منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionالاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha Emptyماذا لو نفض الغرب يده عنا..هل سنتغير؟!

more_horiz
أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم" ـ أن فكرة إلقاء اللوم على أطراف خارجية أو داخلية هو هروب من مواجهة مشكلاتنا، مشيرًا إلى أن إحدى مشكلات النهوض في العالم الإسلامي هي مشكلة عقلية.
وقال الشيخ سلمان- في حلقة الخميس من برنامج "حجر الزاوية"، والذي يبث على فضائية mbc، وجاءت تحت عنوان "سياسة أم إرادة "-: إنه لا شك أن هناك التباسًا في مسألة العلاقة بالخارج، لكن دعنا نتخيل، لو أن العالم كله نفض يده منا نحن العرب والمسلمين وتخلى عنا نهائيًا فلا خير ولا شر، هل سيتغير الشيء الكثير؟، متسائلًا: ماذا لو أن العالم العربي عاش في عزلة مطلقة عن العالم كله هل سوف تكون أموره أفضل؟ !!.
وأوضح الدكتور العودة أن أي مقدمة لنهضة حقيقية يجب أن تبدأ بالنقد كما يقولون "سلاح النقد"، وكما نقول "نقد السلاح"، مما يشير إلى أن النقد يتقبل أن يُنقد، فليس النقد كلامًا معصومًا، وليس الناقد دائمًا على صواب بحيث يكون كلامه صحيحًا، ولكن الناقد ينقد ويُنقد أيضًا.

المسئول الأول

وأوضح الدكتور العودة أن القضية هي قضية فكرية بالدرجة الأولى، متأثرة بمناهج الفكر، وطرائق التفكير والنظر في الأمور، وتبعًا لذلك نوعية الاهتمامات التي تشغل بالنا وعقولنا، والتي نشغل ألسنتنا بالحديث عنها وحياتنا بالتعاطي معها، مشيرًا إلى أن هذا النمط من التفكير الذي يؤثر على سلوكنا وعطائنا وإدارتنا وفعلنا المؤسسي، هو المسئول الأول، والذي يجب أن يكون الانطلاق منه صوب عملية النهضة والتغيير.
ولفت فضيلته إلى أنه هناك كتابًا يسمى "نقد العقل المسلم" للأستاذ حليم عبد الحليم أبو شقة، وهو كتاب مشهور ولطيف في معالجة العقل المسلم وألوان الخلل والنقائص والعيوب الموجودة في هذه العقلية.

مهرب فكري

وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إذن فضيلتكم تميل إلى أن المسئول هو طرائق التفكير وعادات وطبائع ونمطية معينة نحن نعيشها وليس المسئولَ فلانٌ أو علان أو مؤثر خارجي أو حكومة أو ما إلى ذلك، قال الشيخ سلمان: إن بعض الناس -مثلًا- يبالغ في تضخيم دور معين حتى يلغي دوره هو وهذا مهرب فكري.
وأضاف فضيلته أن هذا نوع من خلل التفكير، حيث إننا عندما نبالغ ونعتبر أن الغرب هو المسئول، فإن هذا معناه أننا كفرنا بذواتنا وقدرتنا على التغيير والمواجهة.

سياسة أم إدارة؟

وردًّا على سؤال، يقول: هل عمق المشكلة سياسة أم إدارة؟، قال الشيخ سلمان: هذه هي المصيبة التي مات فيها جدي -رحمه الله-، فالأمر مرتبط بالسياسة، كما أن مفهوم السياسة تغير، ولم يعد الناس ينظرون إليها كما كان بالأمس، حيث كانوا يعتبرون أن السياسة هي المستقلة بإدارة الشؤون، ولكن أصبحت الحياة مترابطة ومتداخلة، فمن ينكر تأثير الاقتصاد -مثلًا- في السياسة وأن الشركات الكبرى والمؤسسات ورجال المال والأعمال يؤثرون كثيرًا في القرار أيًا كان.
وأضاف فضيلته: من الذي ينكر أن الإعلام بشخوصه واتجاهاته وتياراته المختلفة يؤثر أيضًا في السياسة، كما يؤثر في عقول الساسة وعامة الناس، مما يجعل رجع هذا التأثير على السياسة قويًا وواضحًا، مشيرًا إلى أن العالم اليوم أصبح متداخلًا، وأصبحت الأبواب كثيرة ولذلك نقول كما قال يعقوب -عليه الصلاة والسلام-: (لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ)(يوسف: من الآية67)، فلعل هذا مدخل مناسب أن نقول: إن مداخل العمل والإصلاح والنهوض أصحبت أبوابًا متفرقة وواسعة.
ولفت الدكتور العودة إلى أن الإدارة ربما تكون مشكلاتها مثل البيروقراطية القاتلة أو التقليدية والتي ربما تكون مؤثرة في إطار محدود، بينما السياسة تستوعب ذلك كله وما سواه.

جهل.. وفقر

وفيما يتعلق بعمق المشكلة في العالم الإسلامي، قال الشيخ سلمان: إنه حالة وصفية، مشيرًا إلى أن العالم الإسلامي يعاني صعوبات كثيرة، فهناك الثالوث المشهور "الجهل، الفقر، المرض"، والذي يمكن اختصاره بالجهل لأن الفقر والمرض سببهما الجهل، أو حالة التخلف كما يسمونها، فضلًا عما يتعلق بانكشاف العالم الإسلامي والهزائم العسكرية التي مني بها أمام أي عدو آخر يواجهه سواء كان هذا العدو قريبًا أو بعيدًا.
وأضاف فضيلته أن المشكلة ليست في قوة العدو بقدر ما هي في هشاشة العالم الإسلامي وقابليته للهزيمة النفسية، لافتًا إلى إحساس العالم الإسلامي بأنه في حالة خواء وضعف وعدم قدرة على أن يقف على قدميه أو مواجهة التحدي الحضاري أو خوض النزال.

تخلف.. وثروات
وذكر الدكتور العودة أن كل دول العالم الإسلامي هي ضمن دول العالم الثالث أو ما يسمونه على سبيل المجاملة بـــــ"العالم النامي" أو الدول النامية، مشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في التخلف، موضحًا أن هذه الدول ربما تكون دولًا غنية، بل غنية أكثر مما هو متوقع أحيانًا، وعلى سبيل المثال، فإن بلدًا مثل أفغانستان الذي يعيش فيما وراء التاريخ اكتُشف فيه ثروات هائلة بتريليونات الدولارات، كما اكتُشف فيه نفط وخامات ومعادن كثيرة.
وتابع فضيلته أن ما سبق يؤكد أن هذه الدول ربما تكون غنية أكثر مما هو متوقع ومع ذلك يكون فيها تخلف في البحث العلمي والتنمية والتعليم والاقتصاد والسياسة والبنية التحتية الموجودة، فضلًا عن عدم وجود تخطيط، بل هناك كلمة تثير العجب قالها يومًا من الأيام الدكتور حسن صعب وهو من الباحثين في هذا الجانب، حيث قال: إن مقياس التخلف ليس هو دخل الفرد ولكن عقل الفرد.

