يبدو أنّ الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة لا ينوي تضييع أي دقيقة من وقته تحضيرا للقاء الجولة الثانية من تصفيات كأس إفريقيا 2012 أمام منتخب إفريقيا الوسطى، بدليل أنّ الرجل وفور تعيينه على رأس “الخضر” عقد اجتماعا مع المسؤول الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة حدّد فيه المهام والأهداف...
وعقد اجتماعا آخر بمساعدي المدرب السابق سعدان، جلول زهير وبلحاجي وضع من خلاله النقاط على الحروف حول مهام كل واحد منهما، وطريقة العمل والتحضير للقاء المقبل، وفضلا عن كل هذا تحول بن شيخة مباشرة إلى السرعة القصوى وعاين مؤخرا مع مساعديه مباراة منافس الجزائر المقبل أمام نظيره المغربي من كل جوانبها، عبر شريط فيديو تمكن من الحصول عليه، وهي المباراة التي انتهت كما يعلم الجميع بالتعادل السلبي، ويكون قد خرج منها بانطباع حول الكيفية التي خرج بها هذا المنافس المغمور بتلك النقطة، وحول الطريقة التي يلعب بها وينتهجها.
عاين الشريط دقيقة بدقيقة إلى نهايته
مصادرنا التي كشفت لنا الخبر، أكدت لنا أيضا أنّ بن شيخة عاين اللقاء دقيقة بدقيقة، ولم يترك ولا فرصة إلا ودوّن في كناشه العديد من الملاحظات حول الخطة التي طبقها المدرب “أكورسي”، وتمكن على إثرها من العودة بذلك التعادل الثمين، فهو ورغم تيقنه من أنّ منافسه لن ينتهج تلك الخطة وهو يلعب في قواعده أمام الجزائر خلال الجولة المقبلة، إلا أنه لم يغفل عما يتعلق بالجانب الفني، والطريقة التي يدافع بها لاعبو خطه الخلفي، ولا تلك التي يوظفها لاعبو الوسط والمهاجمون.
درس طريقة لعبه لاعبا بلاعب
ولم يكتف بن شيخة بذلك فحسب، بل أنه دون كل الملاحظات حول كل لاعب من لاعبي التشكيلة التي اعتمد عليها يومها المدرب “أكورسي”، فدرس نقاط قوة وضعف كل واحد منهم من حارس المرمى إلى آخر لاعب كان قد أدرجه ولو كبديل، ما يؤكد حقا الرغبة التي تحدو مدربنا الجديد من خلال توظيفه كل شيء مع لاعبيه للإطاحة بهذا المنافس الذي قد يوجد لمنتخبنا مشاكل جمّة مثلما أوجدها للمنتخب المغربي، وأوجدها لنا المنتخب التنزاني في ظهورنا الأول بالتصفيات.
“قوة بدنية كبيرة يتمتع بها” أهم الملاحظات
ورغم أن ما دونه بن شيخة في كناشه من ملاحظات، من الصعب الحصول عليه، بالنظر إلى التحفظ الذي ينتهجه المدربون في العالم بأسره حول مثل هذه الأمور، إلا أن مصادرنا كشفت لنا عن أمر وحيد وفقط، وهو أن بن شيخة انبهر بالقوة البدنية التي يتمتع بها المنافس، والشجاعة التي تحلى بها طيلة 96 دقيقة كاملة، جابه فيها الأشقاء المغاربة بكل قوة، وتمكن خلالها من فرض التعادل عليهم في الديار، وهي نقطة يسعى إلى التطرق مع لاعبيه إليها عن قريب.
سيعاين شريط لقاء “الموك” أمامه
وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنّ بن شيخة يعتزم في الأيام القليلة المقبلة معاينة لقاء آخر لمنافس رفاق بوڤرة المقبل، ألا وهو ذلك اللقاء الودي الذي خاضه منتخب إفريقيا الوسطى مساء الخميس بعين الدراهم التونسية أمام نادي مولودية قسنطينة... لقاء سيتحصل بن شيخة على شريطه عن قريب، حتى يعاينه هو الآخر، رغم تيقنه من أن المدرب “أكورسي” يكون قد تصرف بذكاء من خلال اعتماده ربما على تشكيلة احتياطية لا تضم الأساسيين من جهة، ومن خلال مطالبته ربما أيضا من لاعبيه أن يوظفوا الحدّ الأدنى من إمكاناتهم، ومع ذلك فإن فرصة بن شيخة من خلال معاينته لذلك الشريط ستكون مواتية لكي يقارن بين التشكيلتين، أي بين التي واجهت المغرب في لقاء رسمي، و”الموك” في لقاء ودي، لعله يجد أسماء لعبت اللقاءين معا، ويستفيد من أشياء جديدة من ذلك.
