[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تستحضر الجزائر، هذا الأحد، الذكرى الـ52 لتأسيس أول حكومة جزائرية مؤقتة، في التاسع عشر سبتمبر 1958، وهي خطوة حاسمة كرّست مسار التحرر الذي بدأته الجزائر في الفاتح نوفمبر 1954، وكلّل بافتكاك الحرية والاستقلال بعد سبع سنوات ونصف من بعد.
وتقول مراجع تاريخية أنّ تأسيس هذه الحكومة أتى تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه المنعقد في القاهرة بين 22 و28 أوت 1958، وجرى في أعقاب ذاك اللقاء تكليف لجنة التنسيق والتنفيذ بالإعلان عن تأسيس حكومة مؤقتة استكمالا لمؤسسات الثورة وإعادة بناء الدولة الجزائرية الحديثة.
وشكّل نشوء الحكومة المؤقتة مفاجأة أخلطت أوراق الفرنسيين وجعلهم في مواجهة الأمر الواقع، بعدما ظلّ ساسة باريس يزعمون مرارا أنّهم لم يجدوا ممثِّلا شرعيًّا للتفاوض معه، فأتى تأسيس الحكومة المؤقتة ليقطع الطريق على المناورات الفرنسية المتزايدة تجاه القضية الجزائرية.
ظروف التأسيس
اتسم ميلاد الحكومة الجزائرية المؤقتة بظروف خاصة، وكان المنعطف الأبرز هو اتساع نطاق الثورة الجزائرية، والبعد الكبير الذي اكتسبته داخليا وخارجيا بعد الانتصارات الكبيرة المحققة بين سنتي 1954 و1958.
وفي المُجمل، نعدّد المحطات الهامة التي استبقت نشوء الحكومة، وهي كالتالي:
• نجاح هجمات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955.
• توحيد القيادة الوطنية بعد نجاح مؤتمر الصومام، وتشكيل المجلس الوطني للثورة الجزائرية وكذا لجنة التنسيق والتنفيذ.
• انتعاش النشاط الدبلوماسي، وحصول الثورة الجزائرية على تأييد معظم الدول العربية وقطاع واسع من الدول الصديقة في العالم.
• تهاوي الحكومات الجزائرية جراء الضربات القاسية للثوار الجزائريين، وانعكاسات ذلك على توازنات الرأي العام داخل فرنسا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الإعلان الرسمي والتشكيلات الثلاث
بتاريخ 19 سبتمبر 1958 في القاهرة، صدر الإعلان الرسمي لرئيس الحكومة المؤقتة، جرى فيه تحديد ظروف نشأة الحكومة والأهداف المتوخاة من تأسيسها.
وفي التصريح الذي تلاه فرحات عباس رئيس أول حكومة جزائرية مؤقتة، جرى التركيز على أنّ الإعلان أتى ليعزز مكانة شعب يكافح منذ أربعة أعوام في سبيل استقلاله ردا على احتلال سعى لابتلاع بلد ومحوه بصفة قاسية ظالمة من الخارطة السياسية للشمال الإفريقي.
وتضمن الإعلان المذكور تأكيدا على أنّ الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إذ تجدّد العهد في سبيل الحرية والعدالة والتحرّر الاجتماعي، فإنّها ستضطلع بكل مسؤولياتها، وتقود الشعب والجيش حتى يتحقّق التحرّر الوطني.
وشدّد الإعلان الرسمي على أنّ خرافة (الجزائر الفرنسية) و(أسطورة الاندماج) ما هما سوى إدعاءان زائفان لسياسة القوة والعنف، ملّحا على أنّ الجزائر ليست فرنسا، ومحاولة (فرنسة) الجزائر عملية عقيمة وجريمة حكم عليها ميثاق الأمم المتحدة.
التشكيــلات الثــلاث للحكومة المؤقتة
عرفت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ثلاث تشكيلات من 1958 إلى 1962، نذكر تركيباتها الكاملة على النحو التالي:
التشكيلة الأولى 1958-1960
فرحات عباس رئيسا
كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير القوات المسلحة
أحمد بن بلة نائب الرئيس
حسين آيت أحمد نائب الرئيس
رابح بيطاط نائب الرئيس.
