- التصوير:
التصوير ورد في عقاب ولعن المصورين أحاديث كثيرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في من صور صورًا وأقول أيها الأحباب الكرام أن
التصوير نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام بل حرمه بل لعن فاعله لماذا؟
لأنه فيه من مضاهاة لخلق الله عز وجل وفي الحديث "من أظلم ممن ذهب يخلق
كخلقي" فالتصوير من الوسائل إلى الشرك كيف هذا؟
قال الشيخ حفظه الله:
والتصوير معناه نقل شكل الشيء وهيئته بواسطة الرسم أو الالتقاط بالآلة أو
النحت وإثبات هذا الشكل على لوحة أو ورقة أو تمثال. صورة يعني شكل أو هيئة
على نفس الشخص أو الشيء. كيف يكون هذا وسيلة للشرك؟ لأن فيه تعظيم لهذا
الذي صورته للمُصوَّر.
قوم نوح ماكانت بداية وقوعهم في الشرك؟؟ هذه من
الشبه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على الماء ويرى شكله هذه لا تسمى
صورة
نحن عرفنا الصور هو جعل أو نقل شكل الشيء وهيأته بواسطة، هل كان
النبي ينقل شكله في الماء بواسطة؟ لا
وكان العلماء يتعرضون
للتصوير في مواضيع العقيدة؛ لأن التصوير وسيلة من وسائل الشرك وادعاء
المشاركة لله بالخلق أو المحاولة لذلك، وأول شرك حدث في الأرض كان بسبب
التصوير حينما أقدم قوم نوح على تصوير الصالحين ونصب صورهم على المجالس.
وأول شرك حدث في الأرض كان بسبب التصوير. يوجد نوعان من التصوير
متفق عليهما بالحرمة بين أهل العلم وهما التصوير باليد بالنحت وبالرسم
التصوير على ثلاثة أقسام:
إما أن يكون بالنحت وإما أن يكون بالرسم
وإما أن يكون بالآلة
أما التصوير باليد بالنحت والرسم لا خلاف بين أهل
العلم في حرمتها
وقع الاختلاف في التصوير بالآلة قال الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله: التصوير بالآلة إنما هو حبس ظل.
وخالفه الشيخ هنا وبعض أهل
العلم.
مسألة التصوير بالآلة فيها خلاف بين علماء أهل السنة العلماء
الكبار سواء التصوير الصور الفوتوغرافية أو متحرك فيديو.
أما التصوير
بالنحت فلا خلاف فيه وأما التصوير بالرسم باليد فلا خلاف فيه.
ما
الدليل على حرمة التصوير وأنه وسيلة إلى الشرك؟؟
ما ذكره النبي صلى
الله عليه وسلم عن قوم نوح أنهم لما كان فيهم أناس صالحون فماتوا فصوروا
لهم هذه التماثيل، إذن من قال أن التصوير بالتمثيل؟؟ النبي صلى الله عليه
وسلم فعباد قوم نوح لما علموا لهم تماثيل عبدوهم من دون الله عزو جل إذن
النحت هذا والتمثيل وسيلة إلى الشرك وقلنا أن الوسيلة إلى الحرام حرام
قوم نوح أول ما مات الصالحون عبدوهم من دون الله ما الوسيلة؟ النحت اتخاذ
التماثيل والقاعدة الأصولية تقول أن الوسيلة إلى الحرام حرام
ما ثبت في
الصحيحين أنهم قوم نوح,, لما مات الصالحون وسوس لهم الشيطان فصوروا لهم
تلك التماثيل إذن التمثال صورة لأن النبي صلي الله عليه وسلم سماه صورة.
(ونصب صورهم في مجالسهم التي كانو يجلسون فيها).
الدليل على حرمة
التصوير بالرسم(أى رسم إنسان أو ذوات الأرواح) هنا نتكلم عن تصوير ذوات
الأروح سواء الإنسان أو الحيوان الدليل هو:
ماثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم بسند صحيح في البخاري ومسلم أنه (دخل فوجد عائشه-رضي الله
عنها-قد علقت سترًا وقد رسم عليه صورة حصان له أجنحه فما دخل النبي صلى
الله عليه وسلم حتى نزعتها وقطعتها وأفسدتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم
يا عائشة إن الذين يفعلون ذلك يعذبون يوم القيامة ويقال لهم احيوا ما
خلقتم). هذا دليل علي حرمة رسم ذوات الأرواح وروي هذا الحديث عن ابن عمر
والحديث في البخاري ومسلم.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد
جبريل أن يدخل عليه في مرة وكان هناك شيء فيه صورة ما دخل جبريل حتى هتك
النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصورة....فلا خلاف بين أهل العلم أن
التماثيل المنحوتة والمرسومة باليد حرام.
وهناك بعض الاحاديث التي جاءت
في ذلك:
الحديث الاول في تحريم الصور بشكل عام رواه البخاري ومسلم من
حديث سعيد ابن أبي الحسن: قال: (جاء رجل الى ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
إني رجل أصور هذه الصور فافتني فيها, فقال له ادنوا مني فدنا ثم قال ادنوا
مني فدنا حتى وضع يده على رأسه وقال انبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم,,سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مصور في النار
يُجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم).