حصة المعاينة مع اللاعبين خلال تربص العاصمة
وحتى يستوعب اللاعبون ما وقف عليه بن شيخة خلال حصص معاينة أشرطة الفيديو الخاصة بهذا المنتخب المغمور، من المبرمج أن تكون هناك حصص لمعاينة هذه الأشرطة مع اللاعبين لدى انطلاق تربص العاصمة المقبل أياما قليلة قبيل موعد المباراة، وهو ما كان معمولا به في عهد المدرب السابق سعدان، وحينها ستكون عملية المساعدة سهلة الاستيعاب بما أن المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية يكون قد انتقى أهم اللقطات التي تبرز نقاط ضعف وقوة هذا المنافس.
----------------------------
بن شيخة: “فينڤر يعجبني في حنكته التكتيكية وليبي أعتبره قدوتي في الصرامة”
مباشرة بعد نهاية الندوة الصحفية التي عقدها المدرب الجديد للمنتخب الوطني عبد الحق بن شيخة يوم الأربعاء الماضي، أجرت القناة الإذاعية الوطنية الثالثة الناطقة باللغة الفرنسية حوارا معه أذيع أمس في برنامج “فوتبال ماڤازين”، تكلم فيه عن عدة أمور لم يذكرها خلال الندوة الصحفية، وقد تحدث بن شيخة بصراحة كبيرة حيث تطرق للعديد من الأمور التي تخص مستقبله مع الفريق الوطني وبرنامجه ما بعد مباراة إفريقيا الوسطى، كما تحدث أيضا عن قضية مساعده التي أثارت تساؤلات كثيرة خصوصا بعد مواصلة زهير جلول مهامه رغم استقالة رابح سعدان، إضافة إلى أمور أخرى تتعلق بلاعبي المنتخب الوطني.
“أنا دائما في اتصال مع صديقي أريڤو ساكي”
وحول علاقة بن شيخة مع أصدقائه في مهنة التدريب، لم يخف أنه يملك أصدقاء كثر في مختلف أنحاء العالم خصوصا في ظل تواجده الأخير في جنوب إفريقيا لتحليل مباريات كأس العالم لقناة الجزيرة الرياضية التي عمل معها كمحلل فني طيلة البطولة، وكشف أنه يملك صداقة قوية مع المدرب السابق للمنتخب الإيطالي أريڤو ساكي وهو في اتصال دائم معه، كما لم يخف إعجابه الكبير بصرامة المدرب الإيطالي “مرتشيلو ليبي” وقال إنه قدوته في تسيير اللاعبين داخل المنتخب، أما من الناحية الفنية فقد ذكر أن مدرب أرسنال الإنجليزي “أرسين فينڤر” يعتبر مثاله في تطبيق معنى الكرة الشاملة التي تعتمد على انتهاج خطة (4-1-4-1) بطريقة صحيحة وقال: “أنا دائما في اتصال مع أريڤو ساكي لأنه تربطنا صداقة قوية بعد أن التقينا مؤخرا في جنوب إفريقيا، حديثي معه كثيرا ما يدور حول مستجدات التدريب في العالم، أما قدوتي في الصرامة فلا أجد أحسن من مارتشيلو ليبي الذي يعتبر مثالي الأعلى، دون أن أنسى حنكة أرسين فينڤر في تطبيقه الصحيح للكرة الشاملة باستعمال خطة (4-1-4-1)”.
