منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>


منتديات التاريخ المنسي
<div style="text-align: center;"><img src="https://i.servimg.com/u/f27/11/57/48/93/m0dy_n10.gif"><br></div>

منتديات التاريخ المنسي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات التاريخ المنسيدخول

التاريخ المنسي


descriptionلوحة من الماضي Emptyلوحة من الماضي

more_horiz


[size=21]لوحة من الماضي




منذ
أن إبتعدت عنها ، غزتني الذكريات ، ذكرى تلو الأخرى ، كل يوم ٍ أسقط في
الفخ ، أحلل ظلمته لأكتشف قمة ضعفي و عدم مبالاتها !


كم كنتُ
ساذجاً حينما بنيت أحلاماً سرابية على حب ٍ وهمي ، كم كنت ُ غبياً عندما
رميت ما تربيت عليه طيلة حياتي من أجل خفقان قلب.


كان لزاماً
علي أن أكتشف أن الحب ليس هو ذلك الشوق الدفاق ، و لا تلك الكلمات
المعنونة بالحنان و العطف،


و أن أفهم أن أرقى أنواع
الحب هو ذلك الذي يهديك حرية التحليق لا سجن التضييق وسط قضبان يعتقدونها
أحضاناً.


هأنا أجلس أمام بركة الزمن ، أحرك يداي مع
تيار الآهات. أمواجٌ الألم تعتقل تفكيري ، و شط الأحلام يبتعد عني


و تلك
السفينة المغادرة لقلبي ، تفتح آفاقاً جديدة لمرسى ، لحب ٍ دمّر آخر أملاً
لي في حياة تفتح أبوابها لأكون بين سماء آمالها من جديد.


إلتقينا ،
على ضفاف لحظة تيه ، لحظة ضعف ٍ منسية ، قلت ِ لي فيها : " علينا أن نكون
أصدقاء ، فنحن لا نصلح أن نكون أحباء " !


أشعلت ِ بذلك
فتيل الحب ، و أكل مني الهوى ، و أصبح العشق ملاذاً و رفيقاً لدروب سكوني
المظلمة.


قابلتك بنفس التخوّف ، و بذلك الترقّب لكل
إنسان لم يكن يعي حجم الشرك الذي سقط في جوفه : " حسناً ، و أنا أيضاً في
الحوجة لصديق ".


كانت تلك أولى سقطاتي ، بل كانت أولى
طرقاتي الهدامة لمبادئي في الصداقة ، دائماً ما أعتقدت أن الأنثى لا يمكن
أن تصبح صديقة ،


هي أمٌ نعم .. أختٌ نعم ، خالة ، عمة ، و
آخر ما يمكن أن أطاله حبيبة لتصبح زوجة !


لكن صديقة ، و
فاهات من الإستفهام فاغرة أمام وجهي ، كان نذيراً بأني أسير في غابة موحشة ،
كل حركة مني هي إثمٌ أرتكبه و أمحو به جزء من أمجاد الماضي ،


الذي
لطالما حافظت عليه نظيفاً .


لكن أنت ِ ، كنت ِ الهوة
الأولى ، يوم كان حديثنا يدور حول العالم ، لنكتشف بأنك تعيشين في أقصى
الشمال و أنا من أقصى الجنوب ،


لا تجمعنا عادة و لا
تقليد ، لا أمل في خطبة أو تقريب ، كل منا كان لديه طريقه الخاص.


حلمك ِ كان
الحب ، و حلمي كان الزوجة .


كانت هنا أولى صداماتنا
العشقية عندما قلت ِ : " أريد أن أقول لك َ شيئاً ، لكن الخوف يكبل فمي "


- كلي آذان
صاغية ، هل حدث يوماً أن قلت ِ شيئاً و لم أقم بسماعه.


" قلت ذلك
بإبتسامة أراها اليوم أبله إبتسامة أطلقتها من شفتي "


- إنسى
الأمر.


- لماذا ؟ .. لقد إعتدنا الصراحة.

- لتكتبي
لي على ورقة ، ليتها لم تتوفر في ذلك الزمن .. أحبكْ .


كان تلك
أول خفقة لقلبي اليتيم ، لم أعي حجم ذلك الشعور الذي فجّر دماء ضخت في كل
مكان ٍ من جسدي ،


بإرتباك ِ إنسان ٍ بسيط ، بأحلامه
الكبيرة ، و قلبه الضعيف ، إبتسمت ، فرّحت كطفل ٍ كان يبحث عن ذلك الشعور
المفقود ، تلك النظرات التي تدفئك بحنوها،


و الإبتسامات
الطفيفة التي تعني لك الكثير ، حركات الأيدي المتداخلة ، تعبيرات الوجه
المتراسمة ، و خلجات الفرح المعطاءة.


كل ذلك كان بالنسبة لي
كالحلم ، لم أفق منه إلا لحظة الحقيقة ، كانت أمي تقول لي : " إبتعد عن
القصيرة ، و لا تقترب من تكبرك عمراً "


لكنها نسيت أن تقول لي
إبتعد من تهديك حباً و لا تقبل بك َ زوجاً !!


في الماضي
كانت كل لحظة بالنسبة لي مجرد روتين ، لكن معها كان للحياة طعم آخر ، أصبح
لإشراقة الشمس ذلك الضياء المستنير ، و للهو القمر مع نجومه المحيطة


ذلك
الإنبهار المنير.


كنا نتحدث ليلاً عبر الأثير ، نضحك
ببراءة طفلين ، و نحلم بغد ٍ أفضل ، نبكي على سذاجة قدّرنا سراً ، ثم نلتقي
في الصباح لنضحك على نفس السذاجة لكن علناً.