محمد بوضياف وزير دولة.
محمد خيضر وزير دولة
محمد لامين دباغين وزير الشؤون الخارجية.
محمود الشريف وزير التسليح والتموين
لخضر بن طوبال وزير الداخلية
عبد الحفيظ بوصوف وزير الإتصالات العامة والمواصلات
عبد الحميد مهري وزير شؤون شمال افريقيا
أحمد فرنسيس وزير الشؤون الإقتصادية والمالية
أمحمّد يزيد وزير الإعلام
بن يوسف بن خدة وزير الشؤون الإجتماعية
أحمد توفيق المدني وزير الشؤون الثقافية
الأمين خان كاتب دولة
عمر أوصديق كاتب دولة.
مصطفى اسطمبولي كاتب دولة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التشكيلة الثانيـة 1960-1961
فرحات عباس رئيسا.
كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الشؤون الخارجية
بن بلة نائب الرئيس
حسين آيت أحمد نائب الرئيس
رابح بيطاط نائب الرئيس.
محمد بوضياف وزير دولة.
محمد خيضر وزير دولة.
السعيد محمدي وزير دولة.
عبد الحميد مهري وزير الشؤون الإجتماعية والثقافية
عبد الحفيظ بوصوف وزير التسليح والإتصالات العامة.
أحمد فرنسيس وزير المالية والشؤون الإقتصادية
محمد يزيد وزير الإعلام.
لخضر بن طوبال وزير الداخلية.
التشكيلة الثالثة 1961-1962
بن يوسف بن خدّة رئيسا ووزير المالية والشؤون الإقتصادية.
كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الداخلية.
أحمد بن بلة نائب الرئيس.
محمد بوضياف نائب الرئيس
حسين آيت أحمد وزير دولة
رابح بيطاط وزير دولة.
محمد خيضر وزير دولة.
لخضر بن طوبال وزير دولة.
سعيد محمدي وزير دولة.
سعد دحلب وزير الشؤون الخارجية.
عبد الحفيظ بوصوف وزير التسليح والاتصالات العامة.
أمحمد يزيد وزير الإعلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نص الإعلان الرسمي للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية
إنّ هذا الإعلان الذي وقع بإسم شعب يكافح منذ أربعة أعوام في سبيل إستقلاله قد بعث الدولة الجزائرية التي إبتلعها الإحتلال الحربي سنة 1830 ومحاها بصفة قاسية ظالمة من الخارطة السياسية للشمال الإفريقي…
وهكذا تنتهي أشنع عمليات الاغتصاب التي تمّت في القرن الماضي والتي أرادت أن تنتزع عن الشعب جنسيته وتغير مجرى تاريخه وتحرمه من كل وسائل الحياة وتحيله إلى ذرات من الأفراد ، وهكذا ينتهي أيضا الليل الطويل ، ليل الخرافات والأباطيل ، وينتهي أخيرا عهد الاحتقار والإذلال والعبودية…
وقد مضت على هذا الشعب أربع سنوات وهو في ميدان الكفاح صامدا أمام قوة عسكرية من أضخم قوى العالم وسقط في ميدان الشرف والكرامة من أبنائه ما يزيد عن الستمائة ألف شهيد خضبت دمائهم طريق الحرية المجيد الطويل ، ولقد ألقت فرنسا بهذا الشعب للطغاة الاستعماريين وقادة الجند يتفننون كل يوم في تعذيبه وتقتيله ، ولكنه ظلّ رغم هذه الآلام ورغم آلاف الضحايا صامدا في عقيدته مؤمنا بأن ساعة التحرير آتية لا ريب فيها…
إن جيش التحرير الوطني بإمكانيته المحدودة يصارع -والنصر إلى جانبه-جيشا فرنسيا جهّز بأحدث الأسلحة من مدفعية وطيران وبحرية…
إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تجدّد العهد بأن تظلَّ مخلصة الإخلاص كله للمثل العليا التي قدَّموا في سبيلها أغلى التضحيات : الحرية والعدالة والتحرّر الاجتماعي…
إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المنبثقة عن إرادة الشعب ، شاعرة من هذه الناحية بكل مسؤولياتها ، وإنها ستضطلع بها جميعا ، وأوّل هذه الواجبات أن تقود الشعب والجيش حتى يتحقّق التحرّر الوطني…
إن الشعب الجزائري شعب مسالم ، فهو لم يرفع سلاحه إلاّ مرغما من طرف الاستعماريين وبعد أن استنفذ كل الوسائل السلمية لاسترجاع حريته واستقلاله ، وما خرافة الجزائر الفرنسية وما أسطورة الاندماج إلا ثمرات سياسة القوة والعنف…
إن الجزائر ليست فرنسا ، وإن الشعب الجزائري ليس فرنسيا ، وإن محاولة فرنسا الجزائر عملية عقيمة وجريمة حكم عليها ميثاق الأمم المتحدة …إن الجزائر المكافحة لتتوجّه بالشكر إلى كل الدول التي إجتمعت في مؤتمر باندونغ ، كما تؤكِّد لها إعترافها بالجميل لما تلقاه منها من عون مادي وسند أدبي…أما الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فهي مستعدة للمفاوضة …ولقد سجلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية منذ نشأتها بكل إغتباط عدَّة إعترافات من بعض الدول هي تقدم لها الشكر الجزيل على ذلك ، وهناك دول أخرى ستعترف بها في المستقبل…
وفي ختام هذا التصريح نريد أن نذكر بأن استمرار الحرب في الجزائر يشكل تهديدا دائما للسلام العالمي ، ونحن نهيب بالجميع أفرادا وحكومات ليضموا جهودهم لجهودنا من أجل وضع حد لهذه الحرب التي هي محاولة إحتلال جديد …
و إننا نأمل أملا حارا أن يسمع هذا النداء.
تستحضر الجزائر، هذا الأحد، الذكرى الـ52 لتأسيس أول حكومة جزائرية مؤقتة، في التاسع عشر سبتمبر 1958، وهي خطوة حاسمة كرّست مسار التحرر الذي بدأته الجزائر في الفاتح نوفمبر 1954، وكلّل بافتكاك الحرية والاستقلال بعد سبع سنوات ونصف من بعد.
وتقول مراجع تاريخية أنّ تأسيس هذه الحكومة أتى تنفيذا لقرارات المجلس الوطني للثورة الجزائرية في اجتماعه المنعقد في القاهرة بين 22 و28 أوت 1958، وجرى في أعقاب ذاك اللقاء تكليف لجنة التنسيق والتنفيذ بالإعلان عن تأسيس حكومة مؤقتة استكمالا لمؤسسات الثورة وإعادة بناء الدولة الجزائرية الحديثة.
وشكّل نشوء الحكومة المؤقتة مفاجأة أخلطت أوراق الفرنسيين وجعلهم في مواجهة الأمر الواقع، بعدما ظلّ ساسة باريس يزعمون مرارا أنّهم لم يجدوا ممثِّلا شرعيًّا للتفاوض معه، فأتى تأسيس الحكومة المؤقتة ليقطع الطريق على المناورات الفرنسية المتزايدة تجاه القضية الجزائرية.
ظروف التأسيس
اتسم ميلاد الحكومة الجزائرية المؤقتة بظروف خاصة، وكان المنعطف الأبرز هو اتساع نطاق الثورة الجزائرية، والبعد الكبير الذي اكتسبته داخليا وخارجيا بعد الانتصارات الكبيرة المحققة بين سنتي 1954 و1958.
وفي المُجمل، نعدّد المحطات الهامة التي استبقت نشوء الحكومة، وهي كالتالي:
• نجاح هجمات الشمال القسنطيني 20 أوت 1955.
• توحيد القيادة الوطنية بعد نجاح مؤتمر الصومام، وتشكيل المجلس الوطني للثورة الجزائرية وكذا لجنة التنسيق والتنفيذ.