“بخصوص المساعد سأجتمع مع روراوة بعد لقاء إفريقيا الوسطى”
أما بخصوص قضية المدرب المساعد الذي تحدث عنها خلال الندوة الصحفية التي جمعته مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، فقد صرح بن شيخة أنه لا يملك أسماء معينة في الوقت الحالي لكنه أكد أنه أمر ضروري أن يجلب مساعدا له أو مستشارا، مؤكدا في نفس الوقت أنه لا يفرق بين أسماء محلية أو أجنبية والمهم عنده هو إيجاد مساعد كفء، وقال إن موضوع مساعده لم يتم بعد مناقشته مع رئيس الاتحادية الجزائرية محمد روراوة، مبرزا في الوقت نفسه أنه سيتم الحديث حول هذا الموضوع مباشرة بعد عودة “الخضر” من إفريقيا الوسطى، وقال: “ليست لدي أسماء معينة في الوقت الحالي، أنا أبحث عن مساعد أو مستشار، الآن بعد مباراة إفريقيا الوسطى سأتحدث مع روراوة حول هذا الموضوع”.
“سأستدعي زملائي المدربين للحديث عن كرة القدم الجزائرية”
وفي سؤال طرحه صحفي القناة الثالثة معمر جبور إذا كان يستمع لرأي المختصين في ميدان كرة القدم، أجاب بن شيخة أنه دائما ما يدع المجال مفتوح أمام الآخرين للتحدث معه حول أمور كرة القدم وأوضح أنه ليس من عادته غلق الباب في وجه من يريد تقديم المساعدة أو إعطاء رأيه في أي موضوع كان، وكشف في نفس الوقت أنه يملك علاقات جيدة مع زملائه في مهنة التدريب بالجزائر وقال إنه سيستدعيهم عن قريب لمناقشة عدة أمور تتعلق بكرة القدم الجزائرية، وقال: “لدي علاقات جيدة مع زملائي في مهنة التدريب بالجزائر، وليس من عادتي أن أغلق الباب في وجه أي كان لمناقشتي حول أمور تخص كرة القدم، بالمناسبة سأستدعي زملائي بالجزائر للاجتماع بهم عن قريب والتحدث سويا عن كل ما يخص كرة القدم الجزائرية”.
“الاحترام المتبادل والاتصال بيني وبين اللاعبين أعتبره معيارا للنجاح”
وحول مستقبل علاقته مع لاعبي المنتخب الوطني قال بن شيخة إن أهم شيء للتفاهم مع اللاعبين هو وجود اتصال دائم وواضح بين الطرفين مبرزا أن أصعب شيء يواجهه أي شخص كان هو النجاح في تسيير الإنسان، لكنه في المقابل أكد على ضرورة وجود احترام متبادل بينه وبين لاعبي المنتخب الوطني لأن الاحترام -حسبه- سيكون أهم عوامل النجاح، كما لم ينس الإشارة إلى أنه يعرف اللاعبين من بعيد مثلما يعرفهم كل الشعب الجزائري لسبب بسيط وهو عدم تعامله معهم بطريقة مباشرة من قبل، وأضاف: “كما تعرف أصعب شيء يواجهه أي شخص كان، هو تسيير الإنسان لكن أهم عوامل النجاح تكمن في تبادل الاحترام بيني وبين اللاعبين، الاتصال أهم شيء داخل مجموعة ولا تنس أنني أعرف اللاعبين مثلما يعرفهم كل الشعب الجزائري وسأعمل على تحقيق أحسن الظروف للعمل بشكل الجيد”.
“أحب لاعبا متوسط المستوى لكنه رجل في الميدان”
وعن طبيعة اللاعبين الذين يفضل التعامل معهم، قال بن شيخة إنه لا يحب التعامل مع لاعب كبير يملك مؤهلات كبيرة لكنه في المقابل يوجد مشاكل داخل الفريق وهو ما من شأنه أن يزعزع الاستقرار داخل المجموعة، وأوضح أنه يفضل التعامل مع لاعب يملك إمكانات متوسطة لكنه رجل داخل الميدان -حسب تعبيره- ويقدم كل ما يمكنه من مجهودات لمساعدة زملائه والفريق للوصول إلى الهدف المنشود، وقال: “لا أخفي عليك أنني لا أحب اللاعب الذي يعتبر نفسه نجم الفريق وبالمقابل يعمل على زعزعة استقراره، لكن بالمقابل أنا أقبل التعامل مع لاعب متوسط فنيا لكنه يقدم كل ما لديه من إمكانات لمساعدة زملائه وفريقه لتحقيق أفضل النتائج”.