متفق عليه من حديث ابن
عباس ,البخاري: البيوع(104), رقم(2225),(4/525), مسلم: اللباس: باب (26)
رقم (5506 )(7/318)..
قال ابن عباس فإن كنت لابد فاعلًا فاصنع الشجر
وما لا نفس له.
الحديث الثاني: ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر
أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (إن الذين يصنعون الصور يعذبون يوم
القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم).
وأيضًا عند البخاري ومسلم من حديث
ابن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (من صور صورة في
الدنيا كُلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ).
متفق عليه
من حديث ابن عباس ,البخاري: كتاب اللباس(97), رقم(5963),(10/483), مسلم:
اللباس: باب (26) رقم (5507 )(7/319)..
بل روي الطيلاسي والطبراني بسند
جيد من حديث أسامة قال أسامة: دخلت علي الرسول صلي لله عليه وسلم في
الكعبة ورأى صورًا فدعا بدلون من ماء فأتيته به فجعل يمحها ويقول :(قاتل
الله قومًا يصورون ما لا يخلقون)هذه الصور التي أتي النبي صلي الله عليه
وسلم ماء ليمحها مرسومة.
فهذه بعض الأحاديث في حرمة التصوير بالنحت
وحرمة التصوير بالرسم , ثم نأتي لمسألة هامة وهي تعليق الصور على الجدار:
روي النسائي بسند صحيح من حديث علي قال صلي الله عليه وسلم: (لا تدخل
الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جنب).
وبلا خلاف من أهل العلم أن
تعليق الصور حرام حتى الصور الفوتوغرافية, حتى العلماء الذين قالوا بجواز
الصور بالآلة حرموا التعليقأي أن التعليق لا خلاف في حرمته أيضًا، حتى من
قال من العلماء أنه يجوز تصور نفسك بالكاميرا أو تصور نفسك تصوير متحرك
–فيديو- قالوا لا يحل، تعليق الصور فهو حرام بلا خلاف.
لو قلنا الصور
الفوتوغرافية جائزة ما الدليل على أن تعليق الصور حرام؟؟
الدليل:
أولًا: حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا
صورة ولا جنب) قال العلماء أي صورة معلقة لأنها لو صورة مخفية مثلًا في
الخزانة فلا حرج في ذلك أما الإشكالية الكبرى هنا هي التعليق.
ثانيًا:
حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل الكعبة ووجد صور على
الجدار ماذا فعل؟ محاها.
ثالثًا: أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
صنعت له عائشة رضي الله عنها سِتْر وعليها رسومات – مرسوم عليها ذوات
أرواح- فقالت عائشة: فَكَرِهَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل البيت وهي
معلقة، قالت: فأخذتها فمزقتها وجعلتها له وسائد أي فرش.
إذن النبي صلى
الله عليه وسلم لما رآى الستائر معلقة لم يدخل البيت، نقول: أتحب أيها
المسلم أن لا يدخل النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيتك؟؟
أتحب أن لا
تدخل الملائكة الى بيتك؟؟
أتحب أن تبتعد عن الله عز وجل وألا يكون في
بيتك إلا الشياطين؟؟ لا يحب ذلك أي مسلم، فأنت تحب والدك احتفظ بصورته
بعيدًا عن التعليق فالتعليق حرام بلا خلاف.
نُجمِل ما سبق: التصوير على
ثلاثة أقسام: بالنحت أو بالرسم أو بالآلة، فالنحت والرسم بالإتفاق حرام،
وأما الآلة فمختلف فيها، أما التصوير بالآلة فهذه الصور لا يجوز تعليقها,
التعليق لا يجوز.
قال الشيخ حفظه الله:
(وقد حذر النبى صلى
الله عليه وسلم من التصوير بجميع أنواعه ، ونهى عنه ، وتوعد من فعله بأشد
الوعيد ، وأمر بطمس الصور وتغييرها ؛ لأن التصوير فيه مضاهاة لخلق الله
عزوجل الذى انفرد بالخلق ؛ فهذا الإنسان المصور يحاول أن يُضاهى الله عز
وجل فيما انفرد به من الخلق ، ولأن التصوير وسيلة من وسائل الشرك ؛ فأول
حدوث الشرك فى الأرض كان بسبب التصوير ، لما زين الشيطان لقوم نوح تصوير
الصالحين، ونصب صورهم على المجالس لأجل تذكر أحوالهم أنها تنفع وتضر من دون
الله):
الجماعة الذين يقولون نحن مسلمون ومستحيل أن نعبد هذه الصور
... أقول لك حتى وإن لم يكن هناك عبادة ،،، أنت اليوم عندما تعلق صورة
والدك الذى توفاه الله كلما تره يحدث بكاء وحزن ،، عندما تعلق صورة زوجتك
وكانت جميلة مثلًا واليوم زوجته عندها ستون عامًا ينظر إلى الصورة وينظر
إلى زوجته فيعترض على أقدار الله عزوجل, فهذا أيضاً مُحرم لأنه يُجلب
الإعتراض على أقدار الله تبارك وتعالى, فنقول: أن المسلم الموحد إذا جاءه
أمر من الله أو أمر من النبى صلى الله عليه وسلم قال سمعنا وأطعنا.