التخلف الفكري
وأوضح الشيخ سلمان أن التخلف الفكري والعقلي يؤثر على مستوى دخل الفرد ؛ مشيرًا إلى أن هناك جهات مسئولة تقوم بكتابة تقارير عن مستوى الدول في العالم، مثل منتدى الاقتصاد العالمي في سويسرا، والذي يُخرج كل سنة تقريرًا عن التنافسية العالمية ويضع حوالي مائة وثلاثين دولة يقوم بتقييمها عبر أكثر من اثنتي عشرة نقطة وزاوية مثل المؤسسية والتعليم والصحة وتوفر السلع، إلى غير ذلك من الاعتبارات والمعايير التي يقوم على ضوئها.
وأشار فضيلته إلى أن سويسرا تحتل المرتبة الأولى، والولايات المتحدة الأمريكية المرتبة الثانية، كما تأتي دول مثل السويد والنرويج وغيرها في قائمة الدول المتقدمة، لافتًا إلى أن أول دولة إسلامية تحتل مرتبة متقدمة هي قطر، حيث احتلت عام 2009 المرتبة الثانية والعشرين بسبب وجود النفط والغاز وعدد من الإمكانيات الاقتصادية، تليها في ترتيب الدول العربية دولة الإمارات العربية المتحدة والتي جاءت ثانيًا والمملكة العربية السعودية ثالثًا، وهذا يؤكد أن هناك نوعًا من التقدم أو الزحف الإيجابي في هذا الجانب، لكن هناك منتديات ومعايير أخرى غير المعيار الاقتصادي الخاص.
وأردف الدكتور العودة أنه يوجد في مصر وزارة أو جهة مسئولة عن التنمية تقوم بإعداد تقرير جاد، فعلى الرغم من أنه يصدر من داخل البلد وليس من خارجه، إلا إنني حينما اطلعت على تقرير عام 2009، وجدت أنه يتحدث عن تراجع التنمية، وضعف معدلات الإنتاج، وضعف التنافسية، بل يتحدث عن مستوى الأخلاق التي يتعامل بها الناس، وأنها تشهد حالة من التراجع، وبعدما قامت جهات فنية بمراجعة هذا التقرير تم إعلانه ونشره على مواقع الإنترنت.
واستطرد فضيلته أن هناك معايير دولية ومعايير محلية على ضوئها يتم اكتشاف أن العالم الإسلامي يعيش أزمة ومشكلة، وذلك على الرغم من أنه عالم يربض على أعظم ثروة عالمية من النفط وغير النفط، فضلًا عما يوجد فيه من مواقع إستراتيجية ضخمة، وعديد بشري سكاني هائل، وفي الوقت ذاته عنده التاريخ والقيم والمبادئ والأخلاق، ومع ذلك هو الآن خارج إطار المنافسة وحلبات الصراع.

مسئولية.. وقدوة
وردًّا على سؤال يقول: من هو المسئول عما يعاني منه العالم الإسلامي، قال الشيخ سلمان: إنه لا يتجادل أحد على مسؤولية كبيرة للإدارات والحكومات عن هذه المعاناة، مشيرًا إلى أن هذا ليس محل خلاف من حيث إنها جزء من المسؤولية، لافتًا إلى أن الحكومات يجب أن تكون دائمًا في حالة التحديث، فهي يجب أن تتحدث قبل الناس، وأن تتقبل التحديث والتغيير قبل الناس، فهي تقودهم في هذا الإطار، وتكون لهم في مقام الأسوة والقدوة.
وأضاف فضيلته: وكذلك على النقيض في مجال الخلل الذي يقع في الجانب السياسي، مثل: الخلل الذي يقع في الرأس أو في المخ ويصبح علاجه صعبًا، مشيرًا إلى أنه يروى أن عمر -رضي الله عنه- كان إذا أمر بأمر أو نهى عن نهي يجمع أولاده وأسرته ويقول لهم: اسمعوا، لا أعرف أحدًا منكم أخل بهذا الأمر أو أتاه إلا ضاعفت عليه العقوبة والنكال، وذلك لأنه لا يريد من الناس أن يقولوا أولاد عمر أو أسرة عمر -رضي الله عنه- تقوم بالمخالفة، لأن هذا يفضي إلى أن تكون القوانين هشة ويتم تجاوزها وإهمالها من منطلق أن الناس لا يشعرون فيها بالجديّة.

مشكلة عقلية
وأردف الدكتور العودة أنها إذن مسؤولية الحاكم، فهو الذي يملك القرار والمال، خاصة في العالم الإسلامي، حيث يملك التعيين والتغيير وبيده مقاليد وأزمة كبيرة، مشيرًا إلى أن هذه المسؤولية مسؤولية ضخمة، فيجب ألا يكون هناك رسالة سلبية، أو أننا نريد أن نبرئ طرفًا ما، ولكن الذي نقوله ونكرر عليه دائمًا وأبدًا أن المشكلة من الخطأ اختزالها في طرف معين، ولذلك يجب أن ندرك أن إحدى مشكلات النهوض في العالم الإسلامي هي مشكلة عقلية، لافتًا إلى أن عقول الناس لها اتجاهات مختلفة في تحليل وكشف الواقع وتحديد منطقة الخلل والخطر وكيف يمكن تجاوزها وطريق الحل، فهذه قضية معقدة ومتشابكة وتاريخية، وفيها تراكم ضخم.
وتابع فضيلته أن الحلول بالنسبة لها ليست أيضًا حلولًا سطحية أو بسيطة أو جزئية، كما أنها ليست عبارة عن تهرب، وأن يلقي كل طرف باللائمة والتبعة على طرف ويتخلى عنه.

هموم النهضة
وردًّا على سؤال يقول: هل هناك نماذج ارتكزت على نفس التشخيص الذي ذكرته فضيلتكم، وبالتالي عالجت وأحدثت تغييرًا طوال القرن الماضي؟، قال الشيخ سلمان: إن العالم الإسلامي تحدث عن مشاريع النهضة بالتزامن مع حديث دول أخرى مثل اليابان وأوروبا عن نفس الأمر، حيث بدأت هموم النهضة تثور عند الناس، ولكن أين دول العالم الإسلامي من هذه الدول اليوم (اليابان، وأوروبا)؟، مشيرًا إلى أن اليابان عندما أرادت أن تبحث عن طريق للنهوض أرسلت وفودًا إلى بعض الدول، ومنها وفود إلى بعض دول العالم العربي والإسلامي كمصر وغيرها، وذلك قبل أكثر من مائة سنة، حيث كان هناك الحديث عن النهضة، ومشاريع النهضة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه باستمرار: أين الخلل؟ وما هو سبب هذا الاختلال؟ وما سبب هذه المشكلة؟ وأنه إذا كانت الإمكانيات موجودة، فهل المشكلة في التنسيق أم في التخطيط؟ أم في العقل الذي يفكر؟.
وأضاف فضيلته أن هذا السؤال أُجيب عليه عشرات المرات، وطُرح في منتديات ومجلات ودراسات، وكتب فيه باحثون وأبدعوا، وربما وصلوا إلى نتائج، ولكن هناك أيضًا كلام آخر كثير هو كلام إنشائي وعبارة عن تعبيرات عامة ليس فيها تحديد لموطن الخلل بالذات، مشيرًا إلى أن القضية الكبرى هي أن هذا الكلام لم يتحول إلى برنامج، فنحن وجدنا يومًا من الأيام أن هناك نهضة تقوم على أسس ليبرالية في بداية المطاف، ثم وجدنا بعد ذلك نهضة تحاول أن تقوم على أسس علمانية، كما وجدنا مشاريع إسلامية أو نموذجًا إسلاميًا يتم طرحه، وربما كان في الماضي تجارب وحالات نجاح جزئية لولا وجودها ربما كنا في وضع أسوأ مما نحن فيه الآن.