• انتعاش النشاط الدبلوماسي، وحصول الثورة الجزائرية على تأييد معظم الدول العربية وقطاع واسع من الدول الصديقة في العالم.
• تهاوي الحكومات الجزائرية جراء الضربات القاسية للثوار الجزائريين، وانعكاسات ذلك على توازنات الرأي العام داخل فرنسا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الإعلان الرسمي والتشكيلات الثلاث
بتاريخ 19 سبتمبر 1958 في القاهرة، صدر الإعلان الرسمي لرئيس الحكومة المؤقتة، جرى فيه تحديد ظروف نشأة الحكومة والأهداف المتوخاة من تأسيسها.
وفي التصريح الذي تلاه فرحات عباس رئيس أول حكومة جزائرية مؤقتة، جرى التركيز على أنّ الإعلان أتى ليعزز مكانة شعب يكافح منذ أربعة أعوام في سبيل استقلاله ردا على احتلال سعى لابتلاع بلد ومحوه بصفة قاسية ظالمة من الخارطة السياسية للشمال الإفريقي.
وتضمن الإعلان المذكور تأكيدا على أنّ الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية إذ تجدّد العهد في سبيل الحرية والعدالة والتحرّر الاجتماعي، فإنّها ستضطلع بكل مسؤولياتها، وتقود الشعب والجيش حتى يتحقّق التحرّر الوطني.
وشدّد الإعلان الرسمي على أنّ خرافة (الجزائر الفرنسية) و(أسطورة الاندماج) ما هما سوى إدعاءان زائفان لسياسة القوة والعنف، ملّحا على أنّ الجزائر ليست فرنسا، ومحاولة (فرنسة) الجزائر عملية عقيمة وجريمة حكم عليها ميثاق الأمم المتحدة.
التشكيــلات الثــلاث للحكومة المؤقتة
عرفت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية ثلاث تشكيلات من 1958 إلى 1962، نذكر تركيباتها الكاملة على النحو التالي:
التشكيلة الأولى 1958-1960
فرحات عباس رئيسا
كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير القوات المسلحة
أحمد بن بلة نائب الرئيس
حسين آيت أحمد نائب الرئيس
رابح بيطاط نائب الرئيس.
محمد بوضياف وزير دولة.
محمد خيضر وزير دولة
محمد لامين دباغين وزير الشؤون الخارجية.
محمود الشريف وزير التسليح والتموين
لخضر بن طوبال وزير الداخلية
عبد الحفيظ بوصوف وزير الإتصالات العامة والمواصلات
عبد الحميد مهري وزير شؤون شمال افريقيا
أحمد فرنسيس وزير الشؤون الإقتصادية والمالية
أمحمّد يزيد وزير الإعلام
بن يوسف بن خدة وزير الشؤون الإجتماعية
أحمد توفيق المدني وزير الشؤون الثقافية
الأمين خان كاتب دولة
عمر أوصديق كاتب دولة.
مصطفى اسطمبولي كاتب دولة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
التشكيلة الثانيـة 1960-1961
فرحات عباس رئيسا.
كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الشؤون الخارجية
بن بلة نائب الرئيس
حسين آيت أحمد نائب الرئيس
رابح بيطاط نائب الرئيس.
محمد بوضياف وزير دولة.
محمد خيضر وزير دولة.
السعيد محمدي وزير دولة.
عبد الحميد مهري وزير الشؤون الإجتماعية والثقافية
عبد الحفيظ بوصوف وزير التسليح والإتصالات العامة.
أحمد فرنسيس وزير المالية والشؤون الإقتصادية
محمد يزيد وزير الإعلام.
لخضر بن طوبال وزير الداخلية.
التشكيلة الثالثة 1961-1962
بن يوسف بن خدّة رئيسا ووزير المالية والشؤون الإقتصادية.
كريم بلقاسم نائب الرئيس ووزير الداخلية.
أحمد بن بلة نائب الرئيس.
محمد بوضياف نائب الرئيس
حسين آيت أحمد وزير دولة
رابح بيطاط وزير دولة.
محمد خيضر وزير دولة.
