حفرت
كلمة احبك بدمها وماتت
قصة على لسان صاحبها وهوشاب في اواخر العشرينات من
السعودية , يقول:
تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ،..
وفي خط سيري يوميا كنت اشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر.. كانت تلاحق
فراشا اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة في سور احد المنازل ... لفت
انتباهي شكلها وملابسها .. فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءاً ..
وكان
شعرها طويلا وعيناها خضراوان .. كانت في البداية لا تلاحظ مروري .. ولكن
مع مرور الايام .. اصبحت تنظر إلي ثم تبتسم .. في احد الايام استوقفتها
وسالتها عن اسمها فقالت اسماء .. فسألتها اين منزلكم .. فأشارت الى غرفة
خشبية .. وقالت هذا هو عالمنا ، اعيش فيه مع امي واخي خالد.. وسالتها عن
ابيهافقالت انه توفى.. ويوما بعد يوم .. كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها
اطراف الحديث .. سالتها : ماذا تتمنين ؟ قالت كل صباح اخرج الى نهاية
الشارع .. لاشاهد دخول الطالبات الى المدرسة .. اشاهدهم يدخلون الى هذا
العالم الصغير .. مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ... ولااعلم ماذا يفعلون
خلف هذا السور .. امنيتي ان اصحو كلصباح .. لالبس زيهم .. واذهب وادخل مع
هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءةوالكتابة .. لا اعلم ماذا جذبني في هذه
الطفلة الصغيرة .. قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة .. وقد تكون عينيها
.. .. كنت كلما مررت في هذا الشارع .. احضر لها شيئا معي .. حذاء .. ملابس
.. ألعاب .. أكل .. وقالت لي في إحدى المرات .. بأن خادمة تعمل في احد
البيوت القريبة منهم قد علمتها الحياكةوالخياطة والتطريز ..
وطلبت
مني ان احضر لها قماشا وادوات خياطة .. فاحضرت لهاما طلبت .. .. وقالت لي :
اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟ جلست
انا وهي على الارض .. وبدأت اخط لها على الرمل كلمةاحبك .. على ضوء عمود
انارة في الشارع .. كانت تراقبني وتبتسم .. وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها
كلمة احبك .. حتى
اجادت كتابتها بشكل رائع .. وفي ليلة غاب قمرها ... حضرت اليها .. وبعد ان
تجاذبنا اطراف الحديث .. قالت لي اغمض عينيك .. .. وفوجئت بها تقبلني ثم
تجري راكضة .. وتختفي داخل الغرفة الخشبية .. وفي الغد حصل لي ظرف طاريء
استوجب سفري خارج المدينة لاسبوعين متواصلين .. لم استطع ان اودعها ..
فرحلت وكنت اعلم انها تنتظرني كل ليلة .. وعندعودتي .. لم اشتاق لشيء في
مدينتي .. اكثر من شوقي لاسماء .. في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد
وصلت المكان وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لا يضيء.. كان الشارع هادئا
.. احسست بشي غريب .. انتظرت كثيرا فلم تحضر .. فعدت ادراجي .. وهكذالمدة
خمسة ايام .. كنت احضر كل ليلة فلا أجدها ..
استجمعت قواي
وذهبت للغرفة الخشبية .. طرقت الباب على استحياء.. فخرج اخاها خالد .. ثم
خرجت امه من بعده .. وقالت عندماشاهدتني .. يا إلهي .. لقد حضر .. وقد
وصفتك كما انت تماما .. ثم اجهشت في البكاء .. علمت حينها ان شيئا قد حصل
.. قالت لي : لقد ماتت اسماء .. وقبل وفاتها .. قالت لي سيحضر احدهم للسؤال
عني فاعطيه هذه القطعة .. في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء
شديدين ..
فخرجت بهاالى احد المستوصفات الخاصة القريبة ..
فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه .. فتركتهم
وذهبت الى احد المستشفيات العامة .. وكانت حالتهاتزداد سوءا. فرفضوا
ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى .. فعدت الى المنزل .. لكي اضع
لها الكمادات .. ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي .. ثم اجهشت في بكاء مرير ..
لقد ماتت .. ماتت أسماء .. .. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها
.... لا استطيع وصف شعورى لا أستطيع .. خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم اعد
الى مسكني ... بل اخذت اذرع الشارع .. فجأة تذكرت الشيء الذي اعطتني اياه
ام أسماء .. فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة .. وقد نقش عليها بشكل
رائع كلمة أحبك .. وامتزجت بقطرات دم متخثرة ...
ياالهي .. لقد
عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة .. وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها
في اخر لقاء .. كانت اصابعها تعاني من وخز الابرة التي كانت تستعملها
للخياطة والتطريز .. كانت اصدق كلمة حب في حياتي .. لقد كتبتها بدمها .. بجروحها ..