عقلية عاطفية
وأردف الدكتور العودة: لكن المشروع النهضوي الذي يحلم به العالم العربي لا يزال بعيد المنال، ولا تزال العقلية العربية عقلية عاطفية فيما يتعلق بمشروع النهضة، مشيرًا إلى أنه قبل ما يسمى بالنكسة والهزيمة أمام العدوان الصهيوني كان العالم العربي يعيش أحلامًا وخطبًا يتحدث فيها عن التفوق والنهوض، ولكن بعد النكسة أصبح العالم العربي يعيش حالة من البكاء والنواح دون أن يتلمس طريقه الصحيح، لافتًا إلى أننا لا زلنا نعيش في جو عاطفي فيما يتعلق بالنهضة.
وذكر فضيلته أن هذه المشاريع طرحت وحققت ربما جزئيات، ولكنها في نهاية المطاف ربما فشلت، فالنموذج فكرة، فهناك نموذج أو برنامج يتم طرحه ويثبت عدم فاعليته وجدواه، لافتًا إلى أن محاولة فرض هذه النماذج على الواقع لم تنجح، وذلك بسبب أن فكرة النموذج نفسها غير واقعية، ولأن أي مشروع نهضة لا يحتاج إلى كلام فقط.

إرادة.. وقدرة
وأكد الشيخ سلمان أن الأمور الجيدة لا تتحقق بمجرد الكلام، وإنما تحتاج بعد الكلام عنها إلى أن يكون هناك إرادة بفعلها، حيث لابد من وجود إرادة عند الحاكم والمفكر والتاجر وحتى عند الموطن العادي، مشيرًا إلى أن الإنسان قد يجد أن بعض مشاريع النهضة تقدم مع ضعف أو غياب الإرادة أو القدرة، وذلك لأن البعض ربما يريد ولكن ليس عنده قدرة.
وتابع فضيلته: لقد قرأت العديد من المشاريع النهضوية التي يقدمها أشخاص وقد يكون المشروع من حيث النظر ليس عليه غبار، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل تعتقد أن هذا الواقع الذي نعيشه فارغ بحيث إنه لا يوجد أي أمر يملؤه، فإذا جاء مشروع سوف ينزل تلقائيًا في هذا المربع ويسد الفراغ؟، وهل الناس عندهم استعداد لتقبل هذه المشاريع؟.

لماذا تأخرت النهضة؟!!!
وأوضح الدكتور العودة أنه لو كان الأمر بهذه البساطة، وأنه بمجرد أن يكتب الإنسان كتابًا عن النهضة أو مشروع النهضة تحقق الأمر ووجد الحل لكان لنا أن نسأل: لماذا تأخرت النهضة كل هذه الفترة الطويلة مع أن هناك مشاريع قديمة، مشيرًا إلى أن هناك دراسة قام بها مركز دراسات الوحدة العربية، وهو مركز له يد أولى في هذا الجانب ومؤلفاته ومطبوعاته تمت مراجعتها عشرات المرات وغالبها تنحو في هذا الاتجاه، وشارك مئات الأشخاص في ذلك.
واستطرد فضيلته: إن هذه الدراسة أو البحث ربما لا تجد فيه خطابًا بلغة شرعية إسلامية، لكنك تجد أنه في نهاية المطاف يتحدث بشكل واقعي وصحيح ومختصر عن فكرة النهضة ومشروعها.

صراع نظري
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن كثيرًا من المشاريع التي طرحت في العقود الأخيرة كانت من أجل إقصاء مشروع آخر لتكون هي المروع الأوحد، قال الشيخ سلمان: هذا صحيح، وذلك لأن المشروع دائمًا عندما يكون نموذجًا يأخذ على عاتقه مهمة الإطاحة بالنماذج الأخرى، فإن هذه تكون إحدى عيوب هذا النموذج.
وأضاف فضيلته أن أي نموذج عندما يطرح ذاته لا يطرح نفسه على أنه مشروع لبيئة معينة، ولكن يطرح نفسه على أنه مشروع لأمة، وهذا أمر في غاية الخطورة والأهمية، لافتًا إلى أن فكرة طرح نموذج وإقصاء أو إلغاء النماذج الأخرى ولّد قدرًا كبيرًا من الصراع النظري بين نماذج مختلفة ومتحاربة أو متباعدة، وولّد ردود أفعال صارخة.

كلنا قادة؟!!
وأردف الدكتور العودة أن الإنسان عندما يفكر بعقلية الأمة كلها، فإن معنى ذلك أن الجميع أصبحوا قادة وكأنهم يحاولون إنقاذ هذه السفينة التي توشك أن تغرق، مشيرًا إلى أن هذا أحدث قدرًا كبيرًا من الارتباك وعدم الانضباط، وكل فتاة بأبيها معجبة، وكل يغني على ليلاه، وكل يعتقد أن الحل عنده، وأن الحل بيده، وأن الناس لو أطاعوه لانحلت مشكلاتهم ريثما يتناول هو فنجانًا من القهوة !
وذكر فضيلته أن هذه الروح جعلت هناك اضطرابًا وارتباكًا كبيرًا لأننا كلنا سادة وقادة ومفكرون وكلنا نرسم الخطط، فمن إذًا الذي يمكن أن يُنفذ، ومن الذي يمكن أن يعمل؟

مشاريع جزئية
وأوضح الشيخ سلمان أننا لو اقتصرنا على مشاريع جزئية أو مشاريع تفصيلية أو انتقائية بدلًا من أن تكون المشاريع التي تطرح للنهضة دائمًا مشاريع أممية، وأن كل واحد يفكر للأمة كلها، بحيث يكون هذا عنده مشروع اقتصادي، وآخر عنده مشروع إعلامي، وثالث عنده مشروع إداري، ورابع عنده مشروع اجتماعي، وأن يتجزأ كل مشروع بحيث يوظف فيه طاقته وطاقة العديد من الناس حوله.. فإن هذا من شأنه أن يدفعنا إلى الوصول للهدف المنشود.
وتابع فضيلته أن هذا لا يعني أبدًا إلغاء فكرة الرواد من المفكرين مثلما نجد -مثلًا- من المفكرين الكبار أمثال مالك بن نبي وغيرهم الذين تحدثوا عن النهضة ومشاريع النهضة، وأيضًا محمد عابد الجابري هو واحد من الناس الذين كتبوا وأبدعوا رحمة الله عليهم جميعًا في هذا الكتاب "مشروع النهضة العربي" كان عنده نقد للمشاريع النهضوية العربية المختلفة.