قال الشيخ حفظه الله:
(فالتصوير هو منشأ الوثنية؛ لأن تصوير المخلوق
تعظيم له وتعلق به في الغالب، خصوصا إذا كان المصور له شأن من سلطة أو علم
أو صلاح، وخصوصا إذا عظمت الصورة بنصبها على حائط أو إقامتها في شارع أو
ميدان؛ فإن ذلك يؤدي إلى التعلق بها من الجهال وأهل الضلال، ولو بعد حين،
ثم هذا أيضا فيه فتح باب لنصب الأصنام والتماثيل التي تعبد من دون الله,
وسأورد الأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا الموضوع مع التعليق عليها بما
تيسر:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؛ فليخلقوا
ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة) . أخرجه البخاري ومسلم.
ومعناه: لا أحد أشد ظلما من المصور؛ لأنه لما صور الصورة على شكل ما
خلقه الله من إنسان أو بهيمة أو غيرهما من ذوات الأرواح؛ صار مضاهيا لخلق
الله الذي هو خالق كل شيء، وهو رب كل شيء، وهو الذي صور جميع المخلوقات
وجعل فيها الأرواح التي تحصل بها حياتها؛ كما قال تعالى: {خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ
صُوَرَكُمْ} ، وقال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ
الْمُصَوِّرُ}
ثم إن الله تحدى هؤلاء المصورين الذين يحاولون مضاهاة
خلقه أن يوجدوا في تلك الصور التي صوروها أرواحا تحيا بها كما في المخلوق
الذي صوروا علي هيئته، وهذا بيان لعجزهم وفشلهم في محاولتهم، وكما أنهم
عاجزون عن إيجاد حيوان ذي روح؛ فهم عاجزون عن إيجاد الثمر والحب؛ فليخلقوا
حبة.
2- وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: (أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون
بخلق الله)):
الجماعة الذين يقولون لن نعبدهم, النبى صلى الله عليه
وسلم نهى ..حرَّم قال: (أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق
الله).
فلا تأتى وتقول لن أفعل أنا أعرف نفسى, أنت أدرى بنفسك لكن هل
تضمن قلبك؟؟!! أنت تضمن قلبك هل تضمن قلب أولادك؟؟ تضمن قلب الذين بعدك؟؟
لا
فأنا أقول لأحبتى أن الأمر إذا جاء من الله عزوجل أو من النبى صلى
الله عليه وسلم قلنا سمعنا وأطعنا وهذا فرق بين المؤمن الموحد الذى يحب
الله ويحب النبى صلى الله عليه وسلم.
يضاهون... يشابهون أو يماثلون.
المضاهاة هي المشابهه أو المماثله.
قال الشيخ حفظه الله:
(فهذا
إخبار منه صلى الله عليه وسلم بشدة عذاب المصورين يوم القيامة وسوء عاقبتهم
وإن عاشوا في هذه الدنيا سالمين, وسمو فنانين وشجعوا بأنواع التشجيع, فإن
لهم مصيرا ينتظرهم إن لم يتوبوا لأنهم بعملهم هذا يضاهون بخلق الله عز وجل,
أي: يشابهون ما يصنعونه من الصور ما صنعه الله من الخلق وما تفرد به وهو
الخلاق العليم (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ
فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهْوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) قال الإمام النووي رحمه الله: عند كلامه عن
رواية (أشد عذابًا) محمولة على من فعل الصور لتُعبد وهو صانع الأصنام
ونحوها فهذا كافر وهو أشد الناس عذابا وقيل: فيمن قصد المعني الذي في
الحديث من مضاهاة خلق الله واعتقد ذلك فهذا كافر له من أشدة العذاب ما
للكفار ويزيد عذابه بزيادة قبح كفره, فأما من لم يقصد بها العباد ولا
المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير لا يُكفر): يرد الامام النووي علي الذين
يقولون نحن لا نعبدها هذه مجرد ذكري, ويقول الذي يرسم صورة أو يصنع تمثال
ليعبده الناس كافر.
فهل تحب أيها المسلم أن تكون فاسق؟ تحب أن تكون من
أعداء الله عز وجل؟ تحب أن تكون في مبعد من رحمة الله عز وجل؟ يوم القيامه
هؤلاء المصورون يعذبون بل من أشد الناس عذابًا.. فهل تحب أن تكون عند الله
من الفاسقين؟
نعوذ بالله من ذلك, لذلك أيها الاحباب الكرام لا يجوز
لمسلم أن يخالف أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بدعوى أنه
لا يعتقد فيها شيء.