بألمها .. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع .. فلم ارغب في
العودة اليه مرة اخرى.. فهو كما يحمل ذكريات جميلة .. يحمل ذكرى الم وحزن
..
رسالة الى كل رجل اعمال .. يشتري الحذاء من شرق اسيا بثمن
بخس .. ليبيعه هنا باضعاف اضعاف ثمنه ؟؟
الاتستحق اسماء
الحياة ؟؟ رسالة الى كل صاحب مستشفى خاص .. هل اصبح هدفكم المتاجرةبأرواح
الناس؟؟ ألا تستحق اسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل طبيب في مستشفى حكومي عام
اواي انسان ضميره حي .. هل تناسيتم هدفكم النبيل في مساعدة الناس للشفاء من
الامراض .. ألا تستحق أسماء الحياة..؟؟ رسالة الى كل من مر بالشارع الذي
تقيم فيه اسماء .. ونظر الى غرفتهم الخشبية وابتسم .. الا تستحق اسماء
الحياة ؟؟؟ رسالةالى كل من دفع الملايين .. لشراء اشياء سخيفة .. كنظارة
فنانة وغيرها الكثير .. ألاتستحق اسماء الحياة...؟؟ رسالة الى كل من يقرأ
هذه القصة .. ألا تستحق أسماءالحياة؟؟ رسالة إلى الجميع .. أسماء ماتت ؟؟
ولكن هناك ألف أسماء وأسماء .. أعطوهم الفرصة ليعيشوا حياة البشر ..
تعالوا
نوقظ قلوبنا .. ولو مرة .. فما اجمل ان تجعل انسانا مسكينا يبتسم وعلى خده
دمعة .. ولماذا بدانا نفقد قيمنا
الانسانية؟
كلمة احبك بدمها وماتت
قصة على لسان صاحبها وهوشاب في اواخر العشرينات من
السعودية , يقول:
تعودت كل ليلة أن امشي قليلا ،..
وفي خط سيري يوميا كنت اشاهد طفلة لم تتعدى السابعة من العمر.. كانت تلاحق
فراشا اجتمع حول احدى انوار الاضاءة المعلقة في سور احد المنازل ... لفت
انتباهي شكلها وملابسها .. فكانت تلبس فستانا ممزقا ولا تنتعل حذاءاً ..
وكان
شعرها طويلا وعيناها خضراوان .. كانت في البداية لا تلاحظ مروري .. ولكن
مع مرور الايام .. اصبحت تنظر إلي ثم تبتسم .. في احد الايام استوقفتها
وسالتها عن اسمها فقالت اسماء .. فسألتها اين منزلكم .. فأشارت الى غرفة
خشبية .. وقالت هذا هو عالمنا ، اعيش فيه مع امي واخي خالد.. وسالتها عن
ابيهافقالت انه توفى.. ويوما بعد يوم .. كنت كلما مررت استوقفها لاجاذبها
اطراف الحديث .. سالتها : ماذا تتمنين ؟ قالت كل صباح اخرج الى نهاية
الشارع .. لاشاهد دخول الطالبات الى المدرسة .. اشاهدهم يدخلون الى هذا
العالم الصغير .. مع باب صغير.. ويرتدون زيا موحدا ... ولااعلم ماذا يفعلون
خلف هذا السور .. امنيتي ان اصحو كلصباح .. لالبس زيهم .. واذهب وادخل مع
هذا الباب لاعيش معهم واتعلم القراءةوالكتابة .. لا اعلم ماذا جذبني في هذه
الطفلة الصغيرة .. قد يكون تماسكها رغم ظروفها الصعبة .. وقد تكون عينيها
.. .. كنت كلما مررت في هذا الشارع .. احضر لها شيئا معي .. حذاء .. ملابس
.. ألعاب .. أكل .. وقالت لي في إحدى المرات .. بأن خادمة تعمل في احد
البيوت القريبة منهم قد علمتها الحياكةوالخياطة والتطريز ..
وطلبت
مني ان احضر لها قماشا وادوات خياطة .. فاحضرت لهاما طلبت .. .. وقالت لي :
اريدك ان تعلمني كيف اكتب كلمة احبك.. ؟ جلست
انا وهي على الارض .. وبدأت اخط لها على الرمل كلمةاحبك .. على ضوء عمود
انارة في الشارع .. كانت تراقبني وتبتسم .. وهكذا كل ليلة كنت اكتب لها
كلمة احبك .. حتى
اجادت كتابتها بشكل رائع .. وفي ليلة غاب قمرها ... حضرت اليها .. وبعد ان
تجاذبنا اطراف الحديث .. قالت لي اغمض عينيك .. .. وفوجئت بها تقبلني ثم
تجري راكضة .. وتختفي داخل الغرفة الخشبية .. وفي الغد حصل لي ظرف طاريء
استوجب سفري خارج المدينة لاسبوعين متواصلين .. لم استطع ان اودعها ..