لخضر بن طوبال وزير دولة.
سعيد محمدي وزير دولة.
سعد دحلب وزير الشؤون الخارجية.
عبد الحفيظ بوصوف وزير التسليح والاتصالات العامة.
أمحمد يزيد وزير الإعلام
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نص الإعلان الرسمي للحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية
إنّ هذا الإعلان الذي وقع بإسم شعب يكافح منذ أربعة أعوام في سبيل إستقلاله قد بعث الدولة الجزائرية التي إبتلعها الإحتلال الحربي سنة 1830 ومحاها بصفة قاسية ظالمة من الخارطة السياسية للشمال الإفريقي…
وهكذا تنتهي أشنع عمليات الاغتصاب التي تمّت في القرن الماضي والتي أرادت أن تنتزع عن الشعب جنسيته وتغير مجرى تاريخه وتحرمه من كل وسائل الحياة وتحيله إلى ذرات من الأفراد ، وهكذا ينتهي أيضا الليل الطويل ، ليل الخرافات والأباطيل ، وينتهي أخيرا عهد الاحتقار والإذلال والعبودية…
وقد مضت على هذا الشعب أربع سنوات وهو في ميدان الكفاح صامدا أمام قوة عسكرية من أضخم قوى العالم وسقط في ميدان الشرف والكرامة من أبنائه ما يزيد عن الستمائة ألف شهيد خضبت دمائهم طريق الحرية المجيد الطويل ، ولقد ألقت فرنسا بهذا الشعب للطغاة الاستعماريين وقادة الجند يتفننون كل يوم في تعذيبه وتقتيله ، ولكنه ظلّ رغم هذه الآلام ورغم آلاف الضحايا صامدا في عقيدته مؤمنا بأن ساعة التحرير آتية لا ريب فيها…
إن جيش التحرير الوطني بإمكانيته المحدودة يصارع -والنصر إلى جانبه-جيشا فرنسيا جهّز بأحدث الأسلحة من مدفعية وطيران وبحرية…
إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية تجدّد العهد بأن تظلَّ مخلصة الإخلاص كله للمثل العليا التي قدَّموا في سبيلها أغلى التضحيات : الحرية والعدالة والتحرّر الاجتماعي…
إن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية المنبثقة عن إرادة الشعب ، شاعرة من هذه الناحية بكل مسؤولياتها ، وإنها ستضطلع بها جميعا ، وأوّل هذه الواجبات أن تقود الشعب والجيش حتى يتحقّق التحرّر الوطني…
إن الشعب الجزائري شعب مسالم ، فهو لم يرفع سلاحه إلاّ مرغما من طرف الاستعماريين وبعد أن استنفذ كل الوسائل السلمية لاسترجاع حريته واستقلاله ، وما خرافة الجزائر الفرنسية وما أسطورة الاندماج إلا ثمرات سياسة القوة والعنف…
إن الجزائر ليست فرنسا ، وإن الشعب الجزائري ليس فرنسيا ، وإن محاولة فرنسا الجزائر عملية عقيمة وجريمة حكم عليها ميثاق الأمم المتحدة …إن الجزائر المكافحة لتتوجّه بالشكر إلى كل الدول التي إجتمعت في مؤتمر باندونغ ، كما تؤكِّد لها إعترافها بالجميل لما تلقاه منها من عون مادي وسند أدبي…أما الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية فهي مستعدة للمفاوضة …ولقد سجلت الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية منذ نشأتها بكل إغتباط عدَّة إعترافات من بعض الدول هي تقدم لها الشكر الجزيل على ذلك ، وهناك دول أخرى ستعترف بها في المستقبل…
وفي ختام هذا التصريح نريد أن نذكر بأن استمرار الحرب في الجزائر يشكل تهديدا دائما للسلام العالمي ، ونحن نهيب بالجميع أفرادا وحكومات ليضموا جهودهم لجهودنا من أجل وضع حد لهذه الحرب التي هي محاولة إحتلال جديد …
و إننا نأمل أملا حارا أن يسمع هذا النداء.