مساهل لوزير إسباني: من يدفع الفدية فهو يدعم الإرهاب
قال مسؤول إسباني بارز إن بلاده ''تؤيد من حيث المبدأ لائحة الجزائر لتجريم دفع الفدى للإرهاب لكنها لم تصادق عليها بعد في انتظار شروحات أكثر عنها''، ونفى أمام الوزير الجزائري عبد القادر مساهل ''تلقي القاعدة في الساحل أي فدية من بلده مؤخرا''. وأبلغت الجزائر خوان بابلودي لايغليسيا أنها ''ستشدد لاحقا إزاء أي تدخل غربي في أمور الساحل، في وجود تنسيق مقبل يضم قادة الأركان في تمنراست وآخر للمخابرات''.
استغرقت المحادثات التي أجراها، أول أمس، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية والإفريقية، عبد القادر مساهل، مع كاتب الدولة المكلف بالشؤون الخارجية وبأمريكا اللاتينية لمملكة إسبانيا خوان بابلودي لايغليسيا، وقتا طويلا جعلت الندوة الصحفية تتأخر إلى بدايات الليل بإقامة جنان الميثاق بالعاصمة، والسبب ''توسع هوة الخلاف بين الحكومتين حول قضايا الساحل بالأساس وتلكؤ إسبانيا في المصادقة على لائحة الأمم المتحدة لتجريم دفع الفدى التي اقترحتها الجزائر''.
وألمح عبد القادر مساهل إلى تشديد جزائري للملكة الإسبانية كدولة أوروبية، على ''رفض أي تدخل غربي في المنطقة الجنوبية''، وقال: ''تحدثنا طويلا حول الموضوع مع الوزير الإسباني وقلنا إن محاربة الإرهاب من اختصاص الدول المعنية''. وذكر الوزير الجزائري على مسمع خوان بابلودي لايغليسيا: ''قلنا إن هناك اتفاقا جرى شهر مارس في الجزائر لإنشاء قيادة عسكرية في تمنراست وحددنا رزنامة للقاءات أجهزة الأمن (المخابرات)''.
وأعطى مساهل انطباعا أن الخلافات المترتبة عن قضايا الأمن في دول مالي والنيجر وموريتانيا، وشكوك دفع الفدى لتحرير الرهائن، لم تؤثر على العمل الأمني بين هذه الدول: ''أخبركم أن الأمور تسير على ما يرام وقريبا يلتقي قادة الأركان في تمنراست لتسلم الجزائر القيادة الدورية للقيادة العسكرية لدولة مالي وبعده لقاء ثانٍ لأجهزة الأمن''.
وأضاف الوزير حول رغبة دول غربية في التدخل: ''المهمة من اختصاص الأفارقة والتعاون الدولي الذي نحترمه كثيرا إن تم فإنه لن يتعدى المساعدة بالتدريب أو تجهيزات تقنية''.
ولمس الوزير الإسباني في أسئلة الصحفيين أن هناك اتهاما مبطنا لدولته بأنها ''دفعت فدية لتحرير رهينتين لها قبل أيام''، فسارع للرد: ''إسبانيا لا تدفع الفدية أبدا لتنظيم إرهابي''، وأضاف: ''عانينا من الظاهرة وقتل ألف شخص في تفجيرات التسعينيات وجرح ثمانية آلاف، لذلك نحن ندين بكل شدة الأعمال الإرهابية''. لكن المسؤول الإسباني عرج على موضوع آخر وتبين أن بلاده لم تصادق بعد على اللائحة التي عرضتها الجزائر للأمم المتحدة لتجريم الفدى: ''نحن مع مبادئ لائحة الجزائر... نعم معها تماما، ندعمها ونساندها في انتظار أن تصبح المبادرة أكثر وضوحا''.
وسارع عبد القادر مساهل إلى توضيح الأمور أكثر قائلا: ''دفع الفدية يدخل في تمويل الإرهاب واليوم النشاطات التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية، وأقصد القاعدة، مستمرة لأنها تجد التمويل.. نتمنى أن تحذو مدريد حذو بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مع مشروعنا الذي ندافع عنه منذ أربع سنوات''. وعبرت المملكة الإسبانية عن دعمها المطلق لموقف الجزائر من نزاع الصحراء الغربية، وقال خوان بابلودي لايغليسيا: ''فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، فإن إسبانيا تشترك في وجهة نظر الجزائر بأنه يجب إيجاد حل للنزاع في إطار عمل الأمم المتحدة الذي يتضمن حق تقرير المصير''. فيما لم يتحدث كلا الوزيرين إن كانت الجزائر تستجيب لقمة الاتحاد من أجل المتوسط المرتقبة في إسبانيا قريبا، لكن مصدرا من وزارة الخارجية قال لـ''الخبر'' إن ''الجزائر تعتبر المشروع قد فشل وأنه دخل غرفة الإنعاش ولا يجب الاستمرار فيه''.