اليكم بعض الأدب السياسي من وطني
أرجو أن ينال اعجابكم
هم أقوياء يقتلون الابتسامة، والأمل في غدٍ جميل، دون حتى هراوات أو سجانين من أصحاب الشارب الكبير والعيون الجاحظة..! هم يملكون البندقية، والرشاشات فيتمنطقونها على خصورهم، من أجل لحظة استعداد لإطلاق حكم " ما "، قد يكون القتل..؟! وقد يكون أشياء أخرى تشبه السلاسل، والعصي الغليظة، في ظلمات بعيدة عن همهمات الحياة البسيطة التي يحلم بها الكثيرون ؟؟ في بلادي ...؟؟! ..!
هم يرون في الأشياء الجميلة معصّية، تتمرد على بشاعة القوانين وقبحها، وأشكال الدرك وقبحهم، ما أكثر ما يمقتون صوت حق، يقلب صورة الجلاد الذي علَموه لسنوات طويلة كيف ’يخرس الألسن العذبة ..؟ خوفًا من أن يسمعها الأطفال أثناء لعبهم في ساحات الوطن ..؟؟!!
هكذا تكون الحقائق كذبًا، والكذب حقيقة، في بلادي تنتهي الأشياء الجميلة، ببساطتها، بألوانها الزاهية، بأشكالها التي ما فتئت تتكون، بحلّتها التي تشابه ابتسامة عروس في ليلة دخلتها، ثم يأتي السجانون، وهواة الجلد، وانتشال الروح من الأعماق الغائرة، والخائرة من تعب الوطن، ومراراته،فيتهمون العروس باللاشرف، والخيانة، والتمرد على المثل العليا، والأخلاق الحميدة، يطالبونها ببكارة كاذبة، هم ..أنفسهم إغتالوها بين سراديب الجدران العاتمة..؟ فيموت العريس، وتشهق العروس مطلقة الروح إلى السماء، تبحث عن عدالة موعودة ..؟! جاءت بها الصفحات السمراء في زمن الأوّ لين ..!
الأشياء في وطني لم تكن يومًا جميلة..! مذ كنت صغيرًا، نبّهوني أن أصمت، قالوا يومها، إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب..! وفي يوم كنت عند البقال، وسألته إن كان لديه قلم عريض لأكتب كلمة "" حرية "" على دفتري، نهرني حينذاك وقال : إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب ..! يومها؛ إنتابتني لحظة من قناعة أتت من خبرة كبار القوم في قيمة ذاك المعدن الأصفر البرّاق، وبعد سنوات إستطالت، وبان بياضها على رؤوس الكثيرين من أصدقائي الذين أحبّ، إلتقينا في ليلة كانت أشعة القمر فيها توحي بعودة العروس التي ظلمت وإتهموها بشرف بكارتها، في ذلك المساء، إتفقنا على قلب المعايير، لأن الكبار قد كذبوا في مقولاتهم، فالأبيض الذي أقحمونا فيه، كان أسودًا، والسكوت الذي حدثونا عنه بأنه من ذهب، إكتشفنا أنه من أسوأ أنواع المعادن ولا ينفع لمستقبل، ولا لبرد شتاء قارس دام سنوات طويلة..!!
وفي يوم إجتمع الكثيرون وقرروا إقامة العرس من جديد، ووجهوا الدعوات إلى كل الناس، أرادوا أن يشهد الجميع بأن العروس عذراء، ولم تفقد بكارتها،! وأن العريس يعشقها، وقد كان يرسم أحرف إسمها على الجدران المظلمة، التي تفوح منها رائحة الموت، والقتل..! كان يخطّ’ إسمها بكل الألوان، في البداية إختار اللون الأسود، ثم كتب باللون الأحمر، ثم رسموا له بلون أصفر فاتح أحرف تشبه تلك التي رسمها، ولكنه عندما إستفاق رسم حروفاً كبيرة باللون الأبيض..! وكتب عليها، أشياء كثيرة، وكلمات لم يفهمها الكثيرون، مثل حرية، بلادي، الحياة، الوفاق، السلم، الأمان، وأشياء كثيرة تشبهها، يومها وقف السجانون يتفرّجون..؟! لم يفهموا بداية ما تعني تلك الطلاسم ! فاعتقدوا أن هذا العريس وأصحابه هم سحرة من القرون الوسطى، واتهموهم بالزندقة، والفجور والتمرد..! ولكن بعد حين عندما علموا ما ترمي إليه تلك الكلمات، بعد أن ترجموها إلى لغة دفاترهم، علموا بأنهم كانوا صائبين في تقديرهم، فأعلنوا المحكمة العليا، وحكموا على العريس بقطع رأسه، ودفع غرامة كبيرة، ومحي كل الكلمات التي شوّه بها الجدران، وإتهام أهله ورفاقه بالتطرف، والسعي إلى تحويل المقدسات العامة إلى منتديات للحوار..؟؟!