ظواهر إيجابية
وفيما يتعلق بأن بعض المدن العربية تقدّم نفسها على أنها نموذج مدينة التعليم وفقط، وليس لها شأن ببقية النماذج الحضارية، قال الشيخ سلمان: إنه يجب دائمًا أن يكون هناك حالة من الأمل والتفاؤل، فلا يفهم أبدًا أننا نتحدث فنصنع الإحباط، فنحن لن نقبل الإحباط على أنفسنا ولا على الآخرين، مشيرًا إلى أن الحديث عن ظواهر إيجابية هو مبدأ مهم، وعلى سبيل المثال، فإن هناك تجارب اقتصادية معينة، مثلما نجده في دول الخليج كدول نفطية، حيث تجد أن هناك مشاريع اقتصادية ناجحة في مجال النقل الجماعي، وفي مجال شركة سابك وغيرها، وفي الطيران، والبنوك على ما فيها، وغيرها.
وأضاف فضيلته أن هذا يشير إلى أن هناك نماذج أو أنماطًا إيجابية ناجحة في مجال الاقتصاد، ومجال الإدارة، كما توجد مؤسسات تعتبر نموذجية وتحوز على ما يسمى بالأيزو الذي هو معيار الجودة وتكون معاييرها عالية وراقية، فضلًا عن وجود نماذج اجتماعية ناجحة وقوية، فليس المقصود أبدًا أن نُفضي إلى يأس أو إحباط أو أن نقوم فقط بهجو هذا الواقع.

متسبدٌّ عادل؟!!
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن كثيرًا من الأدبيات العربية التي كتبت في القرن الأخير تتحدث عن الاستبداد، وكأنما هو مشجب علق عليه كل شيء في عدة بقاع من الدول العربية هنا أو هناك، قال الشيخ سلمان: إنه لا شك أن عسكرة الحكم -إن صح التعبير- في بلاد العالم الإسلامي هي أحد أهم أسباب الفشل، وربما كان الانطلاق من منطلق النهضة، فالزحف إلى السلطة بواسطة العسكر كان يغني عن النهوض وتوحيد الأمة ومعانٍ من هذا القبيل، وهذه واحدة من الإخفاقات والإحباطات التي يبتلعها المواطن العربي وتتراكم عنده، وتفضي إلى قدر من التبرم والتململ من الواقع.
وأضاف فضيلته أنه في تلك الظروف طُرح ما سماه جمال الدين الأفغاني بالمستبد العادل، وذلك باعتبار أن دول العالم العربي غير قابلة لنظم مؤسسية، مشيرًا إلى أنه كان من ضمن الردود والإجابات الجيدة على هذا المعنى أنه لا يمكن تصور مستبد عادل، فالاستبداد هو نقيض العدالة، كما أن الاستبداد يعني مصادرة حقوق الآخرين والسيطرة الكاملة على المقدرات المالية والإدارية والاجتماعية والجغرافية، وذلك على قاعدة "أمطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك"، مما دفع بعض الباحثين والنقاد إلى التأكيد على أن فكرة "متسبد عادل" هي فكرة غير صحيحة لأن الاستبداد نقيض العدالة وأن قيم الشورى والمشاركة هي أهم ضرورات التغيير.
وتعقيبًا على مداخلة تتحدث عن الهوس فيما يتعلق بالنماذج الديمقراطية في العالم العربي، وتتساءل: هل لا يمكن الإصلاح إلا بنموذج ديمقراطي كأنما هو وجد وأنزل في المجتمعات الغربية وإن لم يُستحضر فلا حضارة، قال الشيخ سلمان: إن الديمقراطية كنظام غربي جاءت في الغرب بعد الثورة الصناعية كحل لمشكلات معينة هناك، واستجابة لظروف وضغوط اجتماعية وسياقات تاريخية معينة، ومثلما قال تشرشل الوزير البريطاني: إنها ليست هي الحل الأفضل ولكنها الأقل سوءًا، فهي نظام ميزته أنه تجربة بشرية ولكنه قابل للتعديل والتطوير.
وأضاف فضيلته أن الديمقراطية هي عبارة عن نماذج، فليس هناك في الواقع ديمقراطية وإنما هي ديمقراطيات عديدة، مشيرًا إلى أن لفظ ديمقراطية هو لفظ يوناني يوحي بحكم الشعب، وأحيانًا يعبرون هم ويقولون: "الشعب مصدر السلطات"، لافتًا إلى أن هذا ربما يؤخذ على إطلاقه في الغرب.

قضية جوهرية
وأوضح الدكتور العودة أننا في عالمنا الإسلامي ليس هناك مانع من اقتباس أي تجربة إنسانية رشيدة وتطويرها، ولكن هناك مجموعة من الأمور التي يجب التأكيد عليها، وهي:
1ـــــ مرجعية الشريعة الإسلامية: فليس المهم عندنا الألفاظ والمسميات، ولكن المهم هو مرجعية الشريعة الإسلامية، فالحاكم والمحكوم والفرد والجماعة والمجتمع كلهم يحتكمون إلى شريعة الله -عز وجل- ويؤمنون بمرجعية الشريعة وأنها سقف لا يحِل ولا يحق لأحد تجاوزه بحال من الأحوال.
وتابع فضيلته أن مرجعية الشريعة الإسلامية هي قضية جوهرية قرآنية محكمة مسلمة يجب التركيز عليها وعدم تجاوزها وأن يدرك الجميع أنها واحدة من نقاط الاتفاق والإجماع التي يمكن أن يتجمع الناس كلهم حولها، ولا يمكن لأي مشروع نهضوي أن يتحقق خارج هذا الإطار لأن الشعوب الإسلامية نفسها تتشبع بهذا المعنى.
2ــ فضل السلطات: فالفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية والتشريعية من شأنه أن يعطي قدرة على الفاعلية والمناقشة والمراقبة والمحاسبة بشكل جيد يسمح بقدر من الشفافية والعدالة والنزاهة داخل المجتمعات الإسلامية.
3ــ القابلية للتطوير: فأي مشروع أو محاولة أو جزئية يتم أخذها لابد وأن تكون قابلة للتطوير، فالديمقراطية ليست عبارة عن طابع يتم لصقه، ولكنها عبارة عن مشاركة عملية، وثقافة تتم خلال فترة وجيزة ؛ ولذلك فإن مجرد رفع شعارات الديمقراطية أو الحديث عن تعددية حزبية لا يعني بالضرورة أن الأمور على ما يرام؛ بل في كثير من الأحيان تتحول هذه الأشياء إلى نمط آخر مختلف عما وجدت من أجله.

تطبيق جزئي
وفيما يتعلق بإمكانية التطبيق الجزئي لبعض هذه المصطلحات داخل بعض المؤسسات الإدارية والتنظيمية والسياسية، قال الشيخ سلمان: هذا هو الذي أعنيه عندما أقول، بغض النظر عن لفظ الديمقراطية لكن المشاركة هي عبارة عن ثقافة، فبعض الناس بطبيعته يحب أن يشارك ويمنح الآخرين الحق حتى لو كان في داخل بيته أو مؤسسته أو شركته أو وزارته، حتى لو كانت الأنظمة لا تخدم، ولكنه يساعد بقابليته وثقافته التي تحب أن تعطي الآخرين دورًا وأن تدفع الآخرين إلى النجاح وإلى الأمام والمشاركة.
وأضاف فضيلته: بينما هناك آخرون قد يكون عندهم أنظمة صارمة وقوية ومع ذلك هم بطبيعتهم يحبون أن يستأثروا بالأمور وأن يكون الآخرون مجرد صدى أو ظل لهم.

