تنبأت الممثلة الجزائرية بهية راشدي بنجاح كبير لمسلسل “ذاكرة الجسد” المأخوذ عن الرواية الرائعة للكاتبة أحلام مستغانمي و مخرجه السوري نجدة إسماعيل أنزور و بطلاه الممثل السوري جمال سليمان و الجزائرية الواعدة أمال بوشوشة، بمشاركة نخبة من الفنانين العرب، والذي سيعرض حصريا على التلفزيون الجزائري و قناة أبو ظبي الأولى في شهر رمضان.
تقول بهية راشدي التي تجسد دور “أمّا الزهراء”- والدة شهيد في حرب التحرير الجزائرية و هو أب بطلة المسلسل “أحلام”، التي تعيش في باريس و تلتقي هناك صدفة مع صديق والدها في رحلة الكفاح، لتنسج بينهما خيوط قصة حب رائعة- إن السّر في نجاح أي عمل فنّي هو انضباط المخرج و قدرته على خلق الجوّ العائلي بين طاقم العمل، و منح الطاقة اللازمة لكل ممثل حتى يتمكن من استغلال كل قدرته و موهبته، و هو تحديدا ما يتميّز به نجدة أنزور.
و أضافت أن دورها في المسلسل و إن كان صغيرا إلا أنها تتشرف به، إذ يكفيها أن يتم اختيارها من بين قائمة طويلة لمرشحات جزائريات، بعد تأكد المخرج من توفر المواصفات المطلوبة في شخصها.
كما أكدت أن مشاركتها في هذا العمل هي تحقيق لواحد من أجمل أحلامها على الإطلاق، و ذلك بالتعرف على وسط فنّي راق، والعمل مع فنانين طالما احترمت مسيراتهم و نجاحاتهم ، و الأهم من ذلك مشاركتها في تعريف العالم العربي على جانب من ذاكرة هذا الوطن .
و عن تجربتها في المسلسل حيث التقت بفنانين من سوريا و العراق و تونس، ذكرت بهية راشدي أنها فرصة ثمينة للتعرف على إمكانياتها و قدراتها بالوقوف أمام فنانين بلغوا العالمية.
كما أن الجوّ العام أثناء تصوير المسلسل سواء ببيروت أو سوريا أو الجزائر، ذكّرها بفترة العمل مع عمالقة السينما و التلفزيون الجزائري أمثال المخرجين سيد أحمد سجان، بن عمر بختي، جمال فزّاز، عمّار تريباش، مصطفى بديع، أولئك الذين كانوا يقدرون الفنان حق قدره و يحملون على عاتقهم مسؤولية التأسيس لفن قيّم و جدير بالاحترام.
و أكدت الفنانة أنه لا شيئ ينقصنا اليوم لتحقيق ذات النجاحات التي أصبحنا نكتفي بالانبهار بها، سوى توفير الإمكانيات المادية و الدعم المعنوي و الوثوق في قدرة الفنان الجزائري القادر على الوقوف ندّا للنّد مع أي فنان عربي…لكن -تواصل- من يدافع عن من، بينما لا قانون و لا نقابة و لا رقابة تحمي المبدعين، “هي سباحة حرّة غرقنا فيها جميعا و أغرقنا ذاكرتنا”.
و ذكرت القديرة بهية راشدي على لسان المخرج نجدة إسماعيل أنزور، استعداده بل رغبته للمشاركة مرة ثانية و ثالثة في أعمال جزائرية من ذات المستوى الذي تنفرد به رواية “ذاكرة الجسد”، و هو ما اقترحه على المنتجة الجزائرية سميرة حاج جيلاني، صاحبة عمل “عيسات إيدير”.
و هو ما اعتبرته بهية أمرا مشرفا و بشرى لانفراج كربة الفن الجزائري، حيث أن الأعمال الفنية التي يشارك فيها أكثر من بلد عربي -حسب وجهة نظرها- دائما ما تكلل بالنجاح، لأنّها بذلك كأنّما تجمع كافة الجنسيات العربية حول عمل واحد حتى نتعافى شيئا فشيئا من جهلنا لبعضنا.
و كان مدير شراء البرامج العربية والمشرف على إنتاج الدراما في شركة أبو ظبي للإعلام مفيد الرفاعي قد كشف عن مشروع ترجمة مسلسل “ذاكرة الجسد” إلى اللغات الفرنسية والانجليزية والإسبانية تمهيدا لبيعه إلى العالم عقب انتهاء عرضه في رمضان.
و يتم حاليا تصوير المشاهد ما قبل الأخيرة لمسلسل “ذاكرة الجسد” في الجزائر بين مدينتي قسنطينة و الجزائر العاصمة بعد الإنتهاء من الحلقات التي تم اختيار جبال في سوريا لتكون المحطة الأولى لتصويرها بدلاً من منطقة الجبال في الجزائر نظراً لوعورتها
كما تم التصوير في أكثر من دولة، حيث تنقل الممثلون بين سوريا والجزائر، وباريس، وإسبانيا لينتهي تصوير الحلقات الأخيرة في بيروت.