إن معرفة متى يجب أن نستخدم أو نرفض تناول المضادات الحيوية قد يساعد على منع ظهور وانتشار أنواع قاتلة من البكتيريا.
ويقولخبراء بمراكز منع الأمراض بأمريكا إن معرفة متى نتناول المضادات الحيويةومتى نرفضها قد يساعد في محاربة انتشار أنواع من البكتيريا القاتلة. فأكثرمن نصف المضادات الحيوية التي يصفها الأطباء للمرضى غير ضرورية أو غيرملائمة، كما أن الإكثار من هذه المضادات الحيوية أسهم في خلق أنواع منالبكتيريا لا تستجيب للعقاقير التي توصف لقتلها.
وتعلّق د. لوري هيكس قائلة إن المضادات الحيوية التي كانت مورد علاجتحولت إلى مورد قليل التأثير. لهذا تدعو د. هيكس إلى العمل على منع انتشارالبكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.
كما تقول د. هيكس بالإشارة إلى تقارير حديثة عن التهاب الجيوب الأنفيةالتي تسببها بكتيريا تقول هيكس إن الأشخاص الذين سوف يعالجون بمضاداتحيوية عن طريق الفم سوف يحتاجون إلى عقاقير أكثر سمية بل في بعض الأحيانإلى دخول المستشفى للعلاج. "وهذا ما رأيناه يحدث مع التهاب الرئة ومايقلقني أن يحدث هذا مع أمراض معدية أخرى".ويعرب د. آرجون سرينفاسان، مدير برامج منع العدوى، عن قلقه من المخاطرالكبيرة للإفراط في تناول المضادات الحيوية، إذ إن كل أنواع البكتيرياتقريباً أصبحت أكثر قوة وأقل استجابة للعلاج بالمضادات الحيوية. لهذا يحثمركز منع الأمراض الأمريكي على استخدام العقاقير بالشكل الأمثل للمساعدةفي تجنب المشكلة العالمية الخاصة بمقاومة المضادات الحيوية. ولتحقيق هذاالهدف تتعاون إدارة الغذاء والدواء الأمريكية والعديد من الجمعيات العلميةوالطبية والإدارات الطبية المحلية لتنفيذ مبادرة التعامل بذكاء منالمضادات الحيوية التي أطلقها مركز منع الأمراض بأمريكا.إن معظم سلالات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية تنتشر في مراكزالرعاية الصحية مثل المستشفيات ومراكز إقامة فرق التمريض. إلا أنالبكتيريا المميتة مثل MRSA المعروفة ببكتيريا المكورة العنقوديةالبرتقالية والتي تتسبب في مقتل نحو 19 ألف أمريكي كل عام توجد بكثرة فيالتجمعات الأخرى مثل النوادي الصحية والمدارس وأماكن العمل.
أمراض معدية تقاوم المضادات الحيوية
وهناك العديد من الأمراض المعدية التي تقاوم المضادات الحيوية مثل:
• السل المقاوم للعقاقير. بينما نجد الكثير من سلالات السل تقاوم علىالأقل احد أنواع المضادات الحيوية التي كانت تستخدم في مقاومتها فإن سلالة XDR-TB صارت مقاومة لكل أنواع المضادات الحيوية التي تنتج في العالمالآن.
وبينما تزداد مقاومة المضادات الحيوية تنكمش مستودعات المضادات الحيوية.إذ لم تعتمد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية سوى 10 أنواع جديدة منالمضادات الحيوية منذ عام 1998. لهذا يرى د. سرينفاسان أنه من الأهميةبمكان أن نطور أنواعاً جديدة من المضادات الحيوية بينما نقوم بترشيداستخدامنا للمضادات الحيوية الحالية.
• إذا ما أصيب طفلك بعدوى في الأذن فتابع حالته وانتظر. فهذه هي أفضلطريقة لعلاج عدوى الأذن عند الأطفال والتي غالباً ما تنتج عن الإصابةبفيروس، كما أكدت دراسة حديثة نشرت أخيراً بجريدة الجمعية الطبيةالأمريكية.E.coli وهي سلالة جديدة من البكتريا المعروفة بـ(ST131) كونها سر المقاومةالخطيرة للعقاقير وبعض الأمراض المعدية بالولايات المتحدة عام 2007. إذاما اكتسبت هذه البكتيريا جيناً آخر مقاوم للمضادات الحيوية فقد تصبح أقوىمن أي عقار.• مرض السيلان ليس هناك سوى مضاد حيوي واحد (Cephalosporin) يمكن أن يوصف لعلاج هذا المرض الذي ينتقل عن طريق العلاقات الجنسية.ويحدد د. فيليب تيرنو (مدير طب المناعة بجامعة نيويورك) سببين أساسيينلمقاومة المضادات الحيوية؛ الأول هو استخدامه بكثرة: "حوالي ستة ملياراتروشتة يكتبها الأطباء لمرضاهم كل عام بأمريكا نصفها تقريباً تتضمن مضاداتحيوية. ويعتقد مركز منع الأمراض أن نصف تلك الوصفات - التي تصف مضاداتحيوية - غير ملائمة".السبب الثاني الذي ذكره د. تيرنو هو إضافة المضادات الحيوية لأعلافالمواشي والدواجن والخنازير بهدف الإسراع بنموها. "في مقابل الـ25 مليونرطل من المضادات الحيوية التي تعطي للحيوانات كل عام, هناك ثلاثة ملايينرطل فقط تعطى كعلاج للأمراض. هذا ما دعا إدارة الغذاء والدواء لأن توصيالمزارعين بالتوقف عن استخدام المضادات الحيوية لتحفيز نمو الحيواناتوالطيور".وللحفاظ على فاعلية المضادات الحيوية يوصي مركز منع الأمراض بما يلي:• تناول المضاد الحيوي الذي يصفه لك الطبيب وإكمال الجرعة إلى نهايتهاحتى لو بدأت تشعر بالتحسن. بهذه الطريقة لن تتمكن البكتيريا من البقاءلتعود لتصيبك بالمرض مرة أخرى.• تخلص من أي كمية متبقية من المضاد الحيوي.• لا تطلب من طبيبك أن يصف لك مضاداً حيوياً عندما تعاني من نزلات البردوالإنفلونزا لأنها أمراض تسببها الفيروسات. لهذا لا تفيد المضادات الحيويةفي علاجها.• إذا ما أصبت بمشاكل بالحلق عليك بعمل تحليل للتأكد من أن التهاب الحلقناتج عن الإصابة بعدوى بكتيرية أو لا قبل تناول أي مضاد حيوي.• لا تتناول مضاداً حيوياً وُصف لشخص آخر، فتناول العلاج الخطأ قد يؤخر العلاج ويسمح للبكتيريا بالتكاثر.