تركيا.. تجربة ناجحة
وردًّا على سؤال يقول: إن تركيا هي تجربة وثقل سياسي وعسكري في المنطقة، ولكنها الآن تريد أن تتصالح مع انتماءاتها، فهل تنجح بهذه الثنائية؟، قال الشيخ سلمان: لقد أصبحت ضمن أقوى عشرين دولة اقتصاديًا، مشيرًا إلى أن الذي يقرأ أو يلاحظ يدرك فعلًا أن هناك تحولات ضخمة تحدث داخل تركيا في الجانب الاقتصادي والتصنيعي وتبعًا لذلك في الجانب الاجتماعي وحل المشكلات.
وأضاف فضيلته أن تركيا تخوض تجربة ناجحة من خلال حزب العدالة والتنمية الذي استطاع أن يحدث تغييرات في داخله، فقد كان في السابق جزءًا من حزب الرفاه، ولكنه تغيّر، وحتى داخل الحزب الآن يكون هناك تغييرات، حيث يتم إبعاد مرشحين واختيار غيرهم، مشيرًا إلى أن هذا الحزب تصالح مع نفسه ومع واقعه ومع الأحزاب الأخرى اليسارية وغير اليسارية ومع الناخبين الذين لديهم رؤى وطموحات معينة ومع المجتمع الذي يقوده، وحاول أيضًا أن يتصالح مع العالم كله من خلال أداء وتواصل جيد.

نجاح ضخم
وأوضح الدكتور العودة أنه على الرغم من أن حزب العدالة والتنمية يدير حوارًا مع الأوروبيين من أجل الالتحاق بالاتحاد الأوربي، إلا أنه يعمل بجدية قوية أيضًا في التواصل مع العالم الإسلامي، وذلك من خلال علاقات ممتازة مع السعودية وقطر ومصر وسوريا، ومع الفلسطينيين، بل ومع جميع دول العالم الإسلامي، لافتًا إلى أن هذا الحزب حقق قدرًا من النجاح.
وتابع فضيلته: إنني ألحظ أنهم يتجهون إلى تكريس قدر من الاستقرار السياسي، وتدشين ما يمكن أن نعبر عنه بالجمهورية الثانية من خلال تقليم أظفار العلمانية المتطرفة، وإقصاء العسكر عن التأثير في السياسة والسلطة، مشيرًا إلى أن إشاعة مثل هذه المعاني والمباني هي قضية جوهرية، فضلًا عن كونها نجاحًا ضخمًا.

تطرف.. وتترس
ولفت الشيخ سلمان إلى أن المشكلة الكبرى كانت تطرفًا علمانيًا يتترس بالعسكر، مشيرًا إلى أنه في تركيا ليس هناك قفزات ولا مفاجآت غريبة، ولا إنشائيات أو عنتريات، ولكن هناك عمل ميداني يقرأ الواقع قراءة جيدة ويتعامل معه بوعي ويحرص على انتظام الفرص الجيدة واقتباسها، والتعامل مع الآخرين، ولا يحاول أن يثقل نفسه أو يثقل الآخرين بأحلام أو بطموحات لا يسندها الواقع.

صراع محتدم
وأشار الدكتور العودة إلى أننا إذا قارنا بين تركيا وبعض الإسلاميين في العالم الإسلامي فيما يتعلق بالموقف من العلمانية، سنجد في كل بلد بالعالم العربي صراعًا محتدمًا وقويًا ومتترسًا بأحدث الكلمات والعبارات والأحكام ومع ذلك لم يستطع أي طرف أن يلغي الطرف الآخر، لا العلماني ولا الإسلامي، بل ربما كل طرف لديه قوة وأحيانًا يستمد قوته من هجوم الآخرين عليه.
وأردف فضيلته: بينما في تركيا لم يقع مثل هذا الصراع بهذه الطريقة؛ وإنما كان هناك استثمار لفرص الحياة وفرص السياسة والإدارة وعمل ناجح إداري بنائي تنموي وصل إلى نتيجة إقصاء وإبعاد التطرف، وأما أصحاب الأفكار المختلفة فهم يعيشون مثل غيرهم.

وعي بالواقع
وأكد الشيخ سلمان أن تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا ليست تجربة ناجحة سياسيًا فقط، ولكنها ناجحة إسلاميًا أيضًا، وهذا هو المطلوب، وهو أن الإسلام لا يطلب من أهله أن يتجاوزوا الواقع أو ينقلبوا عليه أو يتجاهلوه، فهذه أعمال غير مطلوبة ولا ناجحة، وإنما الإسلام يطلب من المسلم أن يكون واعيًا بالواقع وأن ينظر إلى حجم الممكن المستطاع.
وضرب فضيلته مثالًا لذلك، قائلًا: هناك قصة تعجبني لعمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-، وذلك أنه عندما ولي الخلافة، دخل عليه يومًا من الأيام ابنه عبد الملك وكان عنده مسلمة بن عبد الملك، فقال عبد الملك لوالده: يا أمير المؤمنين لي إليك حاجة! قال: سر دون غيرك؟ قال: نعم. فخرج مسلمة وجلس عمر بن عبدالعزيز مع ولده الشاب، فقال له: يا أبي ماذا أنت قائل لربك يوم القيامة إذا سألك بين يديه وقال لك يا عبدي رأيت منكرًا فلم تغيّره ورأيت معروفًا فلم تأمر به، فماذا أنت قائل لربك؟ قال له عمر بن عبد العزيز: هذا أمر من عندك أم أن الناس أوصوك وأرسلوك لي بهذا؟ قال: لا والله يا أمير المؤمنين ما حملني على ذلك إلا حب الخير لك وللمسلمين وخوفي عليك ومعرفتي أن الله تعالى سائلك، ويا أبي والله لا أبالي لو غلت بي وبك القدور في ذات الله -عز وجل- مهما أصابنا من المصيبة لا أبالي في ذلك.
فقال له والده: بعد أن شكره وأثنى عليه: ألا يكفيك أنني كل يوم أنشر معروفًا ولو واحدًا، وفي كل يوم أزيل منكرًا ولو واحدًا، وأنني أرى أن ذلك أفضل من أن أحمل الناس على الحق جملة فيدعوه كله جملة، وأشار إلى أن القوم ـ ويقصد عمر بن عبد العزيز بني أمية ـ قد عقدوا عقدًا وربطوا أمورًا فلو أنني حاولت لكانوا هم من يقومون ضدي وربما ثارت الحرب ولا أحب أن يراق محجمة دم بسببي.

قراءة واعية
ولفت الدكتور العودة إلى أن هذا يشير إلى النتائج السلبية التي يمكن أن تحدث من جراء أعمال أو خطط ليست مدروسة ولا واعية بالواقع ولا متطابقة، فأي مشروع أو برنامج يُفرض على الناس فيرفضونه سيكونون هم خصومه وأعدءه.
وأوضح فضيلته أن الإصلاح الإسلامي ليس مجرد إملاءات منصوصة، وإنما الإصلاح الإسلامي هو قراءة واعية للواقع بسلبياته وإيجابيات وفرصه وأزماته وقدراته وحجم احتماله ومحاولة إعطاء الناس الشيء الذي يطيقونه ويحتملونه.