قال الشيخ حفظه الله:
(قال الشيخ عبد
الرحمن بن حسن رحمه الله: وإذا كان هذا فيمن صور صورة على مثال ما خلقه
الله من الحيوان فكيف بحال من سوى المخلوق برب العالمين وشبهه بخلقه وصرف
له شيئًا من العبادة, وروى البخاري ومسلم رحمهما الله عن ابن عباس رضي الله
عنهما: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
(كل مصور في النار
يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم)
ومعناه: أنه في يوم
القيامة تحضر جميع الصور التي صورها في الدنيا ويجعل في كل واحدة منه نفس
يعذب بها في جهنم, قلت الصور أم كثرت, فيقاسي عذابها بحيث يكون من كل صورة
شخص يعذب به في جهنم
وروى البخاري ومسلم رحمهما الله عن ابن عباس أيضًا
عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (من صور صورة في الدنيا كُلف أن
ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) وهذا نوع آخر من العذاب للمصور
ومعناه واضح وهو أن المصور تحضر أمامه جميع الصور التي صورها في الدنيا ثم
يؤمر أن ينفخ في كل واحدة منها الروح وأنى له ذلك و" الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ
رَبِّي " وانما هذا تعذيب له وتعجيز له لأنه يُكلف ما لا يطيق فيكون معذبًا
دائمًا.. فالحديث يدل على طول تعذيبه وإظهار عجزه عما كان يتعاطاه في
دنياه ممن مضاهاة خلق):
لذلك أيها الاحباب الكرام نقول لكل مسلم ابتعد
عن هذا..ابتعد عن هذا.
قال الشيخ حفظه الله:
(وروى مسلم رحمه
الله عن أبي الهياج, قال لي على رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرًا
مشرفًا إلا سويته) ففي هذا الحديث الأمر بطمس الصور وهو تغييرها عن هيئتها
حتي لا تبقي علي حالها المشابهة لخلق الله وفيه الأمر بهدم المباني المقامة
علي القبور من قباب ومساجد وغيرها من مظاهر الوثنية وفي هذا الحديث الأمر
بالقضاء على وسيلتين من أكبر وسائل الشرك وذرائعه المفضية إليه هما التصوير
والبناء على القبور وهذا وأمثاله من أكبر مصالح الدين وحماية عقيدة
المسلمين,,وقد كثر في زمننا هذا التصوير واستعماله ونصب الصور بتعليقها
والإحتفاظ بالصور التذكارية, وكثر أيضًا البناء على القبور حتى صار ذلك
الأمر مألوفًا وذلك بسبب غربة الدين وخفاء السنن وظهور البدع وسكوت كثير من
العلماء واستسلامهم للأمر الواقع حتى أصبح المعروف منكرًا والمنكر معروفًا
في غالب البلدان..ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فالواجب التنبيه
والنصيحة لله ولكتابه ولنبيه وللأئمة المسلمين وعامتهم,, خصوصًا وأن دعاة
الضلال والمروجين للباطل كثيرون, فلا بد من كشف زيفهم ورد ضلالهم وتبصير
المسلمين بشرهم حتى يحذروهم...وفق الله المسلمين للعمل بكتابه وسنة رسوله):
أيها الأحباب الكرام..في هذا دليل واضح والشيخ حفظه الله يتكلم بكلام
واضح عن مسألة التصوير...وقلنا إن كان التصوير نحتًا أو رسمًا باليد فهو
محرم بالاتفاق,, وأما التصوير بالألة (التصوير الفوتوغرافي والفيديو) ففيه
خلاف بين أهل العلم..
-فبعض العلماء قال بالحرمة مطلقًا.
-القول
الثاني قالوا: بل هو مباح مطلقًا.
-والقول الثالث وهو إن شاء الله
الراجح وهو التفصيل ... إذا كان التصوير بالألة تدعو إليه الحاجة مثلًا:
(كالعلم الشرعي أو المحاضرات) وكذلك أيضًا التصوير بالكاميرا إن كان للحاجة
مثلًا: ( للبطاقة- جواز السفر)..فهذا يجوز وأما غيره فيُمنع ..وهذا القول
ارتضيه ..(أن التصوير إن كان إليه حاجة أو ضرورة فلا حرج أبدًا في التصوير
بالألة) وهنا نتكلم عن تصوير ذوات الأرواح كما في حديث ابن عباس السابق
الموضوع: دروس (شرح كتاب الارشاد لصحيح الاعتقاد ) للشيخ أحمد عبد
الجواد الحارس
التصوير ورد في عقاب ولعن المصورين أحاديث كثيرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم في من صور صورًا وأقول أيها الأحباب الكرام أن
التصوير نهى عنه النبي عليه الصلاة والسلام بل حرمه بل لعن فاعله لماذا؟
لأنه فيه من مضاهاة لخلق الله عز وجل وفي الحديث "من أظلم ممن ذهب يخلق
كخلقي" فالتصوير من الوسائل إلى الشرك كيف هذا؟
قال الشيخ حفظه الله:
والتصوير معناه نقل شكل الشيء وهيئته بواسطة الرسم أو الالتقاط بالآلة أو
النحت وإثبات هذا الشكل على لوحة أو ورقة أو تمثال. صورة يعني شكل أو هيئة
على نفس الشخص أو الشيء. كيف يكون هذا وسيلة للشرك؟ لأن فيه تعظيم لهذا
الذي صورته للمُصوَّر.
