تميزت جلسات الندوة العلمية حول الاستشراف العربي التي اختتمت بتونس اليوم الجمعة بالتركيز على حتمية مضاعفة الدراسات المستقبلية لتمس سائر مجالات الحياة خاصة في ظل الإيقاع المتسارع الذي تشهده التفاعلات المعرفية والعلمية العالمية مما يستدعي تحسين القدرة على التخطيط لمسايرة ذلك التغير السريع.
وبهذا الصدد، تدخل الأكاديمي الجزائري الدكتور إسماعيل دبش ، من جامعة الجزائر ليسلط الضوء على جانب هام في ميدان الاستشراف المستقبلي والمتصل "التفاعل والتكامل المعرفي والتنمية".
وابرز ، أن العمل الاستشرافي يستدعي الاستفادة من تجارب الغير وتوظيفها واستغلالها ، و بالتالي تكييفها من منطلق التواصل والتجديد مع القيام بالابتكار والإبداع العلمي الحديث والجديد.
وحسب الدكتور إسماعيل دبش فان ذلك لا يمكن تجسيده إلا من خلال الربط الفعال و البناء بين الجامعة والتنمية انطلاقا من تخطيط اقتصادي وصناعي وتكنولوجي هادف و بناء علاوة على التوجه نحو إعداد متخصصين في المجالات العلمية والصناعية والزراعية و تمكينهم من امتلاك مهارات عالية المستوى وتطبيق مبدأ الرسكلة والتكوين المتجدد الدوري حول آخر المستجدات العلمية والتكنولوجية.
و ركز على التخطيط البناء الذي يعتمد على الارتباط والتفاعل بين التنمية و الجامعة و مضاعفة حجم الإنفاق الجامعي والبحث العلمي وتغليب التسيير البيداغوجي على التسيير الإداري وتخليص البحث العلمي من القيود البيروقراطية.
و في معرض حديثه عن وزن وثقل التفاعل والتكامل المعرفي والتنمية في مجال الاسشتراف المستقبلي دعا إلى مضاعفة إسهام الجامعة كشريك اقتصادي وإتباع سياسة التوجيه نحو النوعية والجودة بالجامعات العربية بالاستفادة من تجارب الغير.
كما دعا اسماعيل دبش ، إلى إقامة مكتبة الكترونية للربط بين المكتبات العربية لاستغلال المصادر العلمية الحديثة في التدريس والبحث العلمي وتبادل التجارب ودعم النشر الالكتروني وتنسيق البحوث والندوات العلمية المتخصصة والمرتبطة باكتساب المعارف.