قوة المعرفة
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن القوة أصبحت اقتصادية أو حضارية أو تعليمية أو قوة لوبي ضاغط وليست بالضرورة أن تكون عسكرية، قال الشيخ سلمان: إنه من ناحية القوة البشرية فإن العرب والمسلمين الآن هم كثافة بشرية، ولكن هذه الكثافة قد تكون عبئًا -أحيانًا- وقد تكون رأس مال، وعلى سبيل المثال، فإنه في دولة مثل الصين فإن العديد البشري يعتبر رأس مال لأنهم وظفوه توظيفًا إيجابيًا واستفادوا منه اقتصاديًا، بينما في بلاد العالم الإسلامي فإن العديد البشري مشكلة لأنه يصعب معه إيجاد البنية التحتية والنهضة.
وأضاف فضيلته: القوة ليست هي القوة العسكرية، بل القوة المالية، وقوة المعرفة، حيث أصبحت القوة بحجم ما تملكه الدولة من المعرفة الموجودة، مشيرًا إلى أن الثورة بمفهومها الصدامي المنطلق من القوة العسكرية، لا تزال هي اللغة الدارجة ربما عند كثير من شباب المسلمين، بينما العالم اليوم يتحدث عن الثورة بمفهوم آخر مختلف، حيث يتحدث عن الثورة التقنية والمعرفية والاقتصادية والتي أصحبت عبارة عن بناء وليست هدمًا وتراكمًا وليست إزالة أو إزاحة لشيء وإحلال شيء محله.

تراكم تاريخي
وتعقيبًا على مداخلة تتحدث عن النموذج الإيراني كثقل حضاري موجود في العالم الإسلامي، لكن المراقب دائمًا يسأل: بماذا يتغنى هذا الثقل الآن؟ بالطائفية أم تصدير العرقية؟، قال الشيخ سلمان: إن عمر -رضي الله عنه- كان يتحدث ذات مرة عن الفرس ويقول: ولهم فضل عقول غلبوا بها الناس، مشيرًا إلى أن هذا نوع من التراكم التاريخي والسياسي والإداري والخبرة التاريخية.
وأضاف فضيلته أنه لا شك أن إيران دولة من دول العالم الإسلامي، وأن استقرار هذا البلد جزء من استقرار العالم الإسلامي، فلا يمكن أن نفصل هذه الدول بعضها عن بعض؛ إيران، والعراق، وأفغانستان، والخليج، فهي دول مترابطة ويمكن أن تكون متصالحة أيضًا وتسير في طريق واحد.

اختلالات.. وإخفاقات
وفيما يتعلق بجانب القوة أو الثورة، قال الشيخ سلمان: إن الثورة عندما تنهض أو تكون في إيران أو في أي بلد آخر، فإنها تستمد قوتها من اختلالات ومشكلات وإخفاقات ضخمة موجودة في الواقع، وبالمقابل تستمد قوتها من جيل جديد عنده روح وتصميم وإرادة ورؤية واضحة، وهذا هو الذي حدث، لافتًا إلى أن الثورات التي أثرت في العالم ونجحت، معدودة ومحدودة، كما أنها نجحت في الغالب بسبب ظروف وسياقات تاريخية وعالمية كانت موافية لها.
وأضاف فضيلته أنه عندما تبدأ الثورة يكون الناس في حالة هياج وارتياح عام لأن أشخاصًا ارتبطوا في ذهنهم بالظلم أو الاستبداد أو بنهب الثروات قد تغيروا، لكن العبرة هي أن تنظر إلى أي مظهر بعد عشرين سنة أو ثلاثين سنة لتقرأ: هل استطاعت الثورة أو استطاع هذا التكوين الجديد أن يحافظ على القيم التي وجد من أجلها؟ أو ربما أنه وقع في الشيء الذي ثار من أجله أصلًا.

مصداقية مفقودة
وضرب الدكتور العودة مثالًا لذلك، قائلًا: إن أحداث القتل ارتفعت كثيرًا بعد احتلال العراق وما يتعلق به من حالات الإعدام، حيث أجري أكثر من اثنتي عشرة ألف حالة إعدام عن طريق القضاء، فضلًا عن الإعدامات الصامتة وعمليات القتل على الهوية.. إلى آخره، لافتًا إلى أن الإنسان عندما يثور من أجل شيء ثم يرتكب نفس الشيء فإنه يفقد مصداقيته.
وأردف فضيلته: ولذلك فإن بلدًا مثل إيران من الممكن أن يحافظ على وجوده وخصوصيته وهويته ودوره بشكل معتدل، ولكن الخطورة تكمن في الانحياز لجانب القوة على حساب التنمية، فالشعب قد يكون فقيرًا ومعانيًا ومع ذلك تجد أن هناك انهماكًا شديدًا في عملية التسليح والمفاجآت دائمًا تتعلق بهذا الجانب، مؤكدًا أن القوة ذاتها ربما لا تخدم صاحبها، وعلى سبيل المثال، فإن القوة والأسلحة النووية لم تمنع الاتحاد السوفيتي من الانهيار.

عالم منكشف
وأردف الشيخ سلمان، لقد قرأت ذات مرة قصة تفيد بأنه كان هناك رجل يمشي في أحد شوارع طهران على الوراء وبسرعة ويهمهم بكلام، فأمسك به أحد الناس، وقال له: ماذا بك؟ فقال له: أنا أنقض المظاهرات التي كنت أقوم بها أيام الثورة وأنقض الهتافات التي كنت أنادي بها أيام الثورة!، وعلى ذلك فإن الناس مهما أخذهم هياج الثورة في وقت من الأوقات، إلا أن جيلًا جديدًا يأتي وهو لا يعرف تلك التفاصيل، ولكنه يعرف أنه بحاجة إلى سكن وسيارة وحرية ورفاهية وغذاء وتنمية وصحة وتعليم وقدر من الحقوق الإنسانية.
وتساءل فضيلته: ماذا ينفع أن يملك العالم الإسلامي أسلحة ضخمة أو ميزانيات للسلاح مثل ميزانية الأطلسي ومع ذلك يصبح عالمـًا منكشفًا أو يملك جامعات ضخمة ويحتاج إلى بيوت الخبرة الغربية في أي أمر يقوم بدراسته !


التركيز على الشأن الداخلي
وفيما يتعلق بالطموح التوسعي، قال الشيخ سلمان: إن النموذج الأفضل هو الإقبال على الداخل في إيران أو تركيا أو في أي بلد عربي أو إسلامي، والتركيز على التنمية الداخلية، وتحقيق حاجات المواطن، والمشاركة، وعدم مصادرة أي مجموعة، مشيرًا إلى أن هناك بعض الأمور الداخلية التي يجب وضعها في الاعتبار ومحاولة إيجاد حلول لها، وعلى سبيل المثال، فقد كشفت الانتخابات الرئاسية الإيرانية عن خلافات بين الإصلاحيين والمحافظين، حيث حاز الإصلاحيون على اثني عشر مليون صوت، وهذا رقم لا يستهان به، وغالبية تلك الأصوات هي أصوات مثقفين وطلبة جامعات وأناس لهم مستقبل واعد وليسوا مجرد أناس عاديين أو فقراء أو مسحوقين.
وأضاف فضيلته أن هذا الرقم الهائل يشير إلى أنه كانت هناك مشكلة معينة، مشيرًا إلى أن فضيلته سمع بنفسه من أشخاص محسوبين على النظام الإيراني اتهام هؤلاء الإصلاحيين بالخونة والعملاء والمدعومين من قوى خارجية فكنت أقول له: من الصعب عليّ أن أتفهم أن اثني عشر مليون مواطن من هذا الشعب العريق يمكن أن يحكم عليهم بمثل هذه الطريقة.