هي تهوى
الإنبهار برومانسية آدم و عاطفته الجياشة ، كانت تقول لي : " أنت مختلف ،
تبكي كالطفل ، و تنهر كالأسد ، تصمت كعجوز هرم ".


كانت تملك ُ
تلك النظرة الثاقبة للأمور التي تعنيها ، و تتناسى تلك التي تعني واقعية
الحياة و قدّر الدنيا.


تحاول دوماً أن تقفز على
عتبة الزمن ، و تكتب على جداره أن حُبنا سيكون أسمى حُب ، و نسيت أننا بذلك
نفقد بريق مستقبلنا.


إلتقينا ذات يوم في جو ٍ ماطر ، كانت
تركض و تقفز كما الطائر الخارج من قفصه ، كانت كالطفلة.


قالت لي : "
هيا تعال ، ألا تحب المطر ".


- أخاف من البلل.

- أنت
مجنون .. لا يوجد أجمل من بلل المطر ، فيه ستولد من جديد.


- حسناً
سأجرب .


و ليتني لم أجرّب تجريد مبادئي أمام طغيان
انوثتها ، ليتني تمسكّت بآخر خيط ٍ كان يربطني بأحزاني ، و إستكنت في منزل
الدموع الذي بنيته بكفيّ الماضي.


كنت ضعيفاً ، لا أملك ذلك
الدرع الذي ترتديه القلوب لتحمي نفسها من عاطفة الأمل الكاذب.


يوم أتيتي
خالعة قناع الحب ، و أترديت ِ قناع الواقع.


- ما بك ِ اليوم
في قمة جمالك ! .. لم أرك ِ هكذا من قبل.


- ألم تسمع
بالخبر .. لقد تمت خطبتي.


علمت حينها كم كنت ساذجاً و
غبياً ، حينما سألتني : " هل ستظل تحبني ".


و ببراءة الطفل
الذي لا يعلم حجم كلمة قد تودي بحياته قلت : " نعم ستظلين الأولى دائماً ".


كانت هذه
أول طعنة وجهتها لنفسي بنفسي ، سكبت فيها دماء من الحبر ِ ، و ناضلت فيها
نضالاً مع البؤس.


الناس ينامون ليلاً و آمالهم بصباح متجدد
، و أنا كان حلمي ان أموت و أنت ِ في أحضان رجل ٍ غيري.


عدت مجدداً
إلى حياتي القديمة ، ذلك الرفيق الأبدي الذي فارقني لفترة كنت ِ فيها كل
شيء ، ليعود هو ، لكن بمذاق المُرّ الذي تجرّعته و أنا أثق تماماً أنك ِ
كنت ِ أكبر أخطائي.


- أحب أن أكون معك َ حتى تقابل من ستكمل
حياتها معك ، لا أريد أن أتركك وحيداً.


- لكنك ِ مخطوبة و هذا
عيب .. أتركيني ، اعلم كيف أجابه ظلماتي.



- لكنني ما
زلتُ أحبك !


آه كم تلاعبت ِ بي تلك الكلمة التي هي
بحجم أربعة أحرف ، لكنها تفوق حجم الجبال.


قاومتك ِ ،
لكنني كأي آدم لا يتحمل طغيان أنثى لا يعلم بأنها تتلاعب به ، قبلتك ِ
كصديقة ، لأكتشف ، بأنك ِ تلاعبين قلبي الضعيف مرة أخرى .


فأستسلم ، و
أصبح أسير حرب ٍ بين سيفين ، سيف قلبك الذي إعتقلنيِ ، و سيف ضميري الذي
لم يتوقف عن تأنيبي.


ليأتي اليومُ الذي خلعت ِ فيه جميع
أقنعتك ِ و تتجرّدي أمامي بكامل حقيقتك ِ.


- سأتزوج
قريباً.


- و ماذا تريدين مني إذاً ، إبتعدي عني.

- لكنني
أحبك.


- هل الحب هو كل ما يهمك ِ ، إحترمي أهلك ِ
أقله إن كنت ِ لا تريدين إحترام نفسك ِ.


- لكنني أحبك ..
ألا تفهم .. أحبك !


- إلى اللقاء .. إنتهى ما بيننا منذ
اليوم.


- لماذا تقول ذلك ، ما الفرق لديك إن كنا
معاً حتى موعد زواجي ؟!


إكتشفت حينها كم إستصغرت
أبسط حقوقي كآدم ، و علمت أنني كنت مجرد ألعوبة ، يركلها الناس متى أرادوا ،
و يتركوها لحظة مللهم منها.


تركتها و أقفلت جميع
سراديب ضعفي أمامها.


هأنا اليوم أرمم ما دمره شاطيء العشق ، و
أسافر بسفينة لن ترسوا إلإ في بر الأمان ، و قررت حينها بأنني لن أفتح
قلبي مجدداً لشطآنٍ من الوهم.


و لن أهب قلبي إلا لمن
ستكون رفيقة للزمن ، و بلسماً لجرح رسمته فرشاة الضعف و الندم .


هأنا أجلس
أمام ورقة بيضاء و أحمل فرشاتي منتظراً قدراً يلهمني بعشيقة تكون رفيقة
للزمن.

[/size]

descriptionلوحة من الماضي Emptyرد: لوحة من الماضي

more_horiz
لوحة من الماضي %D8%B4%D9%83%D8%B1%D8%A7-%D9%84%D9%83

descriptionلوحة من الماضي Emptyرد: لوحة من الماضي

more_horiz
يسلموا

descriptionلوحة من الماضي Emptyرد: لوحة من الماضي

more_horiz
لوحة من الماضي Post14
privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
power_settings_newقم بتسجيل الدخول للرد