استحسن مستعملو طريق باب الزوار باتجاه شرق العاصمة فتح النفق الأرضي الجديد الرابط بينها وبين البلديات المجاورة ما ساهم –حسبهم- في حل مشكلة الازدحام والتخفيف من الضغط، خصوصا بالنسبة للعاملين و الطلبة الذين عانوا من مشكل التأخر صباحا لسنوات عدة
و يقول احد المواطنين الذين التقيناه بموقف الحافلات ببلدية باب الزوار أن النفق الأرضي الجديد، الذي تم فتحه أمام حركة المرور الأسبوع الماضي، جعله يختصر أكثر من نصف المدة التي كان يستغرقها للوصول إلى مقر عمله كما خلّصه من مشكل التأخر.
الإنطباع ذاته أكده سائق حافلة لنقل المسافرين موضحا ان حركة المرور بشرق العاصمة أصبحت أكثر مرونة و أقل ضغطا بالنسبة للجميع، قائلا: ” الآن أصبح بإمكاني العمل على عدد اكبر من الرحلات يوميا و تحقيق ربح اكبر و تقديم خدمات أكثر، بينما كان أغلب الوقت يضيع في زحمة المرور”.
شاب آخر ممن التقيناهم عبر عن ارتياحه لهذا الإنجاز و أكد ملاحظته تحسن وضع حركة المرور بالمنطقة بشكل كبير مما أثر إيجابا على سير أموره المهنية بعد ان شق عليه في السابق ضبط مواعيد عمله، خاصة في فصل الشتاء أين يتضاعف الاكتظاظ.
و على الرغم من النتائج الإيجابية التي حققها فتح النفق الأرضي على مستوى بلدية باب الزوار إلا أن هنالك بعض المواطنين لا يزالون يشكون اختناق حركة المرور خاصة في ساعات الذروة في الصباح كما في نهاية اليوم.
و تقول إحدى السيدات ان الازدحام يبدوا و كأنه قد تضاعف بعد إنجاز النفق و أنها لاحظت بطأ حركة المرور بمجرد الوصول إليه خاصة في الصباح، لدى قدومها يوميا من بلدية “رغاية”.
و هي الملاحظة التي سجلها مواطن ثان قائلا ان فتح النفق لم يغير في الأمر شيئا بل زاد الطين بلة بسبب اكتظاظ حافلات نقل المسافرين على مستوى المواقف الموجودة على جنبات النفق مما يعرقل بشكل كبير حركة المرور.
39 مليار دولار لإنجاز مشاريع الأشغال العمومية
ويأتي فتح نفق باب الزاور في سياق مساهمة الدولة في القضاء على النقاط السوداء بالعاصمة فضلا عن توسيع شبكة الطرقات بالوطن خصوصا في السنوات المقبلة.
وفي هذا الصدد كشف مدير الطرقات بوزارة الأشغال العمومية حسين نسيب أكد انه تم تخصيص غلاف مالي بقيمة 39 مليار دولار “بالنسبة للبرنامج 2010-2014 “.
يتعلق الأمر بإنجاز أزيد من 18.000 كلم من الطرقات منها 3.000 كلم من الطرقات الوطنية الجديدة و الطرقات الولائية و حوالي 250 كلم من المحولات في التجمعات السكانية الرئيسة بشمال البلاد و الهضاب العليا” ، مضيفا “أن الأمر يتعلق أيضا بإنجاز 187 منشئة فنية في حين ستخص أشغال الصيانة حوالي 1000 منشئة موجودة”.
و قال انه موازاة مع عمليات التهيئة الخاصة في العاصمة و قصد تحسين ظروف حركة المرور سيتم في إطار نفس البرنامج الشروع في ورشات إنجاز تجهيزات الدفع و منشئات الاستغلال بالإضافة إلى فضاءات الراحة للطريق السريع شرق-غرب.
بالإضافة إلى “برنامج خاص يضم العديد من المشاريع من اجل فك العزلة عن المناطق النائية في الجنوب و الهضاب العليا” إذ من المقرر إنجاز مشاريع منافذ أخرى للطرق السريعة (شمال-جنوب) هي قيد الدراسة من المفروض أن تربط مستقبلا الطريق السريع للهضاب العليا (تبسة-جنوب لتلمسان بطول حوالي 1300 كلم) بالطريق السريع شرق-غرب.
و أضاف المتحدث أن الجهود ستتواصل قصد الحفاظ على شبكة الطرقات و المنشئات الفنية الموجودة بما أن هناك برنامج لتعزيز و تأهيل الطرقات بطول 8000 كلم و تحديث و صيانة 7000 كلم من الطرقات الوطنية
في هذا الخصوص أكد السيد نسيب أن ” اهتماما خاص” يولى في اطار هذا البرنامج لصيانة الطرقات الوطنية و الطرق البلدية و الولائية حيث يرى أن المشاريع الخاصة بتأهيل شبكة الطرقات تهدف اساسا الى التخفيف من حدة الاختناق الذي تعرفه حركة المرور و مضاعفة مردودية الطرقات.
لهذا الغرض سيتم تركيز نشاط القطاع حسب السيد نسيب على ” تطوير الهياكل و الوسائل العملية قصد جعل مهام الصيانة أكثر فعالية و مردودية”.
و يتأتى ذلك من خلال ” تكثيف دور الصيانة و الحظائر الجهوية التي يقدر عددها حاليا ب 15 و تجهيزها بالوسائل الضرورية ( شاحنات…) قصد ضمان خدمة عمومية ذات نوعية خاصة في الفترات المناخية الصعبة” حسب قوله. .
و حسب نفس المسؤول فان القطاع الذي أطلق المشاريع الاولى الخاصة بالبرنامج الخماسي الجديد و المتعلقة خصوصا بعصرنة و تطوير الطرقات متمسك أيضا من خلال دفاتير الشروط بفرض نوع الأشغال التي يتعين على المؤسسات اعتمادها بمجرد أن تحوز على الصفقة.