في وطني، يحبّون القتل، ليس البشر، يحبّون قتل الكلمات، يا إلهي كم يعشقون قتل الكلمة..!! ويبتهجون، ويرقصون ويزغردون، فرحين بنصر عظيم، على عدو مبين، وتبدأ نشرات الأخبار، والصحف والمجلات، هناك عصابة من الكلمات تم توقيفها على تخوم الوطن العظيم..؟! جاءت تغتال الوطن، تحمل أقلامًا، وعددًا كبيرًا من الأوراق البيضاء، ومكبر صوت يصل لمسافة تزيد عن خمسة أمتار وتقل عن عشرة، عصابة لها عملاء في كل مكان من الوطن، لها في أقبية فروع الأمن العظيمة، وفي السجون التي شيدناها لنحمي بأسوارها العملاقة الوطن من الزنادقة، والكفرة، والمارقين، هؤلاء الذين يتمنطقون الورق الأبيض على خصورهم، بينما نحن نتسلح بالبواريد والدبابات، التي تحمي الأوطان من وحلقات الحوار وتعبيراتها، والكلمة، وما أخطر هذه الكلمة، لو تعلمون خطورتها لوقفتم جميعكم بالمرصاد لها وأبيتم إلاّ أن تحرقوها، ومن جذورها تقتلعوها..!
هكذا تغيب الإشراقة الأولى، لمولود ما بلغ الفطام بعد، فوقفت له الجبابر’ ضاربين، لتختفي المشاعل، التي كانت تنير تلك الضاحية، القريبة من مدينة الفكر، والويلات، والياسمين الدمشقي الناصع البياض، هكذا تغيب الأشياء، بل القصص الجميلة من وطني، وهكذا ’تغلق الأبواب من جديد، ويعود العريس إلى سراديبه، ليبدأ من جديد، ليناضل من جديد، فيشتري أقلامًا أكبر من الأولى، ولكن هذه المرّة كلها بيضاء، وسيكتب...؟؟!! من كل كلمة حرفها الأول؛ فالحرية، تبدأ بحرفها الأول """ الحــــريــــة """، ثم حرفها الثاني "" الحرية ""، وهكذا، حتى تنتهي الأحرف، وهذه المرّة، سيكون العريس مع كل رفاقه في السجن الكبير، له نوافذ في كل الإتجاهات، وهذا جيد، لأنه عندما سيصرخ، سيسمعه الجميع، وسيزفّون العروس إليه، ولو كان خلف الأسوار الكبيرة ...!
منقول
أرجو أن ينال اعجابكم
هم أقوياء يقتلون الابتسامة، والأمل في غدٍ جميل، دون حتى هراوات أو سجانين من أصحاب الشارب الكبير والعيون الجاحظة..! هم يملكون البندقية، والرشاشات فيتمنطقونها على خصورهم، من أجل لحظة استعداد لإطلاق حكم " ما "، قد يكون القتل..؟! وقد يكون أشياء أخرى تشبه السلاسل، والعصي الغليظة، في ظلمات بعيدة عن همهمات الحياة البسيطة التي يحلم بها الكثيرون ؟؟ في بلادي ...؟؟! ..!
هم يرون في الأشياء الجميلة معصّية، تتمرد على بشاعة القوانين وقبحها، وأشكال الدرك وقبحهم، ما أكثر ما يمقتون صوت حق، يقلب صورة الجلاد الذي علَموه لسنوات طويلة كيف ’يخرس الألسن العذبة ..؟ خوفًا من أن يسمعها الأطفال أثناء لعبهم في ساحات الوطن ..؟؟!!
هكذا تكون الحقائق كذبًا، والكذب حقيقة، في بلادي تنتهي الأشياء الجميلة، ببساطتها، بألوانها الزاهية، بأشكالها التي ما فتئت تتكون، بحلّتها التي تشابه ابتسامة عروس في ليلة دخلتها، ثم يأتي السجانون، وهواة الجلد، وانتشال الروح من الأعماق الغائرة، والخائرة من تعب الوطن، ومراراته،فيتهمون العروس باللاشرف، والخيانة، والتمرد على المثل العليا، والأخلاق الحميدة، يطالبونها ببكارة كاذبة، هم ..أنفسهم إغتالوها بين سراديب الجدران العاتمة..؟ فيموت العريس، وتشهق العروس مطلقة الروح إلى السماء، تبحث عن عدالة موعودة ..؟! جاءت بها الصفحات السمراء في زمن الأوّ لين ..!
