ألوم نفسي بعد فوات الأوان
وأجلد ذاتي بسياط من نار
وأهذي بكلمات متناقصة
وأكرر وأصرخ ...
لماذا قررت المغامرة والإبحار
وأنا الغطاس الماهر
لكنني ...
لا أجيد السباحة لحظة الغرق
وتتلاطم الأمواج على قاربي الصغير بلا رحمه
ويعلن البحر تمرده على وجودي في مملكته
وأنا أتأمل بلهفة الغريق
طوق نجاة يمتد لينقذني
ويطول انتظاري
ويغرق أملي في دوامة عميقة
وتثور المياه لتأخذني بعيدا
لترمي بي على شاطئ مجهول
ويرتجف جسدي بردا ورعبا
ويحل الليل علي وأنا وحيدا
أخاف أن يغمض جفني
فتنهشني وحوش أحلامي الضارية
وحدي هناك بلا مأوى
ألملم نفسي وأحتضن روحي
التي أوشكت على الاحتضار من ضرب سياطي
وأتوقف فجأة إشفاقا عليها
ودون أدنى مقاومه منى
تسقط من عيني دمعه
أهرع لأضمد جراحها وما سال من دماء
وأنتشل من الشاطئ حطام قاربي
وأعود لأصنع شراعا جديدا
من بقاياي الممزقة
وأتوسل البحر أن يهدأ
لأعود من حيث أتيت
فاقد الأماني
بروح منكسرة
وقلب لن ينبض إلا ...
ليبقى على قيد الحياة
وتطأ قدماي بر أماني
وأطلق سراح قاربي
ولن ألتفت ورائي مجددا
فلن أعود إلى هناك