قوم نوح ماكانت بداية وقوعهم في الشرك؟؟ هذه من
الشبه كان النبي صلى الله عليه وسلم يقف على الماء ويرى شكله هذه لا تسمى
صورة
نحن عرفنا الصور هو جعل أو نقل شكل الشيء وهيأته بواسطة، هل كان
النبي ينقل شكله في الماء بواسطة؟ لا
وكان العلماء يتعرضون
للتصوير في مواضيع العقيدة؛ لأن التصوير وسيلة من وسائل الشرك وادعاء
المشاركة لله بالخلق أو المحاولة لذلك، وأول شرك حدث في الأرض كان بسبب
التصوير حينما أقدم قوم نوح على تصوير الصالحين ونصب صورهم على المجالس.
وأول شرك حدث في الأرض كان بسبب التصوير. يوجد نوعان من التصوير
متفق عليهما بالحرمة بين أهل العلم وهما التصوير باليد بالنحت وبالرسم
التصوير على ثلاثة أقسام:
إما أن يكون بالنحت وإما أن يكون بالرسم
وإما أن يكون بالآلة
أما التصوير باليد بالنحت والرسم لا خلاف بين أهل
العلم في حرمتها
وقع الاختلاف في التصوير بالآلة قال الشيخ ابن عثيمين
رحمه الله: التصوير بالآلة إنما هو حبس ظل.
وخالفه الشيخ هنا وبعض أهل
العلم.
مسألة التصوير بالآلة فيها خلاف بين علماء أهل السنة العلماء
الكبار سواء التصوير الصور الفوتوغرافية أو متحرك فيديو.
أما التصوير
بالنحت فلا خلاف فيه وأما التصوير بالرسم باليد فلا خلاف فيه.
ما
الدليل على حرمة التصوير وأنه وسيلة إلى الشرك؟؟
ما ذكره النبي صلى
الله عليه وسلم عن قوم نوح أنهم لما كان فيهم أناس صالحون فماتوا فصوروا
لهم هذه التماثيل، إذن من قال أن التصوير بالتمثيل؟؟ النبي صلى الله عليه
وسلم فعباد قوم نوح لما علموا لهم تماثيل عبدوهم من دون الله عزو جل إذن
النحت هذا والتمثيل وسيلة إلى الشرك وقلنا أن الوسيلة إلى الحرام حرام
قوم نوح أول ما مات الصالحون عبدوهم من دون الله ما الوسيلة؟ النحت اتخاذ
التماثيل والقاعدة الأصولية تقول أن الوسيلة إلى الحرام حرام
ما ثبت في
الصحيحين أنهم قوم نوح,, لما مات الصالحون وسوس لهم الشيطان فصوروا لهم
تلك التماثيل إذن التمثال صورة لأن النبي صلي الله عليه وسلم سماه صورة.
(ونصب صورهم في مجالسهم التي كانو يجلسون فيها).
الدليل على حرمة
التصوير بالرسم(أى رسم إنسان أو ذوات الأرواح) هنا نتكلم عن تصوير ذوات
الأروح سواء الإنسان أو الحيوان الدليل هو:
ماثبت عن النبي صلى الله
عليه وسلم بسند صحيح في البخاري ومسلم أنه (دخل فوجد عائشه-رضي الله
عنها-قد علقت سترًا وقد رسم عليه صورة حصان له أجنحه فما دخل النبي صلى
الله عليه وسلم حتى نزعتها وقطعتها وأفسدتها فقال النبي صلى الله عليه وسلم
يا عائشة إن الذين يفعلون ذلك يعذبون يوم القيامة ويقال لهم احيوا ما
خلقتم). هذا دليل علي حرمة رسم ذوات الأرواح وروي هذا الحديث عن ابن عمر
والحديث في البخاري ومسلم.
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد
جبريل أن يدخل عليه في مرة وكان هناك شيء فيه صورة ما دخل جبريل حتى هتك
النبي صلى الله عليه وسلم هذه الصورة....فلا خلاف بين أهل العلم أن
التماثيل المنحوتة والمرسومة باليد حرام.
وهناك بعض الاحاديث التي جاءت
في ذلك:
الحديث الاول في تحريم الصور بشكل عام رواه البخاري ومسلم من
حديث سعيد ابن أبي الحسن: قال: (جاء رجل الى ابن عباس رضي الله عنهما فقال:
إني رجل أصور هذه الصور فافتني فيها, فقال له ادنوا مني فدنا ثم قال ادنوا
مني فدنا حتى وضع يده على رأسه وقال انبئك بما سمعت من رسول الله صلى الله
عليه وسلم,,سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كل مصور في النار
يُجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم).