“لدي مهمة مستعجلة وسأركز على الجانب النفسي في بانڤي”
وبخصوص مباراة “الخضر” أمام إفريقيا الوسطى، قال عبد الحق بن شيخة إن المنتخب الوطني مقبل على مباراة مهمة في “بانڤي”، وستكون -حسبه- مفتاح التأهل إلى كأس إفريقيا 2012 لأنها ستعيد الثقة للاعبي المنتخب الوطني بعد أن افتقدوها لغياب الفوز منذ قرابة 6 أشهر، وقال إن عمله الآن سيكون بالدرجة الأولى نفسيا لأن المنتخب الوطني يتكون من لاعبين يملكون مستوى فنيا وبدنيا جيدا، أما بخصوص عقم الهجوم فقد قال إنه يملك الحلول لإيجاد الفعالية اللازمة في المباراة المقبلة وسيعمل على تطبيقها على أرض الواقع، حيث قال: “صحيح أن مباراة إفريقيا الوسطى مهمة، لكن أهم شيء علينا القيام به هو إعادة الثقة للاعبين الذين افتقدوها لعدم تحقيقهم أي فوز منذ 6 أشهر، أمام بخصوص الفعالية في الهجوم فسأحاول تطبيق بعض الحلول على أرض الواقع”، وفي الأخير اختتم كلامه بتوجيه خطاب للاعبين، جاء فيه: “أريد تحقيق النجاح معكم”.
--------------------
بن شيخة غير قلق من الإصابات ويعـــول على مجموعة كاملة بروح قوية
بعد أن فعل شبح الإصابات فعلته بمنتخبنا الموسم الفارط، ها هو هذا الشبح المخيف يخيم على “الخضر” من جديد من خلال تعرض عدد من الركائز الأساسية مع أنديتهم إلى إصابات مختلفة، الأمر يتعلق بصانع الألعاب زياني الذي تعرض إلى إصابة ستبعده عن مبارتين على الأقل مع ناديه الألماني “فولفسبروغ”، وكذلك مطمور الغائب عن مبارياته ناديه “مونشنڤلادباخ” بسبب الإصابة، بالإضافة إلى الوافد الجديد على “فولهام“ الإنجليزي رفيق حليش الذي التحق بالعيادة بعد إصابة تعرض لها خلال إحدى الحصص التدريبية، هي أخبار لا تسرّ أحدا، فما بالك أن تسرّ ناخبنا الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة الذي من المنطقي أن يراهن على تعداد مكتمل خلال الجولة المقبلة أمام إفريقيا الوسطى، لا سيما الركائز الأساسية من طينة زياني أو حليش أو مطمور أو أي لاعب من اللاعبين الآخرين.
بن شيخة لا يخاف مثل هذه الوضعيات أبدا
إحجام الناخب بن شيخة عن الخوض في مثل هذه الأمور، ورفضه التعامل مع وسائل الإعلام إلا في إطار رسمي وخلال الندوات الصحفية، يجعلنا في كل مرة نستنجد بمصادرنا الخاصة لمعرفة مواقفه بخصوص أيّ جديد يطرأ، مثلما فعلنا هذه المرة بعدما وصل عدد لاعبي المنتخب الذين التحقوا بالعيادة إلى ثلاثة لاعبين أساسيين، وأيّ لاعبين؟ ركائز أساسية لا نقاش قي تواجدها ضمن التعداد الأساسي، حيث استنجدنا بمصادرنا التي كشفت لنا أن بن شيخة غير قلق ولا متخوف من هذا الأمر بتاتا بما أن ثلاثة أسابيع من يومنا هذا إلى موعد مباراة إفريقيا الوسطى قد تكون كافية لاسترجاع المصابين، هذا من جهة، فضلا على أن منهجيته على مستوى كافة الأندية التي دربها لم ترتكز يوما على الفرديات، بقدر ما كان سر نجاحها، نجاح المجوعة.
أساسيون... حقيقة، لكنه يعتمد على مجموعة وليس فرديات
وحسب مصادرنا فإن بن شيخة يقر بأن هذه العناصر المصابة من الصعب تعويضها لو يتأكد غيابها، أو غياب أحدها أو بعضها، لكنه لا يعير الأمر اهتماما كبيرا، ولا يجعل منه صداعا يختلقه كذريعة في حال الإخفاق لا قدر الله، بل إنه يبقى يؤمن في أن سر نجاحه منذ خرجته الأولى هو الاعتماد على مجموعة كاملة تكون قادرة بروح لاعبيها القتالية على رفع التحديات في مثل هذه الأوقات العصيبة، لا أن يجعل عمله مرتكزا على فرديات، تغيب نتائجه إن غابت هذه الفرديات عن الميدان.
