هذاالسؤال يتكرر كثيراً حيث يقول أحد السائلين: أين هي السموات السبع؟ وإذاكان العلماء يتحدثون عن الفراغ بين النجوم وعن المجرات وعن الدخان والغبارالكوني وغيرها من نيازك ومذنبات وأشعة كونية... فأين السماء؟ القرآن يا أحبتي يفرِّق بين النجوم وبين السماء، يقول تعالى: (وَلَقَدْزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًالِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ) [الملك: 5]. وهذا يعني أن السماء مزيَّنة بالنجوم، والسماء هي بناء محكم لأن الله يقول: (الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً) [البقرة: 22]. وهذا البناء شديد وقوي لأن الله يقول في آية أخرى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا) [النبأ: 12]. أما المجرات والنجوم فهي تشكل نسيجاً تم حبكه بإحكام، وذلك لقوله تعالى: (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ) [الذاريات: 7]. من هذه الصفات نستطيع أن نقول إن السماء ليست الفراغ بين المجرات، والسماء ليست الكون أو Universe بل هي بناء قوي يسيطر على الكون وتتوسطه النجوم والمجرات وتسبح عبره. وهذه المواصفات تنطبق على ما يعتقد العلماء بوجوده ويسمونه المادة المظلمة Dark Matterويقولون إن الكون مليء بالمادة التي لا نراها وهي تشكل أكثر من 96 % منه،وهي قوية جداً وتشكلت مباشرة بعد نشوء الكون من الدخان والغازات الناتجةعن الانفجار الكبير. ونحن نقول لا يوجد انفجار بل هو فتق ورتق كما حدثنا القرآن عن ذلك بقوله: (أَوَلَمْيَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَارَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّأَفَلَا يُؤْمِنُونَ)[المؤمنون: 30]. فقد خلق الله الكون من كتلة ابتدائية واحدة ليدلنا على أنالخالق واحد! ثم انفلقت وتفتق عنها الذرات وتشكل الدخان الكوني الذيتكثَّف فيما بعد وشكل السماء والأرض بأمر الله تعالى، يقول عز من قائل: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌفَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَاأَتَيْنَا طَائِعِينَ * فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِوَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَابِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) [فصلت: 11-12]. والقرآنيا إخوتي دقيق في تعابيره، فبعد تأمل طويل في آياته وجدتُ أن القرآن لايأمرنا أن ننظر إلى السماء مباشرة بل أن ننظر إلى ما تحويه السماء، يقولتعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ) [يونس: 101]. وعندما يطلب من البشر أن يتأملوا السماء يأمرهم أن يدرسوا بناءها وكيف بُنيت، يقول تعالى: (أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِنْ فُرُوجٍ) [ق: 6]. ولذلك يمكن القول: 1-السماء تحيط بالكون بل وتملأ الكون ولكننا لا نراها إنما نستطيع معرفةالكيفية التي بنيت بها، وكيف رفعها الله تعالى وفق قوانين الجاذبيةالمحكمة، وأن كل ما نراه هو النجوم والمجرات التي تزين السماء. 2-قد يتطور العلم يوماً ما ونتمكن من رؤية السماء، فلا يوجد آية تمنع منحدوث مثل هذا الأمر، والأمر مرهون بمشيئة الله تعالى القادر على كل شيء،فكما أنه عز وجل سمح للبشر أن يخرجوا خارج الغلاف الجوي كذلك قد يمكنهم منرؤية السماء، ولكنهم لن يستطيعوا الخروج من أقطارها، فالله تعالى يقول: (يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْأَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانْفُذُوا لَا تَنْفُذُونَ إِلَّابِسُلْطَانٍ) [الرحمن: 33]. 3-إن كل الحقائق الكونية التي كشفها العلماء لا تتناقض أبداً مع ما جاء فيالقرآن الكريم. والسماء ذُكرت في 120 موضعاً، أما السموات فتكررت 190 مرة،والمجموع 310 مرات، وجميع الآيات جاءت متفقة مع العلم الحديث، فلا يوجد أيتناقض بشرط ألا نخلط بين مفهوم الكون (وهو كل شيء موجود من نجوم ومجراتوكواكب...) وبين مفهوم السماء وهي مادة قوية تشكل بناء محكماً وتنتشر فيالكون. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] صورةالتقطتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، ونرى فيها جزءاً من الكون ويحويالكثير من المجرات (طبعاً كل مجرة تحوي بلايين النجوم)، تأملوا معي الحلقةالزرقاء التي يقول عنها العلماء إنها مادة مظلمة لا تُرى ولكننا نرى أثرهابالأشعة السينية، وهذه المادة قد تكون هي ذاتها السماء التي حدثنا عنهاالقرآن، وتأملوا معي كيف أنها أكبر بكثير من حجم المجرات. المرجع من اللطائف العددية هناكأمر يستدعي الوقوف طويلاً، فلماذا جعل الله عدد السموات سبعاً؟ لماذا هذاالعدد بالذات؟ لقد وجدتُ بعد بحث طويل أن الله تعالى أراد من وراء هذاالعدد أن يعطينا إشارة خفية ودليلاً واضحاً على أنه هو خالق السموات السبعكما يلي: -الله تعالى جعل عدد طبقات كل ذرة من ذرات الكون سبعاً، وبالتالي ليدلناعلى أن مصمم الكون واحد، وهو نفسه خالق السموات السبع. فالذي اختار للذرةالرقم سبعة هو نفسه الذي اختار للسموات الرقم سبعة، فتأملوا هذه الإشارةالرائعة. - إن عدد السموات سبع، والعجيب أن ذكر السموات السبع تكرر في القرآن بالضبط سبع مرات!! وتأملوا معي هذه الآيات: 1ـ (فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [البقرة : 29] . 2ـ (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ) [الإسراء : 44]. 3ـ (قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ) [المؤمنون : 86] . 4ـ (فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ) [فصلت : 12] . 5ـ (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ) [الطلاق : 12] . 6ـ (الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [الملك : 3] . 7ـ (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقاً) [نوح : 15] .إنهذا التوافق بين عدد السموات السبع وبين عدد مرات ذكرها في القرآن، ليدلدلالة قطعية على أن خالق السموات السبع هو نفسه منزل القرآن!! |