[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
يشدّد الدكتور “جمال الدين أولمان” الطبيب
المختص في المعهد الوطني للصحة العمومية، على أنّ عمليات ختان الأطفال
بحاجة إلى ثلاثة شروط أساسية يُجملها في إسناد الأمر إلى الجرّاحين
والالتزام بقواعد النظافة، فضلا عن التحضير النفساني للأطفال، محذرا من
مخاطر بالجملة يقع الأطفال ضحايا لها في حالة التهاون.
وفي حديث خص به “موقع الإذاعة الجزائرية”،
يدعو د/أولمان الأولياء إلى التخلي عن عادة تطهير أبنائهم في رمضان، تبعا
لتأثير ذلك إيجابا على عمليات الختان وإجراؤها في قالب من الهدوء والسكينة.
- أحب أن أوضح بداية، أنّه من
الأجدر إجراء عمليات الختان على مدار العام وليس فى رمضان فقط، وإجراؤها
خارج شهر الصيام تمكّن الجرّاحين من القيام بعملهم في أكمل وجه وفي هدوء،
وهو أمر غير مُتاح في ليلة السابع والعشرين التي يقوم فيها عشرات الآلاف من
الأولياء بجلب أطفالهم لغرض الطهارة، ما ينجم عن اكتظاظ كبير وفوضى طالما
أنّ عمليات الختان أصبحت لا تتم في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات
فحسب، بل صارت تُقام أيضا في المدارس والمساجد وقاعات الرياضة ومقار
البلديات، رغم افتقارها لشروط النظافة التي تقتضيها هذه الجراحة، فالختان
هو عمل جراحي وليس شيئا آخر.
أشير هنا إلى أنّ الجرّاح ولا أحد غيره،
من يستطيع أداء مهمة الختان، بيد أني أريد التركيز على الضغط الكبير الذي
يطال الجرّاحين في ليلة القدر من كل عام، بحكم الحركة الكثيفة لأولياء
الأمور، وبكاء الأطفال وما يترتب عن ذلك من ضجيج يزعج الجرّاحين ويؤثر على
عملهم، بما قد يفرز تعقيدات تضرّ بالطفل المعني على مدار حياته، من خلال
إمكانية إعاقته جنسيا وما ينجم عن ذاك السيناريو من حرمانه من تأسيس عائلة،
وما يرافق ذلك من انعكاسات اجتماعية تشعر الطفل بالقصور وتصيب الدراما
والديه أيضا.
أجزم بحتمية إتباع ما جاء في مذكرة وزارة
الصحة وإصلاح المستشفيات، والتي تفرض إيكال أمر الختان قانونيا إلى
الجرّاحين فحسب، وكل من يفتقد صفة جرّاح ليس له الحق في القيام بأي طهارة،
وفي حال ممارسته العملية فهو خارج عن القانون وهو مسؤول بالكامل عن أي
تبعات قد تحدث للطفل.
في المقام الثاني هناك مسألة النظافة التي
ينبغي التهاون فيها من طرف الجرّاحين والممرضين وكذا في المقرات
والتجهيزات، خصوصا في عمليات الختان الجماعي التي غالبا ما تكون رهينة فوضى
عارمة، لذا يتعين على الأولياء أن ينتبهوا جيدا، لأنّ الانعكاسات تكون
خطيرة للغاية.
- الأخطار كثيرة وأهمها في نزيف
حاد قد يفقد معه الطفل المعني كل دمه، هناك أيضا خطر العدوى وما تثيره من
تعفن خصوصا وأننا ما زلنا في فصل الصيف، والحرارة تساعد الميكروبات على
الانتشار بكثرة، كما أنّ عملية ختان غير سليمة قد تؤدي إلى تشنجات وتمزقات،
مثلما يمكن أن تتطور إلى بتر أحد الأعضاء، مع احتمال أن تتهدد المخاطر
أيضا العضو الجنسي للطفل، وهو ما قد يربكه طوال حياته.
