يتذكر المرء أعز الخلق عليــــــــــــه

فيعجز القلب عن صيد الخاطـــــــــــــر

ويحتار العقل بقطف أزهار الحــروف

وأعجز عن قول كلماتي الا أن اهديــك

دعوات بأن يمنحك ربي الجنه ورضاه

***

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

باقة جوريه حمراء لكم أجمعين

الناس قسمان علية وسفلة فالعلية من عرف الطريق الى

ربه وهذا هو الكريم على ربه والسفلة من لم يعـــــــــرف

الطريق الى ربه ولم يتعرفها فهذا هو اللئيم الذي قال الله

فيه ((( ومن يهن الله فما له من مكرم ))) الحــــــج 18

... تبغى تصير من النفوس العلية ...

كن كهؤلاء الناس حفظك الله

ومن الناس من يكون سيد عمله الذكر وقد جـعل زاده

لمعاده ورأس ماله لمآله فمتى فتر رأى انه قصــر في

ورده منها أو مضى عليه وقت وهو غير مشغول بها

أو مستعد لها أظلم عليه وقته وضاق صدره

ومن الناس من يكون طريقه الاحسان والنفع المعتـــــدى

كقضاء الحاجات وتفريج الكربات واغاثة اللهفات وأنواع

الصدقات قد فتح له في هذا وسلك منه طريقا الى ربــــه

ومن الناس يكون طريقه الصوم فهو متى أفطر تغيــــــر

عليه قلبه وساءت حاله

ومن الناس من يكون طريقه تلاوة القرآن وهي الغالــــب

على أوقاته وهي أعظـــــــــــــــــــــــــم أوراده

ومن الناس من يكون طريقه الى الامر بالمعروف والنهي

عن المنكر قد فتح الله فيه ونفذ منه الى ربه

ومن الناس من يكون طريقه الذي نفذ فيه الحج والعمرة

ومن الناس من يكون طريقه قطع العلائق وتجريد الهمة

ودوام المراقبة ومراعاة الخواطر وحفظ الاوقــــــات أن

تذهب ضائعة

ومن الناس جامع المنفذ السالك الى الله في كل واد

الواصل اليه من كل طريق فهو جعل وظائف عبودية

قبلة قلبه ونصب عينه يؤمها اين كانت ويسير معها

حيث سارت قد ضرب مع كل فريق بسهم فأين كانت

العبودية وجدته هناك ان كان علم وجدته مع اهله أو

جهاد وجدته في صف المجاهدين أو صلاة وجــــدته

في القانتين أو ذكر وجدته في الذاكرين أو احســان

ونفع وجدته في زمرة المحسنين أو محبة ومراقبة

وانابة الى الله وجدته في زمرة المحبين المنيبيــن

يدين بدين العبودية اني استقلت ركائبها ويتوجــه

اليها حيث استقرت مضاربها

فاذا سلك العبد المحب هذا الطريق عطف عليه ربــــــه

فقربه واصطفاه وأخذ بقلبه اليه وتولاه في جميـــــــــع

أموره في معاشه ودينه ومن ذاق شيئا من ذلك وعرف

طريقا موصلة الى ربه ثم تركها وأقبل على شهواتـــه

ولذاته وقع في آثار المعاطب وأودع قلبه سجـــــــــــون

المضايق فحياته عجز وغم وحزن وموته كدر وحسرة

ذلك لانه عرف طريقه الى الله ثم تركها فابصر ثم عمى

وعرف ثم أنكر وأقبل ثم ادبر فطوبى لمن اقبل على الله

بكليته وعكف عليه بارادته ومحبته فان الله يقبل عليه

بتوليه ومحبته وعطفه ورحمته وان الله اذا اقبل علــى

عبد استنارت جهاته واشرقت ساحاته وتنورت ظلماته

وظهرت عليه آثار اقباله من بهجه الجلال وآثار الجمال

يا جميل وتوجه اليه اهل الملأ الاعلى بالمحبة ثم يوضع

له القبول في الارض



اللهم اجعلنا من هذه النفوس العلية واعنا على ذكرك

وشكرك وحسن عبادتك يا رحيم

المرجع كتاب ((( طريق الهجرتين وباب السعادتين )))

لابن قيم الجوزيه اللهم اسكنا واسكنه جنات النعيـــــــم




الفردوس الاعلى مع النبيين والشهداء والصديقيـــــن

... آآآمين ...