احتلت الجمعية الوطنية لمساندة المعوقين “البركة” حيزا معتبرا في أجنحة الصالون الرابع للسيارات الصناعية الذي تجري فعالياته بقصر المعارض بالصنوبر البحري، والممتد حتى 11 أكتوبر، مسجلة بذلك مشاركتها الرابعة في هذه التظاهرة باعتبارها من أبرز الجمعيات التحسيسية التي تركز على التوعية بخطورة حوادث المرور .
وفي هذا السياق أكدت رئيسة جمعية البركة بوبرغوت فلورا حرص الجمعية على التواجد في مثل هذه التظاهرات لتوعية وتحسيس المواطنين بمدى خطورة إرهاب الطرقات الذي تزايد بصفة رهيبة حتى بات يحصد حياة أكثر من 4 آلاف شخص سنويا.
وأبرزت فلورا أن السبب الرئيسي للإعاقة هو حوادث المرور من خلال ما تخلفه الشاحنات الكبيرة وكذا السيارات من ضحايا يوميا نتيجة لعدم احترام السائقين لقوانين المرور فمن المفروض أن هذه الوسائل تنقل الأشخاص من مكان إلى آخر وليس إلى الإعاقة أو الموت.
ومشاركتنا في الصالون الدولي للسيارات الصناعية للمرة الرابعة –تضيف المتحدثة – لإبراز خطورة حوادث المرور من خلال تنظيم برنامج ثري يتضمن القيام بحملات تحسيسية وتنظيم ملتقيات توعوية ونشر ملصقات وكذا عرض شهادات لأشخاص معوقين يتحدثون عن مشاكلهم وأسباب إعاقتهم ، إضافة إلى عرض أفلام تسلط الضوء على واقع حوادث المرور والهدف من كل ذلك أن لا يحدث لغيرنا ما حدث لنا فنحن نحتاج أبناء أصحاء ليكون مجتمعنا سليم على حد قولها.
وقالت رئيسة جمعية البركة أنه يتعين مرافقة هذه المنتجات بملصقات تحسيسية داعية كل المشاركين من شركات ووكلاء السيارات إلى ضرورة إعطاء أهمية إلى الجانب التحسيسي في هذه التظاهرة وتوعية كل من يشتري هذه السيارات والشاحنات بضرورة احترام قواعد المرور لتفادي وقوع العديد من الكوارث مستقبلا.
كما اعتبرت أن التكفل بالشخص المعاق يعد عبئا ثقيلا على عائلته ومجتمعه وحتى نفسه، وتقول:” نحن بحاجة إلى أولاد أصحاء وليس معاقين على كراسي متحركة داعية إلى ضرورة تجنيد كل فعاليات المجتمع المدني للتكفل بفئة المعاقين ومحاربة إرهاب الطرقات”.
التكفل بفئة المعوقين في اهتمام الجمعية
يبقى الشغل الشاغل لجمعية البركة منذ تأسيسها سنة 1999 م التكفل الجيد بفئة المعوقين وتقديم يد العون والمساعدة لهم من خلال منحهم لحقوقهم منها الحق في الحصول على كرسي متحرك وكذا الحق في التعليم والعمل وكذا التنزه حتى لا يكون هناك فرق بينهم وبين غيرهم ويستطيعون الإندماج مع المجتمع بصفة عادية .
وتسعى هذه الجمعية إلى التكفل خاصة بفئة الأطفال الذين تنقصهم الإمكانيات ليتمكنوا من الدراسة في ظروف جيدة –توضح رئيسة الجمعية – التي أكدت أن الكثير من فئة المعاقين يجهلون حقوقهم.
كما تقوم جمعية البركة على مدار السنة بتنظيم عدة ملتقيات وطنية ودولية في المغرب وتونس حيث ستشارك هذه الجمعية في ملتقى عالمي بفرنسا خلال الأيام القادمة إلى جانب تنظيم عدة أيام تحسيسية.
هذا وتستقبل الجمعية الآلاف من المعاقين لتنتشلهم من الضياع وتمنحهم حياة جديدة في كنفها وتساعدهم على الوصول إلى بر الأمان بتحقيق ذاتهم وفرض وجودهم مثل غيرهم .
زهية .. إرادة تتحدى الإعاقة
زهية بن علي البالغة من العمر 26 سنة إحدى المشاركات في الصالون الدولي للسيارات الصناعية وعضوه في جمعية البركة أبت إلا أن تفتح قلبها -لموقع الإذاعة الجزائرية- وعلى وجهها ابتسامة مشرقة كلها أمل .
شاء القدر أن تعيش زهية معاقة منذ صغرها حيث تعرضت لحادث مروع اثر اصطدامها بالسيارة وهي في سن الخامسة.
على الرغم من إصابتها بالإعاقة على مستوى رجليها إلا أنها واجهت الحياة بشجاعة وتحد كبيرين حيث درست الإعلام الآلي وتعلمت فن الخياطة والتلوين.
التحقت بجمعية البركة سنة 2005 ولما سألتها عن سبب اختيارها لهذه الجمعية أجابتني بهدوء “لم انعم بالراحة والأمان إلا عندما التحقت بهذه الجمعية لأنني وجدت أناسا معاقين مثلي ،يحسون بأوجاعي واستطيع أن أتقاسم معهم مشاكلي وهمومي وأفراحي” .
وأضافت محدثتنا أن التحاقها بالجمعية نابع أيضا من رغبتها في أن تكون عضوا فعالا في المجتمع وتحس بوجودها من خلال المشاركة في الحملات التحسيسية عبر مختلف التظاهرات الوطنية والدولية مثل الصالون الدولي للسيارات الصناعية لتساهم في توعية الناس بخطورة حوادث المرور وضرورة التزامهم بالحيطة والحذر.
وتقول لهم بصوت عال إن الإعاقة ليست بالأمر الهين فأسبابها الحقيقية الإهمال من طرف السائقين ولذلك يحب أن يخافوا على غيرهم مثلما يخافوا على أنفسهم ليتفادوا بأن يكونوا سببا في إعاقة غيرهم.
ولم تفوت زهية فرصة أن توجه نداء لكل الجهات المعنية ومناشدتهم بالاهتمام بفئة المعاقين في كل الأوقات وليس في المناسبات فقط ومنحهم الإمكانيات من وسائل نقل وغيرها لتتمكن هذه الفئة من التعليم والالتحاق بعالم الشغل مبدية رغبة كبيرة في العمل تفسرها نظراتها الثاقبة ولهجة قولها الواثقة من نفسها “مادام عقلي سليم ويدي سليمتان استطيع العمل والنجاح “.