في هذا الوقت المأزوم بتخوين الفجر الزاحف من أرق الأرملة الثكلى
وصراخ الأطفال..
يشرق طيفكِ حلماً وردياً فيمتزج مع لون الدم المسفوك على الطرقات..!
والغيم يسقط زهراً عليه كتابات لا يتنفسها إلا من يملك أجنحة
أو من كان بصيراً في عهد الظلمات..!
مهلاً يا أملي يا توأم روحي يا عهدي الأبدي..!
فأنا الآن لا أملك وقتاً كي أصل إليكِ وملايين الأحلام تتزاحم في الساحات..!
وأنا المتربص لليأس : من أوقعني أرضاً في كل الجولات..!
مشكلتي أني أرفض أن تستوطن الفكرة رأسي دون أن تخضع للتفتيش..!
مشكلتي أن سلاحي كلمة لا تحمل نصلاً ذو حدين..
وأني لا أطعن في الظهر
ولا أملك وجهين..!
مشكلتي أني لا أقبل بالتحكيم..!
وأنكِ ساكنة في عمق اللحظات حتى وأنا أتلقى من يأسي أبطش لكمات..!
مشكلتي أنتِ..
يا حلمي الأبيض
يا أهدى الرايات..!
في هذا الوقت يطالعني ذاك العصفور الشاهد من خلف الأغصان على أولى القبلات
والمطر قد بلل ريشه
وخدرٍ من دفءٍ غامض زحف إلى عينيه فأنتشى لوهلة
ثم شعر بالنعاس
ونام..!
لا أدري ما سر مكوث القبلات الأولى في قلب الثورات..؟!!
بقلمي..