متفق عليه من حديث ابن
عباس ,البخاري: البيوع(104), رقم(2225),(4/525), مسلم: اللباس: باب (26)
رقم (5506 )(7/318)..
قال ابن عباس فإن كنت لابد فاعلًا فاصنع الشجر
وما لا نفس له.
الحديث الثاني: ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر
أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: (إن الذين يصنعون الصور يعذبون يوم
القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم).
وأيضًا عند البخاري ومسلم من حديث
ابن عباس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: (من صور صورة في
الدنيا كُلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة، وليس بنافخ).
متفق عليه
من حديث ابن عباس ,البخاري: كتاب اللباس(97), رقم(5963),(10/483), مسلم:
اللباس: باب (26) رقم (5507 )(7/319)..
بل روي الطيلاسي والطبراني بسند
جيد من حديث أسامة قال أسامة: دخلت علي الرسول صلي لله عليه وسلم في
الكعبة ورأى صورًا فدعا بدلون من ماء فأتيته به فجعل يمحها ويقول :(قاتل
الله قومًا يصورون ما لا يخلقون)هذه الصور التي أتي النبي صلي الله عليه
وسلم ماء ليمحها مرسومة.
فهذه بعض الأحاديث في حرمة التصوير بالنحت
وحرمة التصوير بالرسم , ثم نأتي لمسألة هامة وهي تعليق الصور على الجدار:
روي النسائي بسند صحيح من حديث علي قال صلي الله عليه وسلم: (لا تدخل
الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة ولا جنب).
وبلا خلاف من أهل العلم أن
تعليق الصور حرام حتى الصور الفوتوغرافية, حتى العلماء الذين قالوا بجواز
الصور بالآلة حرموا التعليقأي أن التعليق لا خلاف في حرمته أيضًا، حتى من
قال من العلماء أنه يجوز تصور نفسك بالكاميرا أو تصور نفسك تصوير متحرك
–فيديو- قالوا لا يحل، تعليق الصور فهو حرام بلا خلاف.
لو قلنا الصور
الفوتوغرافية جائزة ما الدليل على أن تعليق الصور حرام؟؟
الدليل:
أولًا: حديث النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب ولا
صورة ولا جنب) قال العلماء أي صورة معلقة لأنها لو صورة مخفية مثلًا في
الخزانة فلا حرج في ذلك أما الإشكالية الكبرى هنا هي التعليق.
ثانيًا:
حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما دخل الكعبة ووجد صور على
الجدار ماذا فعل؟ محاها.
ثالثًا: أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام
صنعت له عائشة رضي الله عنها سِتْر وعليها رسومات – مرسوم عليها ذوات
أرواح- فقالت عائشة: فَكَرِهَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل البيت وهي
معلقة، قالت: فأخذتها فمزقتها وجعلتها له وسائد أي فرش.
إذن النبي صلى
الله عليه وسلم لما رآى الستائر معلقة لم يدخل البيت، نقول: أتحب أيها
المسلم أن لا يدخل النبي عليه الصلاة والسلام إلى بيتك؟؟
أتحب أن لا
تدخل الملائكة الى بيتك؟؟
أتحب أن تبتعد عن الله عز وجل وألا يكون في
بيتك إلا الشياطين؟؟ لا يحب ذلك أي مسلم، فأنت تحب والدك احتفظ بصورته
بعيدًا عن التعليق فالتعليق حرام بلا خلاف.
نُجمِل ما سبق: التصوير على
ثلاثة أقسام: بالنحت أو بالرسم أو بالآلة، فالنحت والرسم بالإتفاق حرام،
وأما الآلة فمختلف فيها، أما التصوير بالآلة فهذه الصور لا يجوز تعليقها,
التعليق لا يجوز.
قال الشيخ حفظه الله:
(وقد حذر النبى صلى
الله عليه وسلم من التصوير بجميع أنواعه ، ونهى عنه ، وتوعد من فعله بأشد
الوعيد ، وأمر بطمس الصور وتغييرها ؛ لأن التصوير فيه مضاهاة لخلق الله
عزوجل الذى انفرد بالخلق ؛ فهذا الإنسان المصور يحاول أن يُضاهى الله عز
وجل فيما انفرد به من الخلق ، ولأن التصوير وسيلة من وسائل الشرك ؛ فأول
حدوث الشرك فى الأرض كان بسبب التصوير ، لما زين الشيطان لقوم نوح تصوير
الصالحين، ونصب صورهم على المجالس لأجل تذكر أحوالهم أنها تنفع وتضر من دون
الله):
الجماعة الذين يقولون نحن مسلمون ومستحيل أن نعبد هذه الصور
... أقول لك حتى وإن لم يكن هناك عبادة ،،، أنت اليوم عندما تعلق صورة
والدك الذى توفاه الله كلما تره يحدث بكاء وحزن ،، عندما تعلق صورة زوجتك
وكانت جميلة مثلًا واليوم زوجته عندها ستون عامًا ينظر إلى الصورة وينظر
إلى زوجته فيعترض على أقدار الله عزوجل, فهذا أيضاً مُحرم لأنه يُجلب
الإعتراض على أقدار الله تبارك وتعالى, فنقول: أن المسلم الموحد إذا جاءه
أمر من الله أو أمر من النبى صلى الله عليه وسلم قال سمعنا وأطعنا.
