خَـــانَنِـى
ومَحَى البَراءَةَ مِنْ صِفَاتِى
بـــاعَنِـى
وشَرَى بِسَاعَتِهَا حَيَاتِى
سَرَقَ السَّعَادَةَ مِنْ عُيُونِى
واسْتَبَاحَ لَهَا شَتَاتِى
قَتَلَ الطُّفُولَةَ فى عُروقِى
وانْتَهَى مِنْ سَلْخِ ذَاتِى
ونَأَى يُبَعْثِرُ كِبْرِيَائِى
فَوْقَ بَعْضٍ مِنْ رُفَاتِى
وعَلى مَنَابِرِ كِبْرِهِ
أَطْلالُ مِيلادِى ...
مَمَاتِى
نَثَرَتْ يَدَاهُ حُطَامَ رُوحِى
فَوْقَ شَوْكٍ فى فَلاةِ
رُوحِى قَضَتْ كانتْ هُنا
أَضْحَتْ سَراباً كالحياةِ
آآآآآهٍ تَفَنَّنَ فى كِتَابَةِ ذِكْرَيَاتِى
آآآآآهٍ تَفَنَّنَ فى كِتَابَةِ صَفَحَاتِى
إقْرَأْ كِتَابِىَ كُلُّ أَحْرُفِهِ آهَاتِى
سَطْرٌ بِدَمْعِى والْمِدَادُ لَهُ آهاتى
وَيَلِيهِ سَطرٌ مِنْ هُمُومٍ
كالْجِبالِ الرَّاسِياتِ
وحُروفُهُ جَمْرٌ تَلَظَّى
فى ضُلوعى الثَّائِراتِ
ألَمِى رَفيقِى
والسُّهادُ مُشَهِّيَاتِى
والحُزْنُ أنْفَاسى
تُضَاجِعُ بَعْضَها بعضاً
فَتُنْجِبُ زَفَرَاتِى
ما خَطْبُهُ
ماذا يَضِيرُ السَّلْخُ
بَعْدَ أَنْ يَنْعَى مَمَاتِى
واسْتَخْرَجَتْ أيْدِى خِيانَتُهُ كتاباً
كُلُّ ما فيهِ وَفَاتى
والآنَ فى الْفَصْلِ الأَخيرِ
يَلُوحُ طَيْفٌ كالسَّرابْ
ودَنَا يُعانِقُ خَطْوه أَمَلٌ
يَزِيدُ بِلا حِسابْ
آآآآآآآآآهٍ يَمُدُّ يَدَاهُ لِى
فَنَسِيتُ مَا بِى مِنْ عَذابْ
قالَ ارْكَبِى
فَعَلَوْتُ قَلْباً شَقَّ بِى أُفْقَ السَّحابْ
وعَلَى جَناحِ وَفائِهِ
مَزَّقْتُ صَفَحَاتِ الكتابْ
ونَسيتُ غَدْراً مِنْ قَريبٍ
كادَ يُورِينِى التُّرابْ
وجَزاؤُهُ هذا النَّبِيلُ
تُراهُ شَهْداً مِنْ رِضَابْ ؟
لا بَلْ طَعَنْتُ وَفَاءَهُ
بالْغَدْرِ رَجْماً كالشِّهابْ
آآآآآآآآآهٍ طعنت وفاءه بالغدر
فاخْتَتَمَ الكتابْ
آآآآآآآآآه طعنت وفاءه بالغدر
فاختتم الكتاب
آآآآآآآآآه طعنت وفاءه بالغدر
فاختتم الكتاب