استعاد حي بن طلحة، أحد أكبر أحياء بلدية براقي بالجزائر العاصمة، عافيته وهدوءه بعد سنوات من الدم والإرهاب أدخلت الرعب في نفوس مواطنيه
ويدين سكان بن طلحة – على غرار جميع سكان الجزائر- بالفضل في عودة الهدوء والسكينة والطمأنينة إلى حيهم – بعد الله- إلى ميثاق السلم والمصالحة الوطنية الذي زكاه الشعب الجزائري عام 2005 وتبناه رئيس الجمهورية السيد عبدالعزيز بوتفليقة ليخرج الجزائر من مأساة وطنية صنعتها سنوات الدم والدمار إلى آفاق أرحب وأهنأ.
وفي جولة قادت صحفية “موقع الإذاعة الجزائرية” إلى هذا الحي لمسنا وجها آخرا يبرز – أكثر- في ملامح سكانه الذين استطاعوا تجاوز كل الأزمات التي عاشوها في فترة التسعينات واختيار السلم والمصالحة وسيلة للعيش في الأمن والأمان فوجه بن طلحة تغير اليوم تغيرا جذريا بشهادة قاطنيه .
“فاطمة الزهراء” إحدى بنات بن طلحة عاشت 20 سنة في هذا الحي وعايشت وقائع المجزرة الرهيبة التي وقعت في العشرية السوداء وفقدت على إثرها شقيقها أعربت لـ”موقع الإذاعة الجزائرية” عن سعادتها بالتغيير الجذري للأوضاع بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.
وأضافت:” بعد معاناة وخوف كبيرين استرجع هذا الحي ابتسامته وعادت المياه إلى مجاريها وساد الأمن والسلام” على حد تعبيرها.
وأكد معظم مواطني بن طلحة على تحسن أوضاع هذه المنطقة مقارنة بالتسعينات من خلال توفر كل وسائل الأمن والعيش الكريم، مبرزين أنه لا مجال للمقارنة بن طلحة التسعينات وبن طلحة اليوم لأن الفرق كبير جدا.
وأعربوا في ذات السياق، للإذاعة الجزائرية، عن رضاهم بنتائج ميثاق السلم والمصالحة الوطنية التي أتت بثمارها وجعلتهم يتجاوزون كل الويلات التي عاشوها في فترة الإرهاب ويتمتعون اليوم بالأمن الذي افتقدوه بالأمس.
من جانبهم أعرب تجار بن طلحة عن ارتياحهم للنتائج التي حققتها المصالحة الوطنية وأكدوا أن الإستقرار يبقى في صدارة اهتماماتهم فبالسابق كانت المحلات تغلق باكرا ولكن اليوم تبقى مفتوحة إلى غاية الساعة العاشرة أو الحادية عشر ليلا مؤكدين على ضرورة استكمال ميثاق السلم والمصالحة الوطنية.
من جهته أكد رئيس بلدية براقي عز الدين شافعي على أن بن طلحة التسعينات قد تغيرت وهذا بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية والوسائل المسخرة للوصول إلى الغاية المنشودة وهي استرجاع حي بن طلحة لعافيته وإرجاع الفرحة إلى نفوس أبنائه بعدما عرف هجرة كبيرة في العشرية السوداء.
كما أشار شافعي إلى انه تم تجسيد كل المشاريع التنموية من طرقات وإنارة عمومية ومؤسسات تربوية ، حيث منحت البلدية مكتبا خاصا في هذا الحي لفتح فرص شغل لشباب بن طلحة وشباب بلدية براقي ككل وهي مناصب شغل على مستوى المؤسسات الإقتصادية المتواجدة عـبر البلدية.