قال الشيخ حفظه الله:
(فالتصوير هو منشأ الوثنية؛ لأن تصوير المخلوق
تعظيم له وتعلق به في الغالب، خصوصا إذا كان المصور له شأن من سلطة أو علم
أو صلاح، وخصوصا إذا عظمت الصورة بنصبها على حائط أو إقامتها في شارع أو
ميدان؛ فإن ذلك يؤدي إلى التعلق بها من الجهال وأهل الضلال، ولو بعد حين،
ثم هذا أيضا فيه فتح باب لنصب الأصنام والتماثيل التي تعبد من دون الله,
وسأورد الأحاديث الصحيحة الصريحة في هذا الموضوع مع التعليق عليها بما
تيسر:
1- عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله
عليه وسلم: (قال الله تعالى: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؛ فليخلقوا
ذرة، أو ليخلقوا حبة، أو ليخلقوا شعيرة) . أخرجه البخاري ومسلم.
ومعناه: لا أحد أشد ظلما من المصور؛ لأنه لما صور الصورة على شكل ما
خلقه الله من إنسان أو بهيمة أو غيرهما من ذوات الأرواح؛ صار مضاهيا لخلق
الله الذي هو خالق كل شيء، وهو رب كل شيء، وهو الذي صور جميع المخلوقات
وجعل فيها الأرواح التي تحصل بها حياتها؛ كما قال تعالى: {خَلَقَ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ
صُوَرَكُمْ} ، وقال تعالى: {هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ
الْمُصَوِّرُ}
ثم إن الله تحدى هؤلاء المصورين الذين يحاولون مضاهاة
خلقه أن يوجدوا في تلك الصور التي صوروها أرواحا تحيا بها كما في المخلوق
الذي صوروا علي هيئته، وهذا بيان لعجزهم وفشلهم في محاولتهم، وكما أنهم
عاجزون عن إيجاد حيوان ذي روح؛ فهم عاجزون عن إيجاد الثمر والحب؛ فليخلقوا
حبة.
2- وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال: (أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون
بخلق الله)):
الجماعة الذين يقولون لن نعبدهم, النبى صلى الله عليه
وسلم نهى ..حرَّم قال: (أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق
الله).
فلا تأتى وتقول لن أفعل أنا أعرف نفسى, أنت أدرى بنفسك لكن هل
تضمن قلبك؟؟!! أنت تضمن قلبك هل تضمن قلب أولادك؟؟ تضمن قلب الذين بعدك؟؟
لا
فأنا أقول لأحبتى أن الأمر إذا جاء من الله عزوجل أو من النبى صلى
الله عليه وسلم قلنا سمعنا وأطعنا وهذا فرق بين المؤمن الموحد الذى يحب
الله ويحب النبى صلى الله عليه وسلم.
يضاهون... يشابهون أو يماثلون.
المضاهاة هي المشابهه أو المماثله.
قال الشيخ حفظه الله:
(فهذا
إخبار منه صلى الله عليه وسلم بشدة عذاب المصورين يوم القيامة وسوء عاقبتهم
وإن عاشوا في هذه الدنيا سالمين, وسمو فنانين وشجعوا بأنواع التشجيع, فإن
لهم مصيرا ينتظرهم إن لم يتوبوا لأنهم بعملهم هذا يضاهون بخلق الله عز وجل,
أي: يشابهون ما يصنعونه من الصور ما صنعه الله من الخلق وما تفرد به وهو
الخلاق العليم (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ
فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ
وَهْوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ) قال الإمام النووي رحمه الله: عند كلامه عن
رواية (أشد عذابًا) محمولة على من فعل الصور لتُعبد وهو صانع الأصنام
ونحوها فهذا كافر وهو أشد الناس عذابا وقيل: فيمن قصد المعني الذي في
الحديث من مضاهاة خلق الله واعتقد ذلك فهذا كافر له من أشدة العذاب ما
للكفار ويزيد عذابه بزيادة قبح كفره, فأما من لم يقصد بها العباد ولا
المضاهاة فهو فاسق صاحب ذنب كبير لا يُكفر): يرد الامام النووي علي الذين
يقولون نحن لا نعبدها هذه مجرد ذكري, ويقول الذي يرسم صورة أو يصنع تمثال
ليعبده الناس كافر.