أقترح في هذا الشأن، التحضير النفساني
للطفل حتى يكون مهيئا بشكل سيكولوجي لائق للعملية، ولست أستسيغ مرافقة
العشرات للطفل إلى المستشفى فالعدد يشكّل ضغطا، بحكم بحضور الأب إلى جانب
العم والخال والجد، ناهيك عن عدد غير قليل من النساء وانخرطهنّ في زغاريد
تحوّل العملية إلى كرنفال مع أنها مجرد سلوك جراحي فحسب ينبغي إجراؤه في
هدوء وسكينة ووفق الشروط اللازمة.
- من الأفضل تسهيل خدمة الجرّاحين
من خلال عدم حصر عملية الختان في إحدى ليالي شهر رمضان فحسب، لأنّ قيام أي
جرّاح بختان طفل أو اثنين في اليوم الواحد، أفضل من ختانه للمئات في المدة
نفسها.
لذا أوجّه نداءا للأولياء، كي يتخلوا عن
فكرة ختان أبنائهم خلال الشهر الفضيل، وإجراء العملية في أي وقت من أوقات
السنة، وذلك مُتاح بالمجان في المستشفيات، وحتى على مستوى العيادات الخاصة
لمن له المقدرة على توفير المقابل المادي.
- في حالة عملية الختان العادية
المتجرّدة عن أي تعقيدات، فإنّ الطفل يُشفى بعد ثمانية أيام، حيث يُستدعى
لإزالة آثار الجراحة، على أن يكون الشفاء نهائيا بعد عشرة أيام، لكنّه في
حالة الختان التي تصاحبها تعقيدات، لا يمكننا أن نعلم، حيث يمكن أن يستغرق
الشفاء وقتا طويلا، مثلما قد يدوم مدى الحياة، والأمر للأسف مسّ كثيرا من
الأطفال الذين يجري إرسالهم إلى الخارج لمعالجتهم هناك، وهو أمر خطير جدا
يحدث في صورة ما حصل بمنطقة الخروب سنة 2006، حيث لا يزال أولياء الأطفال
الضحايا في سباق مع الزمن إلى غاية الآن من أجل الحصول على تكفل بنفقات
علاجهم في الخارج.
- من الناحية الطبية المحضة، ليس
هناك سنة محددة للبدء في الصيام لدى الأطفال، فلا يمكننا أن نتحدث عن بدء
صوم هؤلاء في السادسة أو السابعة أو حتى العاشرة، يتعين على الأولياء أن
يقوموا بتجارب ويحرصوا على عدم انجراف الأمر إلى مستوى إرغام أطفالهم على
الصوم.
من الأفضل إدخال ثقافة الصوم شيئا فشيئا
وبشكل منهجي مدروس إلى شخصية الطفل، وفي يوم ما سيتم اكتشاف مدى قدرة الطفل
المعني على تحمل مشقة الصيام، وأتصور أنّه إذا استطاع طفل في السابعة من
صوم يوم كامل شيئ جميل، على أن يتم تحفيزه في العام الموالي على صوم يومين
أو ثلاثة، وهكذا تدريجيا، على أن يتمكن الطفل في الثانية عشر أو الثالثة
عشر من عمره صوم الشهر كاملا.
أنا ضدّ ما يحصل لدى البعض من إقدامهم على
تصويم أطفالهم شهرا كاملا وعلى الفور، فهناك أطفال يستطيعون فعل ذلك، لكنّ
بالمقابل يوجد أطفال لا يستطيعون، سواء بحكم هشاشتهم أو تأثرهم بالحرارة.
يشدّد الدكتور “جمال الدين أولمان” الطبيب
المختص في المعهد الوطني للصحة العمومية، على أنّ عمليات ختان الأطفال
بحاجة إلى ثلاثة شروط أساسية يُجملها في إسناد الأمر إلى الجرّاحين
والالتزام بقواعد النظافة، فضلا عن التحضير النفساني للأطفال، محذرا من
مخاطر بالجملة يقع الأطفال ضحايا لها في حالة التهاون.
