لا تفتأ الدوائر السياسية الغربية تحبك الخطط و العمليات لتشكيل العقل و الوجدان العربيين، يحدوهم في ذلك الأمل بتحقيق هدفين على درجة كبيرة من الأهمية بالنسبة للغرب وهما:
1- اخضاع المنطقة للسيطرة حتى تبقى ثرواتهم تتدفق رخيصة سائغة
2- تطبيع وجود الكيان الصهيوني بين العرب حتى يقبلوا به وتزول كل أنواع العداوة تجاهه.
من أجل ذلك تبتكر تلك الدوائر من الدسائس و المؤامرات ما يضمن الحفاظ على حالة التوتر والاحتقان داخل المجتمعات العربية، و بين الدول العربية حتى تستنزف الجهود و تؤخر أي نهوض اقتصادي أو اصلاح سياسي، و المؤسف أن تلك الدسائس تحقق أهدافها بكفاءة عالية حيث تعرف معظم البلدان العربية توترات داخلية متنوعة سياسية وطائفية و معيشية، ولا تنتهي تلك التوترات الا بخسارة فادحة لكل الأطراف و للوطن.
ولعل آخر ابداع في نشر الفتنة هو احياء الصراعات القديمة بين المذاهب الاسلامية وخصوصا بين السنة و الشيعة، يظهر ذلك من خلال حرب الفضائيات التي تستعر بين قنوات تظهر فجأة وليس لها من مضمون سوى الصراخ و العويل و الدعاء بالويل و الثبور، الشيعية منها تحمل على ما تسميه النواصب أعداء آل البيت ، و السنية منها تحمل على ما تسميه الروافض أعداء السنة، كما أنشئت آلاف المواقع الالكترونية التي أعادت الى الواجهة نقاشا قديما حول خلافات الصحابة، و انخرط مئات الآلاف في ذلك النقاش العقيم منهم علماء و دعاة بارزون و أصدرت عديد الكتب و الأشرطة و الأقراص و شغل الناس بالجدل، وتحرك بعض المغمورين ليصنع لنفسه شهرة باطلاق تصريحات نارية من قبيل ما فعله المدعو ياسر الحبيب، وكان قمة احتدام الصراع أن صرح كل فريق من السنة و الشيعة أن الطرف الآخر هو عدو للإسلام أخطر من اليهود و النصارى! وبذلك يتحقق الهدف الذي خططت له الدوائر الغربية و الصهيونية وهو " صناعة عدو جديد " للعرب ينسيهم عداوة اسرائيل.
و على المستوى السياسي فالجبهة ليست أهدأ، فهذا الرئيس المصري يحذر الخليجيين من خطر داهم قادم من الشرق، وتهب دول خليجية لتشتري أسلحة في صفقات لم يشهد التاريخ لها مثيل و المبرر هو الخطر الايراني، مع أننا لم نسمع مسؤولا ايرانيا صغيرا أو كبيرا هدد دولة غير اسرائيل.
الخطر الايراني أو الخطر الشيعي هو قميص عثمان الذي تلوح به أميركا و حليفتها الصهيونية في وجه العرب، وصدقها كثير من العرب، قادة و شعوب و حتى علماء و دعاة، و يا للأسف.
لست هنا مدافعا عن الشيعة ولا عن ايران فأنا سني مقتنع بأن مذهب الشيعة خطأ و لكني لا أكفرهم و لا أعتبرهم أعداء، ولا أحمّل جميع الشيعة وزر تصريحات من سفيه هنا أو هناك، فالسفهاء عندنا و عندهم و المنصفون عندنا و عندهم كذلك، قدوتي في ذلك العلماء الأعلام من أمثال الأئمة الأربعة الذين ما سمعنا أحدا منهم اشتغل بهذا الأمر، ولست غبيا حتى أقع في فخ الصهاينة و الأمريكان فأعادي ايران وحزب الله، بل بالعكس أشعر بالفخر أن دولة مسلمة مثل ايران ارتقت الى مصاف الأقوياء، و أن حزبا لبنانيا ألحق باسرائيل هزيمة لم تعرفها في تاريخها، واعجابي بإيران وحزب الله لا يجعلني أعجب بمذهبهم كما أن اعجابي بإنجازات الحضارة الغربية لا يجعلني أعجب بالمسيحية، هذا كل ما في الأمر.