الأشياء في وطني لم تكن يومًا جميلة..! مذ كنت صغيرًا، نبّهوني أن أصمت، قالوا يومها، إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب..! وفي يوم كنت عند البقال، وسألته إن كان لديه قلم عريض لأكتب كلمة "" حرية "" على دفتري، نهرني حينذاك وقال : إذا كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب ..! يومها؛ إنتابتني لحظة من قناعة أتت من خبرة كبار القوم في قيمة ذاك المعدن الأصفر البرّاق، وبعد سنوات إستطالت، وبان بياضها على رؤوس الكثيرين من أصدقائي الذين أحبّ، إلتقينا في ليلة كانت أشعة القمر فيها توحي بعودة العروس التي ظلمت وإتهموها بشرف بكارتها، في ذلك المساء، إتفقنا على قلب المعايير، لأن الكبار قد كذبوا في مقولاتهم، فالأبيض الذي أقحمونا فيه، كان أسودًا، والسكوت الذي حدثونا عنه بأنه من ذهب، إكتشفنا أنه من أسوأ أنواع المعادن ولا ينفع لمستقبل، ولا لبرد شتاء قارس دام سنوات طويلة..!!
وفي يوم إجتمع الكثيرون وقرروا إقامة العرس من جديد، ووجهوا الدعوات إلى كل الناس، أرادوا أن يشهد الجميع بأن العروس عذراء، ولم تفقد بكارتها،! وأن العريس يعشقها، وقد كان يرسم أحرف إسمها على الجدران المظلمة، التي تفوح منها رائحة الموت، والقتل..! كان يخطّ’ إسمها بكل الألوان، في البداية إختار اللون الأسود، ثم كتب باللون الأحمر، ثم رسموا له بلون أصفر فاتح أحرف تشبه تلك التي رسمها، ولكنه عندما إستفاق رسم حروفاً كبيرة باللون الأبيض..! وكتب عليها، أشياء كثيرة، وكلمات لم يفهمها الكثيرون، مثل حرية، بلادي، الحياة، الوفاق، السلم، الأمان، وأشياء كثيرة تشبهها، يومها وقف السجانون يتفرّجون..؟! لم يفهموا بداية ما تعني تلك الطلاسم ! فاعتقدوا أن هذا العريس وأصحابه هم سحرة من القرون الوسطى، واتهموهم بالزندقة، والفجور والتمرد..! ولكن بعد حين عندما علموا ما ترمي إليه تلك الكلمات، بعد أن ترجموها إلى لغة دفاترهم، علموا بأنهم كانوا صائبين في تقديرهم، فأعلنوا المحكمة العليا، وحكموا على العريس بقطع رأسه، ودفع غرامة كبيرة، ومحي كل الكلمات التي شوّه بها الجدران، وإتهام أهله ورفاقه بالتطرف، والسعي إلى تحويل المقدسات العامة إلى منتديات للحوار..؟؟!
في وطني، يحبّون القتل، ليس البشر، يحبّون قتل الكلمات، يا إلهي كم يعشقون قتل الكلمة..!! ويبتهجون، ويرقصون ويزغردون، فرحين بنصر عظيم، على عدو مبين، وتبدأ نشرات الأخبار، والصحف والمجلات، هناك عصابة من الكلمات تم توقيفها على تخوم الوطن العظيم..؟! جاءت تغتال الوطن، تحمل أقلامًا، وعددًا كبيرًا من الأوراق البيضاء، ومكبر صوت يصل لمسافة تزيد عن خمسة أمتار وتقل عن عشرة، عصابة لها عملاء في كل مكان من الوطن، لها في أقبية فروع الأمن العظيمة، وفي السجون التي شيدناها لنحمي بأسوارها العملاقة الوطن من الزنادقة، والكفرة، والمارقين، هؤلاء الذين يتمنطقون الورق الأبيض على خصورهم، بينما نحن نتسلح بالبواريد والدبابات، التي تحمي الأوطان من وحلقات الحوار وتعبيراتها، والكلمة، وما أخطر هذه الكلمة، لو تعلمون خطورتها لوقفتم جميعكم بالمرصاد لها وأبيتم إلاّ أن تحرقوها، ومن جذورها تقتلعوها..!
هكذا تغيب الإشراقة الأولى، لمولود ما بلغ الفطام بعد، فوقفت له الجبابر’ ضاربين، لتختفي المشاعل، التي كانت تنير تلك الضاحية، القريبة من مدينة الفكر، والويلات، والياسمين الدمشقي الناصع البياض، هكذا تغيب الأشياء، بل القصص الجميلة من وطني، وهكذا ’تغلق الأبواب من جديد، ويعود العريس إلى سراديبه، ليبدأ من جديد، ليناضل من جديد، فيشتري أقلامًا أكبر من الأولى، ولكن هذه المرّة كلها بيضاء، وسيكتب...؟؟!! من كل كلمة حرفها الأول؛ فالحرية، تبدأ بحرفها الأول """ الحــــريــــة """، ثم حرفها الثاني "" الحرية ""، وهكذا، حتى تنتهي الأحرف، وهذه المرّة، سيكون العريس مع كل رفاقه في السجن الكبير، له نوافذ في كل الإتجاهات، وهذا جيد، لأنه عندما سيصرخ، سيسمعه الجميع، وسيزفّون العروس إليه، ولو كان خلف الأسوار الكبيرة ...!
منقول