حدثنا آدم حدثنا ابن أبي ذئب حدثنا سعيد المقبري عن أبي هريرة رضي الله عنه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ منه أمن الحلال أم من الحرام
في هذا الزمان ان لم نقل جل الناس لا يهمهم مصدر المال
وفعلا ماتقولين
المرء مع المال
انا اتكلم على الاغلبية
ومثل هؤلاء جعلتهم الدنيا في يدهها
هو صحيح ان المال زينة الحياة الدنيا ولكن ليس لدرجة ان يكون الانسان معبود المال
واقول لكي ليس اهم شيء مثل العلم وان اجتمع العلم والمال فذاك الخير كله
وانا لست ماديا
وليس وجودي بالمال بل وجودي فى طاعة المال ولا ازول بزواله
فالله هو الرزاق وهو الذي يغني ويفقر
وانتي مشكورة عن هذا الموضوع صراحة موضوع واقعي بحد ذاته
للافدة فقط الكي هذا الحديث الشرف
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ -رَضِىَ الله عَنْهُ-، عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: ((تَعِسَ عَبْدُالدِّينَارِ وَعَبْدُالدِّرْهَمِ وَعَبْدُالْخَمِيصَةِ، إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ، تَعِسَ وَانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ، طُوبَى لِعَبْدٍ آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَشْعَثُ رَأْسُهُ، مُغْبَرَّةٌ قَدَمَاهُ، إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ، إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ، وَإِنْ شَفِعَ لَمْ يُشَفَّعْ)).
ولقد طبع الله الإنسان على حب المال، فقال في القرآن الكريم: ((وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا)). وقال تعالى: ((وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ)).
ذاك طَبْعٌ طَبَعَ الله الإنسان عليه، ودعا إلى تهذيب هذا الطبع وتقويمه، دعاه إلى مقاومة الجشع والطمع والجري وراء المال من حله ومن غير حله، دعاه إلى أن ينفق ما وهبه الله فيما شرعه، فيحسن به كما أحسن الله إليه، ولا ينس نصيبه من الدنيا، دعاه إلى أن يجعل المال في يده لا في قلبه، وأن يسخر المال ويجعله خادمًا لا أن يجعل نفسه خادمًا والمال مخدومًا، دعاه أن يكون سيدًا للمال، لا أن يكون عبدًا للدرهم والدينار والثياب وزينة الحياة الدنيا، فيصبح في خدمة المال وجمعه، ويمسي في عده وحراسته والسهر عليه.
وسواء أكان الحديث يدعو عليه بالتعاسة والشقاوة، أم كان يخبر عنه بأنه تعس في نفسه غير سعيد؛ فإن الزجر والتنفير شديد ومخيف، وقد جعل هذا الحديث علامة هذا الشقي أنه إن أعطي من المال رضي عمن أعطاه، وإن لم يعط سخط على من لم يعطه، فسبب الرضا عنده العطاء، وسبب الغضب عنده المنع، ولو كان لحكمة وللمصلحة فهو أسير المال، وهو كالكلب يتبع العظم، مثل هذا يستحق الدعاء عليه بدوام التعس؛ لأنه ألغى عقله واستدبر شرع الله فلا يستحق الدعاء له، مثل هذا المتخيط في ظلمات الجهل والخطيئة، والمنتكس في سلوكه كمن يمشي على رأسه، هو كمن يمشي على أشواك؛ جدير أن يدعى عليه بعدم إخراج الأشواك من جسده.
ذلك الصنف الهالك يقابله صنف الفالحين الذين باعوا أموالهم لله، وأنفقوها في سبيله، واستوى عندهم الغنى والفقر، وهانت عليهم الدنيا بمظاهرها ومناصبها، يؤدون واجبهم وواجب الإسلام في أي موقع أخذوا بلجام خيلهم في الجهاد، تركوا الزينة ونعيمها، فشعث شعرهم وثار، واغبرت أقدامهم وتربت، إن وضعوا في مقدمة الجيش أدوا واجبهم، وإن في وضعوا في مؤخرة الجيش أدوا واجبهم، لا يعنيهم اختلال الموازين عند الناس، لا يعنيهم أن الجهلة عبَّاد المصالح وأهل التزلف والنفاق لا يقدسونهم كما يقدسون أصحاب المناصب، لا يعنيهم ألا يؤذن لهم عند هؤلاء الناس إن استأذنوا عليهم، لا يعنيهم أن يرفض السوقة والجهلة وعباد المال شفاعتهم إن هم تشفعوا لأحد عندهم، لا يعنيهم شيء من ذلك ما داموا مع ربهم.
قوله: ((تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ)): مجاز عن حرصه عليهما، وتحمل الذلة لأجلهما، أي: طلب ذلك قد استعبده، وصار عمله كله في طلبهما كالعبادة لهما.
قوله: ((الْخَمِيصَةِ)): بفتح الخاء المعجمة، وكسر الميم، كساء أسود مربع له علمان.