إيمان اللاعبين بالفوز وبإمكاناتهم سلاحه
ومن بين الأسلحة التي ينوي توظيفها بن شيخة تحسبا لمثل هذه الوضعيات التي سيواجهها كثيرا خلال مشواره كمدرب لـ “الخضر”، هو أن يفرض على لاعبيه ضرورة الإيمان بتحقيق الانتصار أينما رحلوا وارتحلوا ولعبوا تحت ألوان المنتخب، وعدم الاكتراث بالتفكير فيمن يغيب وسيلعب، أو الاعتقاد بأن غياب اللاعب الفلاني قد يؤثر على مردود المجموعة ونتيجة المباراة التي سيخوضونها، وهو ما سيشرع في القيام به بمجرد أول احتكاك له بأشباله خلال تربص العاصمة التي سيسبق المباراة.
كل من تمسه الدعوة يستحق أن يدافع عن ألوان الجزائر
سلاح آخر، يسعى بن شيخة حسب مصادرنا إلى توظيفه في مراحل صعبة كالمرحلة التي قد تفرض عليه في حال تأكد غياب زياني أو مطمور أو حتى حليش إن تأكدت خطورة إصاباتهم لا قدر الله، ألا وهو رسالة سيوجهها للاعبين بأن كل من تمسه دعوة الحضور للمنتخب، هو لاعب يستحق أن يدافع عن ألوان الجزائر، وهي دعوة لن تكون شرفية، أو صدقة منه لأي لاعب تقديرا له على ما يقوم به مع ناديه أو أي شيء من هذا القبيل، بل هي اعتراف بأحقية هذا اللاعب في الدفاع عن ألوان بلده الأصلي، وهي رسالة من شأنها أن تحفز كل من يعتبرون أنفسهم بدلاء واحتياطيين، وتجعلهم يؤمنون بدورهم في قدراتهم وإمكاناتهم على تعويض زياني الذي لم يعرف من قبل كرسي البدلاء، أو تعويض حليش الذي لم يتخلف منذ بروزه عن التشكيلة الأساسية سوى في اللقاءات الودية الأخيرة.
لغة الخطاب وسهولة فهم رسالته سلاحه الفتاك
السلاح الأكبر الذي يراهن عليه بن شيخة ليس فقط في مثل هذه الوضعيات الصعبة، بل في التحكم في هذه المجموعة وزمام الأمور داخلها منذ البداية، هو لغة الخطاب التي يجيدها، ولا نعتقد أن مدربا جزائريا آخر يجيدها مثله في الوقت الحالي، فالمعروف عن بن شيخة على مستوى الأندية المحلية والأجنبية التي أشرف على تدريبها، أنه مدرب يجيد مخاطبة لاعبيه على الميدان وفي غرف الملابس، مدرب يسهل للاعبين فهم رسالته مباشرة كانت أم مشفرة، وهو سلاح يسعى لتوظيفه مع زملاء يحيى عنتر منذ البداية، لكي يفهم عبدون مثلا أنه قطعة أساسية في المنتخب وليس لاعبا احتياطيا جيء به من أجل تسخين كرسي الاحتياط، ولكي يفهم كل البدلاء في عهد سعدان (ممن لديهم إمكانات معتبرة طبعا) أنهم معنيون بالدفاع عن ألوان الجزائر، مثلهم مثل زياني أو عنتر يحيى أو بوڤرة أو أي لاعب آخر.
بن شيخة سيسعد لتماثل الثلاثي للشفاء قبيل الموعد المقبل
ورغم عدم خوفه حسب مصادرنا، وعدم تهويله للإصابات التي تعرض لها الثلاثي زياني - حليش - مطمور، إلا أن بن شيخة لن يقول لا لعودته قبل الأوان، واسترجاعه تحسبا لتلك المباراة المهمة، لا سيما وأنه يدرك أن توفر الأوراق المربحة بين يديه، يجعل خياراته التكتيكية بمختلف أنواعها متوفرة بين يديه، وحينها ستسهل مهمته في ضبط الخطة التي تمكنه من الخروج غانما بنقاط مباراة إفريقيا الوسطى كاملة.