فهل تحب أيها المسلم أن تكون فاسق؟ تحب أن تكون من
أعداء الله عز وجل؟ تحب أن تكون في مبعد من رحمة الله عز وجل؟ يوم القيامه
هؤلاء المصورون يعذبون بل من أشد الناس عذابًا.. فهل تحب أن تكون عند الله
من الفاسقين؟
نعوذ بالله من ذلك, لذلك أيها الاحباب الكرام لا يجوز
لمسلم أن يخالف أمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم بدعوى أنه
لا يعتقد فيها شيء.
قال الشيخ حفظه الله:
(قال الشيخ عبد
الرحمن بن حسن رحمه الله: وإذا كان هذا فيمن صور صورة على مثال ما خلقه
الله من الحيوان فكيف بحال من سوى المخلوق برب العالمين وشبهه بخلقه وصرف
له شيئًا من العبادة, وروى البخاري ومسلم رحمهما الله عن ابن عباس رضي الله
عنهما: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
(كل مصور في النار
يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب بها في جهنم)
ومعناه: أنه في يوم
القيامة تحضر جميع الصور التي صورها في الدنيا ويجعل في كل واحدة منه نفس
يعذب بها في جهنم, قلت الصور أم كثرت, فيقاسي عذابها بحيث يكون من كل صورة
شخص يعذب به في جهنم
وروى البخاري ومسلم رحمهما الله عن ابن عباس أيضًا
عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: (من صور صورة في الدنيا كُلف أن
ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) وهذا نوع آخر من العذاب للمصور
ومعناه واضح وهو أن المصور تحضر أمامه جميع الصور التي صورها في الدنيا ثم
يؤمر أن ينفخ في كل واحدة منها الروح وأنى له ذلك و" الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ
رَبِّي " وانما هذا تعذيب له وتعجيز له لأنه يُكلف ما لا يطيق فيكون معذبًا
دائمًا.. فالحديث يدل على طول تعذيبه وإظهار عجزه عما كان يتعاطاه في
دنياه ممن مضاهاة خلق):
لذلك أيها الاحباب الكرام نقول لكل مسلم ابتعد
عن هذا..ابتعد عن هذا.
قال الشيخ حفظه الله:
(وروى مسلم رحمه
الله عن أبي الهياج, قال لي على رضي الله عنه: (ألا أبعثك على ما بعثني
عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبرًا
مشرفًا إلا سويته) ففي هذا الحديث الأمر بطمس الصور وهو تغييرها عن هيئتها
حتي لا تبقي علي حالها المشابهة لخلق الله وفيه الأمر بهدم المباني المقامة
علي القبور من قباب ومساجد وغيرها من مظاهر الوثنية وفي هذا الحديث الأمر
بالقضاء على وسيلتين من أكبر وسائل الشرك وذرائعه المفضية إليه هما التصوير
والبناء على القبور وهذا وأمثاله من أكبر مصالح الدين وحماية عقيدة
المسلمين,,وقد كثر في زمننا هذا التصوير واستعماله ونصب الصور بتعليقها
والإحتفاظ بالصور التذكارية, وكثر أيضًا البناء على القبور حتى صار ذلك
الأمر مألوفًا وذلك بسبب غربة الدين وخفاء السنن وظهور البدع وسكوت كثير من
العلماء واستسلامهم للأمر الواقع حتى أصبح المعروف منكرًا والمنكر معروفًا
في غالب البلدان..ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فالواجب التنبيه
والنصيحة لله ولكتابه ولنبيه وللأئمة المسلمين وعامتهم,, خصوصًا وأن دعاة
الضلال والمروجين للباطل كثيرون, فلا بد من كشف زيفهم ورد ضلالهم وتبصير
المسلمين بشرهم حتى يحذروهم...وفق الله المسلمين للعمل بكتابه وسنة رسوله):
أيها الأحباب الكرام..في هذا دليل واضح والشيخ حفظه الله يتكلم بكلام
واضح عن مسألة التصوير...وقلنا إن كان التصوير نحتًا أو رسمًا باليد فهو
محرم بالاتفاق,, وأما التصوير بالألة (التصوير الفوتوغرافي والفيديو) ففيه
خلاف بين أهل العلم..
-فبعض العلماء قال بالحرمة مطلقًا.
-القول
الثاني قالوا: بل هو مباح مطلقًا.
-والقول الثالث وهو إن شاء الله
الراجح وهو التفصيل ... إذا كان التصوير بالألة تدعو إليه الحاجة مثلًا:
(كالعلم الشرعي أو المحاضرات) وكذلك أيضًا التصوير بالكاميرا إن كان للحاجة
مثلًا: ( للبطاقة- جواز السفر)..فهذا يجوز وأما غيره فيُمنع ..وهذا القول
ارتضيه ..(أن التصوير إن كان إليه حاجة أو ضرورة فلا حرج أبدًا في التصوير
بالألة) وهنا نتكلم عن تصوير ذوات الأرواح كما في حديث ابن عباس السابق
الموضوع: دروس (شرح كتاب الارشاد لصحيح الاعتقاد ) للشيخ أحمد عبد
الجواد الحارس