افتكت
إسبانيا، ليلة هذا الأحد، أول كأس عالميا في تاريخها، إثر تغلبها على
هولندا بهدف دون مقابل برسم المقابلة النهائية لكأس العالم 2010 بجنوب
إفريقيا.
وكان لزاما انتظار الشوط الإضافي الثاني للتعرف على البطل العالمي الجديد،
بعد انتهاء الوقت الرسمي بالتعادل السلبي، لينجح أنيستا محرك منتخب
الماتادور في الإطاحة بكبرياء الطواحين الهولندية بتسديدة قوية في الدقيقة
الـ116، معلنا انضمام إسبانيا إلى نادي المتوجين باللقب المونديالي، إثر
فوزها بكأس العالم التاسعة عشر، غداة مقابلة نهائية لم تكن كسابقاتها
وشهدت مزيجا من الإثارة والاندفاع الذي برز من خلال 12 إنذارا وبطاقتين
حمراوتين.
وعلى أرضية ملعب سوكر سيتي بجوهانسبورغ، شهد الشوط الأول خشونة واندفاعا
من الإسبان والهولنديين على حد سواء، ما أجبر الحكم الإنجليزي “هاوارد
ويب” على التدخل بحزم ليمنح خمس إنذارات كاملة لكل من فان بيرسي وفان بومل
ودو يونغ من جانب الطواحين، فضلا عن بيول وراموس في كتيبة الثيران قبل
انقضاء نصف الساعة الأول من اللعب.
فنيا، ضغطت إسبانيا وتحفظت هولندا، حيث دخلت تشكيلة دال بوسكي في صميم
الموضوع مباشرة، حيث كاد المدافع الإسباني المندفع راموس أن يفتتح باب
التسجيل إثر رأسية ماكرة (د4)، وردّ عليه كويت بتسديدة تعامل معها كاسياس
بمهارة (د6)، قبل أن يعود راموس وفيا على مرتين ليربكان المرمى الهولندي
(د10) و(د11) على التوالي.
وفي أول تهديد فعلي للهولنديين، وجّه فان بيرسي قذيفة قوية حوّلها كاسياس
بصعوبة بالغة إلى ركنية (د33)، ثمّ الظهير الأيمن الهولندي ماتيسن الذي
أهدر بسهولة فرصة تسجيل هدف السبق، وهي لقطة دغدغت أحاسيس منتخب لاروخا،
ودفع بيدرو للرد سريعا (د38) لكنّ كرته الذكية علت بقليل مرمى العملاق
الهولندي مارتن ستيكلنبورغ.
وأنهى الهولنديون المرحلة بقوة عن طريق روبن الذي وجّه صاروخا تصدى له
كاسياس ببراعة (د44)، قبل أن يعلن الحكم الإنجليزي نهاية شوط أول كان
عنوانا كبيرا لصراع تكتيكي من نوع خاص.
وفي إثارة مضاعفة، استأنف اللعب بالريتم ذاته في المرحلة الثانية، حيث
هدّد الإسبان مجددا عن طريق بيدرو وأنييستا (د47)، كما كاد بيول أن يعيد
رأسيته الذهبية ضدّ ألمانيا (د48) لولا مضايقته من فان بيرسي.
في الجهة المقبلة، أعاد روبن مناوراته وسدّد في (د51) لكنّ كاسياس كان
حاضرا، في وقت واصل الحكم ويب توزيعه للبطاقات الصفراء، التي وصل عددها
إلى الرقم سبعة، حيث نال كل من المدافع الهولندي “فان بروكهوست” ومواطنه
هينتينغا إنذارين نظير تدخلهما على أنيستا وفيا.
وإثر مخالف خطيرة على بعد 25 مترا، هدّد تشافيي الحارس الهولندي
ستيكلنبورغ (د55)، وردّ عليه فان بيرسي برأسية لم تمر بعيدا (د59)، وأمام
عقم هجومه، استبدل دال بوسكي بيدرو بنافاس، في وقت أهدر روبن كرة اللقاء
بعد انفراده بكاسياس (د61)، لكن الكرة الدقيقة التي وصلته من شنايدر،
ارتطمت بساق الحارس المدريلاني وخرجت إلى ركنية لم تسفر عن أي شيئ.
وفيما استحق متوسط الميدان الإسباني كافيبديا الإنذار الثامن في هذا
اللقاء النهائي، تحوّل الأخير إلى معركة مجنونة في العشرين دقيقة الأخيرة،
بعد إضاعة فيا لهدف محقق نجح العملاق ستيكلنبورغ في الحيلولة دون إسكان
الكرة لشباكه (د70)، وجدّد فيا إضاعته منح الفوز لمنتخب بلاده والظفر
بجائزة أفضل هداف إثر رفعه الكرة فوق المرمى الهولندي في مناسبتين (د74)
و(د76).
وفي مسلسل الفرص الضائعة، تفنن فيا وراموس في تضييع الفرص (د77) و(د78)،
قبل أن يأتي الدور على روبن الذي نجح في تجاوز بيول وبيكي، لكن كاسياس كان
بالمرصاد (د82)، بالمقابل، فشل محرك بايرن ميونيخ في تفادي الإنذار التاسع
بعد احتجاجه على الحكم الانجليزي.
وفي خطوة يائسة، دفع دال بوسكي بفابريغاس مكان ألونزو، لكن الحظ لم يشأ
الابتسام للثيران تماما كالطواحين، ليحتكم منشطا هذا النهائي الفريد إلى
الوقت الإضافي.
وفي المرحلة الأولى للوقت الإضافي، لم يبدو أنّ التعب نال من لياقة
الإسبان ومنافسيهم، واحتجّ أشبال دال بوسكي بشدة على الحكم ويب إثر سقوط
فابريغاس داخل المنطقة المحرمة (د92)، لكن صاحب البذلة الزرقاء تجاهل ثورة
الإسبان، لينجح الحارس الهولندي المتميز ستيكلنبورغ في حرمان فابريغاس من
زيارة شباكه (د93)، وهو الأمر ذاته الذي حصل مع المدافع الهولندي ماتيسن
(د95).
وتألق فان بروكهوست في (د98) إثر تدخله بأناقة لإبعاد كرة أنيستا، لتحول
الشبكة دون تمكن البديل الإسباني نافاس من إسكان الكرة في مرمى الطواحين
بعد مائة دقيقة من اللعب، وهو مصير لم يحسن فابريغاس تحويله نحو مصلحة
منتخب الماتادور (د103) إثر توغل وتسديدة دائرية مرت جانبا، لتنته المرحلة
الأولى الإضافية بالتعادل المزمن.
في الشوط الإضافي الثاني، كان المنعرج الأول مع طرد المدافع الهولندي
هينتينغا إثر مسكه أنيستا من القميص على أعتاب منطقة الجزاء، ورغم المسافة
القريبة إلاّ أنّ تشافيي أرسل كرته بعيدا، ولم يكن لدخول الثعلب توراس
ليرجح الكفة للماتادور الإسباني، قبل أن يعود أنيستا من بعيد في منعرج
ثان، ليسجّل إثر صاروخ لم يترك أي حظ للحارس الهولندي (د116).
ولم يسمح خروج ماتيسن وإكمال زملاء روبن للمقابلة بتسع للاعبين، لهولندا
بالعودة في النتيجة، ليعلن الحكم الإنجليزي ويب النهائي التاسع عشر بإعلان
إسبانيا بطلة للعالم سنتان بعد إحرازها اللقب الأوروبي عام 2008.