وفي حديث خص به “موقع الإذاعة الجزائرية”،
يدعو د/أولمان الأولياء إلى التخلي عن عادة تطهير أبنائهم في رمضان، تبعا
لتأثير ذلك إيجابا على عمليات الختان وإجراؤها في قالب من الهدوء والسكينة.
- · مع اقتراب ليلة القدر وإقدام آلاف العائلات الجزائرية على ختان أطفالها، ما هي الشروط الصحية التي ينبغي الالتزام بها؟
- أحب أن أوضح بداية، أنّه من
الأجدر إجراء عمليات الختان على مدار العام وليس فى رمضان فقط، وإجراؤها
خارج شهر الصيام تمكّن الجرّاحين من القيام بعملهم في أكمل وجه وفي هدوء،
وهو أمر غير مُتاح في ليلة السابع والعشرين التي يقوم فيها عشرات الآلاف من
الأولياء بجلب أطفالهم لغرض الطهارة، ما ينجم عن اكتظاظ كبير وفوضى طالما
أنّ عمليات الختان أصبحت لا تتم في المستشفيات والمراكز الصحية والعيادات
فحسب، بل صارت تُقام أيضا في المدارس والمساجد وقاعات الرياضة ومقار
البلديات، رغم افتقارها لشروط النظافة التي تقتضيها هذه الجراحة، فالختان
هو عمل جراحي وليس شيئا آخر.
أشير هنا إلى أنّ الجرّاح ولا أحد غيره،
من يستطيع أداء مهمة الختان، بيد أني أريد التركيز على الضغط الكبير الذي
يطال الجرّاحين في ليلة القدر من كل عام، بحكم الحركة الكثيفة لأولياء
الأمور، وبكاء الأطفال وما يترتب عن ذلك من ضجيج يزعج الجرّاحين ويؤثر على
عملهم، بما قد يفرز تعقيدات تضرّ بالطفل المعني على مدار حياته، من خلال
إمكانية إعاقته جنسيا وما ينجم عن ذاك السيناريو من حرمانه من تأسيس عائلة،
وما يرافق ذلك من انعكاسات اجتماعية تشعر الطفل بالقصور وتصيب الدراما
والديه أيضا.
أجزم بحتمية إتباع ما جاء في مذكرة وزارة
الصحة وإصلاح المستشفيات، والتي تفرض إيكال أمر الختان قانونيا إلى
الجرّاحين فحسب، وكل من يفتقد صفة جرّاح ليس له الحق في القيام بأي طهارة،
وفي حال ممارسته العملية فهو خارج عن القانون وهو مسؤول بالكامل عن أي
تبعات قد تحدث للطفل.
في المقام الثاني هناك مسألة النظافة التي
ينبغي التهاون فيها من طرف الجرّاحين والممرضين وكذا في المقرات
والتجهيزات، خصوصا في عمليات الختان الجماعي التي غالبا ما تكون رهينة فوضى
عارمة، لذا يتعين على الأولياء أن ينتبهوا جيدا، لأنّ الانعكاسات تكون
خطيرة للغاية.
- · هل لكم أن تذكروا أهم الأخطار الناجمة عن عمليات ختان لا تراعي المقاييس المطلوبة؟
- الأخطار كثيرة وأهمها في نزيف
حاد قد يفقد معه الطفل المعني كل دمه، هناك أيضا خطر العدوى وما تثيره من
تعفن خصوصا وأننا ما زلنا في فصل الصيف، والحرارة تساعد الميكروبات على
الانتشار بكثرة، كما أنّ عملية ختان غير سليمة قد تؤدي إلى تشنجات وتمزقات،
مثلما يمكن أن تتطور إلى بتر أحد الأعضاء، مع احتمال أن تتهدد المخاطر
أيضا العضو الجنسي للطفل، وهو ما قد يربكه طوال حياته.