فرحلت وكنت اعلم انها تنتظرني كل ليلة .. وعندعودتي .. لم اشتاق لشيء في
مدينتي .. اكثر من شوقي لاسماء .. في تلك الليلة خرجت مسرعا وقبل الموعد
وصلت المكان وكان عمود الانارة الذي نجلس تحته لا يضيء.. كان الشارع هادئا
.. احسست بشي غريب .. انتظرت كثيرا فلم تحضر .. فعدت ادراجي .. وهكذالمدة
خمسة ايام .. كنت احضر كل ليلة فلا أجدها ..
استجمعت قواي
وذهبت للغرفة الخشبية .. طرقت الباب على استحياء.. فخرج اخاها خالد .. ثم
خرجت امه من بعده .. وقالت عندماشاهدتني .. يا إلهي .. لقد حضر .. وقد
وصفتك كما انت تماما .. ثم اجهشت في البكاء .. علمت حينها ان شيئا قد حصل
.. قالت لي : لقد ماتت اسماء .. وقبل وفاتها .. قالت لي سيحضر احدهم للسؤال
عني فاعطيه هذه القطعة .. في احدى الليالي احست ابنتي بحرارة واعياء
شديدين ..
فخرجت بهاالى احد المستوصفات الخاصة القريبة ..
فطلبوا مني مبلغا ماليا كبيرا مقابل الكشف والعلاج لا أملكه .. فتركتهم
وذهبت الى احد المستشفيات العامة .. وكانت حالتهاتزداد سوءا. فرفضوا
ادخالها بحجة عدم وجود ملف لها بالمستشفى .. فعدت الى المنزل .. لكي اضع
لها الكمادات .. ولكنها كانت تحتضر .. بين يدي .. ثم اجهشت في بكاء مرير ..
لقد ماتت .. ماتت أسماء .. .. لم استطع التعبير بدموعي عن حالتي حينها
.... لا استطيع وصف شعورى لا أستطيع .. خرجت مسرعا ولا أعلم لماذا لم اعد
الى مسكني ... بل اخذت اذرع الشارع .. فجأة تذكرت الشيء الذي اعطتني اياه
ام أسماء .. فتحته ... فوجدت قطعة قماش صغيرة مربعة .. وقد نقش عليها بشكل
رائع كلمة أحبك .. وامتزجت بقطرات دم متخثرة ...
ياالهي .. لقد
عرفت سر رغبتها في كتابة هذه الكلمة .. وعرفت الان لماذا كانت تخفي يديها
في اخر لقاء .. كانت اصابعها تعاني من وخز الابرة التي كانت تستعملها
للخياطة والتطريز .. كانت اصدق كلمة حب في حياتي .. لقد كتبتها بدمها .. بجروحها ..
بألمها .. كانت تلك الليلة هي اخر ليلة لي في ذلك الشارع .. فلم ارغب في
العودة اليه مرة اخرى.. فهو كما يحمل ذكريات جميلة .. يحمل ذكرى الم وحزن
..
رسالة الى كل رجل اعمال .. يشتري الحذاء من شرق اسيا بثمن
بخس .. ليبيعه هنا باضعاف اضعاف ثمنه ؟؟
الاتستحق اسماء
الحياة ؟؟ رسالة الى كل صاحب مستشفى خاص .. هل اصبح هدفكم المتاجرةبأرواح
الناس؟؟ ألا تستحق اسماء الحياة؟؟ رسالة الى كل طبيب في مستشفى حكومي عام
اواي انسان ضميره حي .. هل تناسيتم هدفكم النبيل في مساعدة الناس للشفاء من
الامراض .. ألا تستحق أسماء الحياة..؟؟ رسالة الى كل من مر بالشارع الذي
تقيم فيه اسماء .. ونظر الى غرفتهم الخشبية وابتسم .. الا تستحق اسماء
الحياة ؟؟؟ رسالةالى كل من دفع الملايين .. لشراء اشياء سخيفة .. كنظارة
فنانة وغيرها الكثير .. ألاتستحق اسماء الحياة...؟؟ رسالة الى كل من يقرأ
هذه القصة .. ألا تستحق أسماءالحياة؟؟ رسالة إلى الجميع .. أسماء ماتت ؟؟
ولكن هناك ألف أسماء وأسماء .. أعطوهم الفرصة ليعيشوا حياة البشر ..
تعالوا
نوقظ قلوبنا .. ولو مرة .. فما اجمل ان تجعل انسانا مسكينا يبتسم وعلى خده
دمعة .. ولماذا بدانا نفقد قيمنا
الانسانية؟