و بين هذا و ذاك كل يغني على ليلاه
1- اخضاع المنطقة للسيطرة حتى تبقى ثرواتهم تتدفق رخيصة سائغة
2- تطبيع وجود الكيان الصهيوني بين العرب حتى يقبلوا به وتزول كل أنواع العداوة تجاهه.
من أجل ذلك تبتكر تلك الدوائر من الدسائس و المؤامرات ما يضمن الحفاظ على حالة التوتر والاحتقان داخل المجتمعات العربية، و بين الدول العربية حتى تستنزف الجهود و تؤخر أي نهوض اقتصادي أو اصلاح سياسي، و المؤسف أن تلك الدسائس تحقق أهدافها بكفاءة عالية حيث تعرف معظم البلدان العربية توترات داخلية متنوعة سياسية وطائفية و معيشية، ولا تنتهي تلك التوترات الا بخسارة فادحة لكل الأطراف و للوطن.
ولعل آخر ابداع في نشر الفتنة هو احياء الصراعات القديمة بين المذاهب الاسلامية وخصوصا بين السنة و الشيعة، يظهر ذلك من خلال حرب الفضائيات التي تستعر بين قنوات تظهر فجأة وليس لها من مضمون سوى الصراخ و العويل و الدعاء بالويل و الثبور، الشيعية منها تحمل على ما تسميه النواصب أعداء آل البيت ، و السنية منها تحمل على ما تسميه الروافض أعداء السنة، كما أنشئت آلاف المواقع الالكترونية التي أعادت الى الواجهة نقاشا قديما حول خلافات الصحابة، و انخرط مئات الآلاف في ذلك النقاش العقيم منهم علماء و دعاة بارزون و أصدرت عديد الكتب و الأشرطة و الأقراص و شغل الناس بالجدل، وتحرك بعض المغمورين ليصنع لنفسه شهرة باطلاق تصريحات نارية من قبيل ما فعله المدعو ياسر الحبيب، وكان قمة احتدام الصراع أن صرح كل فريق من السنة و الشيعة أن الطرف الآخر هو عدو للإسلام أخطر من اليهود و النصارى! وبذلك يتحقق الهدف الذي خططت له الدوائر الغربية و الصهيونية وهو " صناعة عدو جديد " للعرب ينسيهم عداوة اسرائيل.
و على المستوى السياسي فالجبهة ليست أهدأ، فهذا الرئيس المصري يحذر الخليجيين من خطر داهم قادم من الشرق، وتهب دول خليجية لتشتري أسلحة في صفقات لم يشهد التاريخ لها مثيل و المبرر هو الخطر الايراني، مع أننا لم نسمع مسؤولا ايرانيا صغيرا أو كبيرا هدد دولة غير اسرائيل.
الخطر الايراني أو الخطر الشيعي هو قميص عثمان الذي تلوح به أميركا و حليفتها الصهيونية في وجه العرب، وصدقها كثير من العرب، قادة و شعوب و حتى علماء و دعاة، و يا للأسف.
لست هنا مدافعا عن الشيعة ولا عن ايران فأنا سني مقتنع بأن مذهب الشيعة خطأ و لكني لا أكفرهم و لا أعتبرهم أعداء، ولا أحمّل جميع الشيعة وزر تصريحات من سفيه هنا أو هناك، فالسفهاء عندنا و عندهم و المنصفون عندنا و عندهم كذلك، قدوتي في ذلك العلماء الأعلام من أمثال الأئمة الأربعة الذين ما سمعنا أحدا منهم اشتغل بهذا الأمر، ولست غبيا حتى أقع في فخ الصهاينة و الأمريكان فأعادي ايران وحزب الله، بل بالعكس أشعر بالفخر أن دولة مسلمة مثل ايران ارتقت الى مصاف الأقوياء، و أن حزبا لبنانيا ألحق باسرائيل هزيمة لم تعرفها في تاريخها، واعجابي بإيران وحزب الله لا يجعلني أعجب بمذهبهم كما أن اعجابي بإنجازات الحضارة الغربية لا يجعلني أعجب بالمسيحية، هذا كل ما في الأمر.
و بين هذا و ذاك كل يغني على ليلاه