ألم تعرفي بعد لماذا يسرق الليل منك نعاسك كل ليلة ؟
ألم تعلمي بالذي حصل بين الليل والقمر ؟
ألم تعلمي كيف أحس القمر بغيرةٍ شديدةٍ منك واندحر ؟
ابتدات القصة في ذاك النهار في يومٍ من أيام ايار
كان قبلها القمر يملك الدنيا كلها وكانت تكتب بأسمه الاشعار
كان الملهم للعاشقين والشعار
وكان الشاهد على كل قبلةٍ وعشقٍ ملتهبٍ كالنار
كان ضوئه نوراً يستنير به البشر
وكان الليل خليله الدائم ،وكيف لليل أن يبقى ساهراً من دون القمر ؟
وبعد ايار تبدل المسار
أتيت أنت وسرقتي بجمالك نور القمر .فأحس بالكآبة والضجر
حتى خليله الليل أصبح يتحاشاه وتركه فجأةً من دون علمٍ و خبر
احتار القمر وفكر ملياً بالامر
قال في قرارة نفسه أنت السبب
قال كيف لي أن يعود لي مجدي السابق وهي تصنع بجمالها العجب ؟
كيف لي أن أسحر الناس في الليل مجدداً وهي تسحرهم كل ثانيةٍ وتشعل فيهم نار العشق كالحطب ؟
كيف لي أن أعود لاصبح خليل الليل وهي سرقة منه هويته وعنوانه وأولاده النجوم كلهم اصبحوا يحومون حولها كالسحب ؟
لم يبقى في ذهن القمر إلى أن يستسلم لك ويصبح خادماً عندك
لعله يستعيد بعض المجد الذي كان له ويسرق بعض الجمال منك
ولكنه يا ويحه … كل مرةٍ كان يمسك بها بذيل فستانك كطفلٍ صغير
كان يرى بأم عينه كيف كان الليل يأتي ويركع تحت قدميك كأمير
كان الليل يراك ولا يرى غيرك وكان بالنسبة للقمر مثل الضرير
لذلك يسرق الليل منك نومك ليرى أمامه وليعرف أين يسير
والنجوم شعشعت عندما أخذت منك نومك وكتبت الناسا عنك كل التقارير
رواد الفضاء الذين أتوا إلى القمر …رأوا نجماً كئيباً يبكي بشكلٍ منقطع النظير
ورأوا نجوماً وكوكباً مميزاً كشهد عسلٍ تلعقه النجوم كلها وتسكر وتطير
درب العسل أسمه ذاك الكوكب الذي لا ينام والذي غير شكل القمر وجعله طفلاً صغير
قمرٌ يمسك بذيل فستان نومك ويرى الليل يمارس كل أنواع الحب تحت ضوئك بشكلٍ مثير
أي نومٍ تتكلمين عنه بعد والليل والقمر والنجوم في ثورةٍ قلبو بها نظام الكون كله ؟
أنت من غير المصير
أنت من جعل من القمر طفلاً صغير
أنت من جعل الليل عاشقاً ضرير
أنت من جعل النجوم تسألك قبلاً وتستشير
أنت من جعل كوكب العسل درباً عليه العشاق تسير
فليكن أرقك أرقاً يسكر الكون كعرقاً زحلاوياً مقطراً تقطير