قوله: ((إِنْ أُعْطِىَ رَضِىَ، وَإِنْ لَمْ يُعْطَ سَخِطَ)): على صيغة المجهول، قال ابن بطال: أي إن أعطي ماله عمل ورضي عن خالقه، وإن لم يُعْطَ لم يرض ويتسخط بما قدر له؛ فصح بهذا أنه عبد في طلب هذين؛ فوجب الدعاء عليه بالتعس؛ لأنه أوقف عمله على متاع الدنيا الفاني وترك النعيم الباقي.
قوله: ((تَعِسَ وَانْتَكَسَ)): أعاد الدعاء عليه بالتعس لزيادة التعنيف.
و(تعس) قال النووي: هو بفتح عين وكسرها أي: عثر أو هلك، أو لزمه الشر أقوال. انتهى. قال الطيبي: وقد يفتح العين. وقال ابن الأنباري: التعس: الشر، قال تعالى: ((فَتَعْسًا لَهُمْ)). أراد ألزمهم الله الشر. هذا قول المبرد. وقال غيره: التعس: البعد. والتعس: ألا ينتعش ولا يفيق من عثرته.
و(انتكس) أى: عاوده المرض كما بدأه، هذا قول الخليل، أو بقي في النار منكسًا رأسه، وهو دعاء عليه بالخيبة، أو انتكس أمره؛ لأن مَن انتكس أمره فقد خاب. وقال الرستمي: التعس: أن يخر على وجهه. والنكس: أن يخر على رأسه، قال: والتعس أيضًا: الهلاك.
وأعاد (تعس) الذي هو الانكباب على الوجه ليضم معه (الانتكاس) الذي هو من الانقلاب على الرأس؛ ليترقى من الأهون إلى الأغلظ.
قوله: ((وَإِذَا شِيكَ فَلاَ انْتَقَشَ)): أكد الدعاء عليه، وشيك -بكسر الشين المعجمة وسكون الياء بعدها كاف- أي: إذا أصابته شوكة لا قدر على إخراجها بالمنقاش وهو معنى قوله: (انتقش) بالقاف والشين المعجمة، يقال: نقشت الشوكة إذا أخرجتها بالمنقاش، ويقال انتقش الرجل: إذا سَلَّ الشوكة من قدمه، وإنما خص إنقاش الشوك بالذكر؛ لأن الإنقاش أسهل ما يتصور في المعاونة لمن أصابه مكروه، فإذا نفى ذلك الأهون؛ فيكون ما فوق ذلك منفيًّا بالطريق الأولى.
قوله: ((طُوبَى لِعَبْدٍ)): من الطيب، وطوبى اسم الجنة، وقيل: هي شجرة فيها. ويقال طوبى لك وطوباك بالإضافة.
قوله: ((آخِذٍ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِى سَبِيلِ الله)): آخذ اسم فاعل من الأخذ؛ مجرور لأنه صفة عبد، و(العنان) بكسر العين لجام الفرس.
قوله: ((أَشْعَثُ رَأْسُهُ)): شعث الرأس انتفاش شعرها وتعرضها للتراب بسبب السفر والبعد عن الراحة والزينة.
قوله: ((مُغْبَرَّةٌ قَدَمَاهُ)): تأكيد للمشقة والبعد عن الراحة والزينة.
قوله: ((إِنْ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ كَانَ فِي الْحِرَاسَةِ، وَإِنْ كَانَ فِي السَّاقَةِ كَانَ فِي السَّاقَةِ)): أي في حراسة العدو؛ خوفًا من أن يهجم العدو عليهم، وذلك يكون في مقدمة الجيش، والساقة مؤخرة الجيش، والمعنى: ائتماره لما أُمِر وإقامته حيث أُقِيم، لا يفقد من مكانه بحال، وإنما ذكر الحراسة والساقة لأنهما أشد مشقة وأكثر آفة، الأول عند دخولهم دار الحرب، والآخر عند خروجهم منها.
فإن قلت: ما وجه اتحاد الشرط والجزاء؟!
قلت: وجه ذلك: أنه يدل على فخامة الجزاء وكماله، نحو: ((من كانت هجرته إلى الله ورسوله؛ فهجرته إلى الله ورسوله)). أي: من كان في الساقة فهو في أمر عظيم.
قوله: ((إِنِ اسْتَأْذَنَ لَمْ يُؤْذَنْ لَهُ)): قد حذف المستأذن عليه والمستأذن فيه للتعميم، أي: إن استأذن على أحد في الدخول أو في الكلام لم يؤذن له، وقدموا عليه في الكلام وفي الدخول ذا المال والمنصب.
قوله: ((وَإِنْ شَفِعَ لَمْ يُشَفَّعْ)): بضم الياء وفتح الشين وتشديد الفاء المفتوحة، أي لم تقبل شفاعته، ولا ينظر إليها، ولا يهتم بها؛ لأنه أشعث أغبر.
فالله الله في عباد باعوا الدنيا بالآخرة، ولزموا باب التواضع لله، وتركوا التعالي على عباد الله وحب الرياسة والشهرة .. فاللهم اجعلنا ممن يستخدم المال في طاعتك والتقرب منك، ولا تجعلنا ممن يستعين به على معصيتك؛ إنك سميع مجيب.