك أو جدال في
صحتها، فهل يمكننا الاستفادة من التجربة اليابانية في التعليم الجامعي
والعالي؟ وهل من الممكن أن نتقدم مثل اليابان في الصناعة التجارة وعلوم
التقنية؟ لم لا ونحن نملك منهجاً تربوياً وتعليمياً حكيماً قائماً من كتاب
الله وسنة نبيه محمد «صلى الله عليه وسلم»، نتمنى من الله ذلك.
جريدة الحياة