استهداف إيران
واستطر الدكتور العودة أن محاولة تقسيم التاريخ إلى ملائكة وأشرار ومؤمنين وخونة ينعكس على التعاطي الواقعي مع هؤلاء الناس الذين نختلف معهم، فليس بمجرد وقوع اختلاف يتم اتهام المخالف بأنه منافق أو خائن أو عميل أو عدو أو مرتبط بالخارج، هذا لن يكون مهيئًا أبدًا لحوار وطني، كما أن القليل يكثر يومًا من الأيام، والأمور تتغير.
وتابع فضيلته: إنني أقول بملء فمي: إنه ليس هناك أي مصلحة لأي دولة عربية أو إسلامية أن تهتز أو تستهدف إيران لا بهجوم خارجي من إسرائيل أو أي دولة أو قوة أخرى لأن هذا سوف يفتح الباب للعنف على مصراعيه وسوف يعيد الأمور إلى المربع الأول ويضر بدول الجوار.

المذهب.. والدولة
وأوضح الشيخ سلمان أنه ليس هناك مصلحة أن تواجه إيران عنفًا داخليًا، ولذلك حذرنا من عمليات التفجير التي تقع في إيران سواء نسبت إلى أطراف إيرانية أو شيعية أو سنية أو غيرها، فكما أننا ندين العنف في السعودية أو في مصر أو في أي بلد فإننا ندين العنف الذي يحدث في إيران من خلال استخدام القوة في التعبير عن الرأي، ولكن في الوقت ذاته هناك حاجة وضرورة إلى إعادة التفكير في طريقة التعاطي مع هذه الأشياء واستثمار الفرص الإيجابية والإقبال على التنمية الداخلية وحل المشكلات وإقامة نظام مثالي وتجنب الطموح والرغبة في التوسع.
وأشار فضيلته إلى الانفصال بين المذهب والدولة، بين إيران باعتبارها دولة وبلد وبين المذهب الشيعي، مؤكدًا أنه من الخطأ أن أحسب المجموعات الشيعية في العراق أو السعودية أو الخليج أو في أي مكان في العالم على أنها موالية لإيران أو تابعة للدولة الفارسية، بل على النقيض يوجد من هم مؤمنون ومعجبون بالنموذج الإيراني ويوجد من لهم مرجعيات أخرى مختلفة وهم كثير.

تجربة.. ومغامرة
وتعقيبًا على مداخلة، تقول: إن إيران لا يمكن أن تنجح نهضويًا إذا كان لديها أجندتان، إحداهما معلنة، والثانية مخفية، قال الشيخ سلمان: إن أي بلد عربي أو إسلامي فيه مكونات ضخمة، وعلى سبيل المثال، فإن إيران هو بلد الأقليات، مشيرًا إلى أن حوالي 55% في إيران أقليات غير فارسية ؛ من العرب وغيرهم، وهذا يشير إلى أن البلد بقدر ما لديه من الإمكانيات الاقتصادية الجميلة والقدرات إلا أنه على صفيح ساخن، وأنه يمكن أن يقع قدر من التفكك في حالة وجود ضغوط وظروف صعبة.
وأضاف فضيلته: ولذلك فإنني لا أميل إلى الاستهانة بالضغوط والقوى الخارجية وعدم التجاوب معها، مشيرًا إلى أننا أمام التجربة التي حدثت في العراق وفي غيرها، والتي تؤكد أنه لا يلزم المزيد من التجارب حتى تكتشف هذه الدولة أو تلك أنها كانت تقوم بمغامرة غيرها خير منها.

الدين.. والسياسة
وردًّا على سؤال، حول علاقة الدين بالسياسة في أي نهضة محتملة يُراد أن تنهض في العالم العربي، قال الشيخ سلمان: إنني أؤمن بأن الدين، كما يقول الشاعر:

الدِينُ سَلْوَى النفْسِ في آلامِها ***وطَبيبُها مِنْ أَدْمُع وَجِراحِ

فالدين هو الروح التي تسري في جسد المؤمن فتتحكم في سلوكه وتصرفه، ولولا التدين والإيمان لكانت الحياة في غاية البؤس، فإنما نجد اللذة والمتعة والسعادة بإيماننا بالله -سبحانه وتعالى- واستمدادنا منه في حالة ضعفنا وقوتنا أو صدقنا أو أخطائنا أو قلتنا أو كثرتنا أو صحتنا أو مرضنا.
وأضاف فضيلته: إن الدين به القيم والعدالة والحرية، حتى الحرية السياسية، فالله -سبحانه وتعالى- يقول: (وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ)(الأعراف: من الآية157)، كما أن عمر -رضي الله عنه- يقول: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا؟".

استبداد باسم الدين
وأوضح الدكتور العودة أن العلاقة بين السياسة والدين ليست علاقة فصل ولكن لا يلزم أن يكون معنى ذلك أننا نجعل الدين موظفًا للسياسة فيكون هناك تماهٍ، لأن هذا معناه أن تفاصيل القرارات والاجتهادات والخطأ والصواب والأحكام سوف يكون منسوبًا إلى هذا الدين، وهذا الخطأ تمارسه السياسة الإيرانية جزئيًا فيما يسمى بولاية الفقيه، والتي يوجد كثير من المراجع الشيعية الإيرانية مثل محمد حسين فضل الله وعلي السيستاني وغيره من الآيات والمراجع لا تقول بهذه النظرية، ولكن هي النظرية التي قام عليها الحكم وقام عليها النظام في إيران.
وتابع فضيلته أن هناك من يقول التصريحات ويعتقد أن الله تعالى هو الذي يقوم بالتوجيه وبإملاء القرارات عليه، وأن الذي يعترض على الثورة أو على قرار كأنه يعترض على الله -سبحانه وتعالى-، لافتًا إلى أن هذا المعنى في غاية الخطورة لأن الاستبداد البشري يمكن أن يواجه باسم شخص أو دولة أو حكومة أو غيرها، حيث يمكن أن يواجه الناس أو يصبرون عليه أو يعالجونه بطريقة أو بأخرى، لكن أسوأ وأقسى وأشر أنواع الاستبداد هو ممارسة الاستبداد باسم الدين، وأن يحتج الإنسان لنفسه بالدين واسم الله العظيم ويرمي الآخرين.

إملاء شرعي
وأردف الدكتور العودة أنه حتى لو قتل هذا الإنسان، لكن أن تقتله وأنت تحاول أن تلقنه بأنه كافر وأن مصيره إلى جهنم وبئس المصير !، فهذا أمر صعب، وتدمير لذاتية الإنسان ومعنويته ؛ ولذلك فإن شر أنواع الاستبداد هو ما مورس باسم الله -سبحانه وتعالى- واسم الدين، مشيرًا إلى أننا سنجد في السيرة النبوية نماذج في غاية الجودة والروعة والجمال.
وذكر فضيلته أنه سواء في إيران أو في أي بلد آخر، فإنه لا يجوز أن تكون قراراتنا وسياساتنا كأنها إملاء شرعي وديني ومن يخالفها كأنه يضاد الله -سبحانه وتعالى-.

ضرر.. وقناعة سياسية
وكشف الشيخ سلمان عن أنه قد أدلى بتصريح، قبل رمضان، لعدد من الوكالات للتأكيد على أن العدوان على إيران أو ضرب إيران أو حصول أي ضرر أو تفجير لهذا البلد ينبغي أن ندرك أنه خطر علينا مثلما هو خطر عليهم وعلى المنطقة بأكملها وحتى ولم يكن خطرًا على المنطقة فهو على البلد ذاته أيضًا، مما يعني أنه لا يسوغ لنا أن نسوغه أو نتقبله.لكن أن يكون لدينا وعي وقدرة على أن نقول بالقناعة السياسة التي نؤمن بها فأعتقد أن هذا من حق الإنسان.