أقترح في هذا الشأن، التحضير النفساني
للطفل حتى يكون مهيئا بشكل سيكولوجي لائق للعملية، ولست أستسيغ مرافقة
العشرات للطفل إلى المستشفى فالعدد يشكّل ضغطا، بحكم بحضور الأب إلى جانب
العم والخال والجد، ناهيك عن عدد غير قليل من النساء وانخرطهنّ في زغاريد
تحوّل العملية إلى كرنفال مع أنها مجرد سلوك جراحي فحسب ينبغي إجراؤه في
هدوء وسكينة ووفق الشروط اللازمة.
- · ما هي الطريقة الأفضل لتنظيم عمليات الختان في السنوات المقبلة؟
- من الأفضل تسهيل خدمة الجرّاحين
من خلال عدم حصر عملية الختان في إحدى ليالي شهر رمضان فحسب، لأنّ قيام أي
جرّاح بختان طفل أو اثنين في اليوم الواحد، أفضل من ختانه للمئات في المدة
نفسها.
لذا أوجّه نداءا للأولياء، كي يتخلوا عن
فكرة ختان أبنائهم خلال الشهر الفضيل، وإجراء العملية في أي وقت من أوقات
السنة، وذلك مُتاح بالمجان في المستشفيات، وحتى على مستوى العيادات الخاصة
لمن له المقدرة على توفير المقابل المادي.
- · كم هي المدة التي يُمكن أن يُشفى فيها الطفل بعد خضوعه للطهارة؟
- في حالة عملية الختان العادية
المتجرّدة عن أي تعقيدات، فإنّ الطفل يُشفى بعد ثمانية أيام، حيث يُستدعى
لإزالة آثار الجراحة، على أن يكون الشفاء نهائيا بعد عشرة أيام، لكنّه في
حالة الختان التي تصاحبها تعقيدات، لا يمكننا أن نعلم، حيث يمكن أن يستغرق
الشفاء وقتا طويلا، مثلما قد يدوم مدى الحياة، والأمر للأسف مسّ كثيرا من
الأطفال الذين يجري إرسالهم إلى الخارج لمعالجتهم هناك، وهو أمر خطير جدا
يحدث في صورة ما حصل بمنطقة الخروب سنة 2006، حيث لا يزال أولياء الأطفال
الضحايا في سباق مع الزمن إلى غاية الآن من أجل الحصول على تكفل بنفقات
علاجهم في الخارج.
- · في الشق الخاص بالصيام، طبيا هل يُنصح بتعويد الأطفال على الصوم مبكّرا، وما هي أفضل طريقة لذلك؟
- من الناحية الطبية المحضة، ليس
هناك سنة محددة للبدء في الصيام لدى الأطفال، فلا يمكننا أن نتحدث عن بدء
صوم هؤلاء في السادسة أو السابعة أو حتى العاشرة، يتعين على الأولياء أن
يقوموا بتجارب ويحرصوا على عدم انجراف الأمر إلى مستوى إرغام أطفالهم على
الصوم.
من الأفضل إدخال ثقافة الصوم شيئا فشيئا
وبشكل منهجي مدروس إلى شخصية الطفل، وفي يوم ما سيتم اكتشاف مدى قدرة الطفل
المعني على تحمل مشقة الصيام، وأتصور أنّه إذا استطاع طفل في السابعة من
صوم يوم كامل شيئ جميل، على أن يتم تحفيزه في العام الموالي على صوم يومين
أو ثلاثة، وهكذا تدريجيا، على أن يتمكن الطفل في الثانية عشر أو الثالثة
عشر من عمره صوم الشهر كاملا.
أنا ضدّ ما يحصل لدى البعض من إقدامهم على
تصويم أطفالهم شهرا كاملا وعلى الفور، فهناك أطفال يستطيعون فعل ذلك، لكنّ
بالمقابل يوجد أطفال لا يستطيعون، سواء بحكم هشاشتهم أو تأثرهم بالحرارة.