الإسلاميون.. والسياسة
وتعليقًا على ما يُثار حول الدين والسياسة وجعل الإسلاميين المشروع النهضوي السياسي هدفهم الأكبر، قال الشيخ سلمان: إن التغيير مطلب، ولكن يجب ألا نفرط في السياسة أو نغرق فيها، فالسياسة مثل النار إن ابتعد الإنسان عنها أصابه البرد وإن اقترب احترق، والمطلوب أن يكون قربنا بقدر معتدل منها، مشيرًا إلى أن السياسة مليئة بالحيل والألاعيب والاحتمالات والاجتهادات، ولذلك فإن من يدخل فيها في الغالب لا يحظى برضا.
وأضاف فضيلته أن الإسلاميين من حقهم أن يمارسوا حقوقهم مثلهم مثل أي مواطن آخر، حيث يجب أن يكون هناك عدم استبعاد لأي طرف في أي مجتمع عربي أو إسلامي، فلا يمكن أن تستبعد طرفًا هو مواطن وله حق من الحقوق، بل ينبغي أن يكون مثله مثل غيره يحصل على حقوقه وحرياته ومقدراته.

طمأنة الآخرين
وأوضح الدكتور العودة أن الإسلاميين بحاجة إلى أن يعطوا طمأنينة، فالبعض يرى أنهم ينادون-أحيانًا- بالشراكة والديمقراطية والأحزاب وكذا في أكثر من بلد وأنهم لو صار لهم نفوذ ربما انقلبوا على الديمقراطية، كما يعبِّر بعضهم، وبالطبع هذا لم يحدث بحيث نستطيع أن نقول: إنه حدث، ولكن الأمر على العكس، فالذي في تركيا الآن إن صحّ فإننا نعبر عن حزب العدالة والتنمية بأنه حزب إسلامي، خَلْفِيّته إسلامية لكنه لا يقدِّم نفسه الآن على أنه حزب إسلامي، ومع ذلك هذا الحزب الآن يؤمن باللعبة الديمقراطية بشكل واضح وجَلِيّ.
ولفت فضيلته إلى أنّ مَن نسميهم بالإسلاميين أو الدعاة أو طلبة العلم أو أي فئة أخرى يحتاجون إلى يطوِّروا ويغيروا أنفسهم بأن يعطوا الآخرين ـ سواء الحكام أو أي أحد من الناس ـ جرعة كبيرة من الطمأنينة التي تبعد أي احتمال، وأن يؤمنوا بأنهم مثل غيرهم يخطئون ويصيبون والكلام الذي يقولونه والمشاريع التي يطرحونها ليست تنزيلًا من حكيم حميد، وإن كانت تعتمد على مرجعية اجتهادية أو على تاريخ.

العرب في أزمة
وذكر الشيخ سلمان أن مشكلة الناس فيما يتعلق بالنهضة اليوم أنّهم ما بين نظرة تاريخية تمعن في الهرب عنهم، وما بين نظرة واقعية غربية تمعن في الهرب للمستقبل، فالعرب ما بين ماضٍ يبعد عنهم وما بين مستقبل يبعد عنهم أيضًا، فهم في أزمة.
وتابع فضيلته: أو هم ما بين ماضٍ تاريخيٍّ ربما مربوط بقدر من آثار عصور التخلف في العالم الإسلامي والجمود، وما بين واقع أوروبي فيه جوانب النهضة، ولكنه مصحوب أيضًا بقدر من ذكريات عصور الاستعمار والعدوان على العالم الإسلامي وتجاهل المسلمين.

تجارب إسلامية
وردًّا على سؤال حول التجارب الإسلامية في السودان وغزة، قال الشيخ سلمان: إن هذه التجارب تحتاج إلى دراسة؛ لأنه ليس لها عصمة، فهي تجارب أناس مثلهم مثل غيرهم، وينبغي أن يكونوا هم قبل غيرهم قادرين على مراجعة هذه التجربة وعدم إعطائها العصمة أو القداسة وتصحيحها، فالنبي- صلى الله عليه وسلم- يقوم على رءوس الأشهاد ويقول: «اللَّهُمَّ إِنِّى أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِمَّا صَنَعَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ» مَرَّتَيْنِ.
وأضاف فضيلته أنه في القرآن الكريم ينزل العتاب من الله- سبحانه وتعالى- للرسول نفسه- صلى الله عليه وسلم-: { إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا (105) وَاسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا (106) وَلَا تُجَادِلْ عَنِ الَّذِينَ يَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّانًا أَثِيمًا (107) يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا (108)} [النساء:107،106،105]، فالحاكم والإسلامي والتاجر والأب والمعلم والإعلامي، الكل محتاج إلى أن يتقبل النقد وأن يستمع إليه، وحتى ذلك النقد الجارح والمُغْرِض والمتطرف علينا أن نتجرعه؛ لأنه لا سبيل إلى أن تُسكِت أفواه الناس.

تغيير الفرد
وتعقيبًا على مداخلة تقول: إن التغيير على مستوى الفرد وإن حصل فلن يكون ملموسًا إذا تعارض مع الإرادة السياسية، قال الشيخ سلمان: هذا ما قلناه، ذلك أن تغيير الفرد يظل لنفسه لكنه لن يحدث مشروعًا واقعيًا، مشيرًا إلى أن هذا ينطبق على الواقع السياسي والاجتماعي وليس الواقع السياسي فقط.
وأضاف فضيلته أن البيئة المعرفية نفسها مؤثرة، فالبيئة العلمية التي تستقطب العلماء والخبراء ليست كالبيئة التي تطردهم وتبعدهم عنها.

تغيير هادف.. ومثالية
ومن جانبه، ذكر الأستاذ أحمد الفهيد، والذي يمثل "صدى الجمهور"، أنه من أبرز القضايا التي أثارتها حلقة الأمس، الفرق بين التغيير الهادف والمثالية المفرطة، وأن المثالية أقرب من كونها تغييرًا عمليًا، حيث عقب الشيخ سلمان، قائلًا: إن التغيير ليس فرض أجندة في الرأس والذهن تتجاهل ظروف الواقع وصعوباته، فنحن نحاول أن نكون واقعيين، ولكن علينا ألا نيأس لأنه من دون الحلم والأمل سوف ننتهي، حيث يجب أن ندرك أن روح التفاؤل والأمل يجب أن لا تغادرنا إلا بالموت.
وأضاف فضيلته أن كثيرًا من النماذج كان من الممكن أن تفشل، فلا بأس، مشيرًا إلى أنه

descriptionالاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha Emptyرد: الاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha

more_horiz
الاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha I3nrkrey

نعم بالتأكيد سنتغير وسنكون أحسن منهم بكثير

لأننا نمتاز عنهم بالدين الحنيف وهو الأسلام الذي اعزنا الله به ورسول كريم عليه الصلاة والسلام

وبكتاب الله يبارك تتوفر فيه كنوز الدنيا

descriptionالاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha Emptyرد: الاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha

more_horiz
الاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha 975742 الاغنية الرائعة التي غنتها في ستار اكادمي ودخلت بها توب وان amel